السعودية توقّع شراكات ثقافية مع دول ومنظمات

بدر بن عبد الله بحث مع وزرائها ومديري «الإيسيسكو» و«الألكسو» تعزيز التعاون

الأمير بدر بن عبد الله وزير الثقافة السعودي والدكتور محمد ولد أعمر مدير «الألكسو» بعد توقيع الاتفاقية (واس)
الأمير بدر بن عبد الله وزير الثقافة السعودي والدكتور محمد ولد أعمر مدير «الألكسو» بعد توقيع الاتفاقية (واس)
TT

السعودية توقّع شراكات ثقافية مع دول ومنظمات

الأمير بدر بن عبد الله وزير الثقافة السعودي والدكتور محمد ولد أعمر مدير «الألكسو» بعد توقيع الاتفاقية (واس)
الأمير بدر بن عبد الله وزير الثقافة السعودي والدكتور محمد ولد أعمر مدير «الألكسو» بعد توقيع الاتفاقية (واس)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، اليوم (الأربعاء)، مذكرات تفاهم بين الوزارة وكل من نظيرتيها المغربية والمصرية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، وذلك لتعزيز التعاون في مختلف المجالات الثقافية.
جاء ذلك خلال لقاءاته الثنائية بعدد من وزراء الثقافة ومديري المنظمتين على هامش الدورة الثالثة والعشرين من مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية العربية التي أقيمت اليوم في الرياض، بتنظيم من وزارة الثقافة، وبالتعاون مع منظمة «الألكسو».
وشملت مذكرة التفاهم مع «الألكسو» و«الإيسيسكو» بنوداً متعددة، تضمنت التعاون في تسجيل المواقع الطبيعية والعناصر التراثية المادية وغير المادية في قوائم «اليونيسكو»، إضافة إلى التعاون في تنمية مختلف المجالات الثقافية. وعبّر الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان للدكتور محمد ولد أعمر، مدير «الألكسو»، عن شكره للمنظمة على جهودها وتفانيها لإنجاح المؤتمر، مؤكداً اعتزاز بلاده بشراكتها المتينة معها في مختلف المجالات، ما تجسد بدعم «الألكسو» في تسجيل الخط العربي عنصراً عربياً مشتركاً في قائمة التراث غير المادي بـ«اليونيسكو»، مثمناً جهودها في دعم اللغة العربية لدى الدول الأعضاء.
وتناول وزير الثقافة السعودي في لقائه بالدكتور سالم المالك، مدير عام «الإيسيسكو»، أبرز برامج التعاون الحالية بين الجانبين، مثمّناً جهود المنظمة في المشهد الثقافي لدى الدول الأعضاء، ومن ضمنها جهودها في الحفاظ على التراث المادي وغير المادي في دول العالم الإسلامي. واشتملت المذكرة بينهما أيضاً على تعزيز التعاون في تنمية مجالات المتاحف، والفنون البصرية، والعمارة، والتصميم، والزخارف الإسلامية، والأدب، والترجمة، والنشر، والمكتبات، بالإضافة إلى دعم اللغة العربية وتمكين حضورها دولياً.

واستعرض مع وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي محمد بن سعيد، العلاقات الثقافية الثنائية بين البلدين، وسبل تنميتها. وتضمنت مذكرة التفاهم بين الجانبين تعزيز التعاون في مجالات الأدب والنشر والترجمة، والتراث، وفنون العمارة والتصميم، والمتاحف، والمسرح، والفنون الأدائية، ومشاركة المثقفين السعوديين والمغربيين في المهرجانات والفعاليات الثقافية التي يقيمها البلدان، وتبادل الخبرات في التنظيمات والسياسات المتعلقة بالجانب الثقافي.
وثمّن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان لدى لقائه الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية، العلاقات الاستراتيجية المتينة التي تربط البلدين في جميع المجالات الثقافية، كما بحث الطرفان التعاون في مجال تسجيل ملفات التراث غير المادي لدى «اليونيسكو»، والتعاون في مجال تبادل الخبرات من خلال برامج الابتعاث الثقافي. وشملت المذكرة بين الجانبين بنوداً للتعاون المشترك في مجالات التراث، والفنون البصرية، والفنون الأدائية، والأدب والكتب والنشر، والزخرفة الإسلامية وغيرها من المسارات الإبداعية، والعمل على تعزيز مشاركة المثقفين السعوديين والمصريين في مختلف المهرجانات والفعاليات الثقافية التي يقيمها البلدان، وتدريب وتأهيل الكوادر الفنية المحلية، والاستفادة من خبرات البلدين بمجالات المتاحف والتراث العمراني والصناعات الحرفية.
كما هنأ الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار، بمناسبة تعيينه رئيساً للهيئة، مؤكداً أهمية تعزيز التعاون الثقافي من خلال مجلس التنسيق بين البلدين. كما أشاد لدى لقائه الدكتورة حياة القرمازي وزيرة الشؤون الثقافية التونسية، بعمق ومتانة التعاون الثقافي القائم بين البلدين، الذي تجسد مؤخراً بمشاركة تونس ضيفَ شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022، واستضافة السعودية ضيفَ شرف في مهرجان «أيام قرطاج السينمائية 33»، مؤكداً الحرص على تنمية العمل الثقافي المشترك وتطويره.

والتقى وزير الثقافة السعودي، الدكتورة هيبو عسووه وزيرة الشباب والثقافة الجيبوتية، وجعفر سالم وزير الشباب والعمل والرياضة والفنون والثقافة في جمهورية جزر القمر المتحدة، مشيداً بالعلاقات الثنائية المتميزة بين السعودية وكل من البلدين، متطلعاً إلى مزيد من التعاون في المجالات الثقافية المختلفة مع جزر القمر المتحدة. وتطرق اللقاءان إلى أهمية الاستفادة من التجارب والمبادرات الثقافية المشتركة والعمل المشترك لتطوير قدرات الشباب في «القمر المتحدة» وجيبوتي. وأشاد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، بمستوى التنسيق السعودي - الجيبوتي في مختلف المحافل الدولية والإقليمية الثقافية، منوهاً بمشاركة دور النشر الجيبوتية في معرض الرياض الدولي للكتاب 2022، وبنجاح اجتماعات اللجنة المشتركة هذا العام، مؤكداً الالتزام بالمخرجات الثقافية المميزة.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

السعودية تطلق خدمة التأشيرة الإلكترونية في 7 دول

أطلقت السعودية خدمة التأشيرة الإلكترونية كمرحلة أولى في 7 دول من خلال إلغاء لاصق التأشيرة على جواز سفر المستفيد والتحول إلى التأشيرة الإلكترونية وقراءة بياناتها عبر رمز الاستجابة السريعة «QR». وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن المبادرة الجديدة تأتي في إطار استكمال إجراءات أتمتة ورفع جودة الخدمات القنصلية المقدمة من الوزارة بتطوير آلية منح تأشيرات «العمل والإقامة والزيارة». وأشارت الخارجية السعودية إلى تفعيل هذا الإجراء باعتباره مرحلة أولى في عددٍ من بعثات المملكة في الدول التالية: «الإمارات والأردن ومصر وبنغلاديش والهند وإندونيسيا والفلبين».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق «ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

«ملتقى النقد السينمائي» نظرة فاحصة على الأعمال السعودية

تُنظم هيئة الأفلام السعودية، في مدينة الظهران، الجمعة، الجولة الثانية من ملتقى النقد السينمائي تحت شعار «السينما الوطنية»، بالشراكة مع مهرجان الأفلام السعودية ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء). ويأتي الملتقى في فضاءٍ واسع من الحوارات والتبادلات السينمائية؛ ليحل منصة عالمية تُعزز مفهوم النقد السينمائي بجميع أشكاله المختلفة بين النقاد والأكاديميين المتخصصين بالدراسات السينمائية، وصُناع الأفلام، والكُتَّاب، والفنانين، ومحبي السينما. وشدد المهندس عبد الله آل عياف، الرئيس التنفيذي للهيئة، على أهمية الملتقى في تسليط الضوء على مفهوم السينما الوطنية، والمفاهيم المرتبطة بها، في وقت تأخذ في

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

مطارات السعودية تستقبل 11.5 مليون مسافر خلال رمضان والعيد

تجاوز عدد المسافرين من مطارات السعودية وإليها منذ بداية شهر رمضان وحتى التاسع من شوال لهذا العام، 11.5 مليون مسافر، بزيادة تجاوزت 25% عن العام الماضي في نفس الفترة، وسط انسيابية ملحوظة وتكامل تشغيلي بين الجهات الحكومية والخاصة. وذكرت «هيئة الطيران المدني» أن العدد توزع على جميع مطارات السعودية عبر أكثر من 80 ألف رحلة و55 ناقلاً جوياً، حيث خدم مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة النسبة الأعلى من المسافرين بـ4,4 مليون، تلاه مطار الملك خالد الدولي في الرياض بـ3 ملايين، فيما خدم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة قرابة المليون، بينما تم تجاوز هذا الرقم في شركة مطارات الدمام، وتوز

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.