ليالي «شارع المعز» تأسر المصريين في رمضان

يعد أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم

ليالي «شارع المعز» تأسر المصريين في رمضان
TT

ليالي «شارع المعز» تأسر المصريين في رمضان

ليالي «شارع المعز» تأسر المصريين في رمضان

بمجرد أن تطأ قدماك شارع المعز لدين الله الفاطمي الذي يبعد خطوات قليلة عن مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، في مصر، تدرك على الفور أنك دخلت عالما خاصا ومميزا يعج بالمعالم الأثرية الإسلامية التي تعود إلى الحقبة الفاطمية.
وبحلول شهر رمضان المبارك كل عام، يجذب الشارع الواقع في منطقة القاهرة الفاطمية آلاف المصريين والأجانب كل يوم، وخاصة في المساء، فبعد تناول الإفطار في مطاعم حي الحسين التاريخي أو حتى في المنزل يكون مناسبا القيام بتمشية في شارع المعز.
بعد تطوير وترميم الشارع وأغلب الآثار الموجودة به، وافتتاحه من جديد عام 2008، أصبح قبلة لكثيرين، حيث توجد الكثير من المقاهي التي تسمح لروادها بالجلوس بين عبق الماضي وروحانيات شهر رمضان، وكذلك تقام الكثير من الأمسيات الثقافية في البيوت المترامية في الشارع ودروبه، التي تسمح بالاستمتاع بالمزامير والطبول الشعبية، والمديح النبوي، كما في بيت السحيمي وبيت القاضي وغيرهما.
وما إن تتجاوز عقارب الساعة منتصف الليل، يبدأ الزوار التوافد على المطاعم الموجودة بالشارع ومحيطه لتناول السحور المميز استعدادا للصيام.
اللافت هذا العام أن الشارع صار يجذب المصريين على مختلف أعمارهم، ولم يعد يقتصر على فئة الشباب وإنما أصبح وجهة مفضلة للعائلات، ويلاحظ من يمر بالشارع أنه يجمع المصريين من مختلف فئاتهم جنبا إلى جنب مع السائحين الأجانب الذين يأتون إلى القاهرة خصيصا لزيارة آثار الشارع الإسلامية.
يحرص زوار شارع المعز على التقاط الصور التذكارية، خاصة أمام المعالم التاريخية التي باتت مضاءة بألوان بديعة أكسبتها جمالا فريدا وساحرا يخطف الأبصار.
يعتبر شارع المعز لدين الله الفاطمي أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، وتم تخصيصه للمشاة فقط منذ الانتهاء من تطويره وترميمه وافتتاحه في 22 فبراير (شباط) 2008، يبدأ الشارع من منطقة الغورية بشارع الأزهر بحي الحسين وصولا إلى باب الفتوح، أحد أبواب القاهرة الفاطمية.
وأبرز الآثار الإسلامية التي يحتضنها الشارع جامع الحاكم بأمر الله، ووكالة قايتباي، وبيت السحيمي، وجامع سليمان أغا السلحدار، وجامع الأقمر، وقصر الأمير بشتاك، وجامع السلطان قلاوون، ومدرسة الظاهر برقوق، ومدرسة الناصر محمد بن قلاوون، ومدرسة وسبيل السلطان الغوري، وجامع المؤيد.
والشارع ضمن مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو منذ عام 1979.



أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.