لماذا لا يغيب بريق مارادونا رغم سحر ميسي؟

اسمه تصدر الترند عربياً عقب انتهاء كأس العالم

مارادونا محمولاً على الأعناق حينما قاد التانغو للفوز بكأس 1986 (أرشيفية)
مارادونا محمولاً على الأعناق حينما قاد التانغو للفوز بكأس 1986 (أرشيفية)
TT

لماذا لا يغيب بريق مارادونا رغم سحر ميسي؟

مارادونا محمولاً على الأعناق حينما قاد التانغو للفوز بكأس 1986 (أرشيفية)
مارادونا محمولاً على الأعناق حينما قاد التانغو للفوز بكأس 1986 (أرشيفية)

«من 30 أكتوبر (تشرين الأول) 1960 إلى 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020»، 60 عاماً بين التاريخين تعرفها الأرجنتين جيداً، ويمجدها جمهور كرة القدم في ذلك البلد اللاتيني كأهم السنوات في تاريخها الكروي، كونها السنوات التي عاشها الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا.
ورغم التاريخ الكروي الجديد الذي سطره الجيل الحالي بقيادة «الساحر» ليونيل ميسي، بالفوز بلقب «كأس العالم 2022»، وتحقيق «البرغوث» حلمه الكبير وحلم الملايين من محبيه حول العالم، فإن مارادونا ظلّ الغائب الحاضر في تتويج الأرجنتين بكأس العالم.
وليس أدل على ذلك من قيام مشجعي «راقصي التانغو» بالتوافد على منزل قديم للراحل مارادونا في بوينس آيرس وتنظيم احتفال كبير في أركانه وعلى جنبات مسبحه، احتفاءً بالفوز الدراماتيكي مساء الأحد على فرنسا، إلى جانب رفع صوره في ضواحي العاصمة خلال الاحتفال بالبطولة التي لم تتحقق منذ 36 عاماً.
كما ظهر مارادونا في تهنئة «الجوهرة السمراء» بيليه للمنتخب الأرجنتيني بالفوز، قائلاً عبر حسابه بـ«إنستغرام»: «هنيئاً للأرجنتين، دييغو مارادونا يبتسم الآن».
https://www.instagram.com/p/CmUqLGguD6_/
وإلى الفضاء الإلكتروني، تصدر اسم مارادونا «الترند» على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، وقائمة الأكثر بحثاً على موقع «غوغل».
واحتفت صفحات المشجعين العرب بالأسطورة مارادونا عبر كثير من المنشورات. منها:
https://twitter.com/abdullahalali/status/1604818293486927873

كما نقل البعض رسماً لمارادونا مرتدياً «الغترة والعقال» وسط احتفال المشجعين:
https://twitter.com/Alyassri/status/1604809816983031808

وتساءل بعض المتابعين عن عدم غياب «بريق مارادوانا» رغم «سحر ميسي»!... وهو التساؤل الذي يجيب عنه رئيس الاتحاد العربي للثقافة الرياضية والناقد والإعلامي أشرف محمود، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «نتفق بداية أن لكل زمن دولة ورجالاً، وعلى مر العصور نتذكر أسماءً لامعة، مثل بيليه ومارادونا وكرويف وخوليت، التي لا تنسى من ذاكرة عشاق كرة القدم، لكن يظل مارادونا من بين هؤلاء له مكانته الكبيرة، فدائماً المهارة الأعلى هي ما تسكن قلوب محبي الكرة، وهو ما تحقق مع مارادونا».
ويضيف: «نجد دائماً مقارنة مستمرة بين مارادونا وميسي، وذلك لأن كلاهما من بلد واحد وكلاهما يحمل الرقم نفسه (10)، وكلاهما حقق الإنجازات نفسها، لكن دائماً ما تكيل الكفة لصالح مارادونا، ولهذا أسبابه، ففي فترة الأخير لم يكن قد وصل الإعلام إلى هذا التطور، ولم نعرف وقتها القدرات الإلكترونية التي من خلالها تمكنا من رؤية مارادونا بشكل مستمر، فلم يكن هذا التقدم الإعلامي المحيط بميسي محيطاً بمارادونا، ورغم ذلك أثبت مارادونا وقتها مهاراته وسلب إبداعه العقول والقلوب، وجعل العالم يتعرف عليه في كأس العالم فقط، أما حالياً فنشاهد ميسي في كل المباريات والمنافسات، بما يعني منطقياً أن ارتباط الجمهور بميسي يكون أكبر من مارادونا، لكن يبقى وفاء الجمهور مع من أتقن وأمتع».
ويتابع رئيس الاتحاد العربي للثقافة الرياضية: «شاهدتُ الاثنين، وكلاهما لاعب فذ، لكن يبقى مارادونا هو الأعظم، وذلك بالنظر إلى الظروف التي أحاطت بهما، فمارادونا أراه يستطيع تحمل فريق أو منتخب بمفرده، حيث امتلك المهارة والسرعة والمرور من المنافس بكامل جسده، فكان مارادونا النجم الأوحد في المنتخب الذي تقع عليه المسؤولية، بخلاف ميسي نرى بجواره لاعبين كباراً مثل دي ماريا. كذلك يستحوذ مارادونا على التعاطف بالنظر إلى ظروفه الإنسانية؛ فقد تعب بشكل أكبر ومر بظروف حياتية أصعب من ميسي، لكنه نجح في الجهاد الكروي لإثبات نفسه والجمهور يقدر بدوره هذا الجهاد والمعاناة ورحلة الصعود»، على حد تعبيره.
ويشير محمود إلى أن فوز ميسي بكأس العالم لن يؤثر على شعبية مارادونا، ولن ينتقص ذلك مكانته قيد أنملة.
بدوره، يقول الناقد الرياضي المصري أيمن أبو عايد: «لا مجال للمقارنة بين لاعبين في زمنين مختلفين، فلكل زمان رجاله، ويظل مارادونا رغم الرحيل ومرور السنوات على اعتزاله كرة القدم أسطورة عالمية، فرغم أن العشرين عاماً الأخيرة هي عصر ميسي، فإن بريق مارادونا يظل كما هو لم يُمس».
ويتابع: «بالفعل ميسي بفوزه بكأس العالم عادل إنجاز مارادونا، وبالتالي يمكننا القول إنهما أصبحا بالمكانة ذاتها، وأصبح ميسي هو الآخر أسطورة كبيرة في عالم كرة القدم، مع مراعاة اختلاف طبيعة كرة القدم من زمن لآخر، ومن حيث طرق اللعب والأساليب الفنية».
ويُرجع الناقد الرياضي سبب بريق مارادونا إلى أنه «يعد بطلاً قومياً وليس مجرد لاعب كرة مهاري، فالجمهور الأرجنتيني تحديداً لا ينسى له أنه هو من حفظ ماء وجهها وحقق لها اللقب المونديالي الثاني في عام 1986، في ظل الصراع الشرس بين الأرجنتين والبرازيل، وفي ظل تنافس قوي في بطولة كوبا أميركا يقتسم المنتخبين كثيراً من نسخه، إلا أن التفوق العالمي كان من نصيب البرازيل، بل إنه أكثر المنتخبات فوزاً بكأس العالم بخمس بطولات، وبالتالي كان ما فعله مارادونا في مونديال 1986 بمثابة الأسطورة الكروية.


مقالات ذات صلة

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )
رياضة سعودية منشور رونالدو وتعليق إيلون ماسك عليه عقب المباراة (منصة «إكس»)

إيلون ماسك يلفت أنظار عشاق كرة القدم بتهنئته لرونالدو

لفت الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، أنظار عشاق كرة القدم بعد رده على منشور لنجم نادي النصر السعودي كريستيانو رونالدو.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية جوليلمو فيكاريو حارس مرمى توتنهام هوتسبير (أ.ف.ب)

فيكاريو حارس توتنهام يخضع لجراحة في الكاحل

أعلن توتنهام هوتسبير المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أن حارس مرماه جوليلمو فيكاريو خضع لجراحة بعد إصابته بكسر في الكاحل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فينسنت كومباني مدرب بايرن ميونيخ (رويترز)

كومباني: سان جيرمان يضم مواهب مذهلة

قال فينسنت كومباني، مدرب بايرن ميونيخ، إن سان جيرمان يمتلك الكثير من العناصر الفردية الجيدة.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (د.ب.أ)

سيميوني: النظام الجديد لدوري الأبطال ليس سهلاً

قال دييغو سيميوني، مدرب أتلتيكو مدريد، إن النظام الجديد للبطولة يعني أن الأمور ليست سهلة بالنسبة لأي فريق.

«الشرق الأوسط» (براغ)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.