ضبط 75 قطعة أثرية يمنية أثناء محاولة تهريبها إلى أميركا

الإرياني يدعو إلى إسناد عربي لصون التراث واستعادة القطع المسروقة

الإرياني خلال مشاركته في مؤتمر وزراء الثقافة العرب في الرياض (سبأ)
الإرياني خلال مشاركته في مؤتمر وزراء الثقافة العرب في الرياض (سبأ)
TT

ضبط 75 قطعة أثرية يمنية أثناء محاولة تهريبها إلى أميركا

الإرياني خلال مشاركته في مؤتمر وزراء الثقافة العرب في الرياض (سبأ)
الإرياني خلال مشاركته في مؤتمر وزراء الثقافة العرب في الرياض (سبأ)

بالتزامن مع دعوة الحكومة اليمنية إلى إسناد عربي من أجل صون التراث اليمني واستعادة الآثار المسروقة، أفادت السلطات الأميركية بأنها ضبطت 75 قطعة أثرية يمنية مسروقة أثناء محاولة تهريبها إلى الولايات المتحدة.
وذكرت المصادر اليمنية الرسمية (الجمعة) أن السفير في واشنطن محمد الحضرمي أشاد بجهود وزارة الخارجية الأميركية والسلطات المعنية بتفعيل قرار حماية التراث اليمني وحظر الاتجار وتهريب الآثار اليمنية.
وأوضح الحضرمي خلال لقائه مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون التعليم والثقافة، لي ساترفيلد، أن الحكومة اليمنية «تقدر جهود الأجهزة الأمنية الأميركية التي تمكنت من رصد وضبط تلك الآثار الأمر الذي سيسهم في رفع الوعي وحماية التراث اليمني ومكافحة الاتجار وتهريب الآثار اليمنية مستقبلا».
ونقلت وكالة «سبأ» عن الحضرمي أنه «أعرب عن تطلع الجانب اليمني لمزيد من تنسيق الجهود في هذا الشأن بما في ذلك الاستفادة من مشاريع الدعم المقدمة من صندوق السفراء للمحافظة على الثقافة، والذي يدعم مجموعة واسعة من المشاريع للحفاظ على التراث الثقافي في البلدان الأقل نموا، بما في ذلك المباني التاريخية والمواقع الأثرية واللوحات والمخطوطات وغيرها من أشكال التعبير الثقافي التقليدي».
ونسبت الوكالة إلى مساعدة وزير الخارجية الأميركي أنها «رحبت بسرعة استجابة وجدية الحكومة اليمنية وأشادت بالتنسيق المستمر معها لا سيما في مجال تعزيز جهود مكافحة الاتجار وتهريب الآثار اليمنية إلى الولايات المتحدة، وأنها أكدت استمرار دعم بلادها لليمن وخاصة في مجال حماية التراث والاستفادة من البرامج والمنح التعليمية المتوفرة للدول النامية».
في غضون ذلك، دعا وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني نظراءه وزراء الثقافة في الدول العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمات المماثلة، إلى تعزيز التنسيق والتعاون لحماية وصون التراث الثقافي في بلاده، من خلال تقديم المشورة والدعم الفني لاستعادة القطع الأثرية التي تمت سرقتها وتهريبها للخارج، وتدريب العاملين في قطاع الآثار، والاستفادة من الخبرات في توقيع اتفاقيات مماثلة مع الدول الأجنبية لاستعادة القطع الأثرية أو منع بيعها وتداولها في تلك الدول، خاصة وأن بلاده بصدد القيام بتقديم طلب لمجلس الأمن الدولي لإصدار قرار بمنع تداول وبيع الآثار اليمنية.
الدعوة اليمنية جاءت في كلمة للإرياني خلال الدورة الـ23 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض ممثلة في وزارة الثقافة السعودية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
وقال الإرياني «إذا كان الشباب هم أمل الأمة وكل مستقبلها، فكيف سيكون مستقبل أمتنا العربية وشبابها وقودا للمعارك الدائرة في عدد من الدول العربية، وعشرات الآلاف إن لم يكن المئات والملايين يُحرمون من التعليم، ويتم استقطَابَهم من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة ليصبحوا أدوات للقتل والتفجير والدمار لأوطانهم ومواطنيهم».
وأشار وزير الإعلام اليمني في هذا الصدد إلى ما تقوم به ميليشيا الحوثي الإرهابية من تدمير ونهب للموروث الثقافي والحضاري اليمني بصورة متعمدة وممنهجة، وتجريف الهوية اليمنية لصالح فكر متطرف وثقافة عنصرية مستوردة من إيران.
وقال إن بلاده «تعرضت خلال السنوات الثماني الماضية لأكبر وأبشع عملية تدمير وتضليل في تاريخها الحديث والمعاصر على يد عصابة إرهابية مارقة طغت وتكبرت على الشعب اليمني العظيم، وتاريخه وحضارته، وأبت إلا أن تكون أداة طيعة بيد النظام الإيراني للقتل والتدمير».
واتهم الإرياني الميليشيات الحوثية بأنها «اتخَذت من المواقع الأثرية والحصون والمتاحف مواقع عسكرية ومخازن أسلحة». مؤكدا أن المواقع الأثرية والمتاحف تعرضت للتدمير والنهب والعبث بمحتوياتها.


مقالات ذات صلة

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي قادة حوثيون في مطابع الكتاب المدرسي في صنعاء (إعلام حوثي)

الحوثيون يفرضون مقرراً دراسياً يُضفي القداسة على زعيمهم

تواصل الجماعة الحوثية إجراء تغييرات في المناهج التعليمية، بإضافة مواد تُمجِّد زعيمها ومؤسسها، بالتزامن مع اتهامات للغرب والمنظمات الدولية بالتآمر لتدمير التعليم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تحذير يمني من خطر التنسيق القائم بين الحوثيين و«القاعدة»

عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

تحذير يمني من خطر التنسيق القائم بين الحوثيين و«القاعدة»

عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)

حذر وزير يمني من خطر التنسيق القائم بين الجماعة الحوثية وتنظيم «القاعدة»، داعياً إلى موقف دولي للتصدي لهذا الخطر، وذلك في أعقاب قيام الجماعة المدعومة من إيران بإطلاق سراح عناصر من التنظيم على رأسهم متهم بهجوم أدى إلى مقتل عشرات الجنود اليمنيين.

وطالب معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة للتصدي لهذه التهديدات، عبر تجفيف موارد «ميليشيا الحوثي» والشروع الفوري في تصنيفها كـ«منظمة إرهابية عالمية»، ودعم جهود الحكومة في استعادة سيطرتها على كامل أراضيها وتعزيز قدراتها لمكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني إن قيام الحوثيين بإطلاق سراح عناصر في تنظيم «القاعدة» على رأسهم القيادي «أبو عطاء»، المعتقل منذ عام 2012؛ لمسؤوليته عن هجوم إرهابي استهدف العرض العسكري في ميدان السبعين في صنعاء، وأسفر عن مقتل 86 جندياً، هو امتداد لتنسيق ميداني مستمر برعاية إيرانية، بهدف تقويض سيادة الدولة اليمنية وزعزعة استقرار اليمن والمنطقة، وتهديد المصالح الدولية.

وحذر الوزير اليمني في تصريحات رسمية من خطر استمرار التحالف بين الحوثيين و«القاعدة»، وقال إن ذلك يعزز من إعادة ترتيب الجماعات الإرهابية لصفوفها وتمكينها من استعادة قدراتها بعد الضربات الأمنية التي تعرضت لها منذ 2015.

وتابع بالقول: «هذا التنسيق الخطير سيؤدي إلى خلق بيئة خصبة للعنف والتطرف في اليمن، مما يضع أمن الخليج العربي والأمن الإقليمي بأسره في دائرة الخطر، ويهدد استقرار طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مع ما لذلك من تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي».

ودعا الإرياني المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في التصدي لتهديدات ميليشيا الحوثي الإرهابية المرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وحذر من التساهل الدولي مع هذا التنسيق، ومن حجم الخطر والتهديد الذي قد يدفع العالم ثمنه باهظاً.

تأكيد أممي

كان الخبراء الأمميون التابعون لمجلس الأمن في شأن اليمن ذكروا في تقريرهم الحديث أن الجماعة الحوثية تنسق عملياتها بشكل مباشر منذ مطلع العام الحالي مع تنظيم «القاعدة»، وتنقل طائرات مسيّرة وصواريخ حرارية وأجهزة متفجرة إليه، وتوفر التدريب لمقاتليه.

وعدّ التقرير الذي نقل معلوماته عن مصادر وصفها بالسرية، هذا التعاون «أمراً مثيراً للقلق»، مع المستوى الذي بلغه التعاون بين الطرفين في المجالين الأمني والاستخباراتي، ولجوئهما إلى توفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما بعضاً، وتعزيز معاقلهما وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية.

الجماعة الحوثية متهمة بإطلاق سجناء «القاعدة» من السجون في صنعاء ضمن صفقة للتعاون المتبادل (إ.ب.أ)

وحذر التقرير الأممي من عودة تنظيم «القاعدة» إلى الظهور مجدداً بدعم الجماعة الحوثية، بعد تعيين قائد جديد له يدعى سعد بن عاطف العولقي، وبعد أن «ناقشت الجماعتان إمكانية أن يقدم التنظيم الدعم للهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي على أهداف بحرية».

وأبلغت مصادر فريق الخبراء الدوليين أن كلتا الجماعتين اتفقتا على وقف الهجمات بينهما وتبادل الأسرى، ومن ذلك الإفراج عن القائد السابق لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، سامي ديان، الذي حُكم عليه بالسجن 15 سنة قبل انقلاب الجماعة الحوثية في عام 2014.

كما كشف الخبراء الأمميون عن تعاون متنامٍ للجماعة الحوثية مع «حركة الشباب المجاهدين» في الصومال، في إطار خططها لتنفيذ هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن من الساحل الصومالي؛ لتوسيع نطاق منطقة عملياتها العدائية ضد الملاحة الدولية.