كين ليس المسؤول عن وداع إنجلترا المؤلم لمونديال قطر

كيف كانت ستسير الأمور حتى لو نجح قائد منتخب إنجلترا في إسكان ركلة الجزاء الشباك الفرنسية؟

فرحة فرنسية بعد أن أهدر كين ركلة الجزاء (أ.ب)
فرحة فرنسية بعد أن أهدر كين ركلة الجزاء (أ.ب)
TT

كين ليس المسؤول عن وداع إنجلترا المؤلم لمونديال قطر

فرحة فرنسية بعد أن أهدر كين ركلة الجزاء (أ.ب)
فرحة فرنسية بعد أن أهدر كين ركلة الجزاء (أ.ب)

بعد نهاية المباراة التي خسرتها إنجلترا أمام فرنسا في الدور ربع النهائي لكأس العالم بهدفين دون رد، بدت علامات الإحباط واليأس على النجم الإنجليزي هاري كين. وعندما توقف للتحدث إلى الصحافيين في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، كان هناك ازدحام شديد واندفاع من جانب مصوري التلفزيون، حيث كان الجميع يريد أن يرى ويسمع ما سيقوله قائد المنتخب الإنجليزي بعد هذه اللحظات العصيبة.
بدأ كين يتحدث بهدوء تام، لكن بدا الأمر كما لو أنه لم يكن موجودا، أو أن من يتحدث هو شخص آخر، حيث كان يائسا ومحبطا للغاية، ومن المؤكد أنه كان يتساءل بداخله عما حدث للتو! لقد كان الأمر محزنا للغاية لأن كين لم يكن يستحق ذلك. وعندما تأخرت إنجلترا بهدف دون رد أمام فرنسا، كان كين هو من قاد فريقه للعمل بكل قوة من أجل العودة في نتيجة اللقاء، وكان يضغط بكل قوة على دايو أوباميكانو، وكان قريبا من هز الشباك في عدة مناسبات، وهو الأمر الذي أعطى الأمل لزملائه في إمكانية العودة. وسجل هدف التعادل في الشوط الثاني من ركلة جزاء، لكن كل شيء انهار بالنسبة له عندما أهدر ركلة جزاء حاسمة، بينما كانت النتيجة تشير إلى تقدم فرنسا بهدفين مقابل هدف وحيد في الدقيقة 84. لم تتمكن إنجلترا من العودة وخرجت من المونديال وسط مشاعر الإحباط المعتادة.
إن أول شيء يجب التأكيد عليه هو أنه حتى لو سجل كين ركلة الجزاء، كان سيتعين على إنجلترا القيام بالكثير من أجل الفوز على حامل اللقب، وكانت المباراة ستمتد على الأرجح إلى الوقت الإضافي أو ركلات الترجيح، ولم يكن بإمكان أحد أن يتنبأ بما سيحدث آنذاك. من المؤكد أن إحراز ركلة الجزاء كان سيعطي المنتخب الإنجليزي حافزا كبيرا في ذلك الوقت الحرج، خاصة وأنه كان يلعب بالفعل بشكل جيد، وبالتالي كان من الممكن أن تفوز إنجلترا وتصل إلى الدور نصف النهائي لتواجه المغرب، فقط تخيل ما كان سيحدث آنذاك!
لقد تُرك كين ليحمل عبئا ثقيلا للغاية، خاصة وأنه لم يرتكب أي خطأ بهذا الحجم من قبل. لقد عانى اللاعب البالغ من العمر 29 عاما من بعض الإحباطات والانتكاسات في مسيرته الكروية، بدءا من تخلى نادي آرسنال عن خدماته وهو في الثامنة عشرة من عمره، مرورا بالفترات الصعبة التي لعب خلالها على سبيل الإعارة لنوريتش سيتي وليستر سيتي، ووصولا إلى معاناته مع توتنهام الذي لم يفز بأي لقب. وخسر كين المباراة النهائية لثلاث كؤوس (كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة عامي 2015 و2021، ودوري أبطال أوروبا 2019)، كما تعرض لعدد من الإصابات، وفشل في تحقيق رغبته في الانتقال إلى مانشستر سيتي في صيف العام الماضي. لكن من الصعب للغاية أن نتذكر أنه ارتكب خطأً كلف فريقه الكثير على أرض الملعب.
ومنذ هدف الفوز القاتل الذي أحرزه في الدقيقة 90 في مرمى أستون فيلا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، وهناك شعور بأن مسيرة قائد المنتخب الإنجليزي تتحسن بشكل ملحوظ موسما تلو الآخر. وفي مباراة الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأوروبية 2020 أمام الدنمارك، أحرز هدفا من ركلة جزاء في الوقت الإضافي ليقود المنتخب الإنجليزي للفوز بهدفين مقابل هدف بعدما وضع الكرة في مرمى الحارس كاسبر شمايكل. لكن الحارس الدنماركي ارتكب خطأ كبيرا، حيث تصدى للكرة في البداية وكان يتعين عليه أن ينهض سريعا للإمساك بها لكن كين عاد ليسدد الكرة المرتدة في المرمى. قد يبدو من الغريب أن يتعرض حارس المرمى للانتقادات بعد إنقاذه لركلة جزاء، لكن كان يجب أن يكون رد فعل شمايكل أسرع من أجل الإمساك بالكرة.
لقد أفلت كين من هذا السيناريو السيئ وفازت إنجلترا بهدفين مقابل هدف وحيد. وبالتالي، فحتى عندما كان من الممكن أن تسير الأمور بشكل سيئ بالنسبة له، انتهت المباراة بفوز إنجلترا. لكن الأمور سارت بشكل مختلف أمام فرنسا في قطر، وفشل كين في إحراز هدفه رقم 54 بقميص المنتخب الإنجليزي، والذي كان سيجعله يتجاوز واين روني ليصبح الهداف التاريخي لمنتخب الأسود الثلاثة. لكن الآن، سيتعين على كين الانتظار لبعض الوقت للقيام بذلك.
وفي الوقت الحالي، سينتظر الجميع ليرى ردة فعل كين على ما حدث. من المعروف عن كين أنه لاعب يمتلك شخصية قوية، وسيعمل من دون أدنى شك على العودة سريعا للتألق في الملاعب. لكن من المؤكد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يستعيد كين توازنه. سيلعب توتنهام مباراته القادمة أمام برينتفورد في السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وهي نفس المواجهة الرسمية (أمام برينتفورد) التي لعبها نجم آرسنال بوكايو ساكا فور عودته بعد أن أهدر ركلة جزاء في المباراة التي خسرتها إنجلترا بركلات الترجيح أمام إيطاليا في نهائي كأس الأمم الأوروبية 2020. في ذلك الوقت، استقبل جمهور برينتفورد ساكا بالتصفيق. وكان لوضع ساكا بعد إضافي مروع، حيث تعرض اللاعب لإساءات عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، وبالتالي كان الجمهور يسعى للالتفاف من حوله وتقديم الدعم اللازم له. أما كين فنشر تغريدة على تويتر قال فيها إنه لن يختبئ بعد ركلة الجزاء التي أهدرها، وقال: «الأمر مؤلم وسيستغرق بعض الوقت لتجاوزه».


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية شين تاي-يونغ (أ.ف.ب)

مدرب إندونيسيا: الفوز على «الأخضر» يمنحنا الثقة في بلوغ كأس العالم

يثق شين تاي-يونغ مدرب إندونيسيا في أن الفوز المفاجئ 2-صفر على السعودية، في جاكرتا أمس (الثلاثاء) سيمنح فريقه فرصة حقيقية في بلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».