تواصل تراجع سعر الدينار أمام الدولار وسط مخاوف من استمرار الركود

هجوم بقنبلة يدوية في بابل على ناشط دعا للاعتصام أمام {المركزي}

TT

تواصل تراجع سعر الدينار أمام الدولار وسط مخاوف من استمرار الركود

يتواصل تراجع سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار الأميركي للأسبوع الثالث توالياً، وسط مخاوف من ارتفاع أسعار البضائع المرتفعة أصلاً واستمرار حالة الركود في الأسواق المحلية. ورغم التعهدات الحكومية بإعادة سعر الصرف إلى سابق عهده (1470) ألف دينار للدولار الواحد، لامست أسعار الصرف، أمس (السبت)، سقف 1520 ألف دينار للدولار.
وأكد رئيس الوزراء محمد السوداني، أول من أمس، التزام حكومته بالمحافظة على استقرار السوق المحلية، من «خلال دعم استقرار سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، وهي تدعم خطوات البنك المركزي بهذا الصدد».
وقالت في بيان، إن «الارتفاع في سعر الصرف أمر مؤقت نتيجة تغيير الآلية التي تعمل بها نافذة بيع العملة الأجنبية في البنك المركزي، وهي تطمئن المواطنين كافة بأن الوضع المالي للعراق في أحسن أحواله».
وطالبت الحكومة، جميع المتعاملين من مستثمرين وتجار، «بالتعاون مع المصارف والبنك المركزي من خلال العمل وفق السياقات التجارية المعمول بها عالمياً، والاستيراد بموجب الاعتمادات المستندية، كونها توفر ضمانة للمستورد وتحفظ حقوقه وتؤمّن على السلع المستوردة».
وتتعرض حكومة رئيس الوزراء محمد السوداني إلى انتقادات محلية لاذعة، لا بسبب تراجع أسعار صرف الدينار الأخيرة وحسب، إنما بسبب عدم إيفائه وقوى «الإطار التنسيقي» التي انتخبته لرئاسة الوزراء بإعادة سعر صرف الدينار إلى (1119 ديناراً مقابل الدولار) الذي كان قائماً عام 2020، قبل أن تقرر حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي إلى 1470 ديناراً للدولار الواحد.
ولم تسهم الإجراءات والبيانات الحكومية في كبح جماح التراجع المتواصل في أسعار صرف الدينار الذي ألقى بظلاله الكئيبة على حركة الأسواق بشكل عام، لكن البنك المركزي يشدد على أن أسعار الصرف ستعود إلى سابق عهدها في غضون أسبوعين.
وعن أسباب تراجع صرف الدينار لحساب الدولار، يقول مسؤول رفيع في البنك المركزي إن «مشكلة سعر الصرف تتعلق بعرض النقد»، وأشار مستشار البنك إحسان الشمري في تصريحات صحافية، إلى أن «البنك المركزي أنشأ منصة لتقديم المصارف طلباتها في الحصول على الدولار، وهذه المنصة فيها إجراءات، لأن العراق لا يزال يمتثل إلى المتطلبات الدولية في موضوع الدولار ومكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وبعض المصارف أخذ وقتاً من أجل تطبيق هذه الطلبات».
وأضاف الياسري أن «المصارف كانت سابقاً تقدم طلباتها وتأتي إلى البنك المركزي وتحصل على الدولار، ولكن الآن المصارف ترفع طلباتها على المنصة، وعندما تصل إلى البنك المركزي تدقق من قبل البنك، وهذه العملية قد تأخذ بعض الوقت، وأن بعض المصارف عليها قيود دولية ولم يعد هناك أي تعامل معها من قبل البنك المركزي». ويعزو كثير من التجار والخبراء في مجال مزاد العملة بالبنك المركزي، زيادة الأسعار، إلى «توقف تعامل البنك مع مجموعة من البنوك الأهلية المتهمة بالفساد وتهريب العمل وتزوير وثائق عمليات الاستيراد التي يمولها البنك بالعملة الصعبة».
ورغم قرار البنك المركزي، الصادر أول من أمس، القاضي بخفض سعر صرف الدولار الرسمي إلى 1465 ديناراً، فإن أسعاره ظلت مرتفعة بالسوق المحلية، وقال البنك إن «القرار جاء لتشجيع الجمهور على تمويل استيراداته من خلال الاعتمادات المستندية بدلاً من الحوالات».
في غضون ذلك، تعرض منزل الناشط ضرغام ماجد في محافظة بابل، مساء الجمعة، إلى تفجير خامس وصفه بـ«الخطير»، بعد أن وجه في سابق، نداءً للاعتصام أمام البنك المركزي في بغداد، احتجاجاً على تراجع أسعار الصرف، ما فسره بعض المنصات المناهضة لحكومة «الإطار التنسيقي» بأنه هجوم مدبر للحيلولة دون قيادة ماجد للاعتصام المرتقب، الأمر الذي لم تؤكده مصادر مستقلة.
وفي وقت سابق، وجه الناشط البارز ضرغام ماجد، نداءً إلى الناشطين وجماعات الحراك للنزول إلى الشارع، وقال في النداء الذي وجهه عبر منصة «فيبسبوك»، إن «من يريد الدفاع عن الفقراء وعن رزقه وعن قوت عائلته قولاً وفعلاً فعليه بالنزول أمام البنك المركزي وإعلان اعتصام مفتوح لحين تخفيض سعر صرف الدولار الذي أذل الملايين من العراقيين، وأنعش جيوب واقتصاديات الفاسدين».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

الغزيون يكابدون الأمطار والبرد

فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
TT

الغزيون يكابدون الأمطار والبرد

فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)
فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

تسبب الانخفاض الجوي الذي تشهده غزة، هذه الأيام، في زيادة معاناة سكان القطاع الذين يعانون أصلاً ويلات الحرب منذ 14 شهراً.

ورصدت «الشرق الأوسط» أوضاع الغزيين الذين وجدوا أنفسهم، في ظل البرد والأمطار، محرومين من خدمة ألواح الطاقة الشمسية التي اعتادوا استخدامها لشحن هواتفم وتشغيل الأجهزة الكهربائية.

وقال وائل النجار الذي يعيش في حي النصر بمدينة غزة، إنه يملك ألواحاً شمسية عدة لشحن البطاريات والهواتف «لكن السكان أمضوا اليومين الماضيين، من دون كهرباء؛ كان مشهداً قاسياً».

بدورها، قالت آلاء حرب، النازحة من حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة إلى مواصي خان يونس: «تعرَّضت خيمتنا هذه الأيام للغرق (...) لا نعرف ماذا نفعل، تعبنا من كل شيء، نريد وقف الحرب، كفى معاناة».