المغرب: «حوارات أطلسية» يختتم أشغاله بالدعوة لإشراك الشباب في صنع القرار

جانب من الجلسة التي شارك فيها رؤساء سابقون لبلدان الأرجنتين وبوليفيا والإكوادور (الشرق الأوسط)
جانب من الجلسة التي شارك فيها رؤساء سابقون لبلدان الأرجنتين وبوليفيا والإكوادور (الشرق الأوسط)
TT

المغرب: «حوارات أطلسية» يختتم أشغاله بالدعوة لإشراك الشباب في صنع القرار

جانب من الجلسة التي شارك فيها رؤساء سابقون لبلدان الأرجنتين وبوليفيا والإكوادور (الشرق الأوسط)
جانب من الجلسة التي شارك فيها رؤساء سابقون لبلدان الأرجنتين وبوليفيا والإكوادور (الشرق الأوسط)

دعا مشاركون في ورشة مخصصة لـ«القادة الشباب»، في ختام منتدى «حوارات أطلسية»، في دورته الـ11، مساء أول من أمس بمراكش، إلى تعزيز إشراك الشباب في صنع القرار، بشأن القضايا المتعلقة بمستقبل البلدان وكوكب الأرض.
وشارك 30 من القادة الشباب من 22 بلداً في دورات تكوينية حول الريادة، أدارها خبراء رفيعو المستوى، أياماً قبل مشاركتهم الفعلية في المنتدى. وتم انتقاء هؤلاء القادة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة، من بين 1600 مرشح من 115 بلداً، للمشاركة في برنامج القادة الناشئين للحوارات الأطلسية.
وقال كريم العيناوي، الرئيس التنفيذي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، في ختام فعاليات «حوارات أطلسية» إن المنتدى قد تمكن بعد 11 دورة من «إنشاء مجتمع بروح مشتركة»؛ مشيراً إلى أن 400 مشارك من 60 بلداً يبحثون اليوم تموقع المغرب في الحوار بين الشمال والجنوب.
وتناولت دورة هذه السنة من المنتدى التي نُظمت تحت رعاية الملك محمد السادس، بمبادرة من مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وتوزعت على 11 جلسة عامة، بمشاركة نخبة من المسؤولين والباحثين والخبراء الدوليين، موضوع «آفاق التعاون الدولي في عالم متحور... الفرص المتاحة في المحيط الأطلسي الموسع».
وتهدف الحوارات الأطلسية التي أطلقت في 2012، إلى تعزيز النقاش بين الشمال والجنوب، من أجل بلورة حلول مبتكرة للمشكلات والقضايا المطروحة.
من جهته، قال السفير فؤاد يازوغ، المدير العام للعلاقات الثنائية والشؤون الإقليمية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن مؤتمر الدول الأفريقية الأطلسية «يروم خلق أوجه التآزر لمعالجة المشكلات الاجتماعية، وتحقيق الاستقرار والازدهار بالمنطقة»؛ مشدداً خلال جلسة عامة حول «المغرب والمحيط الأطلسي»، على أن البلدان الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي «لديها إمكانات مهمة في مجالات الطاقة والسياحة والخبرات الصناعية... وإذا خلقنا أوجه التآزر، فسيكون بإمكاننا معالجة القضايا الاجتماعية، وهشاشة القوى المركزية ببعض البلدان المستهدفة بالإرهاب والقرصنة، وأشكال أخرى من الجرائم العابرة للحدود».
وأوضح يازوغ أن المحيط الأطلسي «لم يعد حاجزاً لا يمكن تخطيه كما كان من قبل؛ بل أصبح بحراً صغيراً تعبره عدة ظواهر، تتراوح بين تغير المناخ والجريمة العابرة للحدود، وقضايا انعدام الأمن والإرهاب»؛ مشيراً إلى أن المبادرة المغربية بشأن المحيط الأطلسي «تستوعب الإمكانات المهمة» التي تزخر بها المنطقة، والتي يتعين تطويرها؛ مؤكداً أن المغرب اتخذ هذه المبادرة لأنه يمتلك أطول ساحل على المحيط الأطلسي؛ لكنه لا يسعى إلى الريادة المطلقة، ومشدداً على موقف المملكة «كبلد أفريقي من بين بلدان أفريقية أخرى، تسعى إلى خلق أوجه التآزر ودعوة البلدان إلى الانخراط في هذا التعاون الأفريقي – الأفريقي».
في السياق ذاته، أكد يازوغ أن مشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا - المغرب، يبقى من أبرز المبادرات في هذه المنطقة التي من شأنها تعزيز التنمية الاجتماعية والصناعية والثقافية، من خلال ربط جزء كبير من القارة الأفريقية. وقال بهذا الخصوص: «إننا على يقين من أن هذا المشروع سيثير اهتمام العالم أجمع، ويحظى بالفعل باهتمام كبير، سواء في أوروبا أو في أميركا، أو لدى المانحين بشكل عام. ولن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يصبح حقيقة واقعة في القريب العاجل».
من جهتهم، ثمن رؤساء سابقون لبلدان الأرجنتين وبوليفيا والإكوادور الدور الذي يضطلع به المغرب، من أجل تعزيز التعاون والاندماج بين أفريقيا وأميركا اللاتينية، مشددين في جلسة «البحث عن أميركا لاتينية موحدة... فرص التغيير»، على أهمية الحوارات الأطلسية في النهوض بواقع التعاون بين الجانبين.
وأعرب الرئيس السابق للأرجنتين، فيديريكو رامون بويرتا، عن سعادته بالمشاركة في هذا المنتدى الدولي «الذي يسهم في تحفيز تبادل الأفكار والتجارب»، بما يساهم في النهوض بمصالح شعوب المنطقة، بينما نوَّه الرئيس السابق لبوليفيا، خورخي توتو كيروغا، بتنظيم المغرب لهذا المنتدى، وقال: «إننا بحاجة إلى مثل هذا النقاش في المجتمعات المدنية والمقاولاتية والاقتصادية، وفي أوساط القادة الشباب والنساء، لدفع الحكومات إلى تعزيز الاندماج». ودعا إلى جعل المنتدى فضاء أطلسياً، يسهم في رفع المبادلات التجارية ودفع الاندماج، لا سيما بين القارتين الأفريقية والأميركية الجنوبية. كما شدد على ضرورة اغتنام مثل هذه الحوارات لخلق روابط فرعية في الفضاء الأطلسي، وعدم الاضطرار إلى المرور عبر الشمال لتعزيز هذا الترابط بين شعوب الضفتين.
من جانبه، أكد الرئيس السابق للإكوادور، جميل معوض، أهمية هذا الملتقى الدولي الذي يتجسد «في آفاق التعاون الدولي في عالم متحور»، مشدداً على ضرورة تعزيز الحوار الأطلسي لمجابهة التغيير في المنظومة التي يعيشها العالم في الوقت الراهن.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.