مع انتهاء الدورة الثانية من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» الدولي، يتضح الأثر الإيجابي الكبير لثمانية أيام من العروض واللقاءات والنشاطات المهمّة التي شغلت الحاضرين ودفعت بالدورة الثانية لتجاوز تلك الأولى التي انعقدت في العام الماضي.
هذا ليس مفاجئاً أو غريباً. الحال هو أن الدورة السابقة أمدّت المسؤولين عن هذا المهرجان بحوافز مهمّة. هؤلاء المسؤولون بدورهم لم ينطلقوا من فراغ، بل عملوا تحت رعاية حكومية تعمل حسب مخطط لتحويل البلاد بأسرها إلى بلد منتج وعصري وناجح. لولا هذه الرعاية لما استطاع المهرجان، مهما كانت قدرات منظميه المباشرين، إنجاز هذه الخطوة من الحلم إلى الواقع.
بالطبع كانت هناك مناطق يتمنى المرء لو لم تكن. أشياء مثل تأخر عروض بعض الأفلام ومسائل مثل وجود أفلام لم تكن بمستوى المسابقة أو بمستوى طموح المهرجان. لكننا نتحدّث عن مهرجان في دورته الثانية فقط، ويتلافى بعض ما شاب الدورة الأولى من مشكلات كما أشارت الكتابات المختلفة حوله.
الوجه الآخر لهذه النهضة تكمن في أن السينما السعودية تشهد بحد ذاتها تطوّراً كبيراً لافتاً وواعداً. هي أفلام سعودية مائة في المائة وبقدرات محلية تسخّر مواهبها. لا شك أن هناك أخطاء البدايات لكنها، كالبدايات نفسها، عرضة للتطوّر لتصبح التقليد الراسخ.
أهم ما ينجزه ويستطيع أن يتباهى هذا المهرجان به هو وفرة الأفلام السعودية (قصيرة وطويلة) التي عرضت فيه. هذا رغم ملاحظات أبداها هذا الناقد عقب مشاهدة بعضها، حيث بدا الاستعجال في الانتقال من الورق إلى الصورة قبل إتمام وتكامل النص.
ما بين هذا المهرجان ومهرجان «أفلام سعودية» الذي سيقام في ربيع هذا العام، سيواصل الحلم تبلوره وتطوّره. إنه عيد للمخرجين والسينمائيين كافة، مستمر بالزخم والحماس المطلوبين.
م. ر
15:2 دقيقه
بحر المتغيّرات
https://aawsat.com/home/article/4033181/%D8%A8%D8%AD%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%91%D8%B1%D8%A7%D8%AA
بحر المتغيّرات
بحر المتغيّرات
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة