مصر تعوّل على الصينيين لتنشيط السياحة

في إطار سعيها لإيجاد أسواق سياحية جديدة لتجاوز تداعيات تأثير الحرب الروسية - الأوكرانية على اقتصادها، تحاول وزارة السياحة والآثار المصرية الاستفادة من السوق الصينية التي تتميز بمقومات عدة؛ حيث اعتبر أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار المصري، أن السوق الصينية تعد واحدة من أهم الأسواق السياحية بالنسبة إلى مصر، موضحاً في بيان صحافي عقب لقائه مع لياو ليتشيانج سفير الصين لدى مصر، أن «إحدى الدراسات التسويقية التي أُجريت خلال الآونة الأخيرة، أكدت وجود عدد كبير من السائحين الصينيين المحتملين، الذين يرغبون في زيارة مصر، ويمكن اجتذابهم ضمن أعداد كبيرة أخرى في عدد من دول العالم».
وبحسب الدراسة، فإنه «في حال زيارة هؤلاء السائحين لمصر، فمن المتوقع أن يكون مستوى رضاهم عن التجربة السياحية جيداً، ومن المتوقع أيضاً أن يقوموا بالتوصية بزيارة المقصد السياحي المصري لدى الأقارب والأصدقاء».
وأكد السفير الصيني أن «الفعاليات الترويجية الكبرى التي استطاعت مصر تنفيذها خلال الفترة الأخيرة ومنها موكب المومياوات الملكية، وافتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية، وكذلك احتفالية افتتاح طريق الكباش بالأقصر (جنوب مصر)، كان لها صدى كبير في السوق الصينية المُولَعة بالسياحة الثقافية».
وأشار إلى أن «هناك طلباً متزايداً من السائحين الصينيين على زيارة المقصد السياحي المصري، حيث إن مصر تمتلك مقومات متميزة ومتنوعة يفضلها السائح الصيني، خصوصاً منتج السياحة الثقافية وما تزخر به مصر من متاحف ومواقع أثرية فريدة»، على حد تعبيره.
وقالت وزارة السياحة والآثار المصرية، في بيانها، إن «اللقاء تطرّق إلى بحث فرص الاستثمار في القطاع السياحي المصري، خصوصاً في المجال الفندقي، حيث استعرض وزير السياحة والآثار، أبرز محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر، التي تستهدف مضاعفة الطاقة الاستيعابية للطائرات بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، والعمل على تحسين تجربة السائحين بالمقصد السياحي المصري ورفع جودة الخدمات المقدمة به، وزيادة الاستثمارات في قطاع السياحة وتشجيع الاستثمارات السياحية لزيادة الطاقة الفندقية خلال السنوات المقبلة.
كما تناول اللقاء مناقشة مقترح تنفيذ برامج ترويجية متنوعة للمقصد السياحي المصري في الصين من خلال برامج التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وكذلك من خلال المشاركة في المعارض والفعاليات الثقافية والوطنية لتعريف السائح الصيني بالمقومات والمنتجات والأنماط السياحية المصرية، ولا سيما حضارتها العريقة التي لديه ولع وشغف بها.
وتأمل مصر زيادة عائدات قطاع السياحة لتصل إلى 30 مليار دولار سنوياً، عبر تنويع المنتج السياحي بين ديني وعلاجي وثقافي وشاطئي. ويتجاوز الرقم المستهدف 3 أضعاف العائدات الحالية، والبالغة وفقاً لبيانات البنك المركزي نحو 8.9 مليار دولار عام 2021، كما يبلغ ضعف عائدات السياحة عام 2019 قبل جائحة كوفيد – 19، والبالغة 13 مليار دولار، حسب البيانات الرسمية.
وشاركت مصر أخيراً في «بورصة لندن الدولية للسياحة»، معولة على أن تسهم التحركات المصرية في إنعاش الموسم السياحي الشتوي الجاري، لا سيما أن بورصة لندن تُعد أكبر تجمع دولي للترويج السياحي وتوقيع عقود الأفواج.
وأعلن أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار المصري، في وقت سابق، أنه «سيتم قريباً إطلاق حملة ترويجية جديدة لإبراز المقصد السياحي المصري». وقال عيسى، خلال لقائه عدداً من الشركات السياحية وشركات الطيران البريطانية ضمن فعاليات «بورصة لندن الدولية للسياحة»، إن «الحملة تستهدف الأسواق السياحية الكبرى ومنها السوق البريطانية»، وتهدف إلى «إبراز المقصد السياحي المصري بصورة ذهنية جديدة، وتسليط الضوء على التنوع والثراء في المنتجات السياحية المصرية التي تتميز بها مصر، والتي تناسب جميع الأذواق والفئات من السائحين وإظهار أن مصر مقصد سياحي متكامل».
ويشار إلى أن الصين احتلت ترتيباً متقدماً ضمن أكبر 10 أسواق مصدرة للسياحة إلى مصر في عام 2017. وبحسب بيانات أكاديمية السياحة الصينية، وهي مؤسسة بحثية تابعة لوزارة الثقافة والسياحة الصينية، فإن السوق السياحية الصينية، كانت تُصَدّر نحو 150 مليون سائح سنوياً قبل ظهور جائحة كورونا، كانوا ينفقون خلالها أكثر من 250 مليار دولار خارج بلادهم. لذلك تسعى دول عدة من بينها مصر لاجتذاب هذه الأعداد الهائلة.
وتتصدر اليابان، وتايلاند، والولايات المتحدة، وأستراليا قائمة الوجهات المفضلة صينياً، إلى جانب وجهات أخرى في جنوب شرقي آسيا مثل سنغافورة، وإندونيسيا، والفلبين.
ويطالب خبراء سياحة مصريون بزيادة عدد المرشدين المتحدثين باللغة الصينية، وتوفير مطاعم صينية، مع زيادة عدد رحلات الطيران المباشرة بين البلدين.