حالة من الهلع سادت ألمانيا بسبب احتجاز رجل يعاني أمراضاً عقلية، وفق توصيف الشرطة الألمانية، لرهائن في مدينة دريسدن الألمانية، وذلك بعد يومين على الكشف عن مخطط إرهابي لـ«الانقلاب على الدولة»، بحسب المدعي العام. وتمكنت الشرطة في ولاية ساكسونيا من إنهاء عملية احتجاز الرهائن خلال ساعات، من دون أن يتعرض أحد للأذى.
وكان الرجل، وهو ألماني يبلغ من العمر 40 عاماً قد قتل والدته في منزلها في دريسدن بمنطقة قربية من الوسط، قبل أن يهرب بسلاحه إلى وسط المدينة حيث حاول اقتحام محطة إذاعة دريسدن مطلقاً النار على الباب، من دون أن ينجح بالدخول. وتوجه بعد ذلك إلى صيدلية قريبة حيث احتمى آخذاً معه رهائن. واشتبهت الشرطة بأن الرجل يعاني أمراضاً عقلية واستعانت باختصاصيين للنصيحة.
وأعلنت الشرطة وفاة محتجز الرهائن بعدما أصيب بجروح بالغة على يد عناصر من القوات الخاصة.
وأغلقت الشرطة وسط مدينة دريسدن طوال صباح أمس لأكثر من 4 ساعات، وطُلب من الزوار تجنب المنطقة المزدحمة عادة والتي تستقطب أعداداً كبيرة من الزوار بسبب شهر الميلاد الأشهر في ألمانيا.
وجاءت العملية بعد يومين على إعلان الشرطة تفكيكها خلية لليمين المتطرف كانت تخطط لتنفيذ هجوم مسلح على البوندستاغ (البرلمان الفيدرالي) والانقلاب على السلطة. ورغم أن المخابرات أكدت أن الخلية لم تكن تشكل خطراً داهماً، لكنها قالت إن الخطر كان «حقيقياً» وإن الشرطة تحركت عندما بدأت المجموعة بشراء أسلحة لتنفيذ خططها. وبعد اعتقال 25 شخصاً من أصل 54 مشتبهاً فيهم، قالت الشرطة إنها على الأرجح ستنفذ اعتقالات إضافية في الأيام المقبلة على علاقة بالقضية.
وينتمي أعضاء الخلية المشتبه فيهم لما يعرف بمجموعة «الرايخ» اليمينية المتطرفة التي لا تؤمن بالدول الألمانية بحدودها الحالية، وغالباً ما يرفض المنتمون إليها الانصياع للقوانين والمؤسسات العامة. وتضم مجموعة «مواطني الرايخ» التي تشتبه الشرطة بانتماء 21 ألف شخص لها، عدداً كبيراً من أعضاء الشرطة والقوات المسلحة والخاصة الحاليين والسابقين. ويشكل هؤلاء تهديداً كبيراً بسبب قدرتهم على الاستحواذ على السلاح وتشغيله. واعترفت وزارة الدفاع مؤخراً بـ«ضياع» أكثر من 60 ألف قطعة ذخيرة من مخزن الجيش وقرابة 50 ألفاً من مخزن القوات الخاصة منذ العام 2010، على الأرجح سرقها أعضاء في القوات المسلحة ينتمون لليمين المتطرف.
والخلية التي تم الكشف عنها قبل يومين وكانت تخطط لـ«الانقلاب» والهجوم على «البوندستاغ»، كانت تضم جناحاً عسكرياً كان قد بدأ بجمع الأسلحة. وقد تم ضبط عدد لم يحدد من الأسلحة خلال المداهمات التي نفذتها الشرطة في 11 ولاية ألمانية.
وأعضاء الجناح العسكري هم جنود سابقون في الجيش أو القوات، وبينهم شخص على الأقل كان ما زال يخدم في القوات الخاصة.
ومن المفترض أن يجتمع «البوندستاغ» لبحث مسألة التطرف داخل القوات الخاصة ودراسة الخطوات التي اتخذت في السابق لمواجهته وما إذا كانت ناجحة، خصوصاً أن القوات المسلحة طالتها فضائح كثيرة في السنوات الماضية تتعلق باختراقها من قبل اليمين المتطرف. وصدرت دعوات في اليومين الماضيين حول ضرورة التدقيق أكثر في خلفية وآراء المنتمين للجيش قبل قبولهم.
وازدادت المخاوف أيضاً من أن تكون العملية في دريسدن على علاقة بالإرهاب، بسبب اقتراب عيد الميلاد الذي شهد اعتداءً إرهابياً عام 2016 عندما دهس لاجئ تونسي يدعى أنيس العامري مشاة في إحدى أشهر أسواق الميلاد في برلين. ومنذ ذلك الحين، تطبق إجراءات أمنية أكبر في حماية أسواق الميلاد، ولكن المخاوف تبقى من إمكانية اختراقها.
مسلح يروّع ألمانيا
مسلح يروّع ألمانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة