تصاعد التوتر بين إريتريا و«تيغراي» وسط مخاوف من تَفاقم «المواجهة»

وزير الإعلام الإريتري انتقد وجود «حملة تشهير» ضد بلاده

رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد (يسار) ورئيس إريتريا أسياس أفورقي خلال افتتاح سفارة أسمرة في أديس أبابا عام 2018 (أ.ف.ب)
رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد (يسار) ورئيس إريتريا أسياس أفورقي خلال افتتاح سفارة أسمرة في أديس أبابا عام 2018 (أ.ف.ب)
TT

تصاعد التوتر بين إريتريا و«تيغراي» وسط مخاوف من تَفاقم «المواجهة»

رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد (يسار) ورئيس إريتريا أسياس أفورقي خلال افتتاح سفارة أسمرة في أديس أبابا عام 2018 (أ.ف.ب)
رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد (يسار) ورئيس إريتريا أسياس أفورقي خلال افتتاح سفارة أسمرة في أديس أبابا عام 2018 (أ.ف.ب)

تصاعدت وتيرة الانتقادات الموجهة إلى إريتريا في الداخل الإثيوبي من جانب سياسيين ومنصات إعلامية، تقول إريتريا إنها «تابعة للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي».
وجاءت الانتقادات الإثيوبية، بعد تعليقات أصدرها وزير الإعلام الإريتري، يماني جبر، في تغريدة له على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، قبل أيام مما وصفها بـ«حملة التشهير ضد إريتريا»، والتي قال إنها «تتزايد».
ولم يذكر الوزير الإريتري أسماءً بعينها مشاركة في تلك «الحملة»، إلا أنه استخدم وصف «منتقدي إريتريا».
وشاركت القوات الإريترية في الحرب ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، إلى جانب قوات الحكومة الإثيوبية والجيش الفيدرالي، قبل أن تعلن انسحابها، العام الماضي، إثر عقوبات جديدة فرضتها عليها الولايات المتحدة على خلفية النزاع.
ودأبت «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» على توجيه الاتهامات ضد إريتريا بشأن ما تصفها بأنها «انتهاكات مستمرة ضد حقوق الإنسان في منطقة تيغراي».
وقال الوزير الإريتري في تدوينته: «قام منتقدو إريتريا بتصعيد حملتهم الكاذبة للتشهير. هذه الحملة المحمومة تشوه عمداً الاتفاقية التاريخية بين إريتريا وإثيوبيا لعام 2018 التي تحتوي على ركائز جوهرية للتعاون وإسكات البنادق».
ووقّع الرئيس الإريتري آسياس أفورقي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في سبتمبر (أيلول) من عام 2018، «اتفاقية جدة للسلام» بين البلدين، ليطوي البلدان صفحة أطول نزاع في القارة الأفريقية.
ويرى رشيد عبدي، الباحث المختص بشؤون شرق أفريقيا والمقيم في كينيا، أن «الانتقادات الموجهة لإريتريا ترتبط بالدور الذي لعبته أسمرة في الحرب بين تيغراي وبين الحكومة الفيدرالية بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد، الذي صار حليفاً قوياً لإريتريا».
ويحذّر عبدي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من إمكانية أن يكون التصعيد في الداخل الإثيوبي بين إريتريا وتيغراي «مؤشراً سلبياً» على إمكانية عودة الأعمال العسكرية، بعد فترة من الهدوء النسبي، لا سيما أن هناك الكثير من التقارير تشير إلى إمكان عقد جولة جديدة من المحادثات بين الحكومة الإثيوبية وحكومة إقليم تيغراي في نيروبي في غضون الأسبوع المقبل، وهو ما يتطلب توفير أجواء مؤاتية لتثبيت التهدئة، وليس التصعيد.
ويتابع الباحث المختص في شؤون شرق أفريقيا أن الأولوية الآن ينبغي أن تكون لاستعادة لغة الحوار، خصوصاً في ظل التقارير الميدانية التي تتحدث عن وجود مناورات إريترية على الحدود مع إقليم تيغراي، وهو ما يُنذر بالخطر، ويدعو إلى ضرورة قيام المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بواجباتها لضمان عدم انزلاق الأوضاع إلى المواجهة العسكرية مجدداً.
وكانت حكومة إثيوبيا، وجبهة «تيغراي» قد وقّعتا في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في العاصمة الكينية نيروبي وثيقة ترتيبات أمنية بوساطة أفريقية، تثبيتاً لاتفاق السلام بينهما لإنهاء الحرب التي أودت بحياة ما يصل إلى نصف مليون شخص وتشريد ملايين آخرين.
وتضمن الاتفاق وقفاً لإطلاق النار والأعمال العدائية ونزع الأسلحة من الميليشيات، وإنفاذ القانون وإعادة الأوضاع الطبيعية إلى إقليم تيغراي إلى ما قبل اندلاع المواجهات العسكرية بين الحكومة والجبهة في نوفمبر 2020.
ولم يَرد ذكر إريتريا صراحةً في الاتفاقية، مما أثار تساؤلات الكثير من المراقبين حول الدور الذي يمكن أن تؤديه في عملية السلام الهشة بالفعل.


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
TT

عطل يضرب تطبيقي «فيسبوك» و«إنستغرام»

انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)
انقطعت خدمة منصة «إنستغرام» عن أكثر من 23 ألف مستخدم (د.ب.أ)

أظهر موقع «داون ديتيكتور» الإلكتروني لتتبع الأعطال أن منصتي «فيسبوك» و«إنستغرام» المملوكتين لشركة «ميتا» متعطلتان لدى الآلاف من المستخدمين في الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء).

وأبلغ أكثر من 27 ألف شخص عن وجود أعطال في منصة «فيسبوك» وما يزيد على 28 ألفاً عن وجود أعطال في «إنستغرام»، وبدأ العطل في حوالي الساعة 12:50 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
وذكر موقع «داون ديتيكتور» أن «واتساب»، تطبيق التراسل المملوك لـ«ميتا»، توقف عن العمل أيضا لدى أكثر من ألف مستخدم.
وتستند أرقام «داون ديتيكتور» إلى بلاغات مقدمة من مستخدمين. وربما يتفاوت العدد الفعلي للمستخدمين المتأثرين بالأعطال.
وقالت «ميتا» إنها على علم بالمشكلة التقنية التي تؤثر في قدرة المستخدمين على الوصول إلى تطبيقاتها.
وذكرت في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «نعمل على إعادة الأمور إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن ونعتذر عن أي إزعاج».
وكتب بعض مستخدمي «فيسبوك» و«إنستغرام» على منصة «إكس» منشورات تفيد بمواجهتهم عطلا يعرض لهم رسالة «حدث خطأ ما» وبأن «ميتا» تعمل على إصلاح العطل.
وأدت مشكلة تقنية في وقت سابق من العام الجاري إلى عطل أثر في مئات الألوف من مستخدمي «فيسبوك» وإ«إنستغرام» عالمياً.
وواجهت المنصتان عطلاً آخر في أكتوبر (تشرين الأول) لكنهما عادتا إلى العمل إلى حد كبير في غضون ساعة.