حرب أوكرانيا... «سوق سوداء» للسلاح في أفريقيا

اعترفت إيران بأنها زوّدت روسيا بطائرات «درونز» من تصنيعها قالت كييف إنها استُخدمت من قبل موسكو في حربها ضد أوكرانيا... والخوف الآن أن تقع هذه المسيّرات في أيدي المجموعات المسلحة في منطقة الساحل (أ.ف.ب)
اعترفت إيران بأنها زوّدت روسيا بطائرات «درونز» من تصنيعها قالت كييف إنها استُخدمت من قبل موسكو في حربها ضد أوكرانيا... والخوف الآن أن تقع هذه المسيّرات في أيدي المجموعات المسلحة في منطقة الساحل (أ.ف.ب)
TT

حرب أوكرانيا... «سوق سوداء» للسلاح في أفريقيا

اعترفت إيران بأنها زوّدت روسيا بطائرات «درونز» من تصنيعها قالت كييف إنها استُخدمت من قبل موسكو في حربها ضد أوكرانيا... والخوف الآن أن تقع هذه المسيّرات في أيدي المجموعات المسلحة في منطقة الساحل (أ.ف.ب)
اعترفت إيران بأنها زوّدت روسيا بطائرات «درونز» من تصنيعها قالت كييف إنها استُخدمت من قبل موسكو في حربها ضد أوكرانيا... والخوف الآن أن تقع هذه المسيّرات في أيدي المجموعات المسلحة في منطقة الساحل (أ.ف.ب)

aبآثارها الضارة والمدمرة جميع مناحي الحياة في العالم، وتعاني أفريقيا جراء هذه الحرب من آثار أمنية واقتصادية عديدة. ويرصد مراقبون مكمناً للخطر يتمثل في «سوق سوداء» للسلاح خلقتها الحرب، تستفيد منها الجماعات الإرهابية في أفريقيا، لا سيما منطقة الساحل التي تملك منافذ لأوروبا.
وسابقاً، أعربت قوى غربية عن مخاوفها من احتمال تسرب السلاح الذي يتم ضخه إلى أوكرانيا، إلى عصابات التهريب، ومن ثم إلى عصابات إجرامية وحركات إرهابية. الأمر الذي دعمه الرئيس النيجيري محمد بخاري، الأربعاء الماضي، حين قال إن «الحرب بين روسيا وأوكرانيا تسمح بتدفق الأسلحة والمقاتلين إلى منطقة بحيرة تشاد، مما يعزز قوة الجماعات الإرهابية».
وخلال حديثه في أبوجا أمام قمة رؤساء دول لجنة حوض بحيرة تشاد، قال بخاري: «يتم تحويل مسار الأسلحة المخصصة لحرب أوكرانيا إلى غرب أفريقيا، وينتهي بها الأمر في أيدي الجماعات الإرهابية». وقال إيزينوا أولومبا، الباحث في شؤون الصراعات في جامعة لندن، إن منطقة الساحل الأفريقي «تعج بالمهربين وتجار الأسلحة الذين يستفيدون من الحروب والصراعات بالتنسيق مع تجار الأسلحة في «السوق السوداء» للسلاح التي تنشأ بشكل تلقائي بالتزامن مع الحروب».
ورأى أولومبا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجماعات المتطرفة في الساحل ربما تعمل على التنسيق مع مهربي الأسلحة في أوروبا، للحصول على طائرات مسيّرة من مخلفات الحرب الروسية – الأوكرانية». وأضاف: «في ظل تصاعد الصراع المسلح بين الدول والجماعات المتطرفة في غرب أفريقيا، لا سيما في نيجيريا، وفي ظل امتلاك تلك الجماعات المتطرفة الأسلحة، مثل المدافع المضادة للطائرات والصواريخ، فإنه من المرجح سعيها الآن للحصول على مسيّرات أو تكنولوجيا متطورة لهذه الطائرات من أي جهة، ونحن نشهد استخداماً مكثفاً لـ(الدرونز) في الحرب الروسية – الأوكرانية». وأقر الرئيس النيجيري في وقت سابق باستخدام مسلحي جماعة «بوكو حرام» لـ«الدرونز» في شن هجمات ضد قوى الأمن النيجيرية. وفي تصريحات لموقع «فويس أوف أميركا»، قال جايي جاسكيا، رئيس مبادرة «الشراكