انفجار القنصلية الإيطالية يربك المرور وآثاره طالت المتحف المصري ومباني مهمة

أهالي حي بولاق أبو العلا تداعت منازلهم فهتفوا ضد «الإخوان»

انفجار القنصلية الإيطالية يربك المرور وآثاره طالت المتحف المصري ومباني مهمة
TT

انفجار القنصلية الإيطالية يربك المرور وآثاره طالت المتحف المصري ومباني مهمة

انفجار القنصلية الإيطالية يربك المرور وآثاره طالت المتحف المصري ومباني مهمة

أصاب انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مقر القنصلية الإيطالية التاريخي قلب العاصمة المصرية القاهرة بالشلل، وأدى الحادث إلى تصدعات في مباني الحي الشعبي المجاور للقنصلية، وطالت موجته التفجيرية المتحف المصري في ميدان التحرير.
وصب سكان العقارات القديمة المجاورة للقنصلية في حي «بولاق أبو العلا» جام غضبهم على قادة جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن تسبب الانفجار في تصدعات في جدران منازلهم العتيقة، كما طال غضب أهالي المنطقة مسؤولي الحكومة أيضا الذين اتهموا السكان «بعدم تقدير المسؤولية».
وفشلت كل المحاولات في إصلاح خط المياه الرئيسي الذي انفجر جراء الحادث، وتكدس مواطنون على جانبي الطريق على أمل وجود سيارات تقلهم إلى مقار أعمالهم.
وظل حسن سعد (35 عاما)، موظف بإحدى الشركات الخاصة في ضاحية المهندسين بمحافظة الجيزة، منتظرا لمدة ساعة ونصف الساعة في منطقة الإسعاف ليستقل سيارة تنقله لمقر عمله؛ لكنه فقد الأمل وقرر العودة إلى منزله بعد فشله. شعور الموظف سعد تشابه مع عشرات المصريين الذي فشلوا في الذهاب لمقار عملهم في الوقت المناسب، على الرغم من كون يوم أمس إجازة في القطاع العام والحكومي.
وتعد الإسعاف منطقة رئيسية لجميع خطوط نقل الركاب لمناطق القاهرة والجيزة. وأغلقت السلطات المصرية جميع الطرق المؤدية إلى مبنى القنصلية الإيطالية بوسط القاهرة، وقامت بتحويل طريق السيارات إلى شارع رمسيس، وسط حالة من الارتباك من قائدي المركبات، عقب وقوع الانفجار مباشرة، واستمر ذلك لساعات.
وبينما تسبب انفجار خط المياه الرئيسي في وسط البلد من جراء الانفجار في تغطية المياه مساحات كبيرة، اشتدت وطأة أزمة المنازل القاطنة بجوار مقر القنصلية والتي تحطمت وسقطت أجزاء كبيرة منها، وتظاهر أهالي بولاق أبو العلا واستقبلوا وزراء الحكومة، غاضبين، وطالبوا بإعدام مرسي وقادة «الإخوان»، ورددوا هتافات «افرمي افرمي يا حكومة.. وإحنا معاكي»، و«يا وزير الداخلية.. إحنا وراك بالملايين»، وطالبوا بحصر التلفيات التي طالت منازلهم جراء التفجير الإرهابي، وتوفير شقق جديدة لهم أو إصلاحها. ويقول شاهد عيان في موقع الحادث، لـ«الشرق الأوسط»، إن «سبب غضب الأهالي هو أن منازلهم تداعت أو باتت على وشك الانهيار.. وبعض الأسر تركت منازلها ونزلت للشوارع». ويضيف أن «مقر القنصلية مؤمن للغاية وبه ثلاثة ارتكازات أمنية بعناصر محدودة من الشرطة.. والجميع ممنوع من المرور أعلى الرصيف الذي أمامه.. فكيف يقع الحادث؟».
من جهته، قال مصدر أمني مسؤول في موقع الحادث للأهالي، إنه «لا داعي للقلق المبالغ فيه.. والحكومة سوف تجد طريقة للمنازل التي تضررت جراء الانفجار». وطالت آثار الانفجار المتحف المصري بميدان التحرير، وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى أمين، إن نوافذ الدورين الأول والثاني من المتحف تهشمت؛ مؤكدا أن «المقتنيات بخير». وتهشمت الواجهة الخاصة بمبنى نقابة الصحافيين والبوابة الزجاجية، جراء الانفجار، كما تحطمت النوافذ الزجاجية بالطوابق المختلفة وسقطت قطع خرسانية من الطابق الثامن، مما أحدث حالة من الفزع بين الصحافيين الموجودين بالمبنى وقت الانفجار.
وقال عضو مجلس نقابة الصحافيين أسامة داوود إن المجلس يبحث تشكيل لجان فنية وهندسية لتحديد التلفيات خاصة أن بعض الزخارف الموجودة في واجهة النقابة ثقيلة الوزن ويجب التأكد من سلامتها. بينما تهشمت وجهات عدد من المباني المهمة والتاريخية ومقرات الشركات السياحية القريبة من ميدان عبد المنعم رياض.
وفي سياق متصل، انتقلت آثار الانفجار إلى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك».. ودشن رواد موقعي التواصل هاشتاغ بعنوان «السفارة الإيطالية» بعد ساعات قليلة من تفجير مبنى القنصلية. وتفاعل عدد كبير من النشطاء مع الهاشتاغ، حيث احتل المركز الأول في قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولا عبر «تويتر»، حسب مصر. وقال ياسر «حسبي الله ونعم الوكيل.. بس كده». وأضافت ريهام «ما ذنب الأهالي الذين تحطمت منازلهم؟.. وما ذنب البائع المتجول الذي قتل؟.. ربنا ينتقم ممن كان السبب».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.