«سناب شات» يطفئ غضب العرب بـ«الضفة الغربية لايف»

انتقادات لغياب العلم الفلسطيني.. وأهل رام الله ينشرون يومياتهم

«سناب شات» يطفئ غضب العرب بـ«الضفة الغربية لايف»
TT

«سناب شات» يطفئ غضب العرب بـ«الضفة الغربية لايف»

«سناب شات» يطفئ غضب العرب بـ«الضفة الغربية لايف»

بعد انهمار الانتقادات اللاذعة على تطبيق "سناب شات" لنشره مجموعة لقطات لتل أبيب قبل يومين، أعلن مديروها أمس بتغريدات على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، أن التطبيق الشهير سيطلق "الضفة الغربية لايف". وقد تكون تلك الخطوة محاولة لمراضاة مستخدمي "سناب شات" العرب الذين قابلوا لقطات نشرها الاسرائيليون بغضب جم على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أمس.
من جهة أخرى، استغل الفلسطينيون المقيمون بالضفة الغربية عرض "سناب شات" وبادروا بنشر لقطات مليئة بمعاني ثقافية وسياسية. وتناولت مقاطع مصورة من مختلف مدن الضفة منها رام الله وبيت لحم وغيرها الحياة اليومية الحقيقية فيها؛ إذ نشر البعض لقطات خلال ساعات الصيام والتحضيرات للإفطار بحلويات رمضان مثل القطايف وأسواق الخضار والفواكه والأكلات الفلسطينية التقليدية منها الفلافل والحمص وخبز "الصاج".
كما نقل الفلسطينيون معاناتهم اليومية بنكهة من التفاؤل، إذ استطاعوا نقل لقطات لمحطات التفتيش التي يضطرون الاصطفاف أمامها تحت أشعة الشمس الحارقة بروح خفيفة، وأشاروا إلى الجدار العازل الذي يمتد لمئات الكيلومترات في الضفة الغربية ليفصل المدن الفلسطينية عن القدس وعن المستوطنات الاسرائيلية والذي يعتبره السكان حاجز فصل "عنصري" وتقييدا للحرية. ولفتوا انظار مستخدمي التطبيق إلى المستوطنات الاسرائيلية الغير قانونية على الأراضي الفلسطينية. وارتدى بعض المشاركين باللقطات الكوفية الفلسطينية فيما تزينت الفتيات بالأثواب المحاكة يدويا متفاخرين بفلسطينيتهم وتراثهم الملون الغني. وظهر التناغم الديني والتعايش بصور الكنائس التي صاحبتها أصوات الأذان في اللقطات ذاتها. كما غنى البعض مقاطع من أغان فلسطينية شعبية مثل "وين على رام الله"، ورفعوا سعف أشجار الزيتون ورسوم "غرافيتي" عن المقاومة والهوية الفلسطينية على جدران المدن وحاراتها القديمة المميزة.
وردا على "تل أبيب لايف" عرض مستخدم لقطة لمطعم شاورما مؤكدا أنها وجبة عربية وليست اسرائيلية.
واستمر السجال الثقافي-السياسي الذي اشعلته عائلة "سناب شات" - من غير قصد على الأرجح- على "تويتر" لينشط هاشتاغ "الضفة الغربية لايف" أول "WestBankLive" ليبدأ الجميع بالتعبير عن ردات فعلهم حول اللقطات. تمعن معظمهم بجمال الضفة الغربية وتناقلوا صورا من اللقطات مؤكدين جمال فلسطين، وحلاوة روح ناسها وتفاؤلهم حتى وهم يشاركون مصاعبهم. وشكر البعض أيضا بقرار "سناب شات" بنشر لقطات من الضفة الغربية، التي عرضت للعالم الحياة الحقيقية هناك، وحن إليها المغربون عنها.
ولكن لم يسلم التطبيق من الانتقادات أيضا، إذ انتقد البعض غياب العلم الفلسطيني من تصميم "الضفة الغربية لايف". أما بعض الأجانب والاسرائيليين فقد هاجموا اللقطات بتعليقات على أن الضفة الغربية ليست بلدا ولا تستحق أن تكون لها قصة على التطبيق، ما أثار غضبا عربيا على "تويتر" أيضا.
والملفت في الموضوع تغريدة لمواطنة فلسطينية من داخل الضفة الغربية اعتذرت عن تأخر بث اللقطات لعثرات تقنية وصعوبة وجود خدمة "3G" للانترنت، بعدما حدتها اسرائيل على سكان الضفة. وبهذا يكون تطبيق "سناب شات" قد اقتحم الدهاليز السياسية ودخل في قلب القضية الفلسطينية بقصتين خلال أسبوع.



دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
TT

دعوات حكومية ودولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية في اليمن

زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)
زيادة كبيرة في حجم احتياجات الاستجابة الإنسانية في اليمن يقابلها نقص في التمويل (الأمم المتحدة)

مع توجّه الحكومة اليمنية بطلب إلى الأمم المتحدة لعقد مؤتمر للمانحين لجهة دعم خطة الاستجابة الإنسانية في البلاد، بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية الملحَّة، جددت منظمات دولية وأممية الدعوة إلى زيادة التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية.

وفي حين تواصل الجماعة الحوثية إعاقة جهود الإغاثة في البلاد، ذكر الإعلام الرسمي أن سفير اليمن لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أكد على ضرورة أن تظل الأزمة الإنسانية في اليمن على رأس أولويات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للحد من المعاناة المتزايدة، داعياً إلى تكثيف الجهود للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطَفين والمعتقَلين، ومحاسبة المسؤولين عن مختلف الانتهاكات، في إشارة إلى الجماعة الحوثية.

وفي بيان اليمن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال الجلسة الخاصة بتعزيز تنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية، حذَّر السعدي المجتمع الدولي من خطورة تجاهل الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة الحوثية لخدمة أجندتها السياسية، بما في ذلك استخدام المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها العسكرية وتحويل المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سجون لمن يعارضونها.

أكثر من 19 مليون يمني بحاجة إلى المساعدات خلال العام المقبل حسب تقديرات أممية (الأمم المتحدة)

وأعاد البيان اليمني التذكير بأهمية نقل مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الدولية إلى العاصمة المؤقتة عدن لضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وتوفير بيئة آمنة للعمل بعيداً عن التدخلات؛ ما يساهم في تحسين القدرة على إيصال المساعدات إلى الفئات المحتاجة في مختلف المناطق. وتتهم الحكومة اليمنية وأوساط إغاثية وحقوقية محلية وأممية ودولية الجماعة الحوثية بالاستمرار في اختطاف العاملين بالمجال الإغاثي، وتبني حملات إعلامية مسيئة للعمل الإنساني، ورفض الاستجابة لطلبات عائلات المختطفين بالسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم الجسدية والنفسية، وتقديم الرعاية لهم.

سوء التنظيم والتخطيط

وجدَّدت الحكومة اليمنية التذكير بالأضرار الكبيرة التي تسببت بها الفيضانات والسيول التي ضربت عدة مناطق يمنية هذا العام، إلى جانب مختلف التطرفات المناخية التي ضاعفت من الآثار الناجمة عن الحرب في مفاقمة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية؛ ما زاد من أهمية وضرورة تكثيف دعم المجتمع الدولي لليمن في مواجهة هذه التحديات.

جهات دولية تتهم الجماعة الحوثية بإعاقة أعمال الإغاثة بعد اختطاف موظفي المنظمات (رويترز)

ولا يتوقع جمال بلفقيه رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية أن يكون الدعم كبيراً أو كافياً لمواجهة مختلف المتطلبات والاحتياجات، مشيراً إلى أن عملية حشد الأموال لا بد أن تقترن بكيفية تنظيم إدارة العمل الإنساني والإغاثي، وخلق شراكة حقيقية بين الحكومة اليمنية والقطاع الخاص، والمنظمات المحلية والجهات الإغاثية الحالية، لإيصال المساعدات.

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يصف بلفقيه الأزمة الإنسانية في بلاده بالأشد قسوة؛ ما يجعل من غير الممكن على اليمنيين الصمود أمام متطلبات معيشتهم، في ظل استمرارها وتصاعدها، منوهاً بأن حجم الأموال التي يمكن الحصول عليها ليس مهماً إذا لم يتم تنظيم عمليات الإغاثة للوصول بكفاءة إلى كل المستحقين.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً مستشار وزير الإدارة المحلية، التوجهات الأممية الموسمية لزيادة التمويل، عند نهاية عام وبداية عام جديد، مع غياب التخطيط والتنظيم الفاعلين، وعدم مراعاة الاحتياجات المحلية للمتضررين من الأزمة الإنسانية في كل محافظة.

فيضانات الصيف الماضي في اليمن فاقمت من الأزمة الإنسانية وزادت من احتياجات الإغاثة (الأمم المتحدة)

من جهتها، أكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن اليمن أصبح يعيش «واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم»، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة؛ ما يزيد من احتياجات التمويل والتعاون الأكبر بين الجهات الفاعلة الوطنية والدولية لتقديم المساعدات الأساسية، بما فيها الغذاء والمياه والإمدادات الطبية.

واتهمت المنظمة، في بيان حديث لها، الجماعة الحوثية، باحتجاز وإخفاء 17 شخصاً على الأقل من موظفي الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عشرات الموظفين من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والشركات الخاصة، ومواصلة احتجازهم دون تهم.

إيقاف التمويل

نقلت «هيومن رايتس ووتش» عن الأمم المتحدة، أن 24.1 مليون يمني، أي ما يساوي 80 في المائة من السكان، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية والحماية».

ونبهت المنظمة الدولية إلى أن الحكومة السويدية أقرَّت، أواخر الشهر الماضي، «الإنهاء التدريجي» لمساعداتها الإنمائية لليمن، على خلفية الإجراءات التدميرية المتزايدة للجماعة الحوثية في الأجزاء الشمالية من اليمن، ومنها اختطاف موظفي الأمم المتحدة.

كما دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تصعيد مطالبة الحوثيين بالإفراج عن المعتقلين، وتنسيق جهودهما بشكل أفضل في هذا الهدف المشترك. وقالت: «يجب أن تضاعف وكالات الأمم المتحدة الجهود لحماية ودعم موظفيها المتبقين في اليمن».

رغم تراجع تمويل الإغاثة في اليمن لا تزال وكالات أممية تقدم مساعدات للنازحين والمحتاجين (الأمم المتحدة)

ويتفق الباحث الاقتصادي، عادل السامعي، مع مسؤول الإغاثة اليمني، بلفقيه، حول سوء إدارة أموال الإغاثة في اليمن، وتسبب ذلك في حلول جزئية ومؤقتة للأزمة الإنسانية في البلاد. ويوضح السامعي لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً ملحوظاً في تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بسبب «الفساد» الذي أضر بالعملية الإغاثية وتجيير كثير من أوجه الدعم والمساعدات لصالح الجماعة الحوثية.

ويلفت إلى أن هناك تراكماً للفجوات بين الاحتياجات التي تفرضها الأزمة الإنسانية في اليمن والتمويل الموجَّه لها؛ فبعد أن كانت متطلبات الاستجابة الإنسانية خلال الـ12 عاماً الماضية تزيد على 33 مليار دولار، جرى تحصيل أقل من 20 مليار دولار فقط.

وخلال الأسبوع الماضي، كشفت الأمم المتحدة عن حاجتها إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل (2025).

بسبب اختطاف الجماعة الحوثية موظفي الإغاثة في اليمن تراجعت عدد من الدول عن تمويل الاستجابة الإنسانية (أ.ف.ب)

وحذَّر «مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)»، في بيان له، من أن الظروف المعيشية لمعظم اليمنيين ستظل مزرية في عام 2025. ومن المتوقَّع أن تؤدي فرص كسب العيش المحدودة وانخفاض القدرة الشرائية إلى تعميق عدم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

ووفقاً للمكتب الأممي، فإن 19.54 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى المساعدة خلال العام المقبل، من بينهم 17 مليون شخص (49 في المائة من السكان) سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد، مع معاناة 5 ملايين شخص من ظروف «الطوارئ». بينما يؤثر سوء التغذية الحاد على نحو 3.5 مليون شخص، بمن في ذلك أكثر من 500 ألف شخص يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.