سكالوني يثني على روح «راقصي التانغو» بعد التأهل للمربع الذهبي في المونديال

فان غال ينهي مسيرته مع «الطواحين» بعد إشادته بلاعبيه وحسرته على الهزيمة أمام الأرجنتين

ميسي ورفاقه وفرحة التأهل للمربع الذهبي (رويترز)
ميسي ورفاقه وفرحة التأهل للمربع الذهبي (رويترز)
TT

سكالوني يثني على روح «راقصي التانغو» بعد التأهل للمربع الذهبي في المونديال

ميسي ورفاقه وفرحة التأهل للمربع الذهبي (رويترز)
ميسي ورفاقه وفرحة التأهل للمربع الذهبي (رويترز)

أثنى ليونيل سكالوني، المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني لكرة القدم على لاعبيه وروح الفريق، عقب المباراة التي انتهت بالفوز على المنتخب الهولندي مساء الجمعة، في دور الثمانية (ربع النهائي) من بطولة كأس العالم 2022، المقامة حالياً في قطر.
وأطاح المنتخب الأرجنتيني بنظيره الهولندي من دور الثمانية بالمونديال، بعدما تغلب عليه 4-3 بركلات الجزاء الترجيحية، إثر نهاية الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة بينهما بالتعادل 2-2 على ملعب «استاد لوسيل».
وتقدم المنتخب الأرجنتيني بهدفين سجلهما ناهويل مولينا وليونيل ميسي، في الدقيقتين: 35، و73 من ضربة جزاء، ثم تعادل المنتخب الهولندي بهدفين سجلهما: فاوت فيخهورست في الدقيقة 83، والدقيقة 11 من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني.

وقال سكالوني في تعليقه على سر نجاح المنتخب الأرجنتيني في المونديال الحالي: «الأرجنتين لديها روح فريق، نحن نعرف كيف نتعامل مع كل المواقف على أرض الملعب. كان بالطبع من الأفضل أن نتفادى ركلات الجزاء الترجيحية؛ لكننا صمدنا حتى النهاية». وأضاف: «أعتقد أيضاً بأن الفريق الهولندي سبَّب لنا كثيراً من المشكلات، وصعَّب علينا الأمور؛ خصوصاً خلال الشوط الثاني. الشوط الثاني كان صعباً؛ لكن هذه هي كرة القدم، وهذا ما يحدث أحياناً. عندما نعتقد بأن المباراة قد انتهت تحدث مفاجأة، وكما قلت: هذا الفريق كان متمرساً ويلعب بثقة، ويصر على الفوز».
وعن شعوره خلال المباراة التي استمرت 120 دقيقة، وتفاعله مع الحكم، قال سكالوني: «أنا لا أريد أن أتحدث عن الحكم، علاقتي به طيبة جداً، وأنا أعرفه، ولا أريد أن أتحدث عنه، لحسن الحظ سار كل شيء على ما يرام، وهذا ما أستطيع أن أقوله له».
وعن الدفع بأنخيل دي ماريا في الدقيقة 112، قال سكالوني: «أعتقد بأننا في الشوط الإضافي الأول كنا نستطيع أن نلعب بشكل أفضل مع دي ماريا؛ لكنه لم يكن على مستوى اللياقة المطلوب؛ لكن كان علينا أن نصدر القرار ولم يكن هذا القرار سهلاً؛ لكن كان من الضروري أن نفكر في اللاعبين الذين سيسددون ركلات الجزاء». وتابع: «بالطبع كنا نفكر بطريقة اللعب الهجومية، وكانت الأمور صعبة علينا في الشوط الإضافي الثاني، ولكن يمكن أن نقول إننا كنا الأكثر تسديداً على المرمى».
وعن حديثه للاعبين بعد نهاية الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل، قال مدرب الأرجنتين: «أعتقد بأنه في آخر 15 دقيقة، كان هناك لعب بالكرات الطولية، ولم يكن هناك كثير من الفرص لتسجيل الأهداف، وكنا نتوقع أن نسيطر في الوقت الإضافي ونلعب بطريقتنا، لكن رأينا أن الفريق الهولندي لم يعد يلعب بطريقة التمريرات الطويلة، وبالتالي لم نتمكن من الفوز في الوقت الإضافي، ولكن استطعنا أن نحسم المباراة في النهاية».
وعن شخصية الفريق الأرجنتيني، قال المدرب: «أعتقد بأننا أثبتنا كثيراً من جوانب شخصيتنا مع المكسيك. مررنا بشوط أول صعب؛ لكننا أيضاً كافحنا حتى النهاية، ونستطيع أن نقول إن كرة القدم تُظهر بالفعل معادن الفرق المختلفة، وهذا ما فعلناه في مباريات سابقة، وفي هذه المباراة».

جماهير في الأرجنتين وبهجة تخطي هولندا (أ.ف.ب)

وأضاف: «أحياناً يتحتم علينا أن ندافع ولا نهاجم فقط، ولكن عندما يكون الفريق الآخر لديه لاعبون بطول قامة 190 سنتيمتراً، فهذا يفرض علينا الدفاع، وبالتالي أعتقد أن كل لحظة في المباراة كانت حاسمة لنا ومهمة».
وعن اختيارات ركلات الترجيح، قال سكالوني: «كنا نعرف أن هناك ركلات ترجيح ستسدد، وكنا نعرف أنه لا يمكن أن نخسر أياً منها، أحياناً تكون الأمور صعبة؛ لأن هناك من لا يريد أن يسدد، ولكن في هذه المباراة، كان هناك مَن تطوع للتسديد، وكان هذا أمراً إيجابياً للغاية... كان علينا فقط اختيار من سيسدد لأن كثيرين تطوعوا».
في المقابل، أكد المدرب الهولندي لويس فان غال، انتهاء مسيرته مع منتخب بلاده، بعد خروجه من دور الثمانية أمام الأرجنتين. قال المدرب المحنك الذي يبلغ 71 عاماً: «لن أتابع عملي مدرباً مع المنتخب الهولندي. كانت مباراتي الأخيرة في ثالث فترة لي».
وعاد فان غال من التقاعد لتدريب هولندا العام الماضي، على الرغم من معركته القاسية مع سرطان البروستات، علماً بأنه سبق له الإشراف على الفريق في مرحلتين سابقتين (2000-2001، و2012-2014).
وأضاف: «أنا فخور جداً. استدعيت عديداً من اللاعبين الشباب، لكي يتعلموا. أسّسنا مجموعة، وعندما أنظر خلفي أرى أموراً إيجابية. لا يخالجني شعور بأنني خسرت، لمجرد أن ذلك حصل بركلات الترجيح».
وبات فان غال عميد المدربين في مونديال قطر، وقد حضر إلى العُرس العالمي بسجل حافل بناه في أياكس أمستردام الهولندي، وبرشلونة الإسباني، وبايرن ميونيخ الألماني، ومانشستر يونايتد الإنجليزي. وابتعد عن الأضواء منذ إقالته من يونايتد في عام 2016؛ لكن المدرب الطلق في الكلام لا يزال صاحب شخصية فذة، كما أثبت من خلال قيادته «الطواحين» الهولندية إلى الأدوار الإقصائية في كأس العالم بعد خضوعه لعلاج ناجح لمرضه.
وتابع: «في مطلق الأحوال، ما أتركه خلفي هي مجموعة رائعة. هو منتخب متماسك جداً وتقني. أشرفت على تدريبه خلال 20 مباراة، ولم نخسر أبداً. هو جيد لسبب ما. كما لعبنا ضد أفضل الدول».
من جانبه، اعترف النجم الأرجنتيني ميسي بأن منتخب بلاده عانى بشكل كبير في المباراة أمام المنتخب الهولندي. وقال ميسي الذي تُوج بجائزة أفضل لاعب في المباراة: «المباراة كانت صعبة للغاية منذ البداية، كانت مباراة قاسية؛ لكننا كنا ندرك أنها ستكون هكذا؛ لأننا في مواجهة منتخب قوي للغاية، وهو المنتخب الهولندي». وأضاف: «عانينا كثيراً على الرغم من أننا لم نكن نستحق ذلك؛ لأننا كنا متفوقين 2-صفر، ولعبنا بالطريقة التي كان يجب علينا أن نلعب بها، بالطبع كان علينا أحياناً أن نغير طريقتنا ونغير التشكيلة؛ لكن المنتخب الهولندي صعَّب الأمور علينا».

سكالوني وميسي ولحظة فرح (أ.ف.ب)

وتابع: «في النهاية، فرض التعادل الإيجابي نفسه، وعانينا؛ لكننا تمكنَّا من التأهل للدور قبل النهائي». وعن القرارات التحكيمية في المباراة، قال ميسي: «لا أريد أن أقيِّم أو أعقب على أداء الحكام؛ لكن لا أعتقد أن القرارات كانت أحياناً لصالحنا، وإنما كانت تضرنا في بعض الأحيان. عانينا كثيراً بسببها. كانت المباراة عموماً مباراة قاسية، وكان من الممكن أن تقصينا هذه المباراة من المونديال، ولكن هذا لم يحدث».
وعن تأثير الانتصار على الجماهير الأرجنتينية والمشاعر التي يعيشها هو والفريق، قال ميسي: «نحن نعيش من أجل مثل هذه اللحظات، هذا هو الغرض الذي نأتي من أجله إلى هنا، نأتي لنجلب الفرح والحماس للجميع، نرسل هذه الرسالة وبصوت مرتفع ورؤوس عالية، نحن من بين أفضل 4 منتخبات، هذا بالطبع يزيل من فوق أكتافنا حملاً كبيراً».
وبعد مباراة امتدت طويلاً أمام هولندا، وشهدت كثيراً من المعاناة، استبدل الأرجنتينيون بالقلق الابتهاج، بعد فوز في غاية الصعوبة. وفي ظل عطلة وطنية، ومع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، تجمع مشجعو الأرجنتين في المنازل والحانات والساحات العامة لمشاهدة فريقهم وهو يتغلب على هولندا.

فان غال يواسي ناثان آكي (رويترز)

ويوم الثلاثاء المقبل، ستلعب الأرجنتين أمام كرواتيا التي تغلبت على البرازيل في وقت سابق من يوم الجمعة، بركلات الترجيح أيضاً. وسيعني هذا أن الأرجنتين هي آخر المنتخبات المتبقية من الأميركتين في المنافسة على الفوز بلقب كأس العالم.
وقال أحد المشجعين في ساحة بحي باليرمو في بوينس آيرس؛ حيث شاهد المباراة على شاشة عملاقة مع نحو 30 ألف مشجع آخر: «حالة من الجنون غير مسبوقة، أقسم على أن قلبي انفطر، ولم أعد أتحمل».
ولا يزال الأمل يداعب الأرجنتينيين في أن يتمكن منتخب بلادهم من الفوز بكأس العالم للمرة الثالثة، بعد حصده لقب النسخة التي أقيمت في بلادهم عام 1978، وفي المكسيك عام 1986 عندما قادهم النجم الراحل دييغو مارادونا. وقال أحد المشجعين في باليرمو؛ حيث لوح المشجعون بأعلام عليها صورة ميسي ومارادونا: «كل شيء حدث في تلك المباراة. كنت سعيداً ومتوتراً لكنني دائماً ما أشجع المنتخب». وقال آخر: «عانينا؛ لكننا انتصرنا».


مقالات ذات صلة

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

رياضة سعودية السعودية سجلت نفسها وجهة عالمية للأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

السعودية على بوصلة الأحداث الرياضية... «ماضياً وحاضراً ومستقبلاً»

خلال الأعوام العشرة المقبلة، ستكون السعودية على موعد مع استضافة كأس آسيا 2027، ومن ثم استضافة كأس العالم 2034، واستضافة دورة الألعاب الآسيوية «آسياد 2034».

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.