دعا مشاركون في ورشة مخصصة لـ«القادة الشباب»، في ختام منتدى «حوارات أطلسية»، في دورته الـ11، مساء أول من أمس بمراكش، إلى تعزيز إشراك الشباب في صنع القرار، بشأن القضايا المتعلقة بمستقبل البلدان وكوكب الأرض.
وشارك 30 من القادة الشباب من 22 بلداً في دورات تكوينية حول الريادة، أدارها خبراء رفيعو المستوى، أياماً قبل مشاركتهم الفعلية في المنتدى. وتم انتقاء هؤلاء القادة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة، من بين 1600 مرشح من 115 بلداً، للمشاركة في برنامج القادة الناشئين للحوارات الأطلسية.
وقال كريم العيناوي، الرئيس التنفيذي لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، في ختام فعاليات «حوارات أطلسية» إن المنتدى قد تمكن بعد 11 دورة من «إنشاء مجتمع بروح مشتركة»؛ مشيراً إلى أن 400 مشارك من 60 بلداً يبحثون اليوم تموقع المغرب في الحوار بين الشمال والجنوب.
وتناولت دورة هذه السنة من المنتدى التي نُظمت تحت رعاية الملك محمد السادس، بمبادرة من مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وتوزعت على 11 جلسة عامة، بمشاركة نخبة من المسؤولين والباحثين والخبراء الدوليين، موضوع «آفاق التعاون الدولي في عالم متحور... الفرص المتاحة في المحيط الأطلسي الموسع».
وتهدف الحوارات الأطلسية التي أطلقت في 2012، إلى تعزيز النقاش بين الشمال والجنوب، من أجل بلورة حلول مبتكرة للمشكلات والقضايا المطروحة.
من جهته، قال السفير فؤاد يازوغ، المدير العام للعلاقات الثنائية والشؤون الإقليمية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن مؤتمر الدول الأفريقية الأطلسية «يروم خلق أوجه التآزر لمعالجة المشكلات الاجتماعية، وتحقيق الاستقرار والازدهار بالمنطقة»؛ مشدداً خلال جلسة عامة حول «المغرب والمحيط الأطلسي»، على أن البلدان الأفريقية المطلة على المحيط الأطلسي «لديها إمكانات مهمة في مجالات الطاقة والسياحة والخبرات الصناعية... وإذا خلقنا أوجه التآزر، فسيكون بإمكاننا معالجة القضايا الاجتماعية، وهشاشة القوى المركزية ببعض البلدان المستهدفة بالإرهاب والقرصنة، وأشكال أخرى من الجرائم العابرة للحدود».
وأوضح يازوغ أن المحيط الأطلسي «لم يعد حاجزاً لا يمكن تخطيه كما كان من قبل؛ بل أصبح بحراً صغيراً تعبره عدة ظواهر، تتراوح بين تغير المناخ والجريمة العابرة للحدود، وقضايا انعدام الأمن والإرهاب»؛ مشيراً إلى أن المبادرة المغربية بشأن المحيط الأطلسي «تستوعب الإمكانات المهمة» التي تزخر بها المنطقة، والتي يتعين تطويرها؛ مؤكداً أن المغرب اتخذ هذه المبادرة لأنه يمتلك أطول ساحل على المحيط الأطلسي؛ لكنه لا يسعى إلى الريادة المطلقة، ومشدداً على موقف المملكة «كبلد أفريقي من بين بلدان أفريقية أخرى، تسعى إلى خلق أوجه التآزر ودعوة البلدان إلى الانخراط في هذا التعاون الأفريقي – الأفريقي».
في السياق ذاته، أكد يازوغ أن مشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا - المغرب، يبقى من أبرز المبادرات في هذه المنطقة التي من شأنها تعزيز التنمية الاجتماعية والصناعية والثقافية، من خلال ربط جزء كبير من القارة الأفريقية. وقال بهذا الخصوص: «إننا على يقين من أن هذا المشروع سيثير اهتمام العالم أجمع، ويحظى بالفعل باهتمام كبير، سواء في أوروبا أو في أميركا، أو لدى المانحين بشكل عام. ولن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يصبح حقيقة واقعة في القريب العاجل».
من جهتهم، ثمن رؤساء سابقون لبلدان الأرجنتين وبوليفيا والإكوادور الدور الذي يضطلع به المغرب، من أجل تعزيز التعاون والاندماج بين أفريقيا وأميركا اللاتينية، مشددين في جلسة «البحث عن أميركا لاتينية موحدة... فرص التغيير»، على أهمية الحوارات الأطلسية في النهوض بواقع التعاون بين الجانبين.
وأعرب الرئيس السابق للأرجنتين، فيديريكو رامون بويرتا، عن سعادته بالمشاركة في هذا المنتدى الدولي «الذي يسهم في تحفيز تبادل الأفكار والتجارب»، بما يساهم في النهوض بمصالح شعوب المنطقة، بينما نوَّه الرئيس السابق لبوليفيا، خورخي توتو كيروغا، بتنظيم المغرب لهذا المنتدى، وقال: «إننا بحاجة إلى مثل هذا النقاش في المجتمعات المدنية والمقاولاتية والاقتصادية، وفي أوساط القادة الشباب والنساء، لدفع الحكومات إلى تعزيز الاندماج». ودعا إلى جعل المنتدى فضاء أطلسياً، يسهم في رفع المبادلات التجارية ودفع الاندماج، لا سيما بين القارتين الأفريقية والأميركية الجنوبية. كما شدد على ضرورة اغتنام مثل هذه الحوارات لخلق روابط فرعية في الفضاء الأطلسي، وعدم الاضطرار إلى المرور عبر الشمال لتعزيز هذا الترابط بين شعوب الضفتين.
من جانبه، أكد الرئيس السابق للإكوادور، جميل معوض، أهمية هذا الملتقى الدولي الذي يتجسد «في آفاق التعاون الدولي في عالم متحور»، مشدداً على ضرورة تعزيز الحوار الأطلسي لمجابهة التغيير في المنظومة التي يعيشها العالم في الوقت الراهن.
المغرب: «حوارات أطلسية» يختتم أشغاله بالدعوة لإشراك الشباب في صنع القرار
المغرب: «حوارات أطلسية» يختتم أشغاله بالدعوة لإشراك الشباب في صنع القرار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة