«قرية تونس» على ضفاف بحيرة قارون في الفيوم... متعة خاصة بميزانية متواضعة

صحراء وماء وخضرة وفنون

طبيعة ساحرة (صفحة سفاري - حساب مصطفى رحيم على «فيسبوك»)
طبيعة ساحرة (صفحة سفاري - حساب مصطفى رحيم على «فيسبوك»)
TT

«قرية تونس» على ضفاف بحيرة قارون في الفيوم... متعة خاصة بميزانية متواضعة

طبيعة ساحرة (صفحة سفاري - حساب مصطفى رحيم على «فيسبوك»)
طبيعة ساحرة (صفحة سفاري - حساب مصطفى رحيم على «فيسبوك»)

رغم رغبة كثير من السياح في قضاء عطلة ممتعة ذات طابع خاص بعيداً عن الشواطئ في الخريف، فإن الميزانية قد تقف عقبة حقيقية أمام تحقيق هذه الأمنية. لكن وقبل أن تتراجع وتصرف النظر عن حلمك بدعوى أنك لا تملك المال اللازم لقضاء عطلة لا تُنسى، عليك أن تعرف أن هناك وجهات في مصر تنتظرك في متناول كل الأذواق والميزانيات، ومن أهمها «قرية تونس» على ضفاف بحيرة قارون في الفيوم (شمال صعيد مصر).
يمكن للمسافرين في كثير من الأحيان الاستمتاع برحلات رخيصة نسبياً حين يتمتع المكان بتنوع المقومات السياحية، وذلك ما تتميز به القرية، منذ أن تأخذ قراراً لزيارتها أثناء وجودك في مصر، لن يتطلب منك الأمر حجز خطوط طيران إقليمية، لأنها قريبة من القاهرة، فهي على مقربة نحو ساعتين من ميدان الرماية بجوار أهرامات الجيزة.

فلل وفنادق ذات إطلالة رائعة وتصميم معماري فريد (صفحة قرية تونس)

لذلك يمكنك أن تستأجر سيارة خاصة أو تختار حافلة، وبمجرد وصولك إلى هناك ستجد كثيراً من الفنادق والبيوت الخاصة والمعسكرات والأنشطة الرخيصة، التي تقدم خيارات شاملة للجميع وستعثر على ما تبحث عنه من غرف نظيفة ومريحة ومطاعم.
تعد «قرية تونس» قبلة للسياح الباحثين عن الهدوء والاستجمام، وفي الوقت نفسه هي مقصد للراغبين في أجواء المغامرة وممارسة نشاطات مختلفة فيها ستستمتع بتحقيقها لمعادلة صعبة، وهي الجمع بين الخضرة والماء والصحراء والسكون التام والحركة والحيوية في مكان واحد، فضلاً عن متعة معايشة سكانها البسطاء الذين ستجدهم يرحبون بك كما لو كنت أحد أفراد عائلتهم.

نشاطات ثقافية لكل الأسرة (مركز الفنون على «فيسبوك»)

حكاية إيفلين السويسرية مع القرية
هذه التوليفة الخاصة صنعها تاريخ القرية التي كانت حتى سنوات ليست طويلة مجرد قطعة جميلة من الريف المصري، تستمد سحرها من الطبيعة الخلابة إلى أن تغيرت وأصبحت وجهة سياحية مع الاحتفاظ بطابعها البيئي، وذلك حين زارها زوجان فوقعا في غرام المكان وفكرا من فرط جماله وهدوئه في الاستقرار به، وهما الشاعر سيد حجاب وزوجته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه المولعة بالخزف والتي ازدادت عشقاً له بعدما شاهدت السكان يحترفون صناعة الخزف والفخار على الطريقة المصرية القديمة، وكانت هذه هي نقطة تحول القرية.

الزهور والخضرة تحيط بالبيوت (صفحة رحلات سفاري الفيوم بـ«فيسبوك»)

على يديها اتخذت قرية تونس خصوصيتها الحالية وشهرتها الواسعة، حين قامت وزوجها ببناء بيت لهما هناك على طريقة القباب والأبواب السائدة بالقرية القريبة من طراز بيوت تونس العتيقة التي تحيط بها الخضرة من كل جانب، وحتى عندما انفصلت عن زوجها، قررت الاستمرار في الإقامة بها، وتأسيس أول مدرسة لتعليم وتصنيع الخزف والفخار والسجاد اليدوي في المنطقة، وبالتدريج أصبحت القرية المجهولة مركزاً عالمياً للفن والسياحة ترتاده شتى الجنسيات، ومعرضاً دائماً للفنون اليدوية تقام له مهرجانات سنوية دولية، بل أُطلق عليها اسم «عاصمة للفنون في الريف المصري».

فلل ذات إطلالة رائعة وتصميم معماري فريد (صفحة قرية تونس)

أول ما سيلفت نظرك عند الوصول إلى القرية انتشار أشجار الزيتون والنخيل، ولن تجد مشقة في العثور على مكان إقامة مناسب، فبجانب الفنادق الكثيرة الموجودة في شارع إيفلين، وهو الشارع «الطويل» الرئيسي بالقرية، توجد عشرات الفلل والقصور الرائعة. وإذا كنت تبحث عن مزيد من الخصوصية فأنصحك أن تختار الإقامة في أحدها، لتستمتع بالهدوء المطلق وحمام سباحة خاص وطراز معماري يعتمد على القباب.
كما أنك حين تصعد إلى الشرفة فثمة مفاجأة تسر عينيك، حيث الإطلالة التي تسمح لك برؤية واسعة على مزيج نادر من المياه والخضرة، وتكون محظوظاً لو استطعت أن تجد فيلا في ذلك الوقت الذي تسافر فيه تطل على بحيرة قارون بمنظرها الخلاب، وحتى لو كانت كل البيوت المطلة على البحيرة غير متاحة، فثمة مناظر أخرى ساحرة تأخذك إلى بساطة الحياة والطبيعة مثل الأشجار المرتفعة والزهور المتنوعة، فضلاً عن البيوت العتيقة المبنية من الحجارة والرمل والطين على طريقة المعماري التاريخي حسن فتحي. وقد تكون أكثر حظاً إذا كان بيتك الذي استأجرته مجاوراً لأحد مشاهير الفن الذين يمتلكون فيلات وقصوراً هناك.

بيوت تسمح بالاستجمام والخصوصية داخل القرية (صفحة قرية تونس)

المدهش بحسب محمد سيد، منظم رحلات وصاحب كامب سياحي بالقرية، أن سعر استئجار هذه الفلل ثابت، لا يتغير بين المصريين والعرب أو الأجانب، عكس السائد في مصر. ويتراوح بين 3 آلاف و7 آلاف جنيه مصري، وهو رقم منخفض مقارنة بخصوصيتها وجمالها.
وتتوافر فيها كل مستلزمات المعيشة من أثاث ذي طابع ريفي إلى جانب حديقة خضراء قد تحتوي على مسبح خاص، وتستطيع أن تطلب كل ما تريده من طعام من أحد المطاعم المنتشرة هناك، لكن يلفت سيد إلى أنه لا يسمح لأي مستأجر بالتسبب في أي ضجيج، وهو شرط أساسي للإقامة بالمكان.
أما إذا كنت تفضل الإقامة في فندق بالمكان نفسه فستجد مجموعة متنوعة صديقة للبيئة، منها فندق «قصر التوت» أو«لازب إن ريزورت وسبا» أو «الواحة» أو «ذات المسافر»، وهناك ستستمتع بالطعام الريفي ذي المذاق الخاص، حيث الفطير المشلتت والعسل والمش والبيض المطهي في السمن البلدي صباحاً، والبط والحمام والرقاق أو الأسماك في الغذاء، كما تجد صالات للرياضة والنوادي الصحية ومنطقة ألعاب للأطفال.
طبيعة خلابة وتزحلق على الرمال
إذا كنت تفضل الاستمتاع بالمناظر الخلابة مع عدم الابتعاد كثيراً عن مكان إقامتك، فعليك بالتوجه إلى بحيرة قارون لتتناول الطعام في مكان هادئ بينما تنظر إليها وتتأمل اتساعها وترقب الطيور النادرة والمهاجرة في موسمها الذي يتوافق مع الشتاء، أو أن تقوم بتأجير مركب وخوض رحلة في البحيرة لتشاهد غروب الشمس بكل روعته هناك، أما إذا أردت أجواء رومانسية خاصة وتقضي شهر العسل فيمكنك ركوب خيل والسير به على الشاطئ لتخوض حديثاً طويلاً ممتعاً وسط الطبيعة مع شريكتك.
ورغم الهدوء الشديد فإنه لا شيء يقف أمام الراغبين في خوض مغامرة لا تُنسى أو ممارسة نشاطات مختلفة تلائم كل الأعمار ولا تجعل الملل يعرف طريقه إلى أي فرد من أفراد الأسرة أثناء زيارة القرية، على سبيل المثال، فإن «وادي الريان» وحده يمكن أن تنظم له عدة برامج سياحية من فرط ثرائه وفق محمد سيد: «على رأس هذه البرامج نشاط التزلج على الكثبان الرملية في محمية وادي الريان، وهي تُعد واحدة من أفضل مواقع هذه الهواية على مستوى العالم بسبب تمتعها بكثبان رملية ناعمة وعميقة. قم باستئجار سيارة رباعية أو انضم لفريق من المغامرين تم تكوينه من أحد منظمي الرحلات هناك لممارسة هذه الرياضة قريباً، خصوصاً أن أفضل فترة لها هي الخريف والشتاء بسبب الطقس».
ومن السهل استئجار لوح التزحلق هناك، وأنصحك نظراً لنعومة الرمال وعمقها إذا كنت من المبتدئين أن تختاره من الخشب الخفيف، وتبلغ رسوم التزحلق على الرمال في وادي الريان نحو 100 جنيه مصري، بينما يبلغ تأجير «البورد» نحو 30 جنيهاً، لكن لو كنت لا تفضلها فيمكنك لعب كرة القدم أو كرة الطائرة أو الراكت أو كرة السرعة في أماكن مجهزة لها، كما أن زيارة الشلالات الواقعة على نحو 40 كيلومتراً من القرية بوادي الريان التي يفضلها الشباب متاحة، حيث المرح والبهجة، وفي المحمية تستطيع الاستمتاع بالبراشوت وسعره يبدأ من 60 جنيهاً لـ15 دقيقة.
وادي الحيتان
إذا كنت من هواة التاريخ والسياحة الثقافية فأمامك فرصة لا تُعوض لتشاهد آثاراً تعيدك إلى القدم، فلا يمكن أن يفوتك بحسب المغامر مصطفى رحيم، زيارة «وادي الحيتان» الذي يمثل وجهة سياحية متفردة ويضم كثيراً من هياكل كاملة لحيتان كانت تعيش في تلك المنطقة، وتقف عظام فك وأضلاع وفقرات الحوت الضخمة أفقية في الأرض وتمثل شكلاً مذهلاً سيثير دهشتك، واختارته اليونسكو واحداً من أفضل مناطق التراث العالمي.
إذ أردت أن تعيش أجواء الغموض والتشويق وفي الوقت نفسه تستمتع بالطبيعة، فعليك بزيارة «البحيرة المسحورة» التي تتغير ألوانها على مدار اليوم مع أشعة الشمس، وهو ما أكسبها اسمها، وفق كثير من الروايات، لكن لرحيم رواية أخرى؛ وهي أن هذه البحيرة الموجودة وسط الصحراء ومحاطة بالجبال من كل الاتجاهات غير معروف من أين تستمد مياهها المتجددة ذات المنسوب الثابت ذلك أن مصدرها مجهول للآن!
ويمكنك أن تشاهدها أيضاً بإطلالة خاصة من أعلى جبل المدورة الذي لا ينبغي أن تفوتك زيارته، إذا كنت من عشاق السياحة البيئية، حيث تظهر به الرواسب البحرية القديمة مثل كهوف الملائكة، ويرجع عمره إلى 45 مليون سنة.
تخييم ويوغا
من أروع ما يمكنك أن تفعله عند زيارة قرية تونس أن تنظم رحلات التخييم والرصد الفلكي ومتابعة رصد حركة الشهب وتساقطها مساء وحتى الشروق، ومن شدة طغيان روعة الطبيعة والهدوء هناك رياضات مثل اليوغا وممارسة التأمل وجلسات العلاج النفسي تنظمها بعض المعسكرات هناك، تحديداً شمال بحيرة قارون، وهناك حدث أسبوعي يضم هذه النشاطات في «قطراني كامب» الذي لا يبتعد كثيراً عن القرية.
وعند زيارة القرية أيضاً يمكنك المشاركة في كثير من النشاطات الأخرى المتوقع عودتها هذا الشتاء، بعد توقف سنتين بسبب جائحة «كورونا»، منها «مهرجان الخزف الدولي» و«مسابقة التزحلق على رمال البحيرة المسحورة»، و«مركز الفيوم للفنون» للفنان محمد عبلة، الذي يضم المتحف الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط وهو «متحف الكاريكاتير»، وبالطبع تنتظرك مدرسة الخزف التي أقامتها الفنانة الراحلة إيفلين داخل القرية.
الطريف أن بعض منظمي الرحلات في القرية يتبعون أسلوب تسويق مصرياً أصيلاً، وهو رفع شعار «لا نحاسب الضيف إلا بعد انتهاء الرحلة، فلو أسعدته نأخذ نقودنا، ولو لم يحدث لا نحصل منه على أي مقابل مادي».


