الأسواق تعود لمربع «وتيرة الفائدة»

عقب نشاط أكبر من المتوقع لـ«الخدمات» الأميركي

شعار بنك «غولدمان ساكس» على شاشة بالطابق الأرضي في «بورصة نيويورك»... (رويترز)
شعار بنك «غولدمان ساكس» على شاشة بالطابق الأرضي في «بورصة نيويورك»... (رويترز)
TT

الأسواق تعود لمربع «وتيرة الفائدة»

شعار بنك «غولدمان ساكس» على شاشة بالطابق الأرضي في «بورصة نيويورك»... (رويترز)
شعار بنك «غولدمان ساكس» على شاشة بالطابق الأرضي في «بورصة نيويورك»... (رويترز)

تراجعت الأسهم الأوروبية يوم الثلاثاء بضغط من أسهم قطاعي البنوك والطاقة؛ إذ أثارت بيانات قوية لنشاط قطاع الخدمات في الولايات المتحدة مخاوف من أن يواصل «مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)» رفع أسعار الفائدة بمعدلات كبيرة.
وهبط مؤشر «ستوكس 600» بواقع 0.1 في المائة مواصلاً الخسائر للجلسة الثالثة على التوالي. وسجل المؤشر 7 أسابيع متتالية من المكاسب وسط آمال في أن تتيح بوادر على تراجع التضخم لـ«المركزي الأميركي» إبطاء وتيرته السريعة لرفع الفائدة. إلا إن تقريراً أظهر مساء الاثنين انتعاشاً غير متوقع في نشاط قطاع الخدمات الأميركي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إلى جانب بيانات الوظائف القوية الأسبوع الماضي، مما قدم دليلاً جديداً على المتانة الاقتصادية، ونال من المعنويات.
وتراجع مؤشر الطاقة 0.7 في المائة، فيما تراجع مؤشر البنوك 0.6 في المائة. إلا إن ارتفاع أسهم شركات السلع الاستهلاكية الأساسية، مثل «نستله» و«يونيليفر»، حدّ من الخسائر.
واختتمت الأسهم اليابانية تداولات الثلاثاء على ارتفاع طفيف، بدعم من مكاسب الأسهم المرتبطة بالرقائق إلى جانب أسهم شركات التصدير التي صعدت على خلفية تراجع الين مقابل الدولار.
وزاد مؤشر «نيكي» 0.24 في المائة ليغلق عند 27885.87، فيما ارتفع مؤشر «توبكس» 0.12 في المائة ليغلق عند 1950.22.
وارتفع الدولار مقابل الين الليلة السابقة بعد بيانات الخدمات الأميركية. وصعد سهما «طوكيو إلكترون» و«أدفانتست» 1.04 و0.95 في المائة على التوالي، فيما زاد سهم «فانوك» لتصنيع الروبوتات 1.1 في المائة. وارتفع سهم «فاست ريتيلنغ»؛ مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، 2.04 في المائة، مما ساهم في أكبر دعم لمؤشر «نيكي». وهبط سهم «سايبر إيجنت»؛ التي تبث جميع مباريات كأس العالم لكرة القدم عبر تطبيقها «أبيما»، 4.14 في المائة، وكان الأسوأ أداء على مؤشر «نيكي» بعد خسارة اليابان أمام كرواتيا في البطولة الكروية.
في غضون ذلك، لم يطرأ تغير يذكر على أسعار الذهب يوم الثلاثاء مع استقرار الدولار بعد تسجيل أكبر قفزة له في أسبوعين في الجلسة السابقة. وبحلول الساعة 05:53 بتوقيت غرينيتش، استقر الذهب في المعاملات الفورية عند 1769.99 دولار للأوقية (الأونصة)، كما ظلت العقود الأميركية الآجلة للذهب دون تغيير عند 1781.20 دولار للأوقية.
وتراجع الذهب بعد بلوغ أعلى مستوى في 5 أشهر ليغلق منخفضاً 1.6 في المائة مع تعافي الدولار بعد بيانات عززت تكهنات بأن «المركزي الأميركي» قد يرفع سعر الفائدة بمعدل أكبر من المتوقع في الآونة الأخيرة. وتؤثر أسعار الفائدة المرتفعة على جاذبية الذهب؛ نظراً إلى أنها ترفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس الذي لا يدر فائدة. وقال وانغ تاو؛ المحلل الفني في «رويترز»، إن الذهب قد يقفز في المعاملات الفورية إلى 1783 دولاراً للأوقية قبل أن يواصل انخفاضه صوب 1766 دولاراً للأوقية.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5 في المائة إلى 22.37 دولار للأوقية، وصعد البلاتين 0.1 في المائة إلى 998.63 دولار للأوقية، وزاد البلاديوم 0.5 في المائة إلى 1885.75 دولار للأوقية.


مقالات ذات صلة

الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب لرسوم ترمب الجمركية

الاقتصاد قطع شطرنج ذهبية معروضة في كشك المجوهرات خلال النسخة الـ17 من معرض الهند الدولي للمجوهرات (إ.ب.أ)

الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب لرسوم ترمب الجمركية

ارتفعت أسعار الذهب الثلاثاء بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب المتعاملين لما ستكون عليه خطط الرسوم الجمركية للرئيس الأميركي المنتخب التي ستكون أقل حدة من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أحد مناجم اليورانيوم في كندا (موقع الحكومة الكندية)

كندا تتسابق لتصبح أكبر منتج لليورانيوم في العالم مع ارتفاع الطلب عليه

تتسابق كندا لتصبح أكبر منتج لليورانيوم بالعالم استجابةً للطلب المتزايد على الطاقة النووية الخالية من الانبعاثات والتوترات الجيوسياسية.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
الاقتصاد نظام نقل الحركة للدراجات الكهربائية ذات العجلتين من إنتاج شركة «فوكسكون» (رويترز)

«فوكسكون» التايوانية تحقق إيرادات قياسية في الربع الرابع بفضل الذكاء الاصطناعي

تفوقت شركة «فوكسكون» التايوانية، أكبر شركة لصناعة الإلكترونيات التعاقدية في العالم، على التوقعات لتحقق أعلى إيراداتها على الإطلاق في الربع الرابع من عام 2024.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
الاقتصاد ورقة نقدية من فئة 5 دولارات مع علم أميركي في الخلفية (رويترز)

الدولار يواصل هيمنته في بداية 2025

سجَّل الدولار أعلى مستوياته في أشهر عدة مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، يوم الخميس، وهو أول يوم تداول في عام 2025، مستمداً قوته من مكاسب العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن - سنغافورة )
خاص سقوط جدار برلين كَسر القواعد التي كانت تنظّم التنافس بين القوى القديمة (غيتي)

خاص فشل القوة وثلاثة إخفاقات عالمية

هُزمت الولايات المتحدة في الصومال والعراق، ثم في أفغانستان، وسرعان ما ظهرت الصين بوصفها المستفيد الأكبر من العولمة، التي كانت تُحرر نفسها من المجال الأميركي.

برتراند بادي

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.