أثارت موجة غير مسبوقة من حالات الإصابة بفيروس «كورونا» في الصين، الذعر في شراء أدوية الحمى ومسكنات الآلام، وحتى العلاجات المنزلية مثل الخوخ المُعلّب؛ ما أدى إلى نقص في هذه المنتجات على الإنترنت وفي المتاجر.
قالت السلطات، يوم الأربعاء، إنها رصدت 2249 حالة مصحوبة بأعراض «كورونا» على الصعيد الوطني من خلال الاختبارات، وتم اكتشاف 20 في المائة منها في بكين.
وتشير تقارير شبكة «سي إن إن» إلى أن عدد الحالات في العاصمة الصينية قد يكون أعلى بكثير مما تم تسجيله.
ويزداد الطلب على أدوية الحمى، مثل «Tylenol» و«Advil»، على الصعيد الوطني، حيث يسارع الناس إلى تخزين الأدوية وسط مخاوف من أنهم قد يصابون بالفيروس.
وبيع الكثير من الخوخ الأصفر المُعلّب، الذي يعتبر طعاماً شهياً ومغذياً في أجزاء كثيرة من الصين، لأن ثمة اعتقاداً أنه يحارب «كورونا». ويباع المنتج حالياً في عديد من المتاجر عبر الإنترنت.
ودفعت الزيادة المفاجئة في شعبية هذا المنتج، شركة «Dalian Leasun Food»، إحدى أكبر الشركات المصنعة للأغذية المعلبة في البلاد، إلى التوضيح في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الخوخ الأصفر المُعلب ليس له أي تأثير طبي. وقالت: «الخوخ الأصفر المعلب ليس دواءً!». وتابعت: «هناك إمدادات كافية، لذلك لا داعي للذعر. لا داعي للتسرع في الشراء».
وحاولت صحيفة «الشعب» اليومية، الناطقة بلسان الحزب الشيوعي، تصحيح الأمور. ونشرت رسالة طويلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، تحض الجمهور على عدم تخزين الخوخ، واصفة الفاكهة بأنها «غير مجدية في تخفيف أعراض المرض».
كما ناشدت السلطات الجمهور عدم تخزين الإمدادات الطبية.
ويوم الاثنين، حذرت حكومة مدينة بكين السكان من أنها تواجه «ضغوطاً كبيرة» لتلبية الطلب على الأدوية والخدمات الطبية بسبب الذعر في الشراء وتدفق المرضى إلى العيادات، ودعت الجمهور إلى عدم تخزين الأدوية أو الاتصال بخدمات الطوارئ إذا لم تظهر عليهم أعراض.
* استعدادات في الريف
في غضون ذلك، وضعت السلطات خططاً عاجلة اليوم (الجمعة) لحماية المجتمعات الريفية من «كوفيد - 19»، إذ يخطط الملايين من سكان المدن للسفر في العطلات لأول مرة منذ أعوام بعدما تخلت بكين عن نظامها الصارم من عمليات الإغلاق والقيود على السفر، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.
وأتى تحرك الصين في الأسبوع الماضي، لمواكبة عالم انفتح بشكل كبير على التعايش مع «كوفيد - 19»، عقب احتجاجات تاريخية على سياسة «صفر كوفيد»، التي وضعها الرئيس شي جينبينغ للقضاء على المرض.
ولكن الحماس الذي قوبل به هذا العدول الكبير عن السياسة سرعان ما أثار مخاوف من أن الصين غير مستعدة للموجة المقبلة من الإصابات، وللضربة التي قد توجهها لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتشعر السلطات بالقلق بشكل خاص حيال المناطق النائية في الفترة التي تسبق عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في الصين، التي تبدأ في 22 يناير (كانون الثاني).
ومن المرجح أن تغص المناطق الريفية بالمسافرين العائدين إلى مساقط رؤوسهم وقراهم، التي لم تتعرض إلى الفيروس على نطاق كبير خلال الأعوام الثلاثة الماضية منذ تفشي الجائحة.