«الكرملين»: فرض سعر على النفط الروسي يتناقض مع «مبادئ التجارة العالمية»

لندن - موسكو: «الشرق الأوسط»

ناقلة النفط الخام مينيرفا بالتيكا التي ترفع العلم المالطي تبحر في مضيق البوسفور في طريقها للبحر الأسود في إسطنبول 5 ديسمبر 2022 (رويترز)
ناقلة النفط الخام مينيرفا بالتيكا التي ترفع العلم المالطي تبحر في مضيق البوسفور في طريقها للبحر الأسود في إسطنبول 5 ديسمبر 2022 (رويترز)
TT

«الكرملين»: فرض سعر على النفط الروسي يتناقض مع «مبادئ التجارة العالمية»

ناقلة النفط الخام مينيرفا بالتيكا التي ترفع العلم المالطي تبحر في مضيق البوسفور في طريقها للبحر الأسود في إسطنبول 5 ديسمبر 2022 (رويترز)
ناقلة النفط الخام مينيرفا بالتيكا التي ترفع العلم المالطي تبحر في مضيق البوسفور في طريقها للبحر الأسود في إسطنبول 5 ديسمبر 2022 (رويترز)

قال «الكرملين» إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تحدثا هاتفياً، أمس (الأربعاء)، لمناقشة التعاون في منظمة «أوبك بلس»، وسقف الأسعار الذي فرضه الغرب على النفط الروسي.
وأضاف «الكرملين» في بيان أن محاولات تطبيق سقف على سعر النفط الروسي من جانب بعض الدول الغربية يتناقض مع «مبادئ التجارة العالمية».
ودخل السقف السعري للنفط الروسي، الذي حددته مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبي وأستراليا عند 60 دولاراً للبرميل، حيز التنفيذ، يوم الاثنين الماضي، مع محاولة تلك الأطراف الحد من قدرة روسيا على تمويل عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
ونقلت «وكالة الإعلام الروسية»، أمس، عن المتحدث باسم «الكرملين»، ديمتري بيسكوف، قوله إن بلاده تبحث خيارات مختلفة فيما يتعلق بكيفية الرد على فرض سقف لسعر نفطها.
وذكرت صحيفة «فيدوموستي» الروسية، أمس، أن روسيا تدرس 3 خيارات، منها حظر مبيعات النفط لبعض الدول ووضع حد أقصى للخصم الذي ستبيع به خامها.
ورداً على ذلك، يفكر «الكرملين» والحكومة الروسية في حظر مبيعات النفط لجميع الدول التي أيدت هذا السقف، حسبما ذكرت «فيدوموستي» نقلاً عن مصدرين مجهولين مقربين من الحكومة.
ومن شأن هذا الخيار أيضاً حظر المبيعات من خلال وسطاء، وليس فقط من روسيا مباشرة. والخيار الثاني الذي يخضع للبحث هو حظر الصادرات بموجب عقود تتضمن شرط سقف السعر، بغض النظر عن البلد المستفيد.
وذكرت الصحيفة أن الخيار الثالث سيضع حداً أقصى للخصم من أسعار خام الأورال الروسي عن خامات القياس العالمية.
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، قال يوم الثلاثاء إن آلية رد روسيا على سقف أسعار النفط ستدخل حيز التنفيذ في ديسمبر (كانون الأول). وفي وقت سابق قال إن روسيا قد تخفض إنتاجها النفطي، لكن ليس بدرجة كبيرة. وذكرت بلومبرغ أن روسيا تدرس أيضاً وضع حد أدنى للسعر لمبيعاتها النفطية الدولية.
في هذه الأثناء، أعلن المسؤولون الأتراك، أمس (الأربعاء)، أن ناقلات النفط التي تريد عبور مضيقي البوسفور والدردنيل اللذين تشرف عليهما أنقرة يجب أن تثبت خضوعها للتأمين.
وقال مصدر رسمي، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، مؤكداً معلومات أوردتها «وكالة أنباء الأناضول» الرسمية: «نريد أن نتأكد من تغطية (الناقلات) لأنها بدأت بإخفاء هذا الأمر».
وأوضح المصدر أن هذا الطلب يعود إلى الأول من ديسمبر (كانون الأول).
ونقلت «وكالة الأناضول» عن مسؤولين أتراك أن «بعض الشركات الدولية ألغت تأمين العديد من الناقلات، بسبب العقوبات المفروضة على روسيا». وتوفر دول مجموعة السبع 90 في المائة من بوالص التأمين للشحنات العالمية.
ومضيقا البوسفور الذي يربط البحر الأسود ببحر مرمرة، والدردنيل الذي ينتهي في بحر إيجه، يشكلان طريق مرور إلزامية لناقلات النفط الآتية من روسيا، وكذلك للسفن التي تتولى منذ الصيف الماضي نقل الحبوب الأوكرانية، في إطار اتفاق بين أوكرانيا وروسيا رعته تركيا والأمم المتحدة.
وبموجب «اتفاق مونترو»، العائد إلى عام 1936، تراقب تركيا الحركة الملاحية في المضيقين المذكورين. ومنذ 2002، تلزم أنقرة أي سفينة تعتزم عبورهما أن تكون مشمولة بتأمين تحت طائلة منعها من المرور.
في غضون ذلك، ارتفعت أسعار النفط في تعاملات متقلبة، أمس (الأربعاء)، ليتم تداول «خام برنت» فوق 80 دولاراً للبرميل، بارتفاع 0.9 في المائة عند الساعة 14:55 بتوقيت غرينتش، والخام الأميركي عند 74.82 دولار للبرميل، بارتفاع 0.7 في المائة.


مقالات ذات صلة

انخفاض الصادرات يرهق الروبل الروسي

الاقتصاد انخفاض الصادرات يرهق الروبل الروسي

انخفاض الصادرات يرهق الروبل الروسي

انخفض الروبل الروسي يوم الأربعاء متأثرا بتراجع الصادرات وزيادة الواردات، بينما فشل في الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط وسط تقلص معروض النقد الأجنبي لدى الشركات المصدرة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد موسكو تعتمد سعر خام دبي في صفقة نفط مع نيودلهي

موسكو تعتمد سعر خام دبي في صفقة نفط مع نيودلهي

قالت 3 مصادر مطلعة على الأمر إن شركة «روسنفت»، أكبر منتج للنفط في روسيا، ومؤسسة النفط الهندية، أكبر شركة تكرير في الهند، اتفقتا على استخدام سعر خام دبي القياسي في اتفاقهما الأخير لتصدير النفط الروسي إلى الهند. يأتي قرار الشركتين الحكوميتين بالتخلي عن خام برنت القياسي في إطار تحول مبيعات النفط الروسية نحو آسيا، بعد حظر أوروبا شراء النفط الروسي في أعقاب غزو أوكرانيا قبل أكثر من عام. والخامان القياسيان مقومان بالدولار، وقد وضعتهما شركة «ستاندرد اند بورز بلاتس» لبيانات الطاقة، وهي وحدة تابعة لشركة «ستاندرد اند بورز غلوبال» الأميركية، ولكن تعتمد شركات النفط الأوروبية الكبرى والتجار في الغالب على أس

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد الطلب المحلي يحافظ على نمو نشاط المصانع في روسيا

الطلب المحلي يحافظ على نمو نشاط المصانع في روسيا

نما نشاط قطاع الصناعات التحويلية الروسي للشهر الحادي عشر على التوالي في مارس (آذار) الماضي، مدفوعاً بزيادة الإنتاج بأسرع وتيرة هذا العام، ونمو قوي لتوقعات الإنتاج مستقبلاً. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز غلوبال لمديري المشتريات في مارس إلى 53.2 نقطة من 53.6 في فبراير (شباط)، لكنه ظل فوق مستوى الخمسين نقطة التي تفرق بين النمو والانكماش. ويعتمد صعود القطاع لقرابة عام على الطلب المحلي؛ إذ انخفضت طلبيات التصدير الجديدة للشهر الرابع عشر على التوالي، بينما تمضي روسيا فيما تطلق عليه «عملية عسكرية خاصة» في أوكرانيا. وذكرت ستاندرد آند بورز غلوبال في بيان: «تفاقم انخفاض الطلب من العملاء الأجانب مع انخفاض

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد روسية تصور أحدث أسعار العملة المحلية مقابل نظيراتها الأجنبية على واجهة محل صيرفة بموسكو (إ.ب.أ)

الروبل يتراجع رغم نشاط صناعي روسي فائق

نما النشاط الصناعي في روسيا بأسرع وتيرة منذ مطلع 2017، في ظل نمو أسرع للطلبات الجديدة والإنتاج؛ وفقاً لبيانات مؤسسة «ستاندارد آند بورز غلوبال» يوم الأربعاء. وقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات الذي تصدره المؤسسة إلى 53.6 نقطة في فبراير (شباط) مقارنة بـ52.6 نقطة في يناير (كانون الثاني) الماضيين. يذكر أن تسجيل قراءة أعلى من 50 يعني نمو القطاع. وارتفعت وتيرة نمو الإنتاج خلال الشهر الماضي، ويرجع ذلك إلى قلة الواردات وارتفاع الطلبات الجديدة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحقيقات وقضايا بريغوجين يقدّم الطعام لبوتين في مطعم خارج موسكو عام 2011 (أ.ب)

«جيش فاغنر»... القوة الضاربة للكرملين

الفارق مذهل بين عامي 2018 و2022. في الأول وقعت مجموعة تابعة لـ«فاغنر» كانت تحاول التقدم قرب حقل نفطي في منطقة دير الزور السورية، تحت نيران أميركية كثيفة، فقتل أكثر من 200 مقاتل في الغارة. نفت موسكو وجود عسكريين روس في المنطقة، متنكرة لأفراد المجموعة.

رائد جبر (موسكو)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».