ثلاثة قتلى في عودة الاحتجاجات الغاضبة إلى جنوب العراق

في أول مواجهة مع حكومة السوداني... وحداد بمحافظة ذي قار

تشييع جثامين القتلى في مظاهرات الناصرية أمس (رويترز)
تشييع جثامين القتلى في مظاهرات الناصرية أمس (رويترز)
TT

ثلاثة قتلى في عودة الاحتجاجات الغاضبة إلى جنوب العراق

تشييع جثامين القتلى في مظاهرات الناصرية أمس (رويترز)
تشييع جثامين القتلى في مظاهرات الناصرية أمس (رويترز)

في أول مواجهة احتجاجية يشهدها عهد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني منذ توليه المنصب نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تظاهر المئات في مدن مختلفة جنوب العراق؛ وتركزت كبرى المظاهرات في مدينة الناصرية الغاضبة مركز محافظة ذي قار، مطالبين بالخدمات وفرص العمل وتعويض جرحى المظاهرات السابقة.
ووقعت مواجهات عنيفة، ليل الأربعاء، بين المتظاهرين وقوات الأمن في «تقاطع البهو» وسط الناصرية، ما أدى إلى مقتل 3 شيعت المدينة جثامينهم في وقت متأخر من الليل، إلى جانب إصابة ما لا يقل عن 15 آخرين؛ وفق مصادر صحية. وأعلن محافظ ذي قار (أمس الخميس) عطلة رسمية حداداً على الضحايا. ووقعت أحداث مماثلة؛ لكن من دون ضحايا، في محافظتي البصرة وبابل.
وقوع عدد من الضحايا والمصابين بين صفوف المتظاهرين دفع برئيس الوزراء محمد السوداني إلى مناقشة التطورات المتسارعة في اجتماع عاجل مع المجلس الوزاري للأمن الوطني، ناقش فيه أحداث المظاهرات و«قرر إرسال لجنة أمنية عليا إلى محافظة ذي قار للتحقيق في الأحداث التي تسببت بسقوط ضحايا وحدوث إصابات بين صفوف المتظاهرين والأجهزة الأمنية»؛ طبقاً لبيان صادر عن الاجتماع.
وشدّد المجلس على «ضرورة الحفاظ على أرواح المتظاهرين السلميين، ومنع أية جهة من التدخل عبر تسييس التظاهرات أو استغلالها لأغراض شخصية».
ووجه وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، باستبدال قائد شرطة ذي قار عقب الخسائر التي وقعت خلال المظاهرات.
وقالت «خلية الإعلام الأمني» في بيان: «تنفيذاً لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة، فقد وجه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، باستبدال قائد شرطة محافظة ذي قار وتعيين العميد مكي شناع بديلاً عنه».
قائد الشرطة البديل العميد شناع، عبّر، أمس، عن أسفه لوقوع ضحايا في المظاهرات، وقال لـ«راديو الناصرية» المحلي: «جهودنا تتركز على حماية المواطنين؛ خصوصاً المتظاهرين؛ هم أبناؤنا وإخواننا. نسعى لفتح قنوات حوار معهم، وهي موجود بالفعل، ونأمل أن نتوصل معهم إلى صيغة لنزع التوتر».
وأضاف شناع: «سنتعاون مع لجنة التحقيق التي وصلت من بغداد وسنحاسب المقصرين».
إلى ذلك؛ قال ناشط مدني لـ«الشرق الأوسط»: «المظاهرات تواصلت (أمس الخميس) في الناصرية وفي ساحة الحبوبي تحديداً المركز الرئيسي لـ(احتجاجات تشرين 2019».
وأضاف أن «المتظاهرين يرفضون بشكل قاطع القوة المفرطة التي استخدمتها القوات الأمنية ضد المتظاهرين، وقام بعضهم بقطع جسر النصر وتقاطع البهو وسط الناصرية بالإطارات المحترقة، لكن هناك مساع جادة لتهدئة الأمور داخل المدينة».
من جهتها؛ أصدرت حركة «امتداد» التي لها أكثر من 10 مقاعد برلمانية ومعظم نوابها من محافظة ذي قار، أمس الخميس، بياناً شديد اللهجة أدانت فيه ما حدث في الناصرية قالت فيه: «استمراراً للنهج الدموي الذي اتبعته السلطة إبان تظاهرات 2019؛ يتكرر المشهد اليوم ومن نفس الأطراف الحاكمة والتي هلل وبارك لها للأسف الشديد المجتمع الدولي الذي يدعي الديمقراطية. اليوم يتم إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين العزل في مدينة الناصرية التي لم تلملم جراحها بعد».
وطبقاً للبيان؛ فإن الأمين العام لحركة «امتداد»، النائب الدكتور علاء الركابي، رفقة النائب الدكتور فلاح الهلالي، اجتمعا مع وزير الداخلية الفريق عبد الأمير الشمري ورئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية الدكتور خالد العبيدي لمناقشة ما يجري من أحداث في الناصرية، وخلص الاجتماع إلى المطالبة بـ«إقالة قائد شرطة ذي قار من منصبه» وهو ما حدث لاحقاً.
وأضاف أن «لجنة التحقيق المشكلة توجهت على الفور إلى المحافظة وفتحت تحقيقاً للوقوف على أسباب استخدام الرصاص الحي، ومن أعطى الأوامر بذلك، وتوجه كل من الدكتور علاء الركابي والدكتور فلاح الهلالي إلى قيادة عمليات سومر للرقابة على أداء اللجنة التحقيقية وعدم تسويف نتائجها».
وشدد البيان على «ضرورة إيجاد الحلول لقضية المتظاهرين الجرحى للحصول على حقوقهم وبأسرع وقت».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

استطلاع: غالبية من الإسرائيليين يرون أنهم «خسروا» حرب غزة

متظاهرون إسرائيليون يطالبون بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
متظاهرون إسرائيليون يطالبون بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
TT

استطلاع: غالبية من الإسرائيليين يرون أنهم «خسروا» حرب غزة

متظاهرون إسرائيليون يطالبون بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن سبتمبر الماضي (د.ب.أ)
متظاهرون إسرائيليون يطالبون بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن سبتمبر الماضي (د.ب.أ)

إزاء المحاولات الإسرائيلية للاستفراد بقطاع غزة والاستفادة من الحرب في لبنان والتهديد بتوسيعها إلى إيران؛ ما زالت غالبية الإسرائيليين يعتقدون أنه لا مجال لتحقيق انتصار على «حماس».

وأعربت هذه الأغلبية عن اعتقادها، عبر استطلاع، أن إسرائيل «خسرت في الحرب»، أو أنهم لا يعرفون الإجابة عن سؤال كهذا، في حين أكدت أغلبية ساحقة من الإسرائيليين رفضها السكن في البلدات اليهودية الواقعة على «غلاف غزة» عندما تنتهي الحرب.

وجاء في نتائج استطلاع نشرته الإذاعة العامة الإسرائيلية «كان» الأحد، أن 27 في المائة من الإسرائيليين يعتقدون أن إسرائيل انتصرت في الحرب على غزة، في حين قال 35 في المائة إن إسرائيل خسرت الحرب، وأفاد باقي المستطلعين؛ أي 38 في المائة، بأنهم لا يعرفون الإجابة عن السؤال بيقين.

وفي تحليل النتائج بشكل أعمق، يتضح أن انعدام اليقين حول النتيجة التي حققتها إسرائيل في الحرب يسود أيضاً في أوساط ناخبي أحزاب الائتلاف اليميني الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي يتحدث عن انتصار ساحق وكامل، وقال 47 في المائة منهم إن إسرائيل انتصرت.

أما في صفوف المعارضة، فإن 48 في المائة رأوا أن إسرائيل خسرت في هذه الحرب.

وحسب الاستطلاع، فإن 14 في المائة فقط من الإسرائيليين يوافقون على السكن في إحدى بلدات «غلاف غزة» بعد انتهاء الحرب، في حين أكدت أغلبية ساحقة، بنسبة 86 في المائة، رفضها السكن في المنطقة.

وحاول الاستطلاع معرفة مدى علاقة المواطنين الإسرائيليين بضحايا الهجوم الذي شنته «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والحرب التي شنتها إسرائيل رداً عليه؛ فتبين أن 12 في المائة من الإسرائيليين قالوا إنهم فقدوا أحد أفراد عائلاتهم أو صديقاً قريباً، وقال 36 في المائة إنهم يعرفون أحد القتلى في الحرب أو خلال هجوم «حماس»، ما يعني أن 48 في المائة من الإسرائيليين توجد لهم علاقة مباشرة بنتائج الحرب ويتأثرون بها.

يُذكر أن صحيفة «معاريف» نشرت نتائج استطلاع رأي، حول تأثير الحرب على الإسرائيليين، تبين نتائجه أن أكثر بقليل من ثلث السكان درسوا إمكانية مغادرة البلاد بسبب الحرب المستمرة منذ سنة؛ لأنهم يرون أن هناك خطراً حقيقياً على وجود إسرائيل، أو أنهم لا يعرفون مصيرها، وأن إسرائيل ليست دولة يطيب العيش فيها.

وجاء في النتائج أن 35 في المائة قالوا إنهم درسوا إمكانية الهجرة من إسرائيل (بينهم 24 في المائة درسوا الهجرة الدائمة، و11 في المائة درسوا هجرة مؤقتة)، في حين قال 65 في المائة إنهم لم يدرسوا الفكرة.

وقال 47 في المائة إنهم «يريدون جداً» و26 في المائة «يريدون» أن يعيش أولادهم في إسرائيل، في حين شدد 21 في المائة على أنهم لا يريدون أن يعيش أولادهم في إسرائيل، وقال 6 في المائة إنهم لا يعرفون الإجابة عن سؤال كهذا.

مسافرون في مطار بن غوريون الدولي (رويترز)

وتبين من تحليل معطيات الاستطلاع أن الذين لديهم رضا عن العيش في إسرائيل هم كبار السن ومتدينون وحريديون وناخبو أحزاب الائتلاف، في حين أن غير الراضين عن العيش في إسرائيل هم أبناء 30 - 44 عاماً، وأزواج شباب، وناخبو أحزاب المعارضة.

ويعتقد 66 في المائة من المستطلعين أن إسرائيل دولة يطيب العيش فيها، مقابل 33 في المائة يعتقدون أنه لا يطيب العيش فيها. وقال 49 في المائة إنهم يشعرون بأمن شخصي، و23 في المائة لا يشعرون بذلك، ورأى 26 في المائة أن وضع أمنهم الشخصي متوسط.

ويعبر 41 في المائة عن أنهم واثقون بكل ما يتعلق بأمن إسرائيل، في حين يشعر 30 في المائة بأن الوضع ليس آمناً، و27 في المائة يرون أن مستوى أمن إسرائيل متوسط.