إنجلترا التّواقة للقب ثانٍ تخشى مبابي في الموقعة النارية مع فرنسا

أول لقاء بين الجارين اللدودين بالأدوار الإقصائية لمسابقة كبرى... والتاريخ ينحاز للإنجليز في كأس العالم

لاعبو إنجلترا وحماس في التدريبات قبل موقعة ربع النهائي (د.ب.أ)
لاعبو إنجلترا وحماس في التدريبات قبل موقعة ربع النهائي (د.ب.أ)
TT

إنجلترا التّواقة للقب ثانٍ تخشى مبابي في الموقعة النارية مع فرنسا

لاعبو إنجلترا وحماس في التدريبات قبل موقعة ربع النهائي (د.ب.أ)
لاعبو إنجلترا وحماس في التدريبات قبل موقعة ربع النهائي (د.ب.أ)

تنتظر إنجلترا التواقة للقب ثانٍ بعد 1966 موقعة نارية مع فرنسا حاملة اللقب في ربع نهائي مونديال قطر السبت، في لقاء هو الأول بين الجارين اللدودين بالأدوار الإقصائية لمسابقة كبرى.
وستكون المواجهة الثالثة بينهما بكأس العالم، بعد فوز إنجلترا 2 - صفر بدور المجموعات على أرضها عام 1966، و3 - 1 في الدور الأول من نسخة 1982، وبالطبع يمني الإنجليز أنفسهم بأن ينحاز التاريخ بجانبهم ويتكرر الإنجاز نفسه، رغم إدراكهم بصعوبة المهمة المقبلة أمام فرنسا جديدة متخمة بالنجوم ويقودها مهاجم «مفترس» هو كيليان مبابي، أحد أفضل اللاعبين في العالم راهناً إذا لم يكن أفضلهم.

جيرو في مقدمة لاعبي فرنسا بالتدريبات بعدما أثبت أنه ما زال هدافاً من الطراز الأول (أ.ب)

ويبدأ مونديال قطر الحقيقي الآن بالنسبة لمنتخب إنجلترا ومدربه غاريث ساوثغيت، بعد دور أول «هادئ» بدأه على وقع الانتقادات بسبب سلسلة من ست مباريات متتالية من دون فوز، واختبار «سهل» في ثمن النهائي ضد سنغال محرومة من نجمها المطلق ساديو ماني.
ودخل «الأسود الثلاثة» النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم على خلفية أسوأ سلسلة منذ 1993، لكنه استفاد إلى حد كبير من الوضع المعنوي المهزوز للمنتخب الإيراني المأزوم نتيجة الاحتجاجات الحاصلة في البلاد، كي يحصل على الدفعة المعنوية اللازمة من أجل إطلاق بطولته بالفوز 6 - 2. وبعد تعثر أمام الأميركيين في مواجهة أعادته مجدداً إلى دائرة الانتقادات، عاد المنتخب الإنجليزي ليتحرر من الضغط أمام جاره الويلزي (3 - صفر) قبل أن يكرر النتيجة ذاتها أمام السنغال على ملعب «البيت» في لقاء عانى في بدايته قبل أن يحسم الأمور بشكل كبير في نهاية الشوط الأول بتقدمه بهدفين، أحدهما لقائده هاري كين الذي افتتح رصيده بعد صيام لثلاث مباريات.
لكن الآن، جاء وقت الجد بالنسبة للمنتخب الحالم بمعانقة اللقب الذي توج به مرة واحدة عام 1966 على أرضه، إذ يصطدم بمبابي وزملائه في المنتخب الفرنسي حامل اللقب.

