التضخم المصري يسجل ذروة 5 سنوات

ارتفع في نوفمبر إلى 18.7%

مصريتان تتسوقان في شوارع القاهرة (إ.ب.أ)
مصريتان تتسوقان في شوارع القاهرة (إ.ب.أ)
TT

التضخم المصري يسجل ذروة 5 سنوات

مصريتان تتسوقان في شوارع القاهرة (إ.ب.أ)
مصريتان تتسوقان في شوارع القاهرة (إ.ب.أ)

أفادت بيانات من الجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء، يوم الخميس، بأن تضخم أسعار المستهلكين في المدن سجل 18.7 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مقابل 16.2 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول).
وهذا هو أعلى مستوى له منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2017 عندما سجل 21.9 في المائة. وبالنسبة لإجمالي الجمهورية، أفادت البيانات بارتفاع معدل التضخم السنوي 19.2 في المائة في نوفمبر، مقابل 16.3 في المائة في الشهر السابق. وعلى أساس شهري، قال الجهاز إن الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين لإجمالي مصر زاد 2.5 في المائة في نوفمبر عن أكتوبر.
وعزا الجهاز الزيادة السنوية في معدل التضخم لإجمالي الجمهورية إلى زيادة الأسعار في قطاعات جاء في مقدمتها الطعام والمشروبات التي زادت 30.9 في المائة، والرعاية الصحية بواقع 12.4 في المائة، والنقل والمواصلات 16.6 في المائة، وقطاع الثقافة والترفيه 32.2 في المائة، وقطاع المطاعم والفنادق 30.1 في المائة.
معدلات التضخم المرتفعة تتزامن مع تصاعد لأزمة الدولار في الأسواق. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إن هناك خطة حكومية لتوفير العملة الصعبة خلال الفترة المقبلة حتى نهاية العام المالي الحالي في 30 يونيو (حزيران) المقبل، لافتاً إلى أنه ليس من الضروري الإعلان عن كل الإجراءات التي يتم اتخاذها.
وأضاف مدبولي، في كلمته في المؤتمر الصحافي، الذي عقده مساء الأربعاء عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء، أن الحكومة تعي أن هناك ارتفاعاً في الأسعار، وتحاول تخفيف العبء عن المواطن، كما أن الحكومة تتحمل عن المواطن الزيادات وتدعم الفئات التي تحتاج إلى دعم.
ولفت مدبولي إلى أن الحكومة تتدخل بميزان حساس في أزمة زيادة الأسعار لأن العنف في التعامل مع الأزمة سيؤدي لاختفاء السلع، مضيفاً أن الحكومة لديها خطة للتعامل مع ارتفاع الأسعار، وأن الأزمة العالمية أزمة كبيرة أدت لهذه التحديات ويتم التعامل معها، قائلاً: «أغلب الأخبار على السوشيال ميديا موجهة لضرب الاقتصاد المصري».
في الوقت نفسه، كشف مدبولي عن نجاح الحكومة، خلال العام الماضي، في جذب 9 مليارات دولار استثمارات مباشرة، وهو أعلى رقم منذ 15 عاماً، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل وفق رؤية محددة لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية، مضيفاً أن وثيقة سياسة ملكية الدولة تم إقرارها بصورة نهائية، وهي وثيقة دولة سيتم الالتزام بتنفيذها على مدار الـ3 أو 5 سنوات المقبلة.
وقال مدبولي إن الحكومة ترغب في مضاعفة الأرقام الخاصة بجذب الاستثمار المباشر، ولذلك تم تشكيل لجنة لحل مشكلات المستثمرين، موضحاً أنه لتحسين مناخ الاستثمار قد تم اتخاذ العديد من الإجراءات والإصلاحات والقوانين.
ولفت إلى تفعيل إصدار الرخصة الذهبية، وتشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء لتلقي رغبات المستثمرين للحصول على هذه الرخصة، موضحاً أن مجلس الوزراء قام بوضع الضوابط للمشروعات التي ستحصل على الرخصة الذهبية وتم اعتماد ثماني مشروعات كبداية.
وأشار إلى أنه تم فتح التقدم مباشرة لمجلس الوزراء للإسراع بالإجراءات؛ حيث تجتمع اللجنة كل أسبوعين للنظر في الطلبات وتحويلها للهيئة العامة للاستثمار لإصدار الرخصة في مدة لا تتجاوز 20 يوم عمل. وأوضح أنه تم إطلاق منصة إلكترونية لهذا الشأن لتلقي طلبات المستثمرين مباشرة والإسراع في الإجراءات، مؤكداً أن تمكين القطاع الخاص تم العمل به على أكثر من محور، حيث تم إعداد وثيقة ملكية الدولة التي تحدد القطاعات التي تتخارج منها الدولة وما هي القطاعات التي ستستمر بها.
ولفت إلى أن هذه الوثيقة شارك بها 1000 خبير خلال الحوار المجتمعي الذي تم لإصدارها إلى أن وافق عليها مجلس الوزراء خلال الأسبوع الماضي لتنفيذها خلال السنوات الخمس المقبلة. وأضاف أن هناك توافقاً حدث على المسودة الخاصة بهذه الوثيقة قبل طرحها للحوار المجتمعي، ليكون التوافق بنسبة 85 في المائة، وتم إدراج جميع الملاحظات والتحفظات من الخبراء بها.


مقالات ذات صلة

الحكومة المصرية لتشديد عقوبات «سرقة الكهرباء»

شمال افريقيا مجلس الوزراء المصري برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء)

الحكومة المصرية لتشديد عقوبات «سرقة الكهرباء»

وسط إجراءات مصرية مكثفة لاستمرار «تنفيذ خطة عدم قطع الكهرباء» في البلاد، تدرس الحكومة المصرية تشديد عقوبات «سرقة الكهرباء».

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا عامل في محطة وقود بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

مصر ترفع أسعار الوقود محلياً قبل مراجعة من صندوق النقد

رفعت مصر، الخميس، أسعار مجموعة واسعة من منتجات الوقود، قبل 4 أيام من إجراء صندوق النقد الدولي مراجعة لبرنامج قروض موسع للبلاد بقيمة 8 مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

محللون يتوقعون نمو الاقتصاد المصري 4 % في السنة المالية الجديدة

توقع اقتصاديون أن يكون نمو الاقتصاد المصري أبطأ قليلاً في السنة المالية الجديدة، عند 4 % عما كان متوقعاً في أبريل (نيسان) الماضي، عند 4.3 %.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري في العاصمة القاهرة (رويترز)

الدين الخارجي لمصر يسجل أكبر تراجع تاريخي

قال مصدر رفيع بالبنك المركزي المصري، إن الدين الخارجي يتراجع من مستوياته المرتفعة، ليسجل «أكبر تراجع تاريخي، بقيمة تتجاوز 14 مليار دولار منذ ديسمبر 2023».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض (الشرق الأوسط)

مصر: الربط الكهربائي مع السعودية قبل الصيف المقبل

أكد وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، محمود عصمت، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية سيبدأ التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية الصيف المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
TT

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)
جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)

استبعد مصرف تركيا المركزي البدء في دورة لخفض سعر الفائدة البالغ حالياً 50 في المائة، قبل حدوث انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري.

وقال نائب رئيس البنك، جودت أكتشاي، إن دورة خفض أسعار الفائدة لا يتم تقييمها في الوقت الحالي، وإن الشرط الرئيسي لتقييم دورة الاسترخاء في السياسة النقدية هو الانخفاض الكبير والدائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن أكتشاي قوله، في مقابلة مع «رويترز»: «نحن نراقب عن كثب توقعات التضخم في السوق والشركات والأسر، التوقعات بدأت للتو في التقارب مع توقعاتنا لنهاية العام، نحن نقدر أن التعديلات في الضرائب والأسعار المدارة ستضيف 1.5 نقطة إلى التضخم الشهري في يوليو (تموز) الحالي».

وأكد أن الموقف المتشدد في السياسة النقدية سيتم الحفاظ عليه «بالصبر والتصميم»، مضيفاً: «تخفيض سعر الفائدة ليس على جدول أعمالنا في الوقت الحالي، ولن يكون خفض سعر الفائدة على جدول الأعمال حتى تتم ملاحظة انخفاض دائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري، وترافق ذلك مع المؤشرات الأخرى التي نتابعها عن كثب».

ولفت أكتشاي إلى أن المصارف المركزية تميل إلى البقاء في الجانب الحذر، ولا تتخلى عن احتياطاتها و«تفضل ارتكاب الأخطاء من خلال البقاء في الجانب الحذر».

وأوضح أنه سيكون هناك خطر عودة التضخم بسبب التخفيض المبكر لأسعار الفائدة، أو في الوضع الذي تؤدي فيه فترة التشديد المفرطة أو الطويلة، دون داعٍ، إلى هبوط حاد».

وأضاف المسؤول المصرفي التركي أنه «على الرغم من عدم تقييم دورة خفض أسعار الفائدة حالياً، فإنه ستتم إدارة هذه العملية من خلال إعطاء إشارة، لا لبس فيها، بأن الموقف المتشدد في السياسة النقدية سيتم الحفاظ عليه عندما تبدأ التخفيضات».

ورداً على سؤال بشأن مراقبة المشاركين في السوق، عن كثب، توقعات التضخم للشركات والأسر، قال أكتشاي: «لسوء الحظ، فقط توقعات المشاركين في السوق هي التي بدأت تتقارب مع توقعاتنا لنهاية العام الحالي، الأسر أقل حساسية نسبياً لتوقعات المصرف المركزي».

وأظهر آخر استطلاع للمشاركين في السوق من ممثلي القطاعين المالي والحقيقي، أعلن «المركزي» التركي نتائجه منذ أيام، أن التضخم سيتراجع في نهاية العام إلى 43 في المائة، وإلى 30 في المائة بعد 12 شهراً، بينما أظهر أن توقعات الأسر للتضخم في يوليو تبلغ 72 في المائة، وتوقعات الشركات 55 في المائة، وهي نسبة أعلى بكثير من توقعات السوق.

والأسبوع الماضي، أكد رئيس «المركزي» التركي، فاتح كاراهان، أن المصرف سيستمر في موقفه النقدي المتشدد حتى نرى انخفاضاً كبيراً ومستداماً في التضخم الشهري، وتقترب توقعات التضخم من توقعاتنا.

وثبت «المركزي» التركي، الثلاثاء الماضي، سعر الفائدة الرئيسي عند 50 في المائة للشهر الرابع على التوالي، متعهداً بالاستمرار في مراقبة الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري وتشديد السياسة النقدية إذا دعت الضرورة لذلك.

وقال كاراهان إن «المركزي» التركي يستهدف خفض التضخم لا تحديد سعر صرف الليرة، موضحاً أن الأخير هو نتيجة للأول.

مركز الغاز الروسي

على صعيد آخر، قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن بلاده قريبة من إنجاز مركز الغاز الروسي، وإن البنية التحتية اللازمة للمشروع متوافرة.

وأضاف بيرقدار، في مقابلة تلفزيونية الجمعة: «لقد أنشأنا بالفعل البنية التحتية اللازمة وبحلول عام 2028، سنضاعف حجم مرافق تخزين الغاز، كما نناقش مع بلغاريا زيادة قدرة الربط البيني».

وقال رئيس لجنة مجلس «الدوما» الروسي لشؤون الطاقة، بافيل زافالني، بعد زيارة عمل إلى تركيا في يونيو (حزيران) الماضي، إن القرارات بشأن بناء مشروع «مركز للغاز» في تركيا ستتخذ هذا العام، في ظل زيادة الاهتمام به، مؤكداً أن المشروع «موثوق وآمن ولن يتعرض للعقوبات».

وسبق أن أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن المركز، الذي كان اتخذ القرار بتنفيذه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ نحو عامين، سيقام في تراقيا، شمال غربي تركيا.

وتأمل تركيا في أن يسمح لها مركز الغاز، الذي سيعمل على نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، بأن تصبح مركزاً لتحديد أسعار الغاز.

وقال بيرقدار إنه «من خلال الاستثمارات في البنية التحتية، ستتمكن تركيا من زيادة واردات الغاز الطبيعي إلى حجم 70 - 80 مليار متر مكعب قياساً بـ50 ملياراً حالياً».

ولفت إلى أن العمل سينطلق في المستقبل القريب بين شركة خطوط أنابيب البترول التركية (بوتاش) وشركة «غازبروم» الروسية بشأن إنشاء مركز الغاز.