بغداد وأربيل تبحثان آلية ضبط حدود العراق مع إيران وتركيا

توجُّه لنشر قوات اتحادية بإسناد من «البيشمركة» الكردية

مقاتلات من حزب كردي إيراني معارض يتدربن بمنطقة قرب الحدود مع إيران (أ.ف.ب)
مقاتلات من حزب كردي إيراني معارض يتدربن بمنطقة قرب الحدود مع إيران (أ.ف.ب)
TT

بغداد وأربيل تبحثان آلية ضبط حدود العراق مع إيران وتركيا

مقاتلات من حزب كردي إيراني معارض يتدربن بمنطقة قرب الحدود مع إيران (أ.ف.ب)
مقاتلات من حزب كردي إيراني معارض يتدربن بمنطقة قرب الحدود مع إيران (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الاتحادية ببغداد أن وزير الداخلية الفريق عبد الأمير الشمري ناقش مع المسؤولين في حكومة إقليم كردستان عملية مسك الحدود العراقية - التركية والإيرانية.
وقال بيان للوزارة إنه «حسب توجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، بحث وزير الداخلية عبد الأمير الشمري ونائب قائد العمليات المشتركة وقائد حرس الحدود وعدد من القادة والضباط، مع المسؤولين في إقليم كردستان برئاسة وزير داخلية الإقليم ورئيس أركان قوات البيشمركة، تنفيذ قرار مجلس الأمن الوطني الخاص بعملية مسك الحدود العراقية - التركية والإيرانية من قبل حرس حدود المنطقة الأولى».
وأضاف البيان أن «المجتمعين اتفقوا على أن يقوم حرس حدود المنطقة الأولى بالوقت الحالي بمسك 26 نقطة على الشريط الحدودي الصفري، على أن تقوم قوات البيشمركة بعملية الإسناد أثناء قيام حرس الحدود بهذه العملية». وأوضح البيان أنه «تم تخصيص المبالغ المالية اللازمة لبناء هذه المخافر، فضلاً عن المخافر الأخرى التي سيتم إنشاؤها؛ على أن تكون كافية لعملية مسك الشريط الحدودي بشكل كامل»، مؤكداً أن «وزارة الداخلية حريصة ومصممة على ضبط الحدود مع جميع دول الجوار».
يأتي هذا الإجراء، الذي يحدث للمرة الأولى منذ عام 2003، بعد مطالبات حكومة إقليم كردستان للحكومة الاتحادية باتخاذ موقف من القصف الإيراني المستمر على الأراضي العراقية من جهة إقليم كردستان بحجة وجود عناصر من المعارضة الإيرانية في المناطق التي يستهدفها القصف. وعلى أثر ذلك؛ اتفق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني على وضع آلية لضبط الحدود تتضمن انتشار قوات حرس الحدود العراقية على الشريط الحدودي، وهو ما لم يكن يسمح به الإقليم من قبل؛ حيث كانت عمليات ضبط الحدود تقتصر على حرس حدود الإقليم «البيشمركة».
واتخذت الحكومة الاتحادية خطوة أخرى على صعيد طمأنة الجانب الكردي على صعيد القوات الاتحادية، وذلك باقتصار المتطوعين ضمن قوات حرس الحدود في الإقليم على المواطنين الكرد، مما يعني تعزيز قوات حرس الحدود الاتحادية بأغلبية كردية.
إلى ذلك، ووسط خلافات كردية ـ كردية بشأن الأوضاع داخل الإقليم، بدأ وفد كردي حكومي يخلو من ممثل من «الاتحاد الوطني الكردستاني» مباحثات في بغداد تتعلق بالقضايا الخلافية. وفي وقت اتهم فيه «الحزب الديمقراطي الكردستاني» غريمه «الاتحاد الوطني الكردستاني» بالاستيلاء على موارد محافظة السليمانية؛ فقد رفض «الاتحاد الوطني» هذه الاتهامات.
وقال عضو «الاتحاد الوطني» محمود خوشناو، في تصريح، إن «اتهامات (الحزب الديمقراطي الكردستاني) هي محاولة لـ(تلحين) الأزمة السياسية والتهرب من أصل المشكلة وتغطيتها بأمور ثانوية»، مبيناً أن «(الاتحاد) يحاول توزيع الإيرادات على سكان الإقليم بشكل عادل». وبين خوشناو أن «العائدات غير النفطية بسيطة جداً، ولكن نرى أن هناك عائدات نفطية في أربيل تتجاوز المليار و200 مليون دولار شهرياً؛ وهي محل خلاف بين الحزبين، ولكن دائماً ما ترحّل الأزمة الكبيرة إلى تفاصيل صغيرة لإضاعة المشكلة الأصلية ومحل الخلاف».
وفي العاصمة الاتحادية؛ بدأ الوفد الكردي من أربيل مباحثاته مع المسؤولين في بغداد بشأن الملفات العالقة. فعلى صعيد ملفي النفط والطاقة، بحث الوفد، الثلاثاء، مع المسؤولين في وزارة النفط الاتحادية السبل الكفيلة بحل الخلافات بين الطرفين استناداً إلى الدستور والمنهاج الوزاري للحكومة الجديدة.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة النفط الاتحادية أن اللقاء الذي جرى بين وزير النفط الاتحادي، حيان عبد الغني، ووفد حكومة الإقليم بحث سبل تفعيل اللجان المشتركة، المرتبطة بلجنة التفاوض الرئيسية التي شُكلت من قبل مجلس الوزراء، لإيجاد حلول واقعية للمسائل العالقة بين المركز والإقليم، خصوصاً ما يتعلق بملف إدارة الثروة النفطية.



واشنطن تعاقب أفراداً وكيانات على صلة بتمويل الحوثيين

وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات متلاحقة على كيانات وأفراد مرتبطين بالحوثيين (رويترز)
وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات متلاحقة على كيانات وأفراد مرتبطين بالحوثيين (رويترز)
TT

واشنطن تعاقب أفراداً وكيانات على صلة بتمويل الحوثيين

وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات متلاحقة على كيانات وأفراد مرتبطين بالحوثيين (رويترز)
وزارة الخزانة الأميركية فرضت عقوبات متلاحقة على كيانات وأفراد مرتبطين بالحوثيين (رويترز)

فرّضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة شملت أفراداً وشركات وسفناً على صلة بشبكة سعيد الجمل الذي يقيم في إيران ويتولى إدارة الأموال للجماعة الحوثية وتسهيل تهريب الأسلحة والنفط بدعم من الحرس الثوري الإيراني.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في بيان، أن بلاده فرضت  عقوبات على 5 شركات و5 أفراد، وأدرجت 8 سفن كممتلكات محظورة بسبب علاقاتها بسعيد الجمل، وهو الناشط المالي الحوثي المدرج على لائحة العقوبات الأميركية.

وفي حين يتخذ الجمل من إيران مقراً له بدعم من «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، قال البيان إن «الدعم الإيراني للمجموعات الإرهابية الإقليمية يستمر في زعزعة استقرار الشرق الأوسط».

وأضاف البيان أن الإيرادات من شبكة «الجمل» تدر الأموال التي تمكن الحوثيين من شن هجمات إقليمية، بما في ذلك تعطيل الشحن الدولي في الممرات المائية الحيوية. وأشار إلى أن هذه هي الدفعة الحادية عشرة من العقوبات التي فرضتها واشنطن على شبكة سعيد الجمل.

وتعهدت وزارة الخارجية الأميركية بمواصلة استخدام الأدوات المتاحة لاستهداف تدفقات هذه المصادر من الإيرادات غير المشروعة، وأوضحت أنه تم اتخاذ إجراءات وزارة الخزانة حسب الأمر التنفيذي رقم 13224 لسلطة مكافحة الإرهاب، بصيغته المعدلة.

وفي وقت سابق من يوم الخميس، كانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت العقوبات الجديدة، على الأفراد الخمسة والسفن الثماني والشركات الخمس، وقالت إنها «متورطة في عمليات نقل وبيع النفط الإيراني لصالح المسؤول المالي الحوثي سعيد الجمل».

وتشمل العقوبات - بحسب «الخزانة الأميركية» - مشغلي السفن وقباطنتها الذين أسهموا في نقل النفط غير المشروع، إذ إن هذه العائدات من هذه الأنشطة «تسهم بشكل مباشر في تمويل الهجمات الحوثية في المنطقة، بما في ذلك الهجمات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيرة على إسرائيل والسفن التجارية العابرة للبحر الأحمر».

عنصر حوثي خلال حشد في صنعاء غداة مقتل زعيم حركة «حماس» الفلسطينية يحيى السنوار (إ.ب.أ)

وقال برادلي سميث، وكيل وزارة الخزانة الأميركية بالإنابة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية: «يعتمد الحوثيون بشكل كبير على الشبكة الدولية التي يديرها سعيد الجمل وشركاؤه لنقل وبيع النفط الإيراني، ما يعزز حملتهم العنيفة».

وأضاف سميث: «وزارة الخزانة ملتزمة باستخدام كل الأدوات المتاحة لوقف هذا المصدر الأساسي للعائدات غير المشروعة التي تموّل أنشطة الحوثيين المزعزعة للاستقرار».

ويعتمد الجمل في شبكته - وفق البيان - على شركات وهمية وشركاء في دول عدة لتسهيل بيع النفط الإيراني.

عقوبات متلاحقة

في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، كانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات جديدة على فرد وكيانات متورطة في تهريب الأسلحة إلى الجماعة الحوثية المدعومة من إيران.

وذكر بيان «الخارجية» حينها أن هؤلاء الميسرين والموردين مكنوا الجماعة الحوثية «الإرهابية» من الاستحواذ على مواد ومكونات ثنائية الاستخدام ومن الدرجة العسكرية لتصنيع ونشر صواريخ متطورة وطائرات مسيرة تهدد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

وشملت العقوبات كياناً مرتبطاً بشحنات تجارية غير مشروعة للحوثيين، وسفينتين تابعتين لذلك الكيان؛ الأولى تولت نقل شحنات بالنيابة عن شبكة المسؤول المالي للحوثيين سعيد الجمل والأخرى تابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.

المتحدث باسم الجماعة الحوثية (يسار) في أحدث لقاء له في مسقط مع وزير خارجية إيران (أ.ف.ب)

وفي يونيو (حزيران) الماضي، فرضت واشنطن عقوبات على 3 أشخاص و6 كيانات للتورط في تسهيل وشراء الأسلحة للجماعة الحوثية، وشملت العقوبات سفينة مشارِكة في تهريب الأسلحة للجماعة المدعومة من إيران، وشركات مقارها الصين وسلطنة عمان والإمارات.

وشملت العقوبات فرداً مقيماً في الصين يدعى علي عبد الوهاب محمد الوزير، المنتمي للحوثيين، و«يلعب دوراً رئيسياً في شراء المواد التي تُمكّن قوات الحوثيين من تصنيع أسلحة تقليدية متقدمة داخل اليمن».

ويستخدم الوزير شركة مقرها الصين تدعى «قوانغتشو تسنيم التجارية المحدودة»، للحصول على المعدات وشحنها إلى اليمن، والشركة مملوكة بالكامل لشركة «تسنيم التجارية المحدودة»، ومقرها هونغ كونغ، والمدرجة على لائحة العقوبات.

كما شملت العقوبات شخصاً يدعى معاذ أحمد محمد الحيفي، والشركة التي يديرها تدعى «الشركة الدولية للواجهة الرقمية الذكية المحدودة»، ومقرها سلطنة عمان؛ حيث قام بتسهيل شراء ونقل مكونات صواريخ «كروز»، بالتنسيق مع كبار قيادات الحوثيين.

وبحسب «الخزانة الأميركية»، أدت أنشطة الحيفي دوراً رئيسياً عام 2020 في هجمات الحوثيين التي استهدفت منشأة «أرامكو السعودية» باستخدام صاروخ «كروز».

كما فرضت «الخزانة الأميركية» عقوبات على سفينة «أوتاريا» التي ترفع علم الكاميرون وتعمل لصالح شركة «ستيلر ويف مارين إل إل سي» ومقرها في الإمارات.