هل يستطيع دفاع إنجلترا إيقاف مبابي «المفترس»؟ (أ.ف.ب)

وعلق ساوثغيت على هذه المواجهة بالقول: «إنه أكبر تحد يمكن أن نواجهه. إنهم أبطال العالم. يملكون عمقاً هائلاً من المواهب ولاعبين مذهلين على الصعيد الفردي، ننتظر مباراة رائعة بالنسبة لنا من أجل أن نختبر أنفسنا ضد الأفضل».
وخلافاً للمشاركتين الكبريين الماضيتين في مونديال 2018 وكأس أوروبا 2020، سيكون رجال ساوثغيت مطالبين بتجاوز منافس عملاق من أجل محاولة تكرار أو التفوق على ما حققوه قبل أربعة أعوام في روسيا حين وصلوا إلى نصف النهائي والصيف الماضي حين بلغوا نهائي البطولة القارية للمرة الأولى في تاريخهم قبل الخسارة بركلات الترجيح أمام إيطاليا.
في مونديال روسيا 2018، كان مسار إنجلترا معبداً إذ تواجهت في ثمن النهائي مع كولومبيا، ثم السويد قبل السقوط عند عقبة لوكا مودريتش ورفاقه في المنتخب الكرواتي، في حين أن فرنسا كان عليها مواجهة أرجنتين ليونيل ميسي، وأوروغواي لويس سواريز، ثم كتيبة نجوم بلجيكا وكرواتيا في طريقها للقب.
وبعدما اعتمد على خط دفاعي من أربعة لاعبين منذ بدء النهائيات، قد يضطر ساوثغيت إلى اللعب بخمسة مدافعين في مواجهة السبت من أجل محاولة إيقاف توغلات مبابي الذي وصل إلى خمسة أهداف في هذه النهائيات، بينها ثنائية الأحد في الفوز على بولندا 3 - 1. وعلق ساوثغيت على مواجهة مبابي قائلاً: «لاعب من الطراز العالمي وسبق أن أثبت قدراته في اللحظات الهامة خلال هذه البطولة والبطولات التي سبقتها».
لكن ساوثغيت يدرك أن الخطر القادم على فريقه ليس من مبابي وحسب، وأوضح: «هناك أيضاً أنطوان غريزمان الذي أراه لاعباً استثنائياً. وأوليفيه جيرو الذي نعرفه جيداً (لعب مع آرسنال وتشيلسي)، ولديهم لاعبو وسط شبان رائعون».
وسيحاول ساوثغيت ورجاله التخلص من عقدة السقوط أمام الكبار في الأدوار الإقصائية للمونديال وكأس أوروبا، إذ تكرر السقوط أمامهم في مناسبات كثيرة منذ الفوز بلقب كأس العالم على أرضهم عام 1966.
وقد انتهى مشوار «الأسود الثلاثة» على أيدي ألمانيا الغربية عامي 1970 (ربع نهائي) و1990 (نصف نهائي)، والأرجنتين عام 1986 (ربع نهائي) و1998 (ثمن نهائي)، والبرازيل عام 2002 (ربع نهائي)، والبرتغال في كأس أوروبا 2004 (ربع نهائي) ومونديال 2006 (ربع نهائي)، وألمانيا عام 2010 (ثمن نهائي) وإيطاليا في كأس أوروبا 2012 (ربع نهائي). وكي يتجنب ساوثغيت أن تنضم فرنسا إلى هذه اللائحة، يتوجب عليه إيجاد طريقة لإيقاف مبابي بشكل خاص.
ويقول لوك شو مدافع إنجلترا: «منتخب فرنسا عامر بالمواهب، ولا يجب التركيز فقط على مبابي. بالطبع بعد أدائه أمام بولندا، سيزداد النقاش حوله، ندرك أنه لاعب من طراز عالمي، لكن أعتقد أنه سيكون من السذاجة التركيز عليه فقط، إنهم أبطال العالم لسبب، علينا التركيز عليهم كفريق بالكامل».
وأضاف: «لديهم لاعبون مذهلون على مستوى جميع الخطوط، لذا تركيزنا لن ينصب بالكامل عليه (مبابي) لكن من الرائع خوض هذه المباراة».
ويقول مدرب إنجلترا: «المنتخبان لديهما تاريخ رائع في كرة القدم، لا يمكن للمباراة أن تكون أكثر إثارة. بالمناسبة، تاريخنا ليس جيداً مقارنة بالآخرين، ولكننا سعداء للغاية... قيل لي إنها المرة الأولى التي نفوز فيها في الأدوار الإقصائية في ثلاث بطولات متتالية، علينا محاولة الاستمرار في تحقيق ذلك».
وقبل أربع سنوات، انتهت أحلام المنتخب الإنجليزي في الدور قبل النهائي بعد الخسارة أمام كرواتيا بعد أشواط إضافية، لكن الفريق وصل إلى نهائي بطولة أمم أوروبا مواصلاً التطور. ويدرك ساوثغيت أن هناك حاجة للبدء في الفوز على الدول الكبرى بشكل دائم إذا أراد المنتخب الإنجليزي أن يصبح أفضل فريق في العالم، وأوضح: «كما تعلمون مواجهة فرنسا أول اختبار حقيقي لنا. نعلم أنها خطوة للأمام عن كل شيء حققناه إلى الآن... الفريق اكتسب الكثير من الخبرة في الأعوام القليلة الماضية. ويلعبون بثقة، نبدو أنه يمكننا أن نشكل تهديداً لأي فريق، نسجل الأهداف، نحافظ على نظافة شباكنا، نحن في وضع جيد، ولكننا نعرف مستوى منافسنا أيضاً».
وبدوره، قال هاري كين قائد ومهاجم إنجلترا: «مباريات الأدوار الإقصائية ليست سهلة أبداً ولكن أظهرنا عن نضج خلال البطولة. الذهنية كانت رائعة منذ البداية... تركيزنا منصب على معركة قوية قادمة أمام فرنسا».
من جهته، وبعد أن وصل المونديال خاسراً 3 من أعمدته الرئيسية (كريم بنزيمة وبول بوغبا ونغولو كانتي)، اطمأن المدير الفني ديدييه ديشامب على منتخب فرنسا بفضل وجود مهاجمه الفذ كيليان مبابي.
وشقت فرنسا حاملة اللقب طريقها إلى ربع النهائي بسلاسة وحس تهديفي مفترس لمهاجمها مبابي بفوزين على أستراليا 4 - 1 والدنمارك 2 – 1، قبل أن يريح مدربها ديشامب تسعة لاعبين ويخسر أمام تونس 0 - 1 بعد أن كان قد ضمن تأهله.
وسجل مبابي خمسة أهداف حتى الآن في المونديال القطري، ليصبح أول لاعب يسجل تسعة أهداف في كأس العالم قبل أن يكمل عامه 24، وبات يتساوى الآن في عدد الأهداف مع الأرجنتيني ليونيل ميسي البالغ من العمر 35 عاماً.
ويكمل مبابي، الذي سجل أربعة أهداف في نهائيات 2018 في روسيا، 24 عاماً بعد يومين من المباراة النهائية في قطر، وإذا سار على وتيرة التسجيل هذه من المؤكد حصوله على الحذاء الذهبي لهداف كأس العالم.
لكن مبابي قال إن اهتمامه ينصب بالكامل على الكأس ذاتها لا على الجوائز الفردية، وقال مهاجم باريس سان جيرمان: «هدفي الوحيد هو الفوز بكأس العالم. هذا هو الشيء الوحيد الذي أحلم به. جئت إلى هنا لانتزاع اللقب وليس الكرة الذهبية أو الحذاء الذهبي. بالطبع سيسعدني الفوز بها، لكنها ليست سبب وجودي هنا».
ووضع الفرنسيون والإنجليز تنافسهم جانباً في آخر مباراتين، بعد الهجمات الإرهابية التي ضربت باريس ومانشستر، لكنهم غالباً ما قدموا مباريات جيدة قبل القمة المرتقبة بينهم السبت، الأولى بين الجارين في الأدوار الإقصائية بمسابقة كبيرة.
في المباراة الأخيرة الودية، 13 يونيو (حزيران) 2017 في ملعب سان دوني، ومع وصول اللاعبين، أدى الموسيقيون وجوقة الحرس الجمهوري الفرنسي معزوفة: «لا تنظر إلى الماضي بغضب» أغنية فريق «أوايسس» من مانشستر، المدينة التي تعرضت قبل أسبوعين من المباراة لتفجير في قاعة حفلات كبرى في مانشستر حيث قتل 22 شخصاً وأصيب 116 بينهم أطفال ومراهقون. وتم نشر علم عملاق بريطاني، في أحد مدرجات استاد فرنسا، حيث وقف المتفرجون البالغ عددهم 80 ألفاً دقيقة صمت.
