أسماء درويش من الهندسة المعمارية إلى هندسة الطعام على طريقتها الخاصة

شعارها... {الابتكار والطهي بحب}

سجق شرقي بصوص الزبادي... مزيج مصري لبناني
سجق شرقي بصوص الزبادي... مزيج مصري لبناني
TT

أسماء درويش من الهندسة المعمارية إلى هندسة الطعام على طريقتها الخاصة

سجق شرقي بصوص الزبادي... مزيج مصري لبناني
سجق شرقي بصوص الزبادي... مزيج مصري لبناني

ليس أشهى من أن تستمتع بأطباق لذيذة جديدة، أو تجتمع نسخ عصرية متنوعة من مطابخ العالم على مائدتك، لكن هل جربت أن تستلهمها من أفكار شيف أسماء درويش، مدونة الطعام المصرية التي تبتكر دائماً أصنافاً مغايرة، متجاوزة الموروث في عالم الطهي، إلى التجريب في الوصفات ووضع اللمسات الخاصة.

البساطة والأناقة في طبق واحد

لا تعترف درويش، بالأصناف المألوفة أو الطرق المتداولة المكررة، وتحرص دوماً على تقديم بعض النصائح عن كيفية وضع لائحة طعام شهية، كما أنك تستطيع أن تجد عبر حسابها على «إنستغرام» مساحة واسعة من التنوع، المالح والحلو، الشرقي والغربي، الساخن والبارد فهي لا تقتنع بالتخصص، أو الاهتمام بمجال معين دون آخر، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «أكثر ما يعنيني هو تقديم طعام حلو المذاق، مميز التنسيق، ومبتكر في طريقته».
ومن وصفاتها الدجاج المشوي والمقلية المقرمشة بالتتبيلة السحرية مروراً بالكفتة المغمسة بالصلصة الحمراء المزدانة بالبقدونس، وصولاً إلى مجموعة متنوعة من الخضروات الملونة المقترنة بالصلصات اللذيذة والغنية بالفوائد الغذائية.
كما تضم قائمة الأطباق لدى الشيف تاكوزالسالمون مع درسينج الأفوكادو، أو سالمون ستيك بصوص الترياكي والزنجبيل إلى جانب السلطة ومن بينها أكواب سلطة الرنجة المكسيكية، أو سلطة البطاطس مع البطاطا الحلوة.
أما الحلويات فأمامك عدد كبير من الأصناف مثل الكعك والبسبوسة والكوكيز والفطائر، والآيس كريم بالموز الخفيف بالنكتارين مع القليل من شراب القيقب المنعش.
وساعد أسماء درويش على تحقيق هذا الثراء الشديد من الوصفات والمذاقات التحاقها فور تخرجها بأكاديمية «إعداد الطهاة المصريين» بأحد الفنادق الكبرى بمصر، حيث ظلت تتنقل من قسم إلى آخر لتكتسب خبرات متنوعة ومعلومات غزيرة عن فنون الطبخ.
لكن لم يكن ذلك هو المؤثر الوحيد في مشوارها في عالم الطهي، فعندما تتابع مدونتها تستوقفك دقة وصفاتها، إضافة إلى مهارتها في تصوير الطعام، وتقديم محتوى متخصص بشكل احترافي، وهو ما ترجعه إلى دراستها وعملها في مجال الهندسة المعمارية والتصميم. تقول: «تخرجت في كلية الهندسة جامعة عين شمس قبل التحاقي بالأكاديمية، وكان لذلك بالغ الأثر على ترتيب أفكاري ومراعاة الألوان والشكل الجمالي في الطهي».

تاكوز السالمون مع درسينج الأفوكادو

يعشق كثير من الأشخاص تناول المأكولات البحرية، وسيجد هؤلاء ضالتهم في وصفات أسماء، التي تقدم الأطباق الرئيسية مثل السمك المشوي أو المحار المتبل والجمبري المقلي أو بلح البحر والاستاكوزا وأصابع الكابوريا، حتى الشوربات والمقبلات الساخنة والباردة.
إذ تأخذك عند زيارة مدونتها في جولة بين أرجاء عالم «السي فود»، وتقدم لك حتى أسرار الصوصات المُستخدمة في طهي المأكولات البحرية التي كلما زادت، زاد معها متعة المذاق المميز للأكلة، وتستطيع أن تجيد من خلال شرحها تحضير هذه الصوصات لتخلطها مع السمك أو الجمبري إلى أن تستقر في النهاية فوق طبق أرز الصيادية أو تتناولها مع نوع الخبز المفضل لديك.
وتضيف: «أحب طهي الأكلات البحرية لأنها تسمح بالابتكار والتجديد». وتردف: «المصريون في الغالب حين يطهونها فإنهم يكررون وصفات أجدادهم نفسها منذ عشرات السنين»، وبالتالي «تجد لديهم طرقا مكررة ومحفوظة ومتوارثة في إعداد السي فود».
وتتابع: «من وجهة نظر الكثيرين يكفي إضافة الثوم والكمون والليمون كي تحصل على وجبة سمك، لكن ذلك خطأ كبير»، وتوضح: «عالم السي فوود مليء بكل جديد ولذيذ من الوصفات، بعضها مبتكر، وبعضها مستلهم من مختلف مطابخ العالم خاصة المطبخ الآسيوي».

