تعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى السعودية اليوم (الأربعاء) ثالثة محطاته منذ التعديلات الدستورية التي أجرتها بلاده، في وقت تعد ثاني زيارة له إلى السعودية منذ 2019 لتحمل في طياتها دلالات مهمة ورسائل ذات بعد استراتيجي، في وقت كانت تمارس فيه بكين الإغلاق التام والجزئي من أجل محاصرة الفيروس المتفشي، ما يؤكد أهمية زيارته للعاصمة السعودية حاليا.
وتعد زيارته إلى السعودية المحطة الثالثة منذ التعديلات الدستورية في الصين التي أقرت رفع الحظر عن تولي الرئاسة لأكثر من ولايتين حيث وافق نواب مجلس الشعب الصيني، على إلغاء القيود المفروضة على مدة وولايات حكم رئيس البلاد ونائبه، التي كانت محددة بولايتين اثنتين مدة كل منهما 5 سنوات.
ومن أهم دلالات زيارة بينغ للسعودية الراهنة خلق شكل من الثقل على مستوى القمة الصينية السعودية الخليجية العربية، ذلك أن بكين تثق في قدرات المملكة التي تعززت علاقتهما الثنائية على مدى 80 عاما، شهدت خلالها تطورا استراتيجيا، يتنامى بوتيرة متسارعة نحو المزيد من التعاون والتفاهم المشترك بينهما في مختلف المجالات، في وقت تحتاج فيه الاستراتيجيات العالمية المتغيرة لانعكاسها الإيجابي مع متغيرات العصر، وفق ما يعزز الاستقرار والسلم والأمن الدوليين.
وتؤكد الزيارة موثوقية الترحيب الصيني بالثقل السعودي، وهذا ما يذكره البيان الذي أذاعته بكين عندما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان غاب عن افتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية رغم وجوده على قائمة المدعوين لأسباب متعلقة «بجدول أعماله» حيث كان من المتوقع أن يحضر ضمن عدد من قادة العالم، المراسم الضخمة في الاستاد الوطني في بكين، حسب الإعلام الرسمي الصيني.
وسبق للرئيس الصيني شي جين بينغ أن زار الرياض، منذ بدء تفشي جائحة كورونا في أواخر 2019، بينما كان حضوره افتراضيا أثناء انعقاد قمة مجموعة العشرين برئاسة السعودية في عام 2020، وأخيرا زيارته الحالية التي تبدأ اليوم إلى الرياض، تكون الثانية حضوريا له ولكن هذه المرة عبر برنامج عمل استراتيجي تقوم به بلاده من خلال المشاركة في ثلاث قمم تجتمع فيها بكين مع كل من الرياض والدول الخليجية وتمتد إلى قمة صينية عربية.
وفي وقت يكتظ به العالم بالتوترات السياسية، تجد زيارة بهذا الثقل الصيني السعودي الخليجي العربي، أهمية توليها بكين للمنطقة في مسار الدفع بالمصلحة الصينية في المنطقة وتوثيق العمل المشترك لمواجهة التحديات الماثلة التي أفرزتها الظروف الجيو-اقتصادية والجيو-سياسية، وربما تعزز بوصلتها للانطلاق نحو مبادرتها المعروفة بالحزام والطريق للوصول إلى المنطقة على امتداد الخريطة العربية مع الدفع بالمصالح الاقتصادية وتحقيق المنفعة المشتركة.
القم الثلاث تعزز الخيارات الاستراتيجيّة لدول المنطقة كما تعزز الخيارات الاستراتيجية للصين، وتتجاوز المصالح المشتركة إلى العمق والعمل الاستراتيجي المشترك، لمواجهة إفرازات الظروف الجيوسياسية الماثلة ومستحقات التشكل العالمي الجديد، وتعزيز سيادة الدول واحترامها.
السعودية ثالثة محطات الرئيس الصيني بعد التعديل الدستوري
السعودية ثالثة محطات الرئيس الصيني بعد التعديل الدستوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة