«حوارات أطلسية» في مراكش يناقش تحديات الأمن الغذائي بأفريقيا

جانب من إحدى جلسات منتدى «حوارات أطلسية» بمراكش (الشرق الأوسط)
جانب من إحدى جلسات منتدى «حوارات أطلسية» بمراكش (الشرق الأوسط)
TT

«حوارات أطلسية» في مراكش يناقش تحديات الأمن الغذائي بأفريقيا

جانب من إحدى جلسات منتدى «حوارات أطلسية» بمراكش (الشرق الأوسط)
جانب من إحدى جلسات منتدى «حوارات أطلسية» بمراكش (الشرق الأوسط)

حضرت قضية تغير المناخ وتحديات الأمن الغذائي في أفريقيا بقوة، ضمن أشغال ثاني أيام منتدى «حوارات أطلسية» في دورته الـ11، بمراكش؛ كما كان للتوترات المتزايدة في العلاقات الدولية، التي بلغت ذروتها في الحرب الجارية بأوكرانيا، والتنافس الصيني - الأميركي بشكل أعاد حلف الناتو وجدلية التحالف عبر الأطلسي إلى صدارة الشؤون الاستراتيجية العالمية، نصيب مهم من النقاش.
وانطلقت جلسة «آفاق التعاون في مجال التغير المناخي»، التي أدارتها أدواك أميمو، مؤسّسة شركة «أدواك أميمو» (كينيا)، من أزمة المناخ التي تفاقمت منذ عقود بشكل أثر عميقاً على البيئة والاقتصاد العالمي والسلام والاستقرار الدوليين، في وقت تختلف فيه الأوليات حين تتداخل الاهتمامات في معالجة تغير المناخ، ما يطرح سؤالاً حول الكيفية التي تمكن البلدان من التغلب على خلافاتها لتحسين التعاون في مجال تغير المناخ.
وشدد أندرياس كريمر، مؤسس معهد البيئة (ألمانيا)، في كلمته على الطابع الاستعجالي للتعاطي مع قضية التغيرات المناخية، التي تقضي على أخصب الأراضي، ما يؤدي في النتيجة إلى غياب الأمن الغذائي، ويفتح الباب أمام استفحال حدة الأزمات الدولية. وشدد على أن هذه المشاكل وضعها الإنسان، الذي عليه أن يبحث لها عن حلول. كما تحدث عن إمكانية حل إشكالية الأمن الغذائي باستعمال ما توفره المحيطات، قبل أن يختم بضرورة تنسيق الجهود وتوفير الموارد المطلوبة.
من جهته، قال سعيد ملين، الرئيس التنفيذي للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية (المغرب)، إن «علينا أن نتحلى بالقوة لبلورة سياسات خاصة على مستوى أفريقيا»، مشيراً إلى أن 20 في المائة من المواد الغذائية بالقارة السمراء تفسد بفعل غياب سلاسل التبريد، مشدداً على الحاجة لإيجاد الحلول للبلدان الأفريقية في سياقها الخاص، «بشكل يجعلنا أمام حلول أفريقية لأفريقيا»، مؤكداً أن بإمكان أفريقيا أن توفر الغذاء لنفسها.
من جانبه، تطرق غانم حافط، باحث أول بمركز سياسات الجنوب الجديد (مصر)، إلى مسألة الجوع، مشيراً إلى أن ثلثي من يعانون الجوع أفارقة. وتساءل عن معنى الجوع ومبررات تفاقمه في السنوات الأخيرة، قبل أن يعدد 4 أسباب لذلك؛ أولها تغير المناخ الذي يتسبب في الجفاف والفيضانات؛ وثانيها النزاعات المسلحة؛ وثالثها جائحة كورونا، ورابعها تداعيات الحرب في أوكرانيا.
وقال حافظ إن هناك حاجة للعمل على رفع الإنتاجية بأفريقيا، داعياً بلدانها الـ54 للتعاون بينها لرفع المحاصيل، وجعل المنظومات الزراعية أكثر صموداً، مقترحاً 5 مجالات للتعاون، تشمل انتهاز إطار التبادل الحر والسماح بتبادل المنتجات الغذائية، والاستثمار في الري والقيام بإنتاج بمشاريع قارية كبرى. كما دعا حافظ إلى اعتماد البحث والتكنولوجيا بشكل يمكن القطاع الزراعي من الصمود، ويضمن تكييف المزروعات مع الظروف المناخية. كما تطرق إلى مسألة التمويل، داعياً إلى تعبئة ما يكفي من الموارد لتمويل متطلبات الأمن الغذائي. وخلص حافظ إلى أن العمل المشترك يمكن من القدرة على التفاوض، مشدداً على ضرورة وضع حد للنزاعات المسلحة.
من جهته، قال ميغيل إنخيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات، ووزير خارجية إسبانيا الأسبق، إن الجوع يصيب مناطق واسعة في العالم، وإن مكافحته صارت أولوية، داعياً للتركيز على 4 أهداف، تتلخص في انعدام الرغبة السياسية عند أطراف معينة بخصوص التغيرات المناخية، واعتماد التكنولوجيا، وضمان الأمن الغذائي، والبحث في مسألة التمويلات، مشدداً على أن المال يذهب للإنفاق العسكري.
وخلص موراتينوس إلى القول: «علينا أن نبدأ بترسيخ السلم بين الإنسانية»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة هي الوحيدة التي جمعت الأمم تحت سقفها، وأن الأزمة الصحية العالمية والتغيرات المناخية أظهرتا ذلك»، موضحاً أن الأمم المتحدة هي نتاج أعضائها، وأن تركيبة العالم معقدة، مبرزاً أن إشعال الحروب غير مفيد، ولا بد من حل المشاكل، وتوسل حوكمة ناجعة، كما اعتبر أن النوايا الحسنة غير كافية.


مقالات ذات صلة

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

العالم العربي القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

القاهرة لإطلاع حفتر وصالح على نتائج زيارة شكري لتركيا

كشفت مصادر ليبية ومصرية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن سلسلة اتصالات، ستجريها القاهرة مع السلطات في شرق ليبيا، بما في ذلك مجلس النواب و«الجيش الوطني»، لإطلاع المعنيين فيهما على نتائج زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تركيا أخيراً. وأدرجت المصادر هذه الاتصالات «في إطار التنسيق والتشاور بين السلطات المصرية والسلطات في المنطقة الشرقية». ولم تحدد المصادر توقيت هذه الاتصالات، لكنها أوضحت أنها تشمل زيارة متوقعة إلى القاهرة، سيقوم بها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني». وكان خالد المشري رئيس المجلس الأعلى الدولة الليبي، ناقش مساء السبت مع وزير الخارجية ا

خالد محمود (القاهرة)
العالم العربي خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

خطة حكومية عاجلة لوقف هجرة الأطباء الجزائريين إلى أوروبا

أعلنت الحكومة الجزائرية عن «خطة عاجلة» لوقف نزيف الأطباء الذين يهاجرون بكثرة، كل عام، إلى أوروبا وبخاصة فرنسا، بحثاً عن أجور عالية وعن ظروف جيدة لممارسة المهنة. وتفيد إحصاءات «مجلس أخلاقيات الطب»، بأن 15 ألف طبيب يشتغلون في المصحات الفرنسية حالياً، وقد درسوا الطب في مختلف التخصصات في الجزائر. ونزل موضوع «نزيف الأطباء» إلى البرلمان، من خلال مساءلة لوزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، حول ما إذا كانت الحكومة تبحث عن حل لهذه المشكلة التي تتعاظم من سنة لأخرى.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
العالم العربي تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

تونس تتهيأ لاستقبال وزير الخارجية السوري تتويجاً لإعادة العلاقات

يبدأ وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اليوم زيارة إلى تونس تستمر حتى الأربعاء بدعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، لإعلان استكمال المراحل المؤدية إلى إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في كثير من الملفات الشائكة والعالقة على رأسها ملف الإرهاب، واستقبال الساحة السورية لآلاف من الشباب التونسيين المنضوين في صفوف التنظيمات الإرهابية. وأوردت مختلف وسائل الإعلام التونسي أخباراً حول الزيارة، وبقراءات عدة، من بينها التأكيد على أنها «ترجمة للتوازنات الجيوسياسية الإقليمية التي تعرفها المنطقة العربية، ومن بينها السعي نحو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وكانت مؤسسة الرئاسة التونسية صورت عودة ا

المنجي السعيداني (تونس)
العالم العربي المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

المغرب: دعوة لإسقاط مشروع قانون «اللجنة المؤقتة» لتسيير مجلس الصحافة

دعت «الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بالمغرب» -أحد ممثلي ناشري الصحف في البلاد- أعضاء البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس المستشارين)، إلى إسقاط مشروع قانون صادقت عليه الحكومة، يقضي بإنشاء لجنة مؤقتة لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» المنتهية ولايته، بدل إجراء انتخابات. وجاءت هذه الدعوة في وقت ينتظر فيه أن يشرع مجلس النواب في مناقشة المشروع قريباً. وذكر بيان لـ«الفيدرالية» مساء السبت، أنه تلقى «بارتياح، التصدي القوي والتلقائي لهذا المشروع من طرف الرأي العام المهني، والمجتمع المدني، وفاعلين جمعويين وسياسيين، وشخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة»، معتبراً: «إن هذا الموضوع لا يهم باستهداف منظمات مهن

«الشرق الأوسط» (الرباط)
العالم العربي باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

باشاغا: ترشحي للرئاسة الليبية سيتحدد بعد صدور القوانين المنظمة للانتخابات

قال فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» الليبية، إنه باقٍ في منصبه «إلى أن تتفق الأطراف الليبية كافة على قوانين انتخابية يُرحب بها دولياً، والبدء في الإعلان عن مواعيد محددة للاستحقاق الانتخابي...

جاكلين زاهر (القاهرة)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».