الحواوشي على طريقة الشيف درويش

على سبيل المثال ترفض أسماء، الاكتفاء بطريقة تحضير بلح البحر في مصر باستخدام الكرفس مع تسويته على البخار وفق الطريقة التقليدية المعتادة، لتقدمه لمتابعيها محشواً، فبعد أن تستخرجه من الصدف تقوم بتسويته بطريقة مختلفة، ومن ثم تعود لتضعه في الصدفة مرة أخرى مع عمل طبقة مقرمشة من مكونات عديدة منها الجبن والبقسماط ويتم تقديمه كطبق جانبي أنيق على حد وصفها.
أما إذا كنت لا ترحب بشوربة الجمبري إلا تلك الممتزجة بالكريمة، فإنك تحتاج لأن تتعرف على طريقة شيف أسماء فلربما تغير رأيك، وتجربها بالخضراوات والطماطم لتستمتع بالمذاق القوي الأصلي للجمبري من دون سلب الكريمة بطولة الحساء منه، وتقول: «عندما أطبخ لا أكرر ما قدمه غيري».

أكواب سلطة الرنجة المكسيكية

وتعتمد الشيف المصرية، شعارا على حسابها: «الطهي بحب الأم، وشغف الشيف». وتضيف: «الحب يكسب الحياة مذاقاً خاصاً، وهكذا يفعل مع الطعام أيضاً»، وتربط درويش في تقديمها للوصفات بين الطعام والحياة والمواقف والذكريات.
على سبيل المثال، حين قامت بتقديم سلطة البنجر مع البرتقال فقد وصفتهما بالصديقين المتناغمين، لتستدعي أياما لا تُنسى من الصداقات الجميلة، تقول: «لا أحب تقديم محتوى جاف خال من المشاعر والحياة، وكأنني في مهمة رسمية أو مجرد (أداء واجب)، فذلك يجعل الملل يتسرب إلى المتابعين، لذلك أحرص أن تأتي وصفاتي مُطعمة بلمسات إنسانية بسيطة».
وترى الشيف أن «القدرة على إنجاز أطباق شهية في أقل وقت يقتضي التزود بمعايير الكفاءة وتعامل المرء في مطبخه بحرفية الشيف». وتشرح: «بمعنى اتباع بعض الأمور المهمة مثل التحضيرات المسبقة قبل الطهي بيوم، وترتيب المكونات في المطبخ لسهولة الوصول إليها، والحرص على أسس السلامة، وقد يكون الغريب بالنسبة للبعض أن يعرفوا أن في مقدمة هذه الأسس استخدام سكاكين حامية والابتعاد عن السكاكين الباردة؛ لأنها تؤذي مستخدمها أكثر».
وتلفت إلى أنه من الضروري كذلك معرفة القواعد الصحيحة للتخزين والتقطيع، إذ يتوقف عليها تمتع الطعام بالمذاق المميز واحتفاظه بفوائده الصحية.


مقالات ذات صلة

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

مذاقات غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في المناسبات المختلفة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات برغر دجاج لشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كيف تحصل على برغر صحي ولذيذ في المنزل؟

عندما نفكر في الوجبات السريعة، تكون تلك الشريحة اللذيذة من اللحم التي تضمّها قطعتان من الخبز، والممتزجة بالقليل من الخضراوات والصلصات، أول ما يتبادر إلى أذهاننا

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات فطور مصري (إنستغرام)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات 
شوكولاته مع الفراولة (الشرق الأوسط)

ودّع العام بوصفات مبتكرة للشوكولاته البيضاء

تُعرف الشوكولاته البيضاء بقوامها الحريري الكريمي، ونكهتها الحلوة، وعلى الرغم من أن البعض يُطلِق عليها اسم الشوكولاته «المزيفة»

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.