هل تكون طاقة الاندماج النووي بديلاً في المستقبل القريب؟

إنجاز عالمي يتوج جهود آلاف العلماء خلال الستين سنة الماضية

مختبر الليزرات في منشأة الإشعال الوطني التابعة لمختبر لورنس ليفرمور الوطني الأميركي (أ.ف.ب)
مختبر الليزرات في منشأة الإشعال الوطني التابعة لمختبر لورنس ليفرمور الوطني الأميركي (أ.ف.ب)
TT

هل تكون طاقة الاندماج النووي بديلاً في المستقبل القريب؟

مختبر الليزرات في منشأة الإشعال الوطني التابعة لمختبر لورنس ليفرمور الوطني الأميركي (أ.ف.ب)
مختبر الليزرات في منشأة الإشعال الوطني التابعة لمختبر لورنس ليفرمور الوطني الأميركي (أ.ف.ب)

أحرز علماء الفيزياء في الولايات المتحدة الأميركية تقدماً علمياً كبيراً في السباق نحو إنتاج طاقة الاندماج النووي (Nuclear fusion energy)، فلقد أعلنوا في 13 ديسمبر (كانون الأول) الحالي حصولهم - تجريبياً ولأول مرة - على طاقة ناتجة أكبر من الطاقة التي استخدمت لإنتاج الاندماج نفسه بنسبة 1.54، وهذا مطلب مهم في قياسات كفاءة الطاقة، وقد أجريت التجربة في منشأة الإشعال الوطني (National ignition facility) التابعة لمختبر لورنس ليفرمور الوطني (Lawrence Livermore National Laboratory) في كاليفورنيا.
الاندماج النووي
تعد طاقة الاندماج النووي من مصادر الطاقة الواعدة، فهي مصدر هائل من الطاقة النظيفة بعكس طاقة الانشطار النووي (Nuclear fission energy)، إذ لا ينتج عن الاندماج النووي انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للتغير المناخي، كما أن نواتجها هي نُوَى مستقرة ولا تنتج كميات كبيرة من النفايات النووية. والوقود الاندماجي أيضا متوافر بكثرة على الأرض وكافٍ لتزويد العالم كله باحتياجات الطاقة لملايين السنين، وهذه الأسباب دفعت كثيرا من الدول إلى بدء برامج البحث والتطوير في التقنية النووية الاندماجية بهدف تحرير طاقة الاندماج العالية ومن ثم تحويلها إلى حرارة لتشغيل التوربينات وبالتالي توليد القدرة الكهربية.
الاندماج النووي هو العملية التي تمد الشمس والنجوم بالطاقة، وهو المسؤول عن بقاء الحياة وإدامتها على الأرض. ولبدء الاندماج يجب تسخين الوقود المكون من نظيرَيّ عنصر الهيدروجين - الديوتيروم (Deuterium) والترتيتوم (Tritium) باستخدام ليرزات عالية القدرة إلى درجة حرارة تصل إلى 50 مليون درجة مئوية وذلك حتى تتأين وتكتسب هذه النُّوَى طاقة كافية للتغلب على التنافر الكهروستاتيكي الذي يعرقل هذه العملية، فتندمج محررة طاقة كبيرة.

والطاقة المتحررة من هذا التفاعل عالية، فعلى سبيل المثال حرق 12 مليغراما من خليط وقود ديوتيروم وترتيتوم بنسبة 50 في المائة لكل منهما ينتج طاقة مقدارها 2.4 غيغا جول وهو يعادل حوالي 1 طن من مادة المتفجرات تي إن تي. و يعود السبب إلى اختيار نظيرَيّ الهيدروجين بوصفهما وقودا إلى توافرهما، فيمكن تحضير التريتيوم صناعياً بتفاعل النيترونات (Neutrons) مع عنصر الليثيوم (Lithium)، ويمكن الحصول على الأخير مع الديوتيروم من مياه البحر، إذ يحتوي لتر واحد من مياه البحر على ما يكفي منهما لإنتاج 1 كيلو واط في ساعة من طاقة الاندماج.
الطاقة التي تم الحصول عليها يوم الخامس من ديسمبر (كانون الأول) في تمام الساعة الواحدة صباحاً تكفي لتسخين ما يقارب 30 لتراً من الماء. وعلى الرغم من أنها طاقة صغيرة لكنها تمثل كثيرا من حيث نجاح المبدأ العلمي، فالعلماء الآن أقرب للاندماج النووي مما كانوا عليه في الماضي. وهذا التقارب يأتي سريعاً لأن نسبة الطاقة الناتجة مقارنة بالطاقة المستخدمة لإنتاج الاندماج في أغسطس (آب) من العام الماضي كانت 0.7، أي أنهم تمكنوا خلال سنة واحدة فقط من زيادة النسبة إلى 2.2، السبب الرئيسي لنجاح تجربة هذا العام هو الدقة في صناعة وتصميم الوقود المستخدم كما أعلن دكتور مايكل ستاندرمان رئيس فريق مصممي الوقود مقارنة بالعالم الماضي.
إنجاز عالمي
سببان يجعلان الاحتفاء بهذا الإنجاز عالمياً، أولهما أنه أتى ضمن جهود الآلاف من العلماء خلال الستين سنة الماضية، وثانيهما تمكّن منشأة الإشعال الوطني التي بُنيت بتقنية التسعينيات من الحصول على طاقة الاندماج النووي، وهذا يعني أنه يمكن مستقبلاً خفض التكلفة الاقتصادية لهذا التجارب، ومنها بناء مفاعلات تمكّن من توليد الطاقة على نطاق تجاري.
على النطاق الزمني، فلا يمكن أن تكون هذه الطاقة بديلا لمصادر الطاقة الحالية إلا بعد عشرات السنين، فالتوقعات تشير إلى أن بناء نموذج لتوليد الطاقة يحتاج إلى عشر سنوات على الأقل، أما الاعتماد على الاندماج النووي كمصدر معتمد للطاقة فقد لا يتم قبل 30 إلى 40 عاما في أفضل الأحوال، وهو ما يعني أن العالم سيستمر على مصادر الطاقة الحالية حتى منتصف هذا القرن على الأقل. وما زالت هناك تحديات رئيسية علمية واقتصادية، فمن الناحية المختبرية يتوجب على العلماء تكرار التجربة للحصول على قدر أكبر من الطاقة وتعلم المزيد عن الاندماج النووي. أما اقتصادياً فلا بد من تخفيض تكلفة الوقود المستخدم، إذ إن الأهداف الحالية تكلف تقريبا 5000 دولار أميركي، فعلى سبيل المثال إذا كانت الطاقة الناتجة عن هذه التقنية 200 ميغا جول فستنتج قدرة كهربائية مقدارها 22 كيلو واط - ساعة، هذا يعني أنه يجب أن يكلف الهدف حوالي الدولار والنصف، إلا أن هذا ليس مستحيلا فالأبحاث التي تجرى حالياً والتقدم العلمي في تقنية تصنيع الوقود تشير إلى إمكانية خفض هذه التكلفة مستقبلاً.
أخيرا لا يعد الدعم المادي لأبحاث الاندماج النووي إنفاقاً غير مثمر، حتى وإن كان الحصول على الطاقة للأغراض التجارية يحتاج إلى وقت طويل. ويصل الدعم في منشأة الإشعال الوطني وحدها إلى 3.5 مليار دولار، فالولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية قد لا تجد حرجاً في دفع هذه المبالغ الطائلة، لأسباب منها التفاتها إلى أهمية ملف الطاقة بالنظر إلى الأوضاع السياسية الأخيرة، إضافة إلى أن هذه الأبحاث ساهمت في تقدم العلوم المصاحبة لهذه التقنيات، فمنها بات العالم يعرف كثيرا عن بلازما الشمس وبقية النجوم، وفيزياء الطاقات العالية (high energy density physics)، أما في مجال التقنية فقد تطورت تقنية الليزر ذات القدرة العالية ووصلت شدتها حالياً إلى 1021 واط لكل سم مربع، وكذلك هندسة علم المواد بفضل محاولة تحسين حجرة الاندماج المستخدمة في توليد الطاقة.
* أستاذة مساعدة في فيزياء بلازما الاندماج النووي بقسم الفيزياء والفلك بجامعة الملك سعود


مقالات ذات صلة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تمكنك «دورا» من تصميم مواقع ثلاثية الأبعاد مذهلة بسهولة تامة باستخدام الذكاء الاصطناعي دون الحاجة لأي معرفة برمجية (دورا)

صمم موقعك ثلاثي الأبعاد بخطوات بسيطة ودون «كود»

تتيح «دورا» للمستخدمين إنشاء مواقع مخصصة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر إدخال وصف نصي بسيط.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يحول الذكاء الاصطناعي الطابعات من مجرد خدمة بسيطة إلى أداة أكثر ذكاءً واستجابة لحاجات المستخدمين (أدوبي)

خاص كيف يجعل الذكاء الاصطناعي الطابعات أكثر ذكاءً؟

تلتقي «الشرق الأوسط» الرئيسة العامة ومديرة قسم الطباعة المنزلية في شركة «إتش بي» (HP) لفهم تأثير الذكاء الاصطناعي على عمل الطابعات ومستقبلها.

نسيم رمضان (بالو ألتو - كاليفورنيا)

الكشف عن العوامل الوراثية المرتبطة بـ«الانزلاق الغضروفي»

 41 منطقة جديدة من الجينوم تعمل على تعديل خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي (غيتي)
41 منطقة جديدة من الجينوم تعمل على تعديل خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي (غيتي)
TT

الكشف عن العوامل الوراثية المرتبطة بـ«الانزلاق الغضروفي»

 41 منطقة جديدة من الجينوم تعمل على تعديل خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي (غيتي)
41 منطقة جديدة من الجينوم تعمل على تعديل خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي (غيتي)

سلطت دراسة حديثة الضوء على التقدم الكبير في فهم الأسس الجينية للانزلاق الغضروفي القطني، ووجدت 41 منطقة جديدة من الجينوم تعمل على تعديل خطر الإصابة بالانزلاق الغضروفي، بالإضافة إلى 23 منطقة كانت حُددت سابقاً.

كما توفر الدراسة رؤى جديدة بشأن كيفية تأثير هذه المناطق على بنية القرص الموجود بين الفقرات (القرص الفقري)، والالتهاب، ووظيفة الأعصاب. وتتعلق النتائج الرئيسية بالجينات المرتبطة بالأعصاب، والتي تعزز فهمنا كيفية تسبب الانزلاق الغضروفي في ألم طويل الأمد وتجارب ألم متفاوتة.

الجينات و«الانزلاق الغضروفي»

يعدّ الانزلاق الغضروفي القطني أحد أكثر التغيرات البنيوية شيوعاً في أسفل الظهر، والسبب الأكثر شيوعاً لألم العصب الوركي في الساق، وقد حُقق في عوامل الخطر الوراثية للانزلاق الغضروفي في دراسة دولية قادتها مجموعة بحثية من فلندا.

وحللت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Nature Communications» يوم 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، برئاسة يوهانس كيتونين، من وحدة أبحاث الصحة السكانية بكلية الطب والمركز الحيوي في جامعة أولو، البيانات الجينية والصحية لنحو 830 ألف مشارك من بنوك حيوية قوية، مثل «البنك الحيوي الفلندي والإستوني» و«البنك الحيوي البريطاني»، وقيّمت دور مجموعات البيانات الكبيرة في الكشف عن العلاقات الجينية المعقدة. وكان لاكتشاف 5 مناطق جينومية جديدة مرتبطة بحالات أكثر شدة تتطلب الجراحة أهمية كبيرة للتأكيد على إمكانية تصميم التدخلات الطبية.

وحددت الدراسة، بالإضافة إلى ذلك، ارتباطات جديدة بالقرب من الجينات المرتبطة بالجهاز العصبي ووظيفة الأعصاب. وقد أدت النتائج المتعلقة بوظائف الجهاز العصبي إلى زيادة فهمنا العلاقة بين الانزلاق الغضروفي العرضي والألم المنتشر.

جينات الاستعداد الوراثي

وقال فيلي سالو، الباحث في جامعة أولو والمحلل الرئيسي في الدراسة، إنهم وجدوا جينات الاستعداد الوراثي التي يمكنها تفسير إطالة الألم جزئياً وكذلك الاختلافات التي لوحظت سريرياً في الألم الذي يعانيه المرضى.

وهذا ما يساعد في تطوير أساليب إدارة الألم لمرضى الانزلاق الغضروفي الذين يعانون آلاماً شديدة، وبالتالي تحسين نوعية حياتهم، كما يقول المختص في الطب الطبيعي الذي شارك في البحث، جوهاني ماتا، من وحدة أبحاث العلوم الصحية والتكنولوجيا بكلية الطب في جامعة أولو بفنلندا.

و«الانزلاق الغضروفي القطني» هو إصابة للغضروف بين فقرتين من العمود الفقري، وعادة ما يحدث بسبب الإجهاد المفرط أو صدمة للعمود الفقري، ويعدّ من أكثر التغيرات البنيوية شيوعاً في أسفل الظهر، كما أنه السبب الأكثر شيوعاً لـ«الألم المنتشر» الذي يسمى «عرق النسا»؛ إذ يحدث «الألم المنتشر» بسبب تهيج الأعصاب الذي يحدث بسبب ضيق العصب الناجم عن الانزلاق، وخصوصاً بسبب زيادة العوامل الالتهابية في منطقة الانزلاق الغضروفي.

والانزلاق الغضروفي شائع جداً حتى لدى الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض. ويزداد تكراره مع تقدم العمر، ويسبب أعراضاً لبعض الأشخاص فقط عندما يهيج العصب؛ فالعوامل المرتبطة بتطور الانزلاق الغضروفي معروفة نسبياً، لكن التحقيق في خلفيتها الوراثية لم يحظ باهتمام كبير.

التنبؤ بالإعاقة والألم بعد الجراحة

ووفقاً لدراسة نُشرت في 7 فبراير (شباط) 2024 بمجلة «JAMA»، وقادها بيورنار بيرج، من «مركز صحة الجهاز العضلي الهيكلي الذكي» بكلية العلوم الصحية في جامعة أوسلو النرويجية، فقد طور بيرج وزملاؤه نماذج التنبؤ بالإعاقة والألم بعد 12 شهراً من جراحة الانزلاق الغضروفي القطني، وأكدوا صحة هذه النماذج.

كما أكدت الدراسة على إمكانات التعلم الآلي في تعزيز عملية اتخاذ القرار السريري وإرشاد المرضى فيما يتعلق بنتائج جراحة الانزلاق الغضروفي القطني، فقد استخدم البحث مجموعة بيانات شاملة من السجل النرويجي لجراحة العمود الفقري، وحلل أكثر من 22 ألفاً و700 حالة لتطوير نماذج التنبؤ بالإعاقة والألم بعد الجراحة.

واكتشف الباحثون أن معدلات عدم نجاح العلاج كانت على النحو التالي: 33 في المائة للحالات التي قيست باستخدام «مؤشر أوزويستري للإعاقة (ODI)»، و27 في المائة للحالات التي قيست باستخدام «مقياس التصنيف العددي (NRS)» لألم الظهر، و31 في المائة للحالات التي قيست باستخدام المقياس نفسه؛ أي «مقياس التصنيف العددي لألم الساق».

وهذا يشير إلى أن نسبة كبيرة من المرضى لم يحققوا نتائج ناجحة في تقليل الإعاقة أو تخفيف الألم بعد جراحة الانزلاق الغضروفي القطني.

دعم التشخيصات

و«مؤشر أوزويستري للإعاقة Oswestry Disability Index (ODI)» مشتق من استبيان لآلام أسفل الظهر يستخدمه الأطباء والباحثون لقياس الإعاقة الناجمة عن آلام أسفل الظهر ونوعية الحياة. و«أوزويستري» مدينة تاريخية في شروبشاير بإنجلترا.

أما «مقياس التقييم الرقمي (NRS) Numeric Rating Scale» فيقيس مستوى الألم من 0 إلى 10 (حيث يشير 0 إلى عدم وجود ألم، و10 إلى ألم شديد).

ويشير استخدام البيانات قبل الجراحة بوصفها متنبئات إلى أنه يمكن دمج هذه النماذج في سير العمل السريري عبر أنظمة السجلات الطبية الإلكترونية، مما يدعم «التشخيصات الشخصية» ويساعد في اتخاذ القرارات المشتركة للجراحة.

ويؤكد المؤلفون على الحاجة إلى مزيد من التحقق الخارجي بسجلات جراحة العمود الفقري الأخرى؛ لتوسيع نطاق التطبيق. كما يمثل هذا التطور خطوة مهمة نحو الطب الدقيق في جراحة العمود الفقري، مما قد يحسن نتائج المرضى ويحسن التخطيط الجراحي.