مداهمات أمنية تستهدف «عشيرة عربية» في ألمانيا

ألف شرطي اعتقلوا 50 شخصاً يشتبه بتورطهم في احتيال وسرقات

عناصر من القوات الخاصة الألمانية (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من القوات الخاصة الألمانية (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

مداهمات أمنية تستهدف «عشيرة عربية» في ألمانيا

عناصر من القوات الخاصة الألمانية (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من القوات الخاصة الألمانية (أرشيفية - أ.ف.ب)

استفاقت ألمانيا مرة جديدة على مداهمات واسعة شارك فيها قرابة الألف شرطي، بعد أيام على مداهمات استهدفت جماعة من اليمين المتطرف كانت تعد «لانقلاب» في البلاد، بحسب الادعاء العام. ولكن هذه المرة لم تكن المداهمات تتعلق بقضايا إرهابية أو تطرف، بل بجرائم احتيال وتهريب أموال. واستهدفت عائلة الزين، المعروفة في ألمانيا على أنها واحدة من أكبر «العشائر العربية»، وتركزت في ولاية شمال الراين فستفاليا إضافة إلى مداهمات في ولايات هيسن وبرلين وساكسونيا السفلى.
واستهدفت المداهمات قرابة 50 شخصاً من العشيرة، يشتبه بسرقتهم أموالاً قدمتها الدول كمساعدات أيام الإقفال بسبب وباء كورونا تعرف بـ«مساعدات كورونا». ويتهم المشتبه بهم بتقدمهم للحصول على المساعدات من دون وجه حق ثم استخدام عائداتها في عمليات إجرامية، من بينها سرقة سيارات وبيعها بلوحات جديدة.
وعندما أغلقت ألمانيا لأشهر لاحتواء فيروس كورونا، وافقت الحكومة على دفع تعويضات لمن يعملون في وظائف معينة وخاصة من هم في العمل الحر، لتعويضهم عن خسارة مدخولهم الذي تسببت به الإغلاقات. ومنحت كل فرد 14 ألف يورو من دون الحاجة لتقديم أي إثباتات على خسارة العمل. وتنفذ الشرطة من حين لآخر مداهمات تستهدف من تقول إنهم استغلوا النظام وحصلوا على المساعدات من دون وجه حق. لكن المداهمات التي استهدفت عائلة الزين، هي أوسع من مجرد سرقة أموال الدولة وتتعلق أيضاً باستخدامها في أعمال إجرامية.
و«عشيرة الزين» غالباً ما تتصدر عناوين الصحف في ألمانيا بسبب تطور أعضائها في عمليات إجرامية واسعة، وعدم قدرة الشرطة والادعاء في أحيان كثيرة على ملاحقة أفرادها. والعائلة من أصل كردي، لجأت إلى لبنان من تركيا في الثلاثينات ثم إلى ألمانيا. ولا يمتلك الكثير من أفراد العائلة أوراقاً رسمية في ألمانيا بسبب قدومهم إليها من لبنان من دون أوراق رسمية. ويقول المختصون في دراسة «العشائر العربية» في ألمانيا، إن إقصاءهم عن المجتمع وعدم منحهم أوراقاً رسمية دفع بهم إلى التورط في الجريمة المنظمة لعدم قدرتهم على العمل وكسب الأموال بطرق شرعية.
ومنذ عام 2018 صعدت الشرطة عملياتها التي تستهدف العشائر العربية، وفي أبريل (نيسان) العام الماضي، صدر تقرير «عن وضع العشائر الإجرامي»، ذكر أنه منذ بدء العمليات ضدهم عام 2018، صودر أكثر من 5 آلاف غرض في 2000 مداهمة وسيقت 3200 تهمة إجرامية ضد أفراد العائلات التي من بينها أيضاً عائلتا رمو وأبو شاكر.
وتحاول السلطات الألمانية منذ مدة ترحيل بعض أفراد العائلات العربية الكبرى إلى لبنان كونهم قدموا إليها منه في السبعينات، لكنها تصطدم بعدم امتلاك هؤلاء لأوراق رسمية من بيروت. وقبل شهر، نجحت السلطات بإقناع السلطات اللبنانية بأخذ عبد الله أبو شاكر، أحد الأفراد الناشطين في العمليات الإجرامية من عائلة أبو شاكر. وألقت الشرطة القبض عليه أثناء تنزهه في أحد شوارع برلين، وأرسلته مباشرة إلى المطار حيث تم ترحيله إلى لبنان، من دون أن تبقيه حتى ليلة واحدة خوفاً من أن تمنع السلطات القضائية ترحيله. ويبدو أن ألمانيا دفعت 20 ألف يورو للبنان مقابل أن يوافق على إصدار أوراق له وتسلمه.
وأجرت صحف ألمانية مقابلات مع أبو شاكر من أحد الفنادق الفخمة التي يمكث فيها ببيروت، تعهد فيها بأنه سيعود إلى ألمانيا واشتكى بأن لا علاقة تربطه بلبنان وأنه لا يتحدث حتى العربية. وقبل بضعة أشهر، رحلت ألمانيا عضواً آخر من العائلة إلى لبنان لكنه عاد عن طريق التهريب.


مقالات ذات صلة

رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

الرياضة رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

رئيس نادي شتوتغارت: نتفهم عدم رضا الجماهير عن بيع أسهم رابطة الدوري

أبدى أليكساندر ويرل، رئيس نادي شتوتغارت، تفهمه لعدم رضا الجماهير عن خطط رابطة الدوري الألماني لكرة القدم، لبيع أجزاء من أسهمها للمستثمرين. وقال رئيس شتوتغارت في تصريحات لصحيفة «فيلت»، اليوم الأربعاء: «إنهم يخشون أن تذهب الأموال للاعبين ووكلائهم، يجب العلم بأن ذلك لن يحدث في تلك الحالة». وتنص اللوائح على عدم إمكانية امتلاك أي مستثمر لأكثر من 50 في المائة من الأسهم، باستثناء باير ليفركوزن، وفولفسبورغ المدعوم من شركة فولكسفاجن، وتوجد طريقة للتحايل على تلك القاعدة، وهي الاستثمار في القسمين (الدوري الممتاز والدرجة الثانية). وكان يتعين على الأطراف المهتمة تقديم عروضها بحلول 24 أبريل (نيسان) الماضي ل

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم سوري مشتبه به في تنفيذ هجومين بسكين في ألمانيا

سوري مشتبه به في تنفيذ هجومين بسكين في ألمانيا

أعلن مكتب المدّعي العام الفيدرالي الألماني، اليوم (الجمعة)، أن سورياً (26 عاماً) يشتبه في أنه نفَّذ هجومين بسكين في دويسبورغ أسفر أحدهما عن مقتل شخص، وفقاً لوكالة «الصحافة الفرنسية». وذكرت النيابة العامة الفيدرالية في كارلسروه، المكلفة بأكثر القضايا تعقيداً في ألمانيا منها «الإرهابية»، أنها ستتولى التحقيق الذي يستهدف السوري الذي اعتُقل نهاية الأسبوع الماضي. ولم يحدد المحققون أي دافع واضح للقضيتين اللتين تعودان إلى أكثر من 10 أيام. وقالت متحدثة باسم النيابة الفيدرالية لصحيفة «دير شبيغل»، إن العناصر التي جُمعت حتى الآن، وخصوصاً نتائج مداهمة منزل المشتبه به، كشفت عن «مؤشرات إلى وجود دافع متطرف ور

«الشرق الأوسط» (برلين)
الخليج وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيرته الألمانية تطورات الأحداث في السودان

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيرته الألمانية تطورات الأحداث في السودان

تلقى الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، اتصالاً هاتفياً، اليوم (الخميس)، من وزيرة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية أنالينا بيربوك. وبحث الجانبان خلال الاتصال، التطورات المتسارعة للأحداث في جمهورية السودان، وأوضاع العالقين الأجانب هناك، حيث أكدا على أهمية وقف التصعيد العسكري، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، وتوفير الممرات الإنسانية الآمنة للراغبين في مغادرة الأراضي السودانية. وناقش الجانبان القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تعزيز جهود إرساء دعائم السلام التي يبذلها البلدان الصديقان بالمنطقة والعالم.

«الشرق الأوسط» (جدة)
العالم القبض على سوري مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن بألمانيا

القبض على سوري مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن بألمانيا

ألقت السلطات الألمانية ليلة أمس (السبت)، القبض على شخص مشتبه به في تنفيذ هجوم الطعن الذي وقع مساء الثلاثاء الماضي، في صالة للياقة البدنية بمدينة دويسبورغ غرب البلاد. وصرح الادعاء العام الألماني في رد على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية، بأن هذا الشخص سوري الجنسية ويبلغ من العمر 26 عاماً. وأدى الهجوم الذي قالت السلطات إنه نُفذ بـ«سلاح طعن أو قطع» إلى إصابة 4 أشخاص بجروح خطيرة.


التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
TT

التحقيق مع مدعي «الجنائية الدولية» بعد مزاعم عن «سوء سلوك جنسي»

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (رويترز)

تم اختيار مراقب من الأمم المتحدة لقيادة تحقيق خارجي في مزاعم سوء سلوك جنسي ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، وفقا لما علمته وكالة أسوشيتد برس أمس الثلاثاء.

ومن المرجح أن يثير هذا القرار مخاوف تتعلق بتضارب المصالح نظرا لعمل زوجة المدعي العام السابق في الهيئة الرقابية.

وقدم خان تحديثات حول التحقيقات الحساسة سياسيا التي تجريها المحكمة في جرائم حرب وفظائع في أوكرانيا وغزة وفنزويلا، وغيرها من مناطق النزاع خلال اجتماع المؤسسة السنوي هذا الأسبوع في لاهاي بهولندا. لكن الاتهامات ضد خان خيمت على اجتماع الدول الأعضاء الـ124 في المحكمة الجنائية الدولية.

فقد كشف تحقيق لوكالة أسوشيتد برس في أكتوبر (تشرين الأول) أنه بينما كان خان يعد أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو، كان يواجه في الوقت ذاته اتهامات داخلية بمحاولة الضغط على إحدى مساعداته لإقامة علاقة جنسية معها، واتهامات بأنه تحرش بها ضد إرادتها على مدار عدة أشهر.

وفي اجتماع هذا الأسبوع، قالت بايفي كاوكرانتا، الدبلوماسية الفنلندية التي تترأس حاليا الهيئة الرقابية للمحكمة الجنائية الدولية، للمندوبين إنها استقرت على اختيار مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية، حسبما أفاد دبلوماسيان لوكالة أسوشيتد برس طلبا عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المحادثات المغلقة.

وأعربت منظمتان حقوقيتان مرموقتان الشهر الماضي عن قلقهما بشأن احتمال اختيار الأمم المتحدة لهذا التحقيق بسبب عمل زوجة خان، وهي محامية بارزة في حقوق الإنسان، في الوكالة في كينيا بين عامي 2019 و2020 للتحقيق في

حالات التحرش الجنسي. وقال الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومبادرات النساء من أجل العدالة القائمة على النوع، في بيان مشترك إنه يجب أن يتم تعليق عمل خان أثناء إجراء التحقيق، ودعتا إلى «التدقيق الشامل في الجهة أو الهيئة المختارة للتحقيق لضمان عدم تضارب المصالح وامتلاكها الخبرة المثبتة».

وأضافت المنظمتان أن «العلاقة الوثيقة» بين خان والوكالة التابعة للأمم المتحدة تتطلب مزيدا من التدقيق. وقالت المنظمتان: «نوصي بشدة بضمان معالجة هذه المخاوف بشكل علني وشفاف قبل تكليف مكتب الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة بالتحقيق».