مجموعات في شرق السودان تتراجع عن إغلاق الميناء الرئيسي

هيئة الموانئ تؤكد استئناف العمل بشكل كامل

ميناء بورتسودان على البحر الأحمر (غيتي)
ميناء بورتسودان على البحر الأحمر (غيتي)
TT

مجموعات في شرق السودان تتراجع عن إغلاق الميناء الرئيسي

ميناء بورتسودان على البحر الأحمر (غيتي)
ميناء بورتسودان على البحر الأحمر (غيتي)

تراجع أحد قادة الأحزاب والحركات السياسية في شرق السودان، عن إغلاق ميناء بورتسودان البحري، أكبر المنافذ الرئيسية على البحر الأحمر، وهي المرة الثانية التي يتعرض فيها الميناء للإغلاق، أو للشروع به، من قبل مجموعات سياسية تحتج على الأزمة في الإقليم، وتحملها للحكومة المركزية في الخرطوم.
وكانت عناصر تابعة للقائد في شرق السودان، شيبة ضرار، أغلقت لساعات، أول من أمس، بوابات الميناء الجنوبي الرئيسي، بعد تصريحات صادرة منه قبيل أيام، هدد فيها بإغلاق كل الإقليم بما في ذلك الميناء، احتجاجاً على إبعادهم من العملية السياسية التي أفضت إلى توقيع اتفاق إطاري بين الفرقاء السودانيين.
ولوح ضرار في فيديو جرى بثه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بإغلاق الموانئ في سواكن وبورتسودان، والسكك الحديدية والطريق القومي الذي يربط شرق السودان بالعاصمة الخرطوم وبقية الولايات، لإسقاط كل القوى الموقعة على الاتفاق. وإثر ضغط من جهات عدة ترفض إعادة تجربة إغلاق الإقليم والميناء التي حدثت في العام الماضي، والتي ألحقت أضراراً اقتصادية وأحدثت تداعيات سياسية كبيرة في البلاد، تراجعت تلك المجموعات عن تنفيذ قرارها.
من جهتها، أكدت هيئة الموانئ البحرية في بيان أمس أن العمل يسير بصورة طبيعية في الميناء الجنوبي، مشيرة إلى أن كل العاملين، بمختلف تجمعاتهم واتجاهاتهم، حريصون على سلامة واستقرار الموانئ البحرية واستمرار مضاعفة الأداء. وذكرت الهيئة أن عملية الاغلاق في العام الماضي، التي استمرت لمدة 46 يوماً أثرت على عمليات الإمدادات من الموانئ السودانية والقادمة إليها.
بدورهم أصدر عمال الميناء بياناً شديد اللهجة، حذروا فيه من استخدام سياسة إغلاق الميناء للضغط على السلطة المركزية في الخرطوم، واعتبروها سلاحاً يتضرر منه العمال والشريحة الأضعف التي تعتمد على الأجر اليومي من العمل في الميناء.
وأكد البيان أن لإقليم الشرق قضية عادلة، نتيجة للتهميش الذي عانى منه في عهد كل الحكومات منذ الاستقلال، وينبغي التعامل معها بجدية دون استغلالها لتصفية حسابات سياسية أو مزايدة من الجهات التي تتحدث باسم الإقليم. وحذر البيان أي جهة تريد أن تستخدم العمال في تنفيذ الاعتصامات أو الإضرابات في غير مصلحة العمال، وأوضح أن من يدعون لإغلاق الميناء ليس لديهم أي علاقة بالعمال، وليست لديهم أي صفة نقابية أو عمالية تخولهم إغلاق الميناء. ودعا البيان الجهات الرسمية، من شرطة وأمن، للتعامل الحاسم وفق القانون مع أي شخص يهدد أو يحرض على التعدي على المواطنين وممتلكاتهم.
وفي 17 من سبتمبر (أيلول) الماضي، أغلق المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، وهو كيان قبلي في شرق السودان، الميناء الرئيسي في مدينة بورتسودان والطرق القومية وخط أنابيب نقل الوقود، وطالب بإلغاء عملية السلام في الإقليم، المتضمَّنة في اتفاق «جوبا» للسلام، الذي تؤيده قوى سياسية أخرى في الإقليم.
وتسبب إغلاق شرق السودان، الذي تولى قيادته ناظر قبيلة الهدندوة، محمد الأمين ترك، وآخرون من حلفاء المكون العسكري الحاكم، بضغط سياسي كبير على حكومة رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك.
ونص الاتفاق الإطاري الموقع بين العسكريين وتحالف «قوى الحرية والتغيير» وأحزاب سياسية أخرى، على معالجة قضية شرق السودان من خلال إدارة حوار بين جميع مكوناته السياسية والاجتماعية.
من جهة ثانية، أعلنت الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة التنمية الحكومية الأفريقية «إيقاد»، أن أزمة شرق السودان من القضايا الرئيسية التي سيجرى نقاشها بين الفرقاء السودانيين خلال الحوار المقبل قبل التوقيع على الاتفاق النهائي.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر تعوّل على القطاع الخاص في تحسين الخدمات بالمطارات

مطار الغردقة الدولي (موقع وزارة الطيران المدني المصرية)
مطار الغردقة الدولي (موقع وزارة الطيران المدني المصرية)
TT

مصر تعوّل على القطاع الخاص في تحسين الخدمات بالمطارات

مطار الغردقة الدولي (موقع وزارة الطيران المدني المصرية)
مطار الغردقة الدولي (موقع وزارة الطيران المدني المصرية)

تُعوّل الحكومة المصرية على «القطاع الخاص» لإدارة وتشغيل المطارات المصرية، سعياً لـ«تحسين جودة الخدمات» الجوية في حركة النقل الجوي.

وأكدت الحكومة المصرية «طرح جميع المطارات أمام القطاع الخاص الفترة المقبلة»؛ في خطوة عدّها خبراء «تحركاً ضرورياً لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين»، وأشاروا إلى أنها «سوف تساهم في زيادة حركة السياحة الوافدة، ودعم الاقتصاد المصري».

وتمتلك مصر 23 مطاراً، بالإضافة إلى مطار القاهرة الدولي، الأكبر والرئيسي في البلاد، وتستهدف الحكومة المصرية «زيادة القدرة الاستيعابية للمطارات من 66.2 مليون راكب، خلال العام الحالي، إلى 72.2 مليون راكب بحلول 2026 – 2027، وصولاً إلى مستهدف 109.2 مليون راكب سنوياً بنهاية 2030»، وفق وزارة الطيران المدني المصرية.

وقال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، مساء الأربعاء، إنه «سيتم طرح جميع المطارات في البلاد أمام القطاع الخاص»، مشيراً إلى أنه «تم الاتفاق مع مؤسسة التمويل لعملية طرح المطارات»، ودعا «شركات القطاع الخاص لتدشين تحالفات لإنشاء شراكات، أو المساعدة في أفكار، بهدف زيادة أسطول الطيران المصري».

وتستهدف الحكومة المصرية «إسناد إدارة وتشغيل المطارات المصرية للقطاع الخاص»، وأشارت في مارس (آذار) الماضي إلى أن «القطاع الخاص، الأجدر في إدارة وتشغيل المشروعات والمرافق المختلفة، بما يُسهم في جذب مزيد من الاستثمارات، وتعظيم العائد الاقتصادي في مجال النقل الجوي».

ويعتقد نائب رئيس شركة مصر للطيران السابق، الطيار هاني جلال، أن إسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص «خطوة مهمة ومفيدة لتحسين خدمات النقل الجوي». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر تمتلك بنية تحتية جيدة المطارات، لكن مستوى الخدمات الجوية يحتاج لتطوير، وذلك لتحسين منظومة النقل الجوي»، مشيراً إلى أن «المطارات المصرية تمتلك مستوى عالياً من الأمان والمراقبة الجوية».

ويرى جلال أن «المطارات المصرية في المناطق السياحية، مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، في حاجة إلى توسعة، وتطوير لمستوى الخدمات، لاستيعاب حركة السياحة الوافدة»، معتبراً أن «تطوير هذه المطارات ضروري لحركة السياحة»، منوهاً إلى أن «قطاع السياحة أكثر القطاعات استفادة من إسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص».

كما تستهدف الحكومة المصرية جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2028، ومضاعفة الطاقة الفندقية العاملة إلى 450 - 500 ألف غرفة في 2030، وفق وزارة السياحة المصرية.

«لا يعني إسناد إدارة المطارات للقطاع الخاص تخلياً من الحكومة المصرية عن سلطتها عليها»، وفق الخبير الاقتصادي، وليد جاب الله، الذي أشار إلى أن «سيادة وسلطة المؤسسات المصرية ستظلان حاضرتين على مستوى الإجراءات الأمنية الخاصة بمراجعة التأشيرات والجوازات من جانب وزارة الداخلية، أو متابعة حركة الجمارك»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة تستهدف إسناد إدارة منظومة العمل إلى القطاع الخاص لتقديم الخدمات الجوية والأرضية».

ويرى الخبير الاقتصادي أن مشاركة القطاع الخاص في منظومة إدارة المطارات «ستحقق مكاسب اقتصادية»، وقال إن «هذا التحرك سيقلل من أعباء تكاليف تشغيل المطارات على القطاع الحكومي»، إلى جانب «ضمان تقديم الخدمات بجودة وكفاءة أعلى، وتوفير فرص عمل جديدة»، فضلاً عن «تقديم شركات القطاع الخاص عوائد ضريبية للحكومة، قد تكون قيمتها أعلى من عوائد تشغيل المطارات الحالية».

وناقش رئيس الوزراء المصري مطلع الشهر الحالي مقترحاً من أحد التحالفات المصرية الفرنسية (حسن علام - مجموعة مطارات باريس) للتعاون مع الحكومة المصرية في تشغيل وإدارة المطارات.

وفق إفادة لـ«مجلس الوزراء المصري»، أخيراً، فإن الرئيس التنفيذي للمجموعة الفرنسية المنضوية في التحالف، أشار إلى «سعي الشركة الفرنسية لعقد شراكات طويلة الأمد مع الحكومات ومشغلي قطاع الطيران حول العالم»، موضحاً أن «المجموعة لديها شراكات بـ26 مطاراً في 18 دولة حول العالم، واستقبلت نحو 336.5 مليون مسافر خلال 2023 بالمطارات التي تتولى إدارتها وتشغيلها».