زعمت دراسة جديدة، درست سلوك الشمبانزي البري في تنزانيا، أن قدرة البشر على المشي منتصبين في وضع مستقيم على القدمين، ربما تطورت في أثناء وجودهم على الأشجار، وليس على الأرض.
ووفق شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد أمضى الباحثون التابعون لـ«كلية لندن الجامعية» 15 شهراً في دراسة سلوك 13 من قرود الشمبانزي البرية البالغة في غرب تنزانيا، الذي يعدّ موطناً لمزيج من الأراضي الجافة المفتوحة ومناطق الغابات الكثيفة. هذا النوع من البيئة، المعروف باسم «فسيفساء السافانا»، يشبه تلك التي عاش فيها أسلافنا الأوائل.
وسجل الفريق عدد المرات التي كان الشمبانزي فيها منتصباً وسار في وضع مستقيم على قدميه، وما إذا كان ذلك قد حدث في أثناء وجوده على الأرض أو على الأشجار.
ووجد الباحثون أن أكثر من 85 في المائة من المرات التي سارت فيها قرود الشمبانزي منتصبة حدثت على الأشجار، وليس على الأرض.
وقال المؤلف المشارك في الدراسة، أليكس بيل، أستاذ الأنثروبولوجيا بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، إن السؤال الذي شغلهم هو: لماذا يمضي الشمبانزي في تنزانيا وقتاً أطول على الأشجار، على الرغم من أن عدد الأشجار في هذه المنطقة ليس بكبير مقارنة بالبيئات الأخرى التي تعيش فيها قرود الشمبانزي.
ولفت إلى أن أحد التفسيرات لذلك قد يكون أن أشجار الفواكه والخضراوات تشجعهم على قضاء بعض الوقت عليها لتناول الطعام، مشيراً إلى أن هناك تفسيراً آخر يتعلق بموسم الأمطار، حيث ينمو العشب في غرب تنزانيا في ذلك الموسم نحو 6.5 قدم، مما يعني أن قرود الشمبانزي تكون أكثر عرضة للحيوانات المفترسة مثل الفهود إذا أمضت وقتاً طويلاً على الأرض.
ووفقاً لبيل، فقد واجه أسلاف البشر الأوائل أيضاً خطر هذا الافتراس في ظروف بيئية مماثلة، زاعماً أنهم في الأغلب طوروا قدرتهم على المشي على القدمين تكيفاً مع العيش على الأشجار وليس على الأرض.
ومع ذلك، شدد بيل على أن الدراسة لا تجري مقارنة مباشرة بين الشمبانزي وأسلافنا البشريين الأوائل، ولكنها تقدم بدلاً من ذلك النظريات التي يجب اختبارها فيما يخص كيفية تطور البشر وقدراتهم.
ونشرت الدراسة أمس (الأربعاء) في مجلة «Science Advances».
دراسة: البشر تعلّموا المشي على أقدامهم بين أغصان الأشجار
دراسة: البشر تعلّموا المشي على أقدامهم بين أغصان الأشجار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة