زيارة مرتقبة لتبّون إلى موسكو لتوقيع «الشراكة الاستراتيجية»

الجزائر تنضم إلى مجموعة «بريكس» عام 2023

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
TT

زيارة مرتقبة لتبّون إلى موسكو لتوقيع «الشراكة الاستراتيجية»

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (أ.ف.ب)

يُرتقب أن يزور الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون روسيا قبل نهاية العام تلبيةً لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين، ولترسيم «شراكة استراتيجية» يجري الإعداد لها منذ أعوام، تكون عاكسة لمستوى التعاون في المجال العسكري، والتنسيق القوي بين البلدين بخصوص ملفات دبلوماسية بعضها محل استقطاب دولي كبير.
وصرّح وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الشهر الماضي، في باريس على هامش مشاركته في «منتدى السلام»، بأنه «يتمنى» أن تتم زيارة تبون لموسكو قبل نهاية السنة، مشدداً على أنها «مهمة لبلدينا ونحن نشارك بنشاط وإيجابية في التحضير لها». وأضاف: «لدينا برنامج تعاون واسع النطاق بين الجزائر وروسيا. البلدان شريكان ومهمان بعضهما لبعض، وبينهما يجري حوار سياسي عالي الجودة، ونأمل أن تكون زيارة الرئيس عبد المجيد تبون لروسيا بداية ومرحلة جديدة في علاقاتنا».
وكان بوتين قد دعا تبون، في مايو (أيار) 2020 لزيارة روسيا. وجدد له الدعوة في يوليو (تموز) الماضي في اتصال هاتفي بينهما.
ولم يصدر عن الجانب الجزائري حتى الآن تأكيد لأن الزيارة ستتم قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول)، حسبما هو متوقَّع؛ ما يترجم، كما يبدو، حرصاً على تفادي تحديد تاريخ لها والإعلان عنه قبل إتمام الترتيبات الخاصة بـ«اتفاق الشراكة الاستراتيجية»، الذي يُرتقب أن يُتوّج الزيارة. وفي مايو الماضي، صرّح سفير الجزائر في بموسكو إسماعيل بن عمارة بأن مسؤولي البلدين «بصدد بحث مشروع للشراكة الاستراتيجية»، من دون توضيح مضمونه. وفُهم من كلامه أن النص الذي يؤطر العلاقات بين البلدين في جوانبها الاقتصادية والسياسية، والذي يعود إلى 2001 سيتم التخلي عنه، مقابل نص جديد يشمل، حسب قوله، «تعزيز التعاون في مجالات جديدة ليست مدرجة في النص الحالي».
وفي الشهر نفسه، عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في أثناء زيارته الجزائر، عن ارتياحه للتفاهمات السياسية ومستوى العلاقات الاقتصادية مع الجزائر، موضحاً أن التبادل التجاري مع الشريك المغاربي بلغ ثلاثة مليارات دولار عام 2021، كما قال إنه ناقش، خلال زيارته للجزائر، التعاون في المجال العسكري والفني، مشيراً إلى «استعداد روسيا لتقدم للجزائريين المزيد من المنح الدراسية، لتلقي العلوم في الجامعات التعليمية الروسية».
وحمل لافروف يومها بشدة على مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قائلاً: «سوف نتخلص ربما في المستقبل من منصب مسؤول خارجية الاتحاد الأوروبي، الذي يخضع لإملاءات الولايات المتحدة الأميركية ومواقفها. فروسيا تبذل قصارى جهدها لعدم السماح بتشكيل عالم أحادي القطب ومنع اختراق الأساس التي قامت عليها الأمم المتحدة».
وتعد الجزائر زبوناً مهماً للصناعة الحربية الروسية، منذ عهد الاتحاد السوفياتي. وتفيد مصادر إعلامية بأن الجانبين اتفقا على صفقة عسكرية كبيرة، سيتم الإعلان عنها بمناسبة الزيارة المنتظرة، وهذا التوجه جلب ضغطاً أميركياً على الجزائر. ففي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، طالب 27 عضواً بالكونغرس بإنزال عقوبات على الحكومة الجزائرية بذريعة صفقات السلاح التي تربطها بروسيا، وفق بنود «قانون مكافحة أعداء أميركا»، حسب رأيهم.
يشار، في هذا الإطار، إلى إلغاء مناورات عسكرية مشتركة بين روسيا والجزائر، كانت مقررة منتصف الشهر الماضي، بمنطقة قرب الحدود مع المغرب. وكانت مسؤولة روسية قد ذكرت في وقت سابق، أن تلك المناورات «ليست موجهة لطرف ثالث»، في إشارة، ضمناً، إلى المغرب.
وغاب تبون عن القمة الأميركية - الأفريقية التي عُقدت بواشنطن، في الأيام الأخيرة، وناب عنه الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن.
وفي ظل حالة الاستقطاب العالمي حالياً على خلفية سعي الأميركيين إلى عزل روسيا بسبب حربها ضد أوكرانيا، كان لافتاً أن الجزائر أعلنت أنها ستنضم إلى مجموعة «بريكس» في 2023، بمباركة من أهم عضوين فيها: روسيا والصين.


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.