«قرية تونس» على ضفاف بحيرة قارون في الفيوم... متعة خاصة بميزانية متواضعة

صحراء وماء وخضرة وفنون

طبيعة ساحرة (صفحة سفاري - حساب مصطفى رحيم على «فيسبوك»)
طبيعة ساحرة (صفحة سفاري - حساب مصطفى رحيم على «فيسبوك»)
TT

«قرية تونس» على ضفاف بحيرة قارون في الفيوم... متعة خاصة بميزانية متواضعة

طبيعة ساحرة (صفحة سفاري - حساب مصطفى رحيم على «فيسبوك»)
طبيعة ساحرة (صفحة سفاري - حساب مصطفى رحيم على «فيسبوك»)

رغم رغبة كثير من السياح في قضاء عطلة ممتعة ذات طابع خاص بعيداً عن الشواطئ في الخريف، فإن الميزانية قد تقف عقبة حقيقية أمام تحقيق هذه الأمنية. لكن وقبل أن تتراجع وتصرف النظر عن حلمك بدعوى أنك لا تملك المال اللازم لقضاء عطلة لا تُنسى، عليك أن تعرف أن هناك وجهات في مصر تنتظرك في متناول كل الأذواق والميزانيات، ومن أهمها «قرية تونس» على ضفاف بحيرة قارون في الفيوم (شمال صعيد مصر).
يمكن للمسافرين في كثير من الأحيان الاستمتاع برحلات رخيصة نسبياً حين يتمتع المكان بتنوع المقومات السياحية، وذلك ما تتميز به القرية، منذ أن تأخذ قراراً لزيارتها أثناء وجودك في مصر، لن يتطلب منك الأمر حجز خطوط طيران إقليمية، لأنها قريبة من القاهرة، فهي على مقربة نحو ساعتين من ميدان الرماية بجوار أهرامات الجيزة.

فلل وفنادق ذات إطلالة رائعة وتصميم معماري فريد (صفحة قرية تونس)

لذلك يمكنك أن تستأجر سيارة خاصة أو تختار حافلة، وبمجرد وصولك إلى هناك ستجد كثيراً من الفنادق والبيوت الخاصة والمعسكرات والأنشطة الرخيصة، التي تقدم خيارات شاملة للجميع وستعثر على ما تبحث عنه من غرف نظيفة ومريحة ومطاعم.
تعد «قرية تونس» قبلة للسياح الباحثين عن الهدوء والاستجمام، وفي الوقت نفسه هي مقصد للراغبين في أجواء المغامرة وممارسة نشاطات مختلفة فيها ستستمتع بتحقيقها لمعادلة صعبة، وهي الجمع بين الخضرة والماء والصحراء والسكون التام والحركة والحيوية في مكان واحد، فضلاً عن متعة معايشة سكانها البسطاء الذين ستجدهم يرحبون بك كما لو كنت أحد أفراد عائلتهم.

نشاطات ثقافية لكل الأسرة (مركز الفنون على «فيسبوك»)

حكاية إيفلين السويسرية مع القرية
هذه التوليفة الخاصة صنعها تاريخ القرية التي كانت حتى سنوات ليست طويلة مجرد قطعة جميلة من الريف المصري، تستمد سحرها من الطبيعة الخلابة إلى أن تغيرت وأصبحت وجهة سياحية مع الاحتفاظ بطابعها البيئي، وذلك حين زارها زوجان فوقعا في غرام المكان وفكرا من فرط جماله وهدوئه في الاستقرار به، وهما الشاعر سيد حجاب وزوجته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه المولعة بالخزف والتي ازدادت عشقاً له بعدما شاهدت السكان يحترفون صناعة الخزف والفخار على الطريقة المصرية القديمة، وكانت هذه هي نقطة تحول القرية.

الزهور والخضرة تحيط بالبيوت (صفحة رحلات سفاري الفيوم بـ«فيسبوك»)

على يديها اتخذت قرية تونس خصوصيتها الحالية وشهرتها الواسعة، حين قامت وزوجها ببناء بيت لهما هناك على طريقة القباب والأبواب السائدة بالقرية القريبة من طراز بيوت تونس العتيقة التي تحيط بها الخضرة من كل جانب، وحتى عندما انفصلت عن زوجها، قررت الاستمرار في الإقامة بها، وتأسيس أول مدرسة لتعليم وتصنيع الخزف والفخار والسجاد اليدوي في المنطقة، وبالتدريج أصبحت القرية المجهولة مركزاً عالمياً للفن والسياحة ترتاده شتى الجنسيات، ومعرضاً دائماً للفنون اليدوية تقام له مهرجانات سنوية دولية، بل أُطلق عليها اسم «عاصمة للفنون في الريف المصري».

فلل ذات إطلالة رائعة وتصميم معماري فريد (صفحة قرية تونس)

أول ما سيلفت نظرك عند الوصول إلى القرية انتشار أشجار الزيتون والنخيل، ولن تجد مشقة في العثور على مكان إقامة مناسب، فبجانب الفنادق الكثيرة الموجودة في شارع إيفلين، وهو الشارع «الطويل» الرئيسي بالقرية، توجد عشرات الفلل والقصور الرائعة. وإذا كنت تبحث عن مزيد من الخصوصية فأنصحك أن تختار الإقامة في أحدها، لتستمتع بالهدوء المطلق وحمام سباحة خاص وطراز معماري يعتمد على القباب.
كما أنك حين تصعد إلى الشرفة فثمة مفاجأة تسر عينيك، حيث الإطلالة التي تسمح لك برؤية واسعة على مزيج نادر من المياه والخضرة، وتكون محظوظاً لو استطعت أن تجد فيلا في ذلك الوقت الذي تسافر فيه تطل على بحيرة قارون بمنظرها الخلاب، وحتى لو كانت كل البيوت المطلة على البحيرة غير متاحة، فثمة مناظر أخرى ساحرة تأخذك إلى بساطة الحياة والطبيعة مثل الأشجار المرتفعة والزهور المتنوعة، فضلاً عن البيوت العتيقة المبنية من الحجارة والرمل والطين على طريقة المعماري التاريخي حسن فتحي. وقد تكون أكثر حظاً إذا كان بيتك الذي استأجرته مجاوراً لأحد مشاهير الفن الذين يمتلكون فيلات وقصوراً هناك.

بيوت تسمح بالاستجمام والخصوصية داخل القرية (صفحة قرية تونس)

المدهش بحسب محمد سيد، منظم رحلات وصاحب كامب سياحي بالقرية، أن سعر استئجار هذه الفلل ثابت، لا يتغير بين المصريين والعرب أو الأجانب، عكس السائد في مصر. ويتراوح بين 3 آلاف و7 آلاف جنيه مصري، وهو رقم منخفض مقارنة بخصوصيتها وجمالها.
وتتوافر فيها كل مستلزمات المعيشة من أثاث ذي طابع ريفي إلى جانب حديقة خضراء قد تحتوي على مسبح خاص، وتستطيع أن تطلب كل ما تريده من طعام من أحد المطاعم المنتشرة هناك، لكن يلفت سيد إلى أنه لا يسمح لأي مستأجر بالتسبب في أي ضجيج، وهو شرط أساسي للإقامة بالمكان.
أما إذا كنت تفضل الإقامة في فندق بالمكان نفسه فستجد مجموعة متنوعة صديقة للبيئة، منها فندق «قصر التوت» أو«لازب إن ريزورت وسبا» أو «الواحة» أو «ذات المسافر»، وهناك ستستمتع بالطعام الريفي ذي المذاق الخاص، حيث الفطير المشلتت والعسل والمش والبيض المطهي في السمن البلدي صباحاً، والبط والحمام والرقاق أو الأسماك في الغذاء، كما تجد صالات للرياضة والنوادي الصحية ومنطقة ألعاب للأطفال.
طبيعة خلابة وتزحلق على الرمال
إذا كنت تفضل الاستمتاع بالمناظر الخلابة مع عدم الابتعاد كثيراً عن مكان إقامتك، فعليك بالتوجه إلى بحيرة قارون لتتناول الطعام في مكان هادئ بينما تنظر إليها وتتأمل اتساعها وترقب الطيور النادرة والمهاجرة في موسمها الذي يتوافق مع الشتاء، أو أن تقوم بتأجير مركب وخوض رحلة في البحيرة لتشاهد غروب الشمس بكل روعته هناك، أما إذا أردت أجواء رومانسية خاصة وتقضي شهر العسل فيمكنك ركوب خيل والسير به على الشاطئ لتخوض حديثاً طويلاً ممتعاً وسط الطبيعة مع شريكتك.
ورغم الهدوء الشديد فإنه لا شيء يقف أمام الراغبين في خوض مغامرة لا تُنسى أو ممارسة نشاطات مختلفة تلائم كل الأعمار ولا تجعل الملل يعرف طريقه إلى أي فرد من أفراد الأسرة أثناء زيارة القرية، على سبيل المثال، فإن «وادي الريان» وحده يمكن أن تنظم له عدة برامج سياحية من فرط ثرائه وفق محمد سيد: «على رأس هذه البرامج نشاط التزلج على الكثبان الرملية في محمية وادي الريان، وهي تُعد واحدة من أفضل مواقع هذه الهواية على مستوى العالم بسبب تمتعها بكثبان رملية ناعمة وعميقة. قم باستئجار سيارة رباعية أو انضم لفريق من المغامرين تم تكوينه من أحد منظمي الرحلات هناك لممارسة هذه الرياضة قريباً، خصوصاً أن أفضل فترة لها هي الخريف والشتاء بسبب الطقس».
ومن السهل استئجار لوح التزحلق هناك، وأنصحك نظراً لنعومة الرمال وعمقها إذا كنت من المبتدئين أن تختاره من الخشب الخفيف، وتبلغ رسوم التزحلق على الرمال في وادي الريان نحو 100 جنيه مصري، بينما يبلغ تأجير «البورد» نحو 30 جنيهاً، لكن لو كنت لا تفضلها فيمكنك لعب كرة القدم أو كرة الطائرة أو الراكت أو كرة السرعة في أماكن مجهزة لها، كما أن زيارة الشلالات الواقعة على نحو 40 كيلومتراً من القرية بوادي الريان التي يفضلها الشباب متاحة، حيث المرح والبهجة، وفي المحمية تستطيع الاستمتاع بالبراشوت وسعره يبدأ من 60 جنيهاً لـ15 دقيقة.
وادي الحيتان
إذا كنت من هواة التاريخ والسياحة الثقافية فأمامك فرصة لا تُعوض لتشاهد آثاراً تعيدك إلى القدم، فلا يمكن أن يفوتك بحسب المغامر مصطفى رحيم، زيارة «وادي الحيتان» الذي يمثل وجهة سياحية متفردة ويضم كثيراً من هياكل كاملة لحيتان كانت تعيش في تلك المنطقة، وتقف عظام فك وأضلاع وفقرات الحوت الضخمة أفقية في الأرض وتمثل شكلاً مذهلاً سيثير دهشتك، واختارته اليونسكو واحداً من أفضل مناطق التراث العالمي.
إذ أردت أن تعيش أجواء الغموض والتشويق وفي الوقت نفسه تستمتع بالطبيعة، فعليك بزيارة «البحيرة المسحورة» التي تتغير ألوانها على مدار اليوم مع أشعة الشمس، وهو ما أكسبها اسمها، وفق كثير من الروايات، لكن لرحيم رواية أخرى؛ وهي أن هذه البحيرة الموجودة وسط الصحراء ومحاطة بالجبال من كل الاتجاهات غير معروف من أين تستمد مياهها المتجددة ذات المنسوب الثابت ذلك أن مصدرها مجهول للآن!
ويمكنك أن تشاهدها أيضاً بإطلالة خاصة من أعلى جبل المدورة الذي لا ينبغي أن تفوتك زيارته، إذا كنت من عشاق السياحة البيئية، حيث تظهر به الرواسب البحرية القديمة مثل كهوف الملائكة، ويرجع عمره إلى 45 مليون سنة.
تخييم ويوغا
من أروع ما يمكنك أن تفعله عند زيارة قرية تونس أن تنظم رحلات التخييم والرصد الفلكي ومتابعة رصد حركة الشهب وتساقطها مساء وحتى الشروق، ومن شدة طغيان روعة الطبيعة والهدوء هناك رياضات مثل اليوغا وممارسة التأمل وجلسات العلاج النفسي تنظمها بعض المعسكرات هناك، تحديداً شمال بحيرة قارون، وهناك حدث أسبوعي يضم هذه النشاطات في «قطراني كامب» الذي لا يبتعد كثيراً عن القرية.
وعند زيارة القرية أيضاً يمكنك المشاركة في كثير من النشاطات الأخرى المتوقع عودتها هذا الشتاء، بعد توقف سنتين بسبب جائحة «كورونا»، منها «مهرجان الخزف الدولي» و«مسابقة التزحلق على رمال البحيرة المسحورة»، و«مركز الفيوم للفنون» للفنان محمد عبلة، الذي يضم المتحف الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط وهو «متحف الكاريكاتير»، وبالطبع تنتظرك مدرسة الخزف التي أقامتها الفنانة الراحلة إيفلين داخل القرية.
الطريف أن بعض منظمي الرحلات في القرية يتبعون أسلوب تسويق مصرياً أصيلاً، وهو رفع شعار «لا نحاسب الضيف إلا بعد انتهاء الرحلة، فلو أسعدته نأخذ نقودنا، ولو لم يحدث لا نحصل منه على أي مقابل مادي».


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.