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
TT

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)
«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد وتذوق الأطباق الخاصة بكل مدينة.

البعض يفضِّل تمضية عطلة الأعياد في أماكن دافئة مثل أستراليا ونيوزيلندا وجزر المالديف وتايلاند والبرازيل، إنما الغالبية الكبرى تفضِّل عيش تجربة العيد في مدن باردة تستمد الدفء من أنوار العيد وزينته التي تتحول إلى مشروع تتنافس عليه البلدان والمدن حول العالم؛ لتقديم الأفضل واستقطاب أكبر عدد ممكن من الزوار والسياح لرؤية التصاميم التي لا يمكن وصفها إلا بالروعة والإبداع.

عندما نذكر زينة أعياد الميلاد تخطر بعض المدن على أذهاننا؛ مثل نيويورك ولندن وباريس، وقد يكون السبب هو انتشار الأفلام السينمائية الكثيرة التي تصور الزينة، وتكون قصصها الخيالية مرتبطةً بالعيد.

وزينة العيد لا تقتصر فقط على الشوارع والأماكن العامة، إنما تتبناها المحلات التجارية لتصبح شريكاً مهماً في لعبة المنافسة العالمية للفوز بلقب «المتجر صاحب أجمل واجهة» في موسم الأعياد، وهذا ما نجحت فيه متاجر «هارودز»، و«سيلفردجز»، و«هارفي نيكولز»، ومحلات تجارية كثيرة في شارع بوند ستريت بلندن، أما في باريس فمتجر «غاليري لا فايت» أصبح أيقونة حقيقية لزينة العيد.

«ونتر وندرلاند» في لندن (غيتي)

إليكم جولة على أجمل الأماكن التي تتألق بأضواء وزينة العيد:

نيويورك، وتحديداً في «روكفيلير سنتر»؛ حيث تجد شجرة عيد الميلاد العملاقة بطول يزيد على 77 قدماً، ومزينة بشريط من الأضواء يزيد طوله على 5 أميال و45 ألف لمبة. الشجرة تُزرَع في النرويج. وبدأ هذا التقليد السنوي منذ عام 1933، وحينها أُضيئت أول شجرة، وبعد نحو قرن من الزمن لا يزال محبو الأعياد يتهافتون إلى هذا المكان لرؤية الشجرة وزينة العيد. ويُقدَّر عدد الزوار الذين يطوفون بالمكان يومياً بنحو نصف مليون شخص.

فيينا، تشتهر بأسواق عيد الميلاد التي تقام في ساحة «راثاوسبلاتز» التي تلبس زي العيد، وتنتصب الأكواخ الخشبية التي تبيع الهدايا والمأكولات الخاصة بالعيد.

باريس، شهيرة جداً بزينة العيد، لا سيما في شارعها الأهم، الشانزليزيه، المضاء بملايين الأضواء، إلى جانب واجهات المحلات التجارية التي تخلق أجواء ساحرة.

شجرة متجر «غاليري لا فاييت» في باريس هذا العام (أ.ف.ب)

ولكن يبقى متجر «غاليري لا فاييت» العنوان الأجمل لرؤية الزينة الخارجية والداخلية، ففي كل عام يتبدَّل شكل الشجرة في الداخل، وهذا العام تم اختيار تصميم عصري جداً وإضاءة «نيون» بيضاء، من الممكن رؤيتها عن قرب من الطابق السادس، فهناك جسر معلق يساعدك على الاقتراب من الشجرة التي تتوسط المبنى والتقاط أجمل الصور التذكارية. الحجز المسبق ليس إلزامياً، ولكنه يختصر عليك مدة الانتظار.

أما بالنسبة لمتجر «برينتان» فهو مميز بزينة واجهاته الخارجية، ويبقى برج إيفل الرابح الأكبر، ويزداد سحراً مع عروض الأضواء التي يتباهى بها في هذه المناسبة.

«ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

كوبنهاغن، من أجمل مدن الدنمارك، وهناك شبه إجماع على أنها مدينة نابضة بالحيوية ولقبها «مدينة أعياد الميلاد»، وفي هذه الفترة من العام يزداد سحرها وتتحول «حدائق تيفولي» في وسطها إلى عالم خيالي من الأضواء والأكواخ الجميلة.

افتُتحت هذه الحدائق عام 1843 ومنذ ذلك الحين أصبحت ملاذاً للزوار والسياح القادمين إلى العاصمة الدنماركية.

تقام فيها عروض جميلة للأضواء تلقي بإنارتها على «بحيرة تيفولي»، إلى جانب الألعاب النارية التي تقام في الأسبوع الفاصل بين عيدَي الميلاد ورأس السنة.

زينة العيد في طوكيو (أدوبي ستوك)

طوكيو، في موسم الأعياد تنسيك هذه المدينة اليابانية موسمَ أزهار الكرز في الربيع، فتكون خلال شهرَي نوفمبر (تشرين الثاني)، وديسمبر (كانون الأول) مزينةً بأنوار العيد وتُقام في شوارع أوموتيساندو وهاراجوكو عروض جميلة عدة، وتنتشر في تلك المنطقة أشجار العيد بتصاميم ثلاثية الأبعاد. ومن بين العروض الشهيرة أيضاً إضاءة أبكبوكوريو المذهلة.

موناكو، قد تكون شهيرة بسباق السيارات «Monaco Grand Prix»، ونادي اليخوت، ولكن هذا لا يعني أن تلك الإمارة الراقية لا تتفنن في موسم الأعياد والزينة المرافقة لها.

فابتداءً من شهر نوفمبر تزدان ساحة قصر مونتي كارلو بأضواء العيد، وتقام عروض خاصة يومياً، كما تتزين ساحة كازينو مونتي كارلو المقابلة لفندق «أوتيل دو باري (Hotel De Paris)» بأجمل زينة تتناغم مع روعة معمار المباني المحيطة. وتنتشر الأكواخ التي تبيع الهدايا على طول الريفييرا.

أسواق العيد في برلين (أدوبي ستوك)

برلين، من بين المدن الألمانية الشهيرة بأسواق عيد الميلاد، ومن أهمها سوق «جندار ماركت» وسوق «شارلوتنبورغ» وهما تجمعان بين التقاليد الأوروبية والأضواء الساحرة. من دون أن ننسى «بوابة براندنبور»، التي تضيف رونقاً خاصاً بأضوائها وزينتها.

لندن، قد تكون من أجمل المدن التي تعرف كيف تتأنق في موسم الأعياد، فشارعا أكسفورد وريجنت ستريت مشهوران بعروض الإضاءة الفريدة. إضافة إلى ساحة «كوفنت غاردن» التي تشتهر بشجرة عيد الميلاد العملاقة.

«ونتر وندرلاند» في لندن (الشرق الأوسط)

«ونتر وندرلاند» في هايد بارك، هي الحديقة ومدينة الملاهي التي يقصدها الملايين خلال فترة الأعياد لتذوق ألذ الأطباق، واللعب في كثير من الألعاب التي تناسب الصغار والكبار. فهي واحدة من أشهر الفعاليات الشتوية التي تقام سنوياً في قلب هايد بارك، وتعدّ وجهةً مثاليةً للعائلات والأصدقاء الباحثين عن أجواء احتفالية مليئة بالإثارة والتسلي.

ينتشر فيها أكثر من 100 كشك خشبي لبيع الهدايا اليدوية، والديكورات، والحلويات التقليدية. بالإضافة إلى ساحة تزلج مفتوحة في الهواء الطلق وعروض السيرك و«مغارة سانتا كلوز»؛ حيث يلتقي الأطفال تلك الشخصية الشهيرة ويلتقطون الصور. الحجز المسبق ضروري، وننصح أيضاً بارتداء أحذية مريحة وملابس دافئة.

العيد في البرازيل (أدوبي ستوك)

ريو دي جانيرو، من المدن الجميلة أيضاً خلال فترة الأعياد، ففيها شجرة عيد الميلاد العائمة في «بحيرة رودريغو دي فريتاس»، وهي من الأكبر في العالم. ومن الضروري زيارة شاطئ كوباكابانا، التي تضفي أجواء استوائية مميزة.

ستراسبورغ، تُعرف بـ«عاصمة عيد الميلاد»، مع أسواقها الشهيرة وشوارعها التي تكتسي بالأضواء الدافئة.

زيوريخ، من أجمل مدن سويسرا خلال موسم الأعياد، لا سيما شارع باهنهوف المزين بأضواء العيد الساحرة، والاحتفالات على البحيرة التي تتضمّن عروض أضواء وموسيقى مميزة.

دبي، تُقدَّم في «مول الإمارات» و«دبي مول» زينة فخمة وعروضٌ ضوئية في الداخل والخارج، وتُقام الألعاب النارية عند برج خليفة في ليلة رأس السنة، وهي من الأضخم عالمياً.

مدينة كيبيك، وتحديداً البلدة القديمة، تبدو فيها فترة الأعياد وكأنها لوحة شتوية مع زينة العيد والثلوج المتراكمة. سوق عيد الميلاد تضفي أجواء أوروبية تقليدية وسط طبيعة كندية خلابة.