ميزانية سعودية لإعلان التحول من العجز إلى الفائض لأول مرة منذ 2013

خبراء لـ«الشرق الأوسط»: تحرر مالية المملكة بالفوائض يدعم منهجية الاستدامة في موازنات العقد الجاري

تعلن الحكومة السعودية اليوم الأربعاء الميزانية العامة لعام 2023 وسط توقعات بأن تشهد أرقاماً قياسية (الشرق الأوسط)
تعلن الحكومة السعودية اليوم الأربعاء الميزانية العامة لعام 2023 وسط توقعات بأن تشهد أرقاماً قياسية (الشرق الأوسط)
TT

ميزانية سعودية لإعلان التحول من العجز إلى الفائض لأول مرة منذ 2013

تعلن الحكومة السعودية اليوم الأربعاء الميزانية العامة لعام 2023 وسط توقعات بأن تشهد أرقاماً قياسية (الشرق الأوسط)
تعلن الحكومة السعودية اليوم الأربعاء الميزانية العامة لعام 2023 وسط توقعات بأن تشهد أرقاماً قياسية (الشرق الأوسط)

في الوقت الذي يترقب فيه إقرار مجلس الوزراء السعودي اليوم (الأربعاء) الميزانية العامة للدولة، توقع خبراء لـ«الشرق الأوسط» أن تسجل الموازنة أرقاماً قياسية خلال العقد الحالي مع بدء مرحلة مالية جديدة ينتهي فيها العجز الذي استمر منذ 2014، أي منذ 8 أعوام لتبدأ البلاد فيها حصد الفوائض والاستمرار في نهجها نحو الاستدامة المالية.
وأوضح المختصون أنه سيتم توجيه الفائض من الميزانية العامة للبلاد لتعزيز الاحتياطيات الحكومية ودعم الصناديق الوطنية، مؤكدين أن الحكومة نجحت في إصلاحاتها المالية وحققت هدفها الاستراتيجي للتوازن المالي.
وقال فضل البوعينين، عضو مجلس الشورى لـ«الشرق الأوسط» إنه من المتوقع أن تسجل الميزانية السعودية للعام المقبل أقوى الأرقام خلال العقد الحالي، بحسب تعبيره، مع بدء مرحلة مالية جديدة ينتهي فيها العجز الذي استمر منذ عام 2013، وتبدأ فيها حصد الفوائض المالية.
‎وتوقع البوعينين أن يصل فائض العام الجاري 90 مليار ريال (24 مليار دولار)، مقابل عجز فعلي في 2021 بلغ 73 مليار ريال (19.4 مليار دولار).
وأضاف عضو مجلس الشورى، أنه وفقاً للبيان التمهيدي للميزانية، فمن المتوقع أن تبلغ إيرادات العام الجاري 1.222 تريليون ريال (325.8 مليار دولار) والنفقات 1.132 تريليون ريال (301.8 مليار دولار).
وقدر البوعينين أن تستمر الفوائض المالية في العام المقبل، حيث تشير توقعات الإيرادات لـ2023 بنحو 1123 مليار ريال (299.4 مليار دولار)، والنفقات بـ1.114 تريليون ريال (297 مليار دولار)، بفائض 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار).
وواصل أن الحكومة السعودية نجحت في إنجاز إصلاحاتها المالية وتحقيق هدف التوازن المالي وإنهاء العجز، والدخول في تحدٍ جديد لتحقيق الاستدامة المالية، والتركيز على الإنفاق الاستراتيجي وفق رؤية منضبطة محققة للاستقرار، واستراتيجية واضحة على المديين المتوسط والطويل، رغم الظروف الجيوسياسية والاقتصادية التي يمر بها العالم.
‎وتابع عضو مجلس الشورى، أنه للإصلاحات الهيكلية التي تنفذها الحكومة وفق رؤية المملكة 2030 دور مهم في تحسن المالية العامة، وتنوع مصادرها ونمو الاقتصاد الذي قد يحقق نمواً بنسبة 8 في المائة العام الحالي وفق تقديرات صندوق النقد الدولي.
من جانبه، أفاد الدكتور سالم باعجاجه، أستاذ الاقتصاد في جامعة جدة لـ«الشرق الأوسط» بأن توقعات ميزانية العام المقبل بإيرادات حوالي 1.123 مليار (299.4 مليار دولار) ومصروفات 1.114 مليار ريال (297 مليار دولار) بفائض 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار)، يؤكد رحلة التحول إلى الفوائض واستمرار رفع كفاءة وفاعلية الإنفاق.
وزاد أستاذ الاقتصاد في جامعة جدة، أن الحكومة ستواصل التعزيز المالي بالنسبة لحجم المصروفات في أبرز القطاعات وهي الصحة والتعليم وتحسين الخدمات العامة وتأهيله ليشمل جميع المجالات في المملكة.
وأعلنت وزارة المالية السعودية مع نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي البيانَ التمهيدي للميزانية العامة للدولة للعام المالي 2023، وسط توقعات بأن يبلغ إجمالي النفقات حوالي 1.114 مليار ريال (297 مليار دولار)، وإجمالي الإيرادات نحو 1.123 مليار ريال (299.4 مليار دولار)، فيما يقدر أن يتم تحقيق فوائض بنحو 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار) تمثل 0.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مع استمرار العمل على رفع كفاءة وفاعلية الإنفاق والضبط المالي، ومواصلة تعزيز الوضع المالي للبلاد، وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030، وبرامجها ومبادراتها ومشاريعها الكبرى، بجانب تعزيز نمو الاستثمار المحلي عن طريق بناء الشراكات مع القطاع الخاص وتأهيله ليشمل جميع مناطق المملكة.


مقالات ذات صلة

تايلاند تستكشف التعاون مع السعودية في قطاعات الطاقة المتجدّدة والهيدروجين وصناعة السيارات الكهربائية

الاقتصاد وزير الاستثمار السعودي ووزير الخارجية التايلاندي لدى تكريم ممثّلي بعض القطاعات الخاصة في البلدين خلال منتدى الاستثمار الأخير بالرياض (الشرق الأوسط)

تايلاند تستكشف التعاون مع السعودية في قطاعات الطاقة المتجدّدة والهيدروجين وصناعة السيارات الكهربائية

قال وزير الخارجية التايلاندي إنه يمكن للشركات التايلاندية الاستفادة من التعاون مع السعودية، من حيث مركزها الاقتصادي بالشرق الأوسط، لتوسيع أسواقها في المنطقة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)

قطاع التعدين السعودي يوفر فرصاً استثمارية للشركات البرازيلية

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف مع الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» الفرص الاستثمارية في قطاع التعدين بالمملكة.

«الشرق الأوسط» (برازيليا )
الاقتصاد ميناء الملك عبد العزيز بالدمام شرق السعودية (موقع «موانئ»)

السعودية: الصادرات غير النفطية تسجل أعلى مستوى منذ عامين

حققت الصادرات السعودية غير النفطية في مايو (أيار) الماضي أعلى مستوى لها في عامين، حيث بلغت 28.89 مليار ريال (7.70 مليار دولار).

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد أحد قطارات نقل الركاب التابعة للخطوط الحديدية السعودية (الموقع الرسمي)

قطارات السعودية تنقل 9 ملايين راكب في الربع الثاني

نقلت قطارات السعودية أكثر من 9.3 مليون راكب في الربع الثاني من العام الحالي، بنسبة نمو بلغت 13 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام المنصرم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد المصانع السعودية الواقعة في المدينة الصناعية بعسير جنوب المملكة (الشرق الأوسط)

المصانع السعودية تتجاوز مستهدفات 2023 نحو التحول ورفع تنافسية منتجاتها

أثبتت المصانع السعودية جديتها في التحول نحو الأتمتة وكفاءة التصنيع، في خطوة تحسن مستوى جودة وتنافسية المنتجات الوطنية وتخفض التكاليف التشغيلية.

بندر مسلم (الرياض)

قطاع التعدين السعودي يوفر فرصاً استثمارية للشركات البرازيلية

وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)
وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)
TT

قطاع التعدين السعودي يوفر فرصاً استثمارية للشركات البرازيلية

وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)
وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال لقائه الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل (واس)

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف مع الرئيس التنفيذي لشركة «فالي» التعدينية إدواردو بارتولوميو في البرازيل، السبت، الفرص الاستثمارية الواعدة التي يوفرها قطاع التعدين السعودي أمام الشركات البرازيلية، والخطط التوسعية للمستثمرين البرازيليين في المملكة.

وكانت السعودية قد استحوذت، مؤخراً، على حصة 10 في المائة في شركة «فالي» للمعادن الأساسية، من خلال شركة «منارة للمعادن»، وهي مشروع مشترك بين «صندوق الاستثمارات العامة» وشركة «معادن».

كما بحث اللقاء أهمية استخدام التقنيات الحديثة في المشاريع التعدينية، بما يؤدي إلى كفاءة الإنتاج ويعزز الاستدامة البيئية، وصولاً إلى الحياد الكربوني في العقود المقبلة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة «فالي»، خلال الاجتماع، إنه جرى تقديم دعم كبير للشركة عند استثمارها في المملكة، حيث تم تسهيل ممارستها للأعمال، خصوصاً عند إنشائها مشروع تكوير الحديد بمنطقة رأس الخير (شرق المملكة).

وتمتلك البرازيل ثروة تعدينية هائلة، وخبرة واسعة في التنقيب عن المعادن واستغلالها، ما يجعلها شريكاً مهماً للمملكة في قطاع التعدين، خصوصاً أن البلدين تربطهما علاقات ثنائية راسخة تمتد لأكثر من 50 عاماً، ترتكز في الجانب الاقتصادي على تعاونٍ مهمٍ في قطاعي الطاقة والمعادن.

وتعمل المملكة على تطوير قطاع التعدين، واستكشاف واستغلال ثروات معدنية دفينة في أراضيها، تقارب قيمتها 9.4 تريليون ريال؛ وذلك لتعظيم استفادة الاقتصاد الوطني من التعدين، وليكون ركيزة ثالثة في الصناعة، وترى السعودية أن تعزيز التعاون الدولي وبناء الشراكات، ضرورة ملحة لتطوير القطاع ومواجهة تحديات سلسلة توريد المعادن.

ولجذب المستثمرين لقطاع التعدين اتخذت المملكة إجراءات لتحسين البيئة الاستثمارية، منها تعديل نظام الاستثمار التعديني، وإطلاق ممكنات وحوافز في قطاع التعدين بما في ذلك التمويل المشترك بنسبة 75 في المائة للنفقات الرأسمالية، وإعفاء من الرسوم الضريبية لمدة 5 سنوات، وملكية أجنبية مباشرة بنسبة 100 في المائة. وفي أبريل (نيسان) 2024 أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية عن برنامج تمكين الاستكشاف، وخصصت 182 مليون دولار لتقليل مخاطر الاستثمارات في الاستكشاف.

ولمساعدة المستثمرين على اتخاذ قراراتهم الاستثمارية بوضوح والتزاماً بمعايير الشفافية في بيئة الاستثمار التعدينية؛ تتيح المملكة جميع البيانات الجيولوجية التي يتم تحديثها بشكل مستمر بناءً على نتائج برنامج المسح الجيولوجي العام، لتضاف للمعلومات الجيولوجية التي يمتد عمرها لأكثر من 80 عاماً، وتتاح جميع البيانات على منصة رقمية.

وأعلنت السعودية، مؤخراً، عن تأسيس البرنامج الوطني للمعادن، الذي سيكون أداة قوية وداعمة لتعزيز جودة وكفاءة سلاسل الإمداد من المعادن، وضمان استمرارية توريدها للصناعات المحلية والمشاريع الكبرى؛ حيث تستهدف المملكة استثمار 120 مليار ريال في صناعات المعادن الأساسية والاستراتيجية.