يُرتقب أن يزور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون روسيا قبل نهاية العام تلبيةً لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين، ولترسيم «شراكة استراتيجية» يجري الإعداد لها منذ أعوام، تكون عاكسة لمستوى التعاون في المجال العسكري، والتنسيق القوي بين البلدين بخصوص ملفات دبلوماسية بعضها محل استقطاب دولي كبير.
وصرّح وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الشهر الماضي، في باريس على هامش مشاركته في «منتدى السلام»، بأنه «يتمنى» أن تتم زيارة تبون لموسكو قبل نهاية السنة، مشدداً على أنها «مهمة لبلدينا ونحن نشارك بنشاط وإيجابية في التحضير لها». وأضاف: «لدينا برنامج تعاون واسع النطاق بين الجزائر وروسيا. البلدان شريكان ومهمان بعضهما لبعض، وبينهما يجري حوار سياسي عالي الجودة، ونأمل أن تكون زيارة الرئيس عبد المجيد تبون لروسيا بداية ومرحلة جديدة في علاقاتنا».
وكان بوتين قد دعا تبون، في مايو (أيار) 2020 لزيارة روسيا. وجدد له الدعوة في يوليو (تموز) الماضي في اتصال هاتفي بينهما.
ولم يصدر عن الجانب الجزائري حتى الآن تأكيد لأن الزيارة ستتم قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول)، حسبما هو متوقَّع؛ ما يترجم، كما يبدو، حرصاً على تفادي تحديد تاريخ لها والإعلان عنه قبل إتمام الترتيبات الخاصة بـ«اتفاق الشراكة الاستراتيجية»، الذي يُرتقب أن يُتوّج الزيارة. وفي مايو الماضي، صرّح سفير الجزائر في بموسكو إسماعيل بن عمارة بأن مسؤولي البلدين «بصدد بحث مشروع للشراكة الاستراتيجية»، من دون توضيح مضمونه. وفُهم من كلامه أن النص الذي يؤطر العلاقات بين البلدين في جوانبها الاقتصادية والسياسية، والذي يعود إلى 2001 سيتم التخلي عنه، مقابل نص جديد يشمل، حسب قوله، «تعزيز التعاون في مجالات جديدة ليست مدرجة في النص الحالي».
وفي الشهر نفسه، عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في أثناء زيارته الجزائر، عن ارتياحه للتفاهمات السياسية ومستوى العلاقات الاقتصادية مع الجزائر، موضحاً أن التبادل التجاري مع الشريك المغاربي بلغ ثلاثة مليارات دولار عام 2021، كما قال إنه ناقش، خلال زيارته للجزائر، التعاون في المجال العسكري والفني، مشيراً إلى «استعداد روسيا لتقدم للجزائريين المزيد من المنح الدراسية، لتلقي العلوم في الجامعات التعليمية الروسية».
وحمل لافروف يومها بشدة على مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قائلاً: «سوف نتخلص ربما في المستقبل من منصب مسؤول خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي يخضع لإملاءات الولايات المتحدة الأميركية ومواقفها. فروسيا تبذل قصارى جهدها لعدم السماح بتشكيل عالم أحادي القطب ومنع اختراق الأساس التي قامت عليها الأمم المتحدة».
وتعد الجزائر زبوناً مهماً للصناعة الحربية الروسية، منذ عهد الاتحاد السوفياتي. وتفيد مصادر إعلامية بأن الجانبين اتفقا على صفقة عسكرية كبيرة، سيتم الإعلان عنها بمناسبة الزيارة المنتظرة، وهذا التوجه جلب ضغطاً أميركياً على الجزائر. ففي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، طالب 27 عضواً بالكونغرس بإنزال عقوبات على الحكومة الجزائرية بذريعة صفقات السلاح التي تربطها بروسيا، وفق بنود «قانون مكافحة أعداء أميركا»، حسب رأيهم.
يشار، في هذا الإطار، إلى إلغاء مناورات عسكرية مشتركة بين روسيا والجزائر، كانت مقررة منتصف الشهر الماضي، بمنطقة قرب الحدود مع المغرب. وكانت مسؤولة روسية قد ذكرت في وقت سابق، أن تلك المناورات «ليست موجهة لطرف ثالث»، في إشارة، ضمناً، إلى المغرب.
وغاب تبون عن القمة الأميركية - الأفريقية التي عُقدت بواشنطن، في الأيام الأخيرة، وناب عنه الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن.
وفي ظل حالة الاستقطاب العالمي حالياً على خلفية سعي الأميركيين إلى عزل روسيا بسبب حربها ضد أوكرانيا، كان لافتاً أن الجزائر أعلنت أنها ستنضم إلى مجموعة «بريكس» في 2023، بمباركة من أهم عضوين فيها: روسيا والصين.
زيارة مرتقبة لتبّون إلى موسكو لتوقيع «الشراكة الاستراتيجية»
الجزائر تنضم إلى مجموعة «بريكس» عام 2023
زيارة مرتقبة لتبّون إلى موسكو لتوقيع «الشراكة الاستراتيجية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة