باهتمام أقل، ينتظر المغاربة مواجهة منتخبهم الوطني، السبت، على أرضية ملعب خليفة الدولي بقطر، لحساب لقاء الترتيب، أو ما يطلق عليه «النهائي الصغير»، على أمل حصد مركز ثالث يتوج مجهودا خرافيا للمدرب وليد الركراكي ولاعبيه، وتفاعلا غير مسبوق، عربيا وأفريقيا، مع إنجاز «أسود الأطلس»، عبرت عنه مختلف الأطياف والأعمار والطبقات الاجتماعية.
ويدير المباراة رقم 63 في جدول مباريات المونديال، طاقم تحكيم قطري مكون من عبد الرحمن الجاسم حكما للساحة بمساعدة طالب سالم المري وسعود أحمد المقالح، والبرازيلي رافائيل كلاوس حكما رابعا، فيما سيوجد في غرفة (الفار) التشيلي خوليو باسكونان بمساعدة الهولندي بول فان بوكيل.
بعد الهزيمة أمام فرنسا في دور نصف النهائي، حافظ المغاربة على فخرهم بما أنجزه رفاق العميد غانم سايس، لكن مع بعض الحزن وكثير من الأسف لتفويت فرصة تأهل تاريخي إلى نهائي المسابقة بأخطاء فردية لبعض اللاعبين وغياب الفاعلية أمام المرمى الفرنسي، مع توقفهم كثيرا عند الأداء التحكيمي للمكسيكي سيسار راموس، الذي أدار المواجهة، وتغاضيه عن ركلتي جزاء، مع عدم تنبيه غرفة (الفار) له في الحالتين، كما قالت الجامعة المغربية لكرة القدم في معرض احتجاجها الرسمي الموجه للفيفا.
تراجع الاهتمام بمباراة الترتيب مقارنة بالمباريات الست السابقة للمنتخب المغربي، سواء في الشارع العام أو في مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو لافتا، ويتخذ أكثر من مبرر؛ وهو ما لخصته القاصة والشاعرة منى وفيق، على حسابها بـ(فيسبوك)، بقولها: «لأول مرة منذ بدأ المنتخب يلعب، لا أشعر بستريس ولا تتسارع دقات قلبي. لا أدرينالين ولا تعب ولا قلق. ربما أشعر ببعض التراخي وهناك من هم مثلي بالتأكيد. ربما هي ثقافة أو تربية أو خصوصية أو هو مزاجي المجنون أو استغنائي التلقائي عما يفترض عند الآخرين أنه يحقق الرضا لكنه لا يعنيني إن لم يكن أول ما أحبه. لعل ذلك نتيجة طبيعية للإرهاق، لكنني عموما لا أملك النفس الطويل، ينقطع تلقائيا عندما لا يتحقق ما أريده حقا وتمنيته في المقام الأول. أرجو ألا تشبه هذه الروح أرواح اللاعبين اليوم. لأن مسارهم في هذه البطولة كان استثنائيا ورائعا ويستحق نهاية أنيقة تليق به. كل التوفيق لمنتخبنا الوطني ضد الكروات في مباراة تحديد المركز الثالث».
من جهتها، كتبت الإعلامية صباح بنداود أن مباراة الترتيب بين المغرب وكرواتيا، هي لتأكيد أن ما تحقق لم يكن صدفة، وأن المغاربة يريدون الانتصار والمرتبة الثالثة والصعود إلى منصة التتويج. فيما كتبت الباحثة والناقدة العالية ماء العينين: «سيلعب الفريق الوطني المغربي على المركز الثالث في بطولة كأس العالم، يبدو أننا نحتاج من يذكرنا بأهمية هذا المركز، لكي لا يخفت تشجيعنا للأسود وفرحتنا بما حققوه»، وأرفقت تدوينتها بوسم: «#أسود_الأطلس_فخرنا».
في مقابل وجهات النظر التي تدعو إلى تحقيق الفوز أمام الكروات في لقاء الترتيب، واصل آخرون استحضار ما رافق لقاء فرنسا السابق من مظاهر حزن وأسى، عبر تبادل صور وفيديوهات، فيما اختارت أخرى أن تقدم تأويلات لما اعتبر «مؤامرة» عملت على «وضع حد» للطموح المغربي في تحقيق مفاجأة مدوية بالوصول إلى النهائي وخطف اللقب العالمي. بينما اختار آخرون «السخرية» من قلة الاهتمام بلقاء الترتيب في المونديال، عبر استعادة ملخصات لمباريات سابقة للمنتخب المغربي مع منتخبات أفريقية متواضعة، كانت نتيجة الانتصار فيها تفجر فرحة المغاربة، ومقارنة كل ذلك بعدم الاهتمام، اليوم، بفرصة الحصول على برونزية المونديال. ولخص «الساخرون» لذلك، بوضع مقارنة ساخرة، بين نتائج الأمس واليوم، تلخص تطورا رياضيا مغربيا ودينامية إيجابية تنسحب على مجالات أخرى: «كيف كنا... وأين أصبحنا؟ !».
التعاطي «البارد» نوعا ما، مع لقاء الترتيب، انسحب حتى على المقاهي التي كانت تبدأ استعداداتها مبكرا لاستقبال «الجمهور»، خلال المباريات السابقة، حين كانت تحدد سعرا للتذاكر يناهز، في بعض الحالات، تذاكر مباريات الوداد والرجاء البيضاويين في البطولة والكأس وفي عصبة الأبطال الأفريقية داخل مركب محمد الخامس.
ولكن قلة أو تراجع الاهتمام بلقاء الترتيب، لا يعني توقف التغني بما أنجز حتى الآن، سواء على مستوى النتائج الكروية غير المسبوقة، أو ما رافقها من مظاهر، أعلت من مجموعة من القيمة الرفيعة داخل المجتمع، من قبيل السجود شكرا لله، في حالة الانتصار أو الهزيمة، والبر بالوالدين، فضلا عن الروح الرياضية التي أظهرها لاعبو المغرب عند هزيمتهم أمام فرنسا. وهي كلها أشياء لاقت استحسان الداخل والخارج.
والمؤكد أنه مهما كانت نتيجة لقاء الترتيب بين المغرب وكرواتيا، فإن الاستقبال الرسمي والشعبي لعناصر المنتخب المغربي سيكون في مستوى ما أنجز كرويا وما أحدثته المشاركة المغربية من زخم على أكثر من صعيد، مقدما صورة مشعة للمغرب والمغاربة، لامس بريقها العالم أجمع.
اهتمام مغربي أقل بـ«النهائي الصغير»... وأمل في «ختام أنيق» يليق بإنجاز «أسود الأطلس»
اهتمام مغربي أقل بـ«النهائي الصغير»... وأمل في «ختام أنيق» يليق بإنجاز «أسود الأطلس»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة