حلفاء نتنياهو ومعارضوه يعرقلون جهوده لتشكيل حكومة

قد يضطر لطلب تمديد المهلة مرة ثالثة

رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة المكلف
رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة المكلف
TT

حلفاء نتنياهو ومعارضوه يعرقلون جهوده لتشكيل حكومة

رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة المكلف
رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة المكلف

بسبب العراقيل التي وضعتها المعارضة الإسرائيلية وعدد من الحلفاء المقربين من رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة المكلف، لم يتمكن من انتخاب مرشح الحزب لرئاسة للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، واضطر لتأجيل البت بالقوانين التي يشترطها حلفاؤه. وتزداد التقديرات بأنه قد لا يكتفي بالمهلة الثانية لعشرة أيام التي حصل عليها من الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، الجمعة الماضي، وسيضطر للتقدم بطلب مهلة إضافية.
وكان نتنياهو قد فشل في اختيار نائب مناسب من حزبه رئيساً للكنيست، حيث ترشح للمنصب أربعة من قادة حزبه. وخوفاً من أن يثوروا عليه وينتقموا قرر انتخاب رئيس مؤقت، هو النائب ياريف لفين. وبعدما كان واثقًا من وجود أكثرية 64 نائباً (من مجموع 120) لانتخاب لفين، قامت المعارضة بتقديم منافس له من حزب «يوجد مستقبل»، الذي يقوده رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لبيد. ويعني ذلك أن الموضوع يحتاج إلى نقاش قد يمتد إلى ساعات الفجر، لذلك توصل مندوبو نتنياهو إلى تفاهم مع مندوبي لبيد على تأجيل الانتخاب إلى الثلاثاء.
وبعد ذلك وضع لبيد عراقيل جديدة أمام سن قوانين يحتاجها نتنياهو لإرضاء حلفائه. وأول هذه القوانين، يطلبه حزب شاس لليهود المتدينين الشرقيين. ويعرف باسم رئيس هذا الحزب، أريه درعي («قانون درعي»)، الذي كان قد أدين بتهمة التحايل على الضريبة وحكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ. وحسب القانون الحالي لا يجوز له أن يكون وزيراً. ولأنه يصر على وزارة واتفق أن يكون بوزارتين، الداخلية والصحة، فإنه يحتاج إلى قانون جديد وإلى بند يمنع المحكمة من شطب هذا القانون في حال تقديم شكوى. وطلب لبيد ألا يعطى درعي وثلاثة نواب آخرين، بينهم نتنياهو، حق التصويت على هذا القانون. وقال: «هناك أربعة نواب مدانون بالفساد أو يحاكمون بتهم فساد. ويوجد تناقض مصالح يمنعهم من المشاركة في التصويت». وهذا النقاش قد يؤجل التداول في القانون، مع أن درعي كان قد اشترط سن القانون حتى يصوت مع الحكومة.
أما في معسكر الائتلاف اليميني فإن طلبات الأحزاب الحليفة لا تتوقف، والجميع يشترطون تحقيق مطلبهم حتى يوافقوا على منح صوتهم للحكومة الجديدة. وقد أجرى طاقم المفاوضات في حزب الليكود، محادثات مع جميع هذه الأحزاب محاولاً التوصل إلى تسوية للخلافات.
وطالب رئيس حزب «عوتسما يهوديت»، إيتمار بن غفير، أن يحصل على «حق الفيتو» في اللجنة الوزارية للتشريع أو أن يكون نائب رئيس هذه اللجنة، فيما يعارض الليكود ذلك بشدة. ويطالب حزب الصهيونية الدينية، برئاسة بتسلئيل سموتريتش، بإضافة بند إلى الاتفاق الائتلافي، يتضمن بالتفصيل قوانين تتعلق بمواضيع قضائية وأن تلتزم أحزاب الائتلاف المتوقع بتأييدها، بينما يوافق الليكود على بند عام وغير مفصل في هذا المجال. ولا تزال هناك خلافات بين الليكود وكتلة «يهدوت هتوراة» الدينية، خصوصاً حول قانون التجنيد الإلزامي وحول طلب زيادة ميزانيات مؤسسات التعليم لهذا الحزب. وقد عبّر قياديون في الليكود عن الغضب من كثرة المطالب، وأوضحوا أنه لا يوجد احتمال للاستجابة لجميع هذه المطالب. وحذروا من أن المهلة الثانية لنتنياهو لن تكون كافية لتشكيل حكومة وهذا يهدد سلطة اليمين ويبدد الانتصار في الانتخابات.
وكان الرئيس هيرتسوغ قد منح لنتنياهو لمدة 28 يوماً، في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، فلم يتمكن من تشكيل الحكومة. ثم منحه مهلة ثانية لمدة 10 أيام، تنتهي في 20 الجاري. وينص القانون على أن يكون الحد الأقصى للمهلة الثانية 14 يوماً، ويتوقع أن يطالب نتنياهو بتمديد المهلة الثانية بأربعة أيام. ويتوقع أن يوافق هرتسوغ على تمديد المهلة بأربعة أيام، لأنه لا يوجد عضو كنيست آخر يستطيع تشكيل حكومة.


مقالات ذات صلة

الحوار الداخلي في إسرائيل يصل إلى باب مسدود

شؤون إقليمية الحوار الداخلي في إسرائيل يصل إلى باب مسدود

الحوار الداخلي في إسرائيل يصل إلى باب مسدود

في الوقت الذي تدب فيه خلافات داخلية بين كل معسكر على حدة، أكدت مصادر مشاركة في الحوار الجاري بإشراف رئيس الدولة، يتسحاك هيرتسوغ، أن الطرفين المعارضة والحكومة «وصلا إلى باب مسدود». وأكد هذه الحقيقة أيضاً رئيس كتلة «المعسكر الرسمي» المعارضة، بيني غانتس، الذي يعد أكثر المتحمسين لهذا الحوار، فقال: «لا يوجد أي تقدم في المفاوضات».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي حلفاء نتنياهو يحذرون من سقوط حكومته إذا تراجع عن خطته «الانقلابية»

حلفاء نتنياهو يحذرون من سقوط حكومته إذا تراجع عن خطته «الانقلابية»

في ظل تفاقم الخلافات في معسكر اليمين الحاكم في إسرائيل، ما بين القوى التي تصر على دفع خطة الحكومة لإحداث تغييرات جوهرية في منظومة الحكم وإضعاف الجهاز القضائي، وبين القوى التي تخشى مما تسببه الخطة من شروخ في المجتمع، توجه رئيس لجنة الدستور في الكنيست (البرلمان)، سمحا روتمان، إلى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، (الأحد)، بالتحذير من إبداء أي نيات للتراجع عن الخطة، قائلا إن «التراجع سيؤدي إلى سقوط الحكومة وخسارة الحكم». وقال روتمان، الذي يقود الإجراءات القضائية لتطبيق الخطة، إن «تمرير خطة الإصلاح القضائي ضروري وحاسم لبقاء الائتلاف».

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

إسرائيل: «حزب الله» وراء انفجار قنبلة شمال البلاد الشهر الماضي

قال مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي تساحي هنجبي أمس (الجمعة) إن «حزب الله» اللبناني كان وراء هجوم نادر بقنبلة مزروعة على جانب طريق الشهر الماضي، مما أدى إلى إصابة قائد سيارة في شمال إسرائيل، وفقاً لوكالة «رويترز». وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات الأمن قتلت رجلا كان يحمل حزاما ناسفا بعد أن عبر على ما يبدو من لبنان إلى إسرائيل وفجر قنبلة في 13 مارس (آذار) بالقرب من مفترق مجيدو في شمال إسرائيل. وأوضح مسؤولون في ذلك الوقت أنه يجري التحقيق في احتمال تورط «حزب الله» المدعوم من إيران في الانفجار.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

إسرائيل تعتقل نائباً أردنياً بتهمة تهريب سلاح وذهب

أكدت مصادر أردنية، اليوم (الأحد)، اعتقال نائب حالي في إسرائيل بتهمة تهريب كميات كبيرة من السلاح والذهب بسيارته التي تحمل رقم مجلس النواب ورخصته، إلى الداخل الفلسطيني عبر الحدود، وسط تقديرات رسمية بأن تأخذ القصة أبعاداً سياسية. وفيما تحفظت المصادر عن نشر اسم النائب الأردني، إلا أنها أكدت صحة المعلومات المتداولة عن ضبط كميات من السلاح والذهب في سيارته التي كانت تتوجه إلى فلسطين عبر جسر اللنبي، وسط مخاوف من استغلال الجانب الإسرائيلي للقصة قضائياً، في وقت تشهد فيه العلاقات الأردنية الإسرائيلية توتراً أمام التصعيد الإسرائيلي، والانتهاكات المستمرة من قبل متطرفين للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي لبنان يعلن تقديم شكوى لمجلس الأمن بعد «الاعتداءات الإسرائيلية جوا وبرا وبحراً»

لبنان يعلن تقديم شكوى لمجلس الأمن بعد «الاعتداءات الإسرائيلية جوا وبرا وبحراً»

عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اجتماعا مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب، صباح اليوم (السبت)، لمتابعة البحث في الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب وموضوع الصواريخ التي أطلقت من الأراضي اللبنانية، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأعلن بوحبيب، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنه تقرر توجيه رسالة شكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، عبر بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة. ووفق الوكالة، «تتضمن الرسالة تأكيد التزام لبنان بالقرار الدولي 1701، كما تشجب الرسالة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان جوا وبرا وبحرا».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

ترمب قد يشدد موقفه من نفط إيران ويثير غضب الصين

امرأة إيرانية تمرّ بجانب لوحة جدارية مناهضة للولايات المتحدة بالقرب من مبنى السفارة الأميركية السابقة في طهران الأربعاء (إ.ب.أ)
امرأة إيرانية تمرّ بجانب لوحة جدارية مناهضة للولايات المتحدة بالقرب من مبنى السفارة الأميركية السابقة في طهران الأربعاء (إ.ب.أ)
TT

ترمب قد يشدد موقفه من نفط إيران ويثير غضب الصين

امرأة إيرانية تمرّ بجانب لوحة جدارية مناهضة للولايات المتحدة بالقرب من مبنى السفارة الأميركية السابقة في طهران الأربعاء (إ.ب.أ)
امرأة إيرانية تمرّ بجانب لوحة جدارية مناهضة للولايات المتحدة بالقرب من مبنى السفارة الأميركية السابقة في طهران الأربعاء (إ.ب.أ)

قال محللون إن عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى تشديد العقوبات النفطية الأميركية على إيران، مما قد يُقلِّص الإمدادات العالمية.

وقد ينطوي هذا السيناريو أيضاً على مخاطر جيوسياسية، من بينها احتمال إثارة غضب الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني.

وقد يدعم اتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، أسعار النفط العالمية. لكن هذا الأثر قد يتراجع بفعل سياسات ترمب الأخرى، مثل تعزيز التنقيب عن النفط محلياً، وفرض رسوم جمركية على الصين قد تُضعف النشاط الاقتصادي، وتلطيف العلاقات مع روسيا، مما قد يفتح المجال أمام شحناتها من النفط الخام الخاضعة للعقوبات.

قال كلاي سيجل، عضو مجلس إدارة لجنة العلاقات الخارجية ورئيس لجنة المالية في هيوستن، إن «ترمب يسير في مسارين فيما يتعلق بأسعار النفط». وأوضح أن تشديد الإجراءات ضد إيران قد يدعم الأسعار، لكن التأثير قد يتضاءل إذا نفذ ترمب وعوده بفرض رسوم جمركية شاملة بنسبة 60 في المائة على الواردات من الصين لحماية الصناعة الأميركية.

ومضى سيجل يقول: «الحرب التجارية التي تؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي قد تقلص الطلب على النفط وتخفض الأسعار».

وارتفعت صادرات النفط الخام الإيرانية إلى أعلى مستوى منذ سنوات في عام 2024؛ لأن طهران وجدت طرقاً للالتفاف على عقوبات تستهدف عائداتها. وأعاد ترمب في رئاسته الأولى فرض عقوبات بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع طهران في عام 2018.

وقال ترمب في حملته الرئاسية إن سياسة الرئيس جو بايدن المتمثلة في عدم فرض عقوبات صارمة على صادرات النفط أضعفت واشنطن وزادت جسارة طهران، مما سمح لها ببيع النفط وجمع الأموال والتوسع في مساعيها النووية ودعم نفوذها عبر جماعات مسلحة.

وقال جيسي جونز، من شركة إنيرجي أسبكتس، إن عودة إدارة ترمب إلى حملة «الضغط القصوى» على إيران قد تؤدي إلى انخفاض صادرات النفط الخام الإيرانية مليون برميل يومياً، حسبما أوردت وكالة «رويترز».

وأضاف: «يمكن تنفيذ هذا بسرعة نسبية دون الحاجة إلى تشريعات إضافية، وذلك من خلال تنفيذ العقوبات الموجودة بالفعل».

وقالت مجموعة «كلير فيو إنيرجي بارتنرز» البحثية إن ما بين 500 ألف إلى 900 ألف برميل يومياً قد تخرج من السوق.

ناقلة النفط الليبيرية «آيس إنيرجي» تنقل النفط الخام من الناقلة الإيرانية «لانا » (بيجاس سابقاً) قبالة سواحل كاريستوس (رويترز)

«المسألة الأهم»

لكن اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران يعني أيضاً اتخاذ إجراءات صارمة ضد الصين التي لا تعترف بالعقوبات الأميركية وهي أكبر مشتر للنفط الإيراني.

وقال ريتشارد نيفيو، أستاذ بجامعة كولومبيا والمبعوث الخاص الأميركي السابق لإيران: «المسألة الأهم هي مدى الضغط المالي الكبير الذي أنت على استعداد لوضعه على المؤسسات المالية الصينية».

وأضاف نيفيو أن الصين قد ترد من خلال تعزيز العمل في مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ودول أخرى. وتعزيز العمل قد يتضمن تقليص الاعتماد على الدولار في الصفقات في النفط والسلع الأخرى.

وتحدث ترمب في نادي نيويورك الاقتصادي في سبتمبر (أيلول) الماضي عن المخاطر التي قد تحملها العقوبات على هيمنة الدولار.

وقال ترمب حينذاك: «استخدمت العقوبات، لكنني أفرضها وأزيلها في أسرع وقت ممكن، لأنها في نهاية المطاف تقتل الدولار، وتقتل كل ما يمثله الدولار».

وأضاف: «لذا أستخدم العقوبات بقوة كبيرة ضد الدول التي تستحقها، ثم أزيلها، لأنك، وانتبه لذلك، ستخسر إيران وستخسر روسيا».

وأقامت الصين وإيران نظاماً تجارياً يستخدم في الغالب اليوان الصيني وشبكة من الوسطاء تحاشياً لاستخدام الدولار، ورغبة في الابتعاد عن الجهات التنظيمية الأميركية، مما يجعل إنفاذ العقوبات أمراً صعباً.

وقال إيد هيرس، الباحث في مجال الطاقة بجامعة هيوستن، إن ترمب قد يقلص أيضاً عقوبات على صناعة الطاقة الروسية فرضتها الدول الغربية رداً على غزو روسيا لأوكرانيا. ووعد ترمب في حملته الانتخابية «بتسوية» الحرب في أوكرانيا حتى قبل توليه المنصب في يناير (كانون الثاني).

وقال هيرس: «أتوقع أن يرفع ترمب جميع العقوبات على النفط الروسي».

ولا تستهدف العقوبات الغربية على النفط الروسي وقف التدفقات، بل تستهدف فقط تقليص عائدات روسيا من المبيعات التي تستخدم خدمات بحرية غربية إلى 60 دولاراً للبرميل. وأدت العقوبات إلى تحويل سوق النفط الروسي من أوروبا إلى الصين والهند، مما كبد روسيا تكاليف إضافية.