وفاز المنتخب الفرنسي بهذا اللقاء 3 - 2 رغم طرد مدافعه رافائيل فاران في بداية الشوط الثاني، وثنائية هاري كين. ويدين الفرنسيون بالفوز إلى المدافعين صامويل أومتيتي وجبريل سيديبيه اللذين هزا الشباك إلى جانب الواعد عثمان ديمبيلي (20 عاماً)، في باكورة أهدافهم الدولية مع منتخب فرنسا. كان وقتها مبابي في سن الثامنة عشرة، وخاض مباراته الدولية الرابعة دون أن ينجح في افتتاح سجله التهديفي مع الديوك، وحرمته العارضة من ذلك، لكنه كان حاسماً بتمريرة الهدف الثالث الذي سجله ديمبيلي.
وفي مباراة ودية سابقة، يوم 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 في لندن خسر الفرنسيون بهدفين نظيفين لديلي آلي وواين روني، بعد أربعة أيام من هجمات إرهابية ضربت باريس وسان دوني.
وقام الإنجليز بتعديل بروتوكول ما قبل المباراة للمناسبة حيث تم عزف نشيد البلد المضيف، أولاً وشاركت الجماهير الإنجليزية بأداء النشيد الوطني الفرنسي «لا مارسييز» الذي كتبت كلماته على شاشات عملاقة. ونزل رئيس الحكومة البريطانية وقتها ديفيد كاميرون إلى أرضية الملعب، ووضع الأمير ويليام ومدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشامب باقتين من الزهور على أرواح ضحايا الاعتداءات.
لكن بعيداً عن الوديات تركت المواجهتان الرسميتان السابقتان بين المنتخبين في كأس العالم ذكرى سيئة للفرنسيين، حيث خسروا في المرتين أمام إنجلترا. الأولى في 20 يوليو (تموز) 1966 في لندن بهدفين نظيفين أمام 98 ألف متفرج، سجلهما روجر هانت. وودعت فرنسا بعد هذه المباراة الأخيرة دور المجموعات خالية الوفاض، بينما أكملت إنجلترا المشوار حتى توجت باللقب الأول والأخير لها حتى الآن في كأس العالم عندما تغلبت على ألمانيا الغربية 4 - 2.
وفي 16 يونيو 1982 تعثر الفرنسيون مرة جديدة ضد الإنجليز (3 - 1) في أول مباراة لهم في الـ«مونديال» الإسباني، رغم أنهم كانوا يملكون في صفوفهم ترسانة مهمة من اللاعبين أبرزهم ميشال بلاتيني وباتريك باتيستون وماريوس تريزور وآلان جيريس ودومينيك روشتو.
ورد الفرنسيون في كأس أوروبا 2004 بانتصار على إنجلترا 2 - 1 في مباراة تقدم فيها الأخير بهدف سجله فرانك لامبارد، وأضاع ديفيد بيكهام ركلة جزاء، لكن فرنسا قلبت النتيجة في الشوط الثاني بفضل زين الدين زيدان الذي سجل هدفين في الوقت بدل الضائع من ركلة حرة ثم ركلة جزاء.


مقالات ذات صلة

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

رياضة سعودية الاستضافة المونديالية أكبر تتويج لجهود المملكة على الصعيد الرياضي (وزارة الرياضة)

مونديال 2034... تتويج لائق لحقبة سعودية «وثابة»

«إننا في المملكة ندرك أهمية القطاع الرياضي في تحقيق المزيد من النمو والتطوير»... هذه الكلمات هي جزء من حديث الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء،

فهد العيسى ( الرياض)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة سعودية من الاحتفالات التي شهدتها العاصمة السعودية الرياض بعد الفوز بالاستضافة المونديالية (رويترز)

حكام الإمارات يهنئون الملك سلمان وولي عهده بـ«استضافة المونديال»

هنأ حكام الإمارات، القيادة السعودية بمناسبة الفوز باستضافة كأس العالم 2034.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».