السعودية تدشن {فناء الأول} وجهة ثقافية للمفكرين والمبدعين وأصحاب المواهب

بدر بن عبد الله أكد أن المركز سيسهم في الارتقاء بالمشهدين الثقافي والفني

الأمير بدر بن عبد الله متحدثاً للحضور من مثقفين وفنانين خلال حفل الافتتاح (واس)
الأمير بدر بن عبد الله متحدثاً للحضور من مثقفين وفنانين خلال حفل الافتتاح (واس)
TT

السعودية تدشن {فناء الأول} وجهة ثقافية للمفكرين والمبدعين وأصحاب المواهب

الأمير بدر بن عبد الله متحدثاً للحضور من مثقفين وفنانين خلال حفل الافتتاح (واس)
الأمير بدر بن عبد الله متحدثاً للحضور من مثقفين وفنانين خلال حفل الافتتاح (واس)

نحو فضاء ثقافي يوفر مساحة للتعبير الإبداعي والحوار بين الثقافات، أسست وزارة الثقافة السعودية المركز الثقافي الجديد «فناء الأول» في حي السفارات بالعاصمة الرياض، ليكون مركزاً للتبادل المعرفي ومقراً يحتضن مجتمعاً متنوعاً من المفكرين والمبدعين وأصحاب المواهب الإبداعية المتعددة.
ويعد «فناء الأول» الذي رعى حفل افتتاحه الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي (الخميس)، بحضور عدد من المثقفين والفنانين، مركزاً ثقافياً متكاملاً، عبر المساحات المتنوعة التي يوفرها للمعارض الفنية وورش العمل والملتقيات الثقافية، فضلاً عن الفضاء الثقافي والمعرفي الذي سيُتيحه المركز لزواره من مختلف الشرائح.
وأبدى الأمير بدر بن فرحان، في كلمة له خلال حفل الافتتاح، اعتزاز الوزارة بافتتاح «فناء الأول» الوجهة الثقافية والإبداعية، ومركزاً ثقافياً جديداً للوزارة، مشيراً إلى أن تأسيس «فناء الأول» بدعمٍ من الهيئة الملكية لمدينة الرياض، لتحويله إلى فضاءٍ ثقافي، يوفر مساحة للتعبير الإبداعي والحوار بين الثقافات تماشياً مع «رؤية المملكة 2030»، وانطلاقاً من استراتيجية وزارة الثقافة، وسيسهم في الارتقاء بالمشهدين الثقافي والفني، وإيجاد فرص للتبادل الثقافي العالمي؛ ما يعزز مكانة المملكة، وتمثيلها الثقافي.
ويقع المركز في المبنى التاريخي للبنك الأول بحي السفارات، المعروف سابقاً باسم البنك السعودي الهولندي، وهو أول بنك تجاري عمل في المملكة؛ وقد صُمم عام 1988م من قبل شركة «العمرانية»، حيث يُعد من المعالم البارزة في الحي الدبلوماسي بتصميمه المميز المكون من أعمدة أسطوانية في إطار مربع الشكل، ومزين بزخرفة هندسية منقوشة على الطراز النجدي التقليدي.

وزير الثقافة السعودي يطلع على محتويات المعرض الفني الذي تم تدشينه في المركز (واس)

وشهد حفل افتتاح المركز إلقاء مديرة «فناء الأول» رولا الغرير، كلمة أوضحت فيها أهداف المركز، الذي سيكون «وجهة ثقافية وموطناً لمجتمعٍ متنوعٍ من المفكرين والمبدعين وأصحاب المواهب».
وأضافت أن المركز «سيكون نقطة تلاقٍ لمجموعات من خلفيات وثقافات مختلفة، يقدم لهم مساحة للتلاقي والحوار والتبادل الثقافي والمعرفي، وبيئة مثالية لاستكشاف الآخر، ولتوليد أفكار جديدة، كما سيكون حاضنة للمبدعين، والفنانين، والمفكرين، وأصحاب المواهب».
وأشارت: «في (فناء الأول) نسعى لتشجيع المبدعين، ودعم رحلتهم، ومساعدتهم على التعبير عن رسالتهم من خلال عرض أعمالهم الإبداعية، وأفكارهم الخلاقة، وهو بهذا المفهوم والتوجه سيكون مكاناً ثالثاً يقدم لرواده مساحة ملهمة، وفضاءً للتبادل المعرفي والتفاعل مع الآخرين، ومكاناً يثري فكرهم عبر مجموعة واسعة من البرامج الغنية والمتنوعة التي نسعى من خلالها إلى أن نقدم للزائر رحلة فكرية ومعرفية ممتعة».
وتزامن إطلاق «فناء الأول» مع تدشين المعرض الفني الافتتاحي بعنوان «إيداع الذاكرة» في المركز الذي يستمر لثلاثة أشهر، ويعود هذا المعرض إلى أمجاد المصرف الذي استوطن أروقة المبنى في الأمس، ليَخُط نشأة العملة السعودية عبر التاريخ، متناولاً إياها من عدسة الفن؛ حيث استمد ستة فنانين محليين ودوليين معاصرين الإلهام من المحطات المختلفة لتراث المملكة وهويتها المصورة على العملات، فترجموها أعمالاً فنية تعبر بإبداع عن مواضيع رئيسية خمس ذات رمزية عالية، وهي النفط، والطبيعة، والحج عبر البحر الأحمر، ومكة المكرمة، وشعار المملكة.
وتلت حفل الافتتاح، جولة للحضور في مرافق «فناء الأول»، من أبرزها «حديقة المنحوتات» التي تضم مجموعة من 5 قطع فنية فريدة من نوعها، صممها فنانَون سعوديون و3 فنانين عالميين من الولايات المتحدة والأرجنتين ومصر خصيصاً لـ«فناء الأول»، وستشكل هذه المنحوتات المجموعة الفنية الدائمة لـ«فناء الأول»، وهي معروضة في حديقة مفتوحة تطل على الدوار الثالث في حي السفارات.
وأوضحت وزارة الثقافة أن مركز «فناء الأول» سيكون متاحاً أمام الجميع، وبشكل مجاني، وذلك ضمن جهود الوزارة لإيجاد فضاء ثقافي فعال ومؤثر، ينعكس على نمط حياة أفراد المجتمع، ويمنحهم مكاناً ثالثاً يعيشون فيه الثقافة بكل تجلياتها الإبداعية.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
TT

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)

أظهرت دراسة أسترالية أن استخدام نظارات الواقع الافتراضي يُمكِن أن يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مما يتيح لهم تعلم مهارات حياتية عملية بشكل أسرع دون الحاجة إلى الاعتماد على مقدمي الرعاية.

وأوضح الباحثون بجامعة «جنوب أستراليا» وجامعة «نيو ساوث ويلز»، أن هذه التقنية يمكن أن تتيح لهؤلاء الأشخاص تعلم مهارات أساسية مثل النظافة الشخصية وإدارة المهام اليومية، ونشرت النتائج، الجمعة، بدورية (Intellectual Disability Research).

ونظارات الواقع الافتراضي (VR) هي أجهزة إلكترونية يتم ارتداؤها على الرأس، مصممة لخلق تجربة غامرة في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد. وتعتمد هذه النظارات على عرض صور ومقاطع فيديو بزاوية 360 درجة، بحيث يشعر المستخدم وكأنه موجود داخل البيئة الافتراضية.

وتستخدم نظارات الواقع الافتراضي بشكل واسع في الألعاب الإلكترونية، والتعليم، والتدريب المهني، والطب، حيث تتيح للمستخدم التفاعل مع بيئة محاكية للواقع دون مغادرة مكانه. وتوفر هذه التقنية تجربة غنية وحسية تحاكي الواقع، ما يجعلها أداة فعالة لتعلم المهارات والتفاعل مع العالم الافتراضي بطريقة واقعية.

ويواجه معظم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية تحديات كبيرة في أداء المهارات الحياتية الأساسية مثل الطهي، والاستحمام، والتنظيف دون مساعدة من مقدمي الرعاية، مما يمنعهم من العيش باستقلالية والتمتع بجودة حياة أفضل.

وقام الباحثون بمقارنة فعالية نظارات الواقع الافتراضي الغامرة مع البيئات الافتراضية غير الغامرة مثل التدريب على جهاز لوحي، لتدريب 36 بالغاً من ذوي الإعاقة الذهنية على كيفية فصل النفايات العامة عن النفايات القابلة لإعادة التدوير، والنفايات العضوية من الحدائق والطعام.

وشملت الدراسة، 12 جلسة تدريب افتراضية. وأظهرت النتائج أن المجموعة التي استخدمت نظارات الواقع الافتراضي الغامرة حققت أداءً أفضل بشكل ملحوظ في الحياة الواقعية مقارنة بالمجموعة التي استخدمت جهازاً لوحياً للتدريب.

وأكد الباحثون أن تقنية التدريب باستخدام الواقع الافتراضي الغامر يمكن أن تُستخدم أيضاً لتعليم مهارات أساسية أخرى مثل الطهي وأمان المطبخ، والنظافة الشخصية، والتنقل في وسائل النقل العامة، والمهارات الاجتماعية.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة نيو ساوث ويلز، الدكتور ستيفان ميشالسكي، إن «الواقع الافتراضي الغامر يتيح للأفراد تجربة الأنشطة في بيئة آمنة ومتحكم بها وقابلة للتكرار».

وأضاف عبر موقع الجامعة، أن البحث يظهر أن التعلم بالممارسة، المعروف أيضاً باسم التعلم التجريبي، يبدو أكثر فعالية لهذه الفئة مقارنةً بالأساليب التعليمية التقليدية، مشيراً إلى أن هناك أدلة متزايدة على فوائد الواقع الافتراضي، لكننا بحاجة لسد الفجوة بين البحث والتطبيق حتى يتمكن المزيد من الناس من الاستفادة من هذه التكنولوجيا.