بقيادة الساحر ميسي... «التانغو» تعزف بثلاثية مثيرة في شباك كرواتيا

قاد منتخب الأرجنتين إلى نهائي كأس العالم بانتظار الفائز من فرنسا والمغرب اليوم

ألفاريز سجل هدفه الأول في المباراة بمجهود شخصي رائع (أ.ب)
ألفاريز سجل هدفه الأول في المباراة بمجهود شخصي رائع (أ.ب)
TT

بقيادة الساحر ميسي... «التانغو» تعزف بثلاثية مثيرة في شباك كرواتيا

ألفاريز سجل هدفه الأول في المباراة بمجهود شخصي رائع (أ.ب)
ألفاريز سجل هدفه الأول في المباراة بمجهود شخصي رائع (أ.ب)

قاد النجم المخضرم ليونيل ميسي منتخبه الأرجنتين إلى نهائي مونديال قطر 2022، بعد تسجيله الهدف الأول في مباراة عزف خلالها سيمفونية كروية ساحرة أسقطوا من خلال المنتخب الكرواتي وصيف النسخة السابقة بنتيجة 3 - 0 على استاد لوسيل في نصف النهائي بحضور كامل العدد للجماهير من الطرفين وعلى الأخص الجانب الأرجنتيني.
وتنتظر الأرجنتين الفائز من مباراة فرنسا والمغرب اليوم على استاد البيت.
وأصبح ليونيل ميسي الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني في كأس العالم لكرة القدم بعد تسجيله الهدف رقم 11 في تاريخ مشاركاته في المونديال.
وتقدم ميسي نجم باريس سان جيرمان بهدف من ضربة جزاء للتانجو الأرجنتيني في الدقيقة 34 من مباراته أمام كرواتيا الثلاثاء في المربع الذهبي لمونديال قطر 2022.

نصف النهائي المونديالي شهد تفوقاً أرجنتينياً طيلة أوقات المباراة (أ.ف.ب)

وبدأ ميسي المباراة متعادلاً مع الأسطورة جابريل باتيستوتا برصيد عشرة أهداف لكل منهما، لكنه سجل هدفه الخامس في مونديال قطر ليقتسم صدارة قائمة الهدافين مع النجم الفرنسي كيليان مبابي برصيد خمسة أهداف لكل منهما، ويتجاوز إنجاز باتيستوتا.
وأحرز باتيستوتا أهدافه العشرة مع المنتخب الأرجنتيني خلال 12 مباراة فقط بالمونديال بينما احتاج ميسي إلى 25 مباراة لتحطيم هذا الرقم القياسي.
كما يشارك ميسي في كأس العالم للمرة الخامسة وهو الرقم القياسي الذي يقتسمه مع عدد من اللاعبين، لكن دون أن ينجح أي لاعب في تجاوزه. وجاء الهدف الأول لميسي في كأس العالم في نسخة 2006 خلال المواجهة أمام صربيا ومونتنيجرو في سن الثامنة عشرة و357 يوماً، ليصبح حينها أصغر لاعب ينجح في التسجيل في كأس العالم، في تاريخ المنتخب الأرجنتيني.

ميسي محتفلاً بهدفه من جزائية في مرمى كرواتيا (أ.ف.ب)

وحال مشاركته وتسجيله في مونديال 2026 حيث سيبلغ من العمر حينها 39 عاماً، سيصبح ميسي أكبر هداف في تاريخ التانجو، متخطياً إنجاز مارتين باليرمو الذي يحمل الرقم القياسي بعدما نجح في التسجيل لمنتخب بلاده وهو في سن السادسة والثلاثين و36 يوماً.
واستهلت المواجهة بضغط أرجنتيني في الدقائق الأولى من المباراة بحثاً عن خطف هدف يربك بها حسابات نظيره الكرواتي الذي فضل لاعبوه التراجع لإغلاق أي منافذ تؤدي لشباكهم الحارس ليفوكوفيتش. وقدم الكرواتيان جوزيب يورانوفيتش ويوشكو جفارديول أداء مميزاً في الوقوف سداً منيعاً أمام الهجمات الأرجنتينية، ومع مرور الدقائق التسع الأولى بدأ لاعبو كرواتيا تسلم الكرة وتنظيم الهجمات بحثاً عن تهديد شباك الحارس البرازيلي إيميليانو مارتينيز.

فرحة أرجنتينية تكررت ثلاث مرات أمام كرواتيا أمس (رويترز)

بدأ مدرب المنتخب الأرجنتيني ليونيل سكالوني بإشراك لياندرو باريديس أساسياً، فيما بقي أنخل دي ماريا خارج التشكيلة الأساسية. وفي ظل غياب ماركوس أكونيا وغونسالو مونتييل بسبب الإيقاف لتراكم الإنذارات، لجأ سكالوني إلى نيكولاس تاليافيكو لتعويض الأول في التشكيلة الأساسية التي شهدت مشاركة لاعب الوسط باريديس على حساب المدافع ليساندرو مارتينيس مقارنة بمباراة ضد هولندا.
وفي الجهة الكرواتية، خاض زلاتكو داليتش اللقاء بالتشكيلة نفسها التي أقصت البرازيل في ربع النهائي بركلات الترجيح، مع البدء بأندري كراماريتش في مركز رأس الحربة، فيما بقي بطل التعادل أمام البرازيل في الوقت الإضافي برونو بتكوفيتش على مقاعد البدلاء. واستحوذت كرواتيا على الكرة في منتصف الملعب دون أي خطورة فعلية على الشباك الأرجنتينية عقب تراجع لاعبيه للمساندة الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة في أول نصف ساعة تواصلت من خلالها الهيمنة الكرواتية وسط تحمل أرجنتيني لسيل الهجمات الكرواتية المنظمة. وكاد ليونيل ميسي أن يخطف هدف منتخب بلاده الأول عند الدقيقة الـ29 من هجمة مرتدة ليمرر كرة بينية لزميله جوليان ألفاريز وقفت الدفاعات الكرواتية أمامها دون الاستفادة منها.
تواصل معها البحث الأرجنتيني عن هدف السبق عبر الهجمات المرتدة وكان لهم مارادوا عند الدقيقة الـ31 عقب تحصلهم على ضربة جزاء عقب إعاقة الحارس الكرواتي دومينيك ليفاكوفتش انفراده لياندرو باريديس، ليتقدم لتسديد الضربة ليونيل ميسي واضعاً الكرة على يسار الحارس الكرواتي كهدف أول في المباراة وهدف خامس له في نهائيات كأس العالم المقامة في قطر. بحثت كرواتيا عن معادلة النتيجة وسط اندفاع لاعبيها للتعويض، ومن هجمة عكسية انطلق خلالها لاعب وسط الأرجنتيني لياندرو باريديس بالكرة من منتصف الملعب متخطياً الدفاعات الكرواتية ليضعها في شباك الحارس الكرواتي ليفاكوفتش كهدف أرجنتيني ثانٍ عند الدقيقة 38.
ورغم أن الاستحواذ كان كرواتياً طوال فترات الشوط الأول، فإنها كانت دون خطورة على شباك الحارس البرازيلي مارتينيز، في الوقت الذي كاد لاعبو التانغو يخطفون هدف ثالث قبل نهاية المباراة من ضربة ركنية أبعدها الدفاع الكرواتي. وقبل نهاية الشوط هدد لاعبو كرواتيا شباك البرازيلي مارتينيز في أول تهديد حقيقي لمرماه قبل أن يحتسب حكم المباراة 4 دقائق كوقت ضائع لم يستثمرها الكروات في التسجيل.
وفي الدقيقة 69 من زمن المباراة سجل ألفاريز هدفه الثاني في المواجهة بعد تلقيه تمريرة من ميسي الذي تلاعب بالدفاعات الكرواتية متقدماً من الجهة اليسرى ووضع ألفاريز الكرة مباشرة على يمين الحارس الكرواتي.
وبمشاركته أساسياً للمرة السادسة، بات قائد كرواتيا لوكا مودريتش رابع لاعب بعمر السابعة والثلاثين أو أكثر يصل إلى هذا الرقم من المباريات كأساسي في نسخة واحدة بعد البرازيلي نيلتون سانتوش عام 1962، الحارسين الإيطالي دينو زوف عام 1982 والإنجليزي بيتر شيلتون عام 1990.


مقالات ذات صلة

«آر دبليو. إن آر إكس» يلفت الأنظار في كأس العالم للرياضات الإلكترونية

رياضة سعودية الفريق التركي تألق بشكل واضح في البطولة (الشرق الأوسط)

«آر دبليو. إن آر إكس» يلفت الأنظار في كأس العالم للرياضات الإلكترونية

لفت الفريق التركي «آر دبليو. إن آر إكس» الأنظار في مرحلة «سوڤايڤر ستيج» ضمن منافسات «ببجي موبايل».

لولوة العنقري (الرياض)
رياضة سعودية النجم البرازيلي لنادي الهلال السعودي استمتع بوقته وآزر الفرق البرازيلية المنافسة في كأس العالم (الشرق الأوسط)

نيمار يلفت الأنظار في كأس العالم للرياضات الإلكترونية

تواجد النجم البرازيلي ولاعب نادي الهلال السعودي نيمار، السبت، في سيف أرينا ببوليفارد رياض سيتي، وحضر منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية ملعب سانتياغو بيرنابيو مرشح لاستضافة مونديال 2030 (إ.ب.أ)

ملعبا ريال مدريد وبرشلونة مرشحان لاستضافة مونديال 2030

اقترح الاتحاد الإسباني لكرة القدم 11 ملعبا لاستضافة مباريات كأس العالم 2030... بينها ملاعب أندية ريال مدريد وبرشلونة وأتليتيكو مدريد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية غراهام بوتر (د.ب.أ)

بوتر يرفض الحديث عن ترشيحه لتدريب إنجلترا

تفادى غراهام بوتر، مدرب سابق لفريقي تشيلسي وبرايتون، التحدث عن التكهنات التي تربط اسمه بتولي تدريب المنتخب الإنجليزي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية لُعبت الأربعاء 7 مواجهات بنظام الإقصاء (الشرق الأوسط)

«كونتر سترايك» تشعل منافسات كأس العالم للرياضات الإلكترونية

انطلقت، الأربعاء، منافسات بطولة «كونتر سترايك 2» ضمن فعاليات كأس العالم للرياضات الإلكترونية والتي يتنافس فيها 15 من نخبة فرق العالم على لقب البطولة.

لولوة العنقري (الرياض) هيثم الزاحم (الرياض)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.