معالجة انتشار سرطان الكلى

معالجة انتشار سرطان الكلى
TT

معالجة انتشار سرطان الكلى

معالجة انتشار سرطان الكلى

> عمري 70 سنة، ولديّ سرطان في الكلية اليمنى. ومن بعد العلاج الكيميائي، انتشر السرطان إلى الكبد والرئتين. وقرر الأطباء نوعاً من العلاج؛ أطلقوا عليه «العلاج المناعي»، وفيه أخذوا عينات من الخلايا السرطانية من الكلى، بهدف إنتاج علاج يهاجم الخلايا السرطانية. وبدأوا العلاج، ولكن له آثار جانبية. بماذا تنصح؟
ر.هـ. بريد إلكتروني

- هذا ملخص أسئلتك، وفق ما وصفت. وبداية؛ دعنا نوضح النقاط التالية:
- «سرطان خلايا الكلى» سرطان يبدأ في الكليتين. ولدى البالغين، هو أكثر أنواع سرطانات الكلى شيوعاً، مقارنة بأنواع من سرطانات خلايا أخرى في الكلى.
- لا تظهر علامات مرض سرطان الكلى وأعراضه في مراحله المبكرة. وبمرور الوقت، قد تظهر علامات المرض وأعراضه، مثل وجود دم في البول، أو ألم في الظهر أو الجانب، وفقدان الشهية والوزن، والشعور بالتعب، وربما الحُمّى.
- التقدُّم في العمر، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي، والتاريخ العائلي للإصابة بسرطان الكلى، من بعض العوامل التي ترفع من احتمالات الإصابة بسرطان الكلى.
- تشخيص الإصابة بسرطان الكلى يشمل تحاليل الدم، وفحوصات الأشعة، وأخذ عينة صغيرة من الخلايا (خزعة) من المنطقة المشتبه فيها بالكلى.
- وفق مُعطيات عدة، تصنَّف «حدّة» الإصابة السرطانية إلى «مراحل». وفي المرحلة الأولى تقتصر الإصابة السرطانية على الكلى فقط، بينما في المرحلة الرابعة يكون السرطان قد انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم كالكبد والرئتين.
- تعتمد خطة المعالجة التي يوصي بها الطبيب على نوع السرطان، ومرحلته، والحالة الصحية العامة للمريض.
- علاج سرطان الكلى عادةً ما يبدأ بالجراحة لاستئصال كتلته فقط إن أمكن، مع الحفاظ قدر الإمكان على الوظائف الطبيعية للكلى.
- في بعض حالات سرطان الكلى، ذي الحجم الصغير، أو لدى المرضى الذين يعانون من مشكلات صحية أخرى تجعل الجراحة محفوفة بالمخاطر، قد يجري التعامل العلاجي باستخدام علاجات غير جراحية عبر الجلد وتحت توجيه التصوير بالأشعة، مثل الحرارة (تسخين وحرق الخلايا) والبرودة (التجميد).
- إذا انتشر السرطان خارج الكلى، فيُوصَى بعلاجات إضافية، وفق تقييم مستوى الصحة العامة للمريض، ونوع سرطان الكلى الذي أصابه، ومدى انتشار السرطان، والخيارات التي يفضلها المريض نفسه للعلاج.
- من المحتمل أن تتجدد الإصابة بسرطان الكلى بعد العلاج الأولي، وقد ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة مرة أخرى لاستئصال الورم السرطاني من الكلى، أو المناطق الأخرى المحيطة، إن كان مقتصراً على مناطق حول الكلى. كما قد تُستخدم المعالجة الإشعاعية أحياناً للسيطرة على أعراض سرطان الكلى الذي انتشر في مناطق أخرى من الجسم، مثل العظام والدماغ، أو للحد من تلك الأعراض.
- إضافة إلى هذا؛ هناك فئات عدة من الوسائل العلاجية المتقدمة للحالات التي يبدأ فيها السرطان في الكلى ثم ينتشر في مناطق أخرى من الجسم.
ويمتلك الطاقم الطبي المعالج للمريض كثيراً من المعلومات ولديه تقييم مباشر وأوضح لحالته، ويضع بروتوكول خطة المعالجة الملائمة والأعلى جدوى للتغلب على الحالة المرضية لديه. وفي الوقت نفسه يتابع تطور المرض، وأي آثار جانبية متوقعة، ويضع طرق التغلب عليها أو التخفيف منها.
وبالنسبة إلى ما ورد في أسئلتك، ذكرت أنك عولجت بـ«العلاج الكيميائي». وخلايا سرطان الكلى عادةً لا تستجيب جيداً للعلاج الكيميائي. ولكن قد يُلجأ إلى العلاج الكيميائي بعد انتشار سرطان الكلى، وليس من البداية. وذكرت أنه لم يكن مفيداً.
وهناك جانب إيجابي يشير إليه بعض الباحثين الطبيين، وهو أن الخصائص الخلوية لخلايا سرطان الكلى المنتشر، التي تجعل أورام الكلى مقاومة للعلاج الكيميائي، تجعلها أيضاً أكثر استجابة لخيارات العلاج الأحدث، بما في ذلك «العلاج المُستَهدِف» و«العلاج المناعي».
و«الأدوية المُستَهدِفة» سُميت بهذا الاسم لأنها تستهدف الخلايا السرطانية وحدها، دون الخلايا الطبيعية. ولذا تختلف هذه «الأدوية المُستَهدِفة» عن أدوية العلاج الكيميائي.
والمعالجات الدوائية الاستهدافيّة تُركِّز على تغيرات شاذَّة محددة موجودة داخل الخلايا السرطانية وحدها، دون غيرها من الخلايا السليمة. ومن خلال إعاقة هذه التغيرات الشاذة، يُمكن أن تتسبب المعالجات الدوائية المُستَهدِفة في قتل الخلايا السرطانية. وقد يوصي الطبيب باختبار الخلايا السرطانية (عبر أخذ عينة خزعة) لمعرفة «الأدوية المُستَهدِفة» التي قد تكون أكثر فاعلية لدى المريض نفسه.
وللتوضيح؛ يعمل معظم «الأدوية المُستَهدِفة» المستخدمة في علاج سرطان الكلى عن طريق آليات مختلفة؛ منها: منع تكوين الأوعية الدموية، أي منع نمو الأوعية الدموية الجديدة التي تغذي السرطانات، أو منع تكوين البروتينات المهمة في الخلايا السرطانية التي تساعدها على النمو والبقاء على قيد الحياة، أو وقف الإشارات الكيميائية التي تحث الخلية السرطانية على النمو والانقسام، أو تنشيط جهاز المناعة لقتل الخلايا السرطانية، أو حمل السموم إلى الخلايا السرطانية لقتلها، ولكن ليس الخلايا الطبيعية. ولذا بعض تلك المعالجات تستهدف الجانب المناعي.
والآثار الجانبية الأكثر شيوعاً هي الغثيان، والإسهال، والتغيرات في الجلد أو الشعر، وتقرحات الفم، والضعف العام، وانخفاض تعداد خلايا الدم البيضاء والحمراء. كما تشمل الآثار المحتملة الأخرى ارتفاع ضغط الدم، وفشل القلب الاحتقاني، والنزف، وانخفاض مستويات هرمون الغدة الدرقية، وقروح في اليدين والقدمين.
والعلاج بـ«الأدوية المُستَهدِفة» يُطلق عليه أحياناً اسم «العلاج الشخصي»؛ لأنها مصنوعة لاستهداف تغييرات أو مواد معينة في الخلايا السرطانية لدى مريض بعينه. ويمكن أن تكون هذه الأهداف مختلفة بين المرضى، حتى عندما يكون لدى هؤلاء الأشخاص النوع نفسه من السرطان. ولذا قد تُختبر أنواع معينة من الأورام لأهداف مختلفة، بعد أخذ عينة من الخلايا بالخزعة أو الجراحة، ويمكن أن يساعد ذلك في العثور على العلاج الأكثر فاعلية للمريض نفسه. والعثور على هدف علاجي محدد، يجعل مطابقة المرضى مع العلاج أكثر دقة أو تخصيصاً.
و«المعالجة المناعية» تعتمد على تنشيط جهاز المناعة لمحاربة السرطان؛ لأن جهاز المناعة؛ المسؤول عن مقاومة الأمراض، قد يعجز عن مهاجمة الخلايا السرطانية؛ وذلك لأن الخلايا السرطانية تُنتِج بروتينات تُخفيها عن خلايا الجهاز المناعي. وتعمل «المعالَجة المناعية» في بعض أنواعها، من خلال التداخُل مع تلك العملية و«كشف الغطاء» عن الخلايا السرطانية. وثمة فئات متعددة من «المعالجة المناعية»؛ كل منها تعمل على نقاط مفصلية محددة في تكاثر الخلايا السرطانية.
وهناك أيضاً محاولات لاستخدام «الخلايا الجذعية» في معالجة حالات انتشار سرطان الكلى، ولكنها قيد البحث.


مقالات ذات صلة

وفاة رجلين بالتهاب رئوي بعد استخدامهما فضلات الخفافيش لزراعة القنب

يوميات الشرق خفافيش تظهر داخل حديقة حيوان في بولندا (إ.ب.أ)

وفاة رجلين بالتهاب رئوي بعد استخدامهما فضلات الخفافيش لزراعة القنب

توفي رجلان من ولاية نيويورك الأميركية بسبب نوع من الالتهاب الرئوي بعد استخدام فضلات الخفافيش لزراعة القنب، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ السلطات الصحية الأميركية ترصد أول إصابة بشرية شديدة بإنفلونزا الطيور (أ.ب)

أميركا تعلن عن أول إصابة بشرية شديدة بإنفلونزا الطيور

أعلنت مراكز منع انتشار الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، اليوم، أنه جرى نقل مريض إلى المستشفى بعد تعرضه لإصابة شديدة بإنفلونزا الطيور في لويزيانا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الطنين النابض يحدث بسبب انسداد الأذن أو ارتفاع ضغط الدم (رويترز)

لماذا تسمع دقات قلبك عندما تستلقي على وسادتك؟ ومتى يجب استشارة الطبيب؟

يقول أحد الأطباء المقيمين بديترويت إنه من الشائع إلى حد ما أن تسمع دقات قلبك أحياناً أثناء الاستلقاء على جانبك خاصة إذا كنت في غرفة هادئة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك طريقة التنفس أثناء النوم قد تؤثر على الذاكرة (رويترز)

طريقة تنفسك أثناء النوم تؤثر على ذاكرتك

توصلت دراسة جديدة إلى أن طريقة التنفس أثناء النوم قد تكون «المحرك» الذي يساعد بتنسيق العمليات الدماغية التي تشارك في تعزيز الذاكرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مكملات فيتامين «د» (أ.ف.ب)

نقص فيتامين «د»... تعرف على الأعراض الخمسة الأكثر شيوعاً

هناك بعض الأعراض الشائعة لنقص فيتامين «د» بالجسم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

طريقة تنفسك أثناء النوم تؤثر على ذاكرتك

طريقة التنفس أثناء النوم قد تؤثر على الذاكرة (رويترز)
طريقة التنفس أثناء النوم قد تؤثر على الذاكرة (رويترز)
TT

طريقة تنفسك أثناء النوم تؤثر على ذاكرتك

طريقة التنفس أثناء النوم قد تؤثر على الذاكرة (رويترز)
طريقة التنفس أثناء النوم قد تؤثر على الذاكرة (رويترز)

توصلت دراسة جديدة إلى أن طريقة التنفس أثناء النوم قد تكون «المحرِّك» الذي يساعد في تنسيق العمليات الدماغية التي تشارك في تعزيز الذاكرة، على غرار الطريقة التي ينسّق بها قائد الأوركسترا بين الآلات الموسيقية المختلفة لإنتاج سيمفونية.

وأضاف الباحثون أن هذه النتائج لها آثار مهمة على حالات، مثل انقطاع النفس أثناء النوم، والتي تُعطل التنفس خلال نوم الشخص، ومن ثم قد ترتبط بضعف تعزيز الذاكرة.

وأثناء النوم، يدمج الدماغ أو «يعزز» المعلومات الجديدة التي تعلَّمها، طوال اليوم، مع المعرفة السابقة، ويُخزنها للاستخدام على المدى الطويل.

ووفق الدراسة، المنشورة في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، فإن إيقاعات التنفس أثناء النوم مرتبطة بموجات دماغية تسمى «التذبذبات البطيئة» في الحُصين؛ وهي منطقة في الدماغ مسؤولة عن الذاكرة والتعلم.

وفي حين ثبت سابقاً أن «التذبذبات البطيئة» تلعب دوراً في الذاكرة، إلا أن المحرك الأساسي لهذه العملية كان غير معروف، وفقاً للباحثين التابعين لجامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة.

وقالت كريستينا زيلانو، أستاذة علم الأعصاب في جامعة نورث وسترن: «لتعزيز الذكريات، تظهر ثلاثة تذبذبات عصبية خاصة، وتتزامن في الحُصين أثناء النوم، لكن كان يُعتقد سابقاً أنها تحدث في أوقات عشوائية».

وأضافت: «لقد اكتشفنا أن هذه التذبذبات يجري تنسيقها من خلال إيقاعات التنفس».

وقام الفريق بتحليل النشاط في الحُصين لستة مرضى مصابين بالصرع، أثناء الليالي التي كانت خالية تماماً من النوبات.

ووجدوا أن نشاط «التذبذبات البطيئة» في الحُصين حدث في نقاط محددة في دورة التنفس، مما يشير إلى أن التنفس هو إيقاع حاسم لتوطيد الذاكرة بشكل صحيح أثناء النوم.

وقال الدكتور أندرو شريف، والذي شارك أيضاً في الدراسة: «يعتمد توطيد الذاكرة على تنسيق موجات الدماغ أثناء النوم، وتُظهر دراستنا أن هذه العملية مرتبطة، بشكل وثيق، بالتنفس».

وأكد شريف أن هذه الدراسة تؤكد أهمية سعي الأشخاص، الذين يعانون انقطاع التنفس أثناء النوم، إلى الحصول على علاج لهذه الحالة.