الجبير: السعودية ستتصدى لأي تدخل إيراني «سلبي» في المنطقة

وزير الخارجية السعودي: الأردن حليف وشريك في دعم الشرعية في اليمن لمكافحة الإرهاب

الجبير: السعودية ستتصدى لأي تدخل إيراني «سلبي» في المنطقة
TT

الجبير: السعودية ستتصدى لأي تدخل إيراني «سلبي» في المنطقة

الجبير: السعودية ستتصدى لأي تدخل إيراني «سلبي» في المنطقة

أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس أن السعودية ستتصدى لأي تدخل إيراني «سلبي» في المنطقة، مؤكدا أن قيام إيران بـ«أعمال شغب» لن يكون على حساب السعودية. وأضاف الجبير أنه: «إذا أرادت إيران أن تمارس أي شغب في المنطقة فإننا لن نسمح أن يكون على حساب المملكة، فنحن دولة قوية ونحترم غيرنا»، منوها بـ«إننا نرغب بعلاقات أفضل مع إيران شريطة أن تكون على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير».
وقال الجبير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان أمس: «نحن مصرون على أن لا يكون لإيران تدخل سلبي في المنطقة أو في أي من الدول العربية الشقيقة». وأضاف: «إن أراد الإيرانيون أن يقوموا بأعمال شغب في المنطقة فلن يكون ذلك على حساب المملكة العربية السعودية».
وقال الجبير، الذي وصل إلى عمان في زيارة قصيرة، إن «السعودية تعمل للتصدي لأعمال إيران المشاغبة في المنطقة وخير دليل على ذلك تدخل المملكة (السعودية) لدعم الشرعية في اليمن». وأشار إلى أن «العمل الذي تقوم به السعودية للتصدي للنفوذ الإيراني حقق نجاحات كبيرة في دول عدة»، مؤكدا «إن كانت هناك أي عمليات عدوانية فهي أتت من إيران وليس من السعودية».
وفيما يخص مواجهة الإرهاب، قال الجبير إن: «التفجيرات التي حدثت في الكويت والمملكة كان الهدف منها إشعال الفتنة الطائفية لكن هذا لم ينجح والمواطنون العرب تصدوا لهذه الفتنة». وشدد على: «إننا سنفشل أي محاولات لخلق الفتنة الطائفية». ولفت إلى أن تنظيم داعش «يرتكب جرائمه ضد كل العرب ولكنه لم يهاجم إيران».
وفيما يخص العلاقات مع الأردن، أكد الجبير أن العلاقات الأردنية السعودية استراتيجية ومتجذرة، وأن الأردن حليف وشريك مهم للسعودية وأن أمن الأردن واستقرارها مهم جدا بالنسبة للسعودية.
وقال الجبير: «إن علاقاتنا مع الأردن لا تحكمها الشكليات والزيارات مستمرة بين الجانبين وأهم من ذلك الواقع؛ إذ إن الأردن حليف للسعودية وشريك في دعم الشرعية في اليمن وشريك وحليف في مكافحة الإرهاب وشريك وحليف في دعم عملية السلام».
وأضاف الجبير: «هناك تعاون وتنسيق في جوانب كثيرة والأردن دولة مهمة بالنسبة للسعودية ونعتبر أمن الأردن واستقرارها الاقتصادي أمرا مهما جدا ولدينا استثمارات سعودية في الأردن وسوف تتم زيادتها»
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى التطابق الكامل في وجهات النظر والمواقف بين الأردن والسعودية حيال مختلف القضايا.
واجرى وزير الخارجية السعودي مباحثات مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة تم خلالها التأكيد على عمق العلاقات الثنائية ومستواها وما يربط قيادتي البلدين الشقيقين من أواصر أخوة ومحبة واهتمام مشترك بالقضايا والتحديات التي تواجه البلدين والمنطقة.
وأكد الطرفان الحرص المشترك على استمرار التنسيق والتشاور والتعاون حيال مختلف القضايا التي تمر بها المنطقة بين قيادتي البلدين وعلى كل المستويات، مشيرين إلى تطابق وجهات النظر بين البلدين الشقيقين حيال مختلف هذه القضايا.
وعبر وزير الخارجية الأردني عن تقدير الأردن لمواقف السعودية الداعمة للأردن في مختلف المجالات في ظل وجود تاريخ واحد ومستقبل واحد مشرق يتطلب الاستمرار بالتنسيق والتشاور.
وبحث الطرفان الجهود المبذولة للتعامل مع ظاهرة التطرف والإرهاب التي تعصف بالمنطقة وبالعالم أجمع وعانى منها الأردن والسعودية، مؤكدين أهمية تضافر جهود الجميع في مكافحة الإرهاب والعصابات الإرهابية والتي تستخدم الدين الإسلامي غطاء لها وهي لا تمت لأي دين بصلة.
وقال جودة إن معركة التطرف كما يصفها جلالة الملك عبد الله هي معركتنا وأننا يجب أن نتصدى لكل من يحاول الإساءة للدين الإسلامي دين الوسطية والاعتدال، مشيرا إلى الدور الطليعي للأردن والسعودية في هذا الإطار.
واستعرض جودة مع وزير الخارجية السعودي تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وعملية السلام وأهمية إعادة إطلاق مفاوضات فاعلة وجادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أن تكون محددة بإطار زمني تفضي بالنهاية إلى تجسيد حل الدولتين الذي تقوم بموجبه الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية استنادا إلى المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية بكافة عناصرها وبما يصون المصالح الأردنية المرتبطة بهذه القضايا.
كما استعرض الوزيران تطورات الأوضاع على الساحة السورية واليمنية والعراقية والليبية وأهمية تغليب لغة الحوار وإيجاد حلول سياسية لجميع التطورات التي تشهدها هذه الدول بما يضمن استقرارها ووحدة أراضيها وأمن شعوبها.
وفيما يتعلق باستقبال الأردن للاجئين السوريين، عبر جودة عن تقديره للدعم السعودي، مؤكدا أهمية أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في مساعدة الأردن لتمكينه من الاستمرار بأداء دوره الإنساني في خدمة هؤلاء اللاجئين الذي يقوم به نيابة عن العالم.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقب اللقاء، قال جودة إن العلاقة بين السعودية والأردن علاقة في العمق بين القيادتين والشعبين ولا يوجد ولن يكون هناك أي شيء يوصف بأنه توتر في العلاقات وأن هذا أبعد ما يكون عن الواقع وهو خيال.
وأضاف أن «الأردن لا ينسى مواقف السعودية في مساعدة الأردن والأردنيين خاصة ونحن نواجه أزمات اقتصادية وأن الأردن بلد الأمن والأمان بحكمة الملك عبد الله الثاني ويستضيف أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ سوري وهناك ضغوطات على مختلف القطاعات بسبب ذلك بما فيها المياه والطاقة والتعليم والصحة والعمل وكل هذه التحديات وإننا نشكر مواقف السعودية في دعم الأردن لمواجهة هذه التحديات».
وأكد أن الحل السياسي للوضع في سوريا استنادا لمقررات جنيف 1 هو المدخل للحل الإنساني والذي يؤدي إلى عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.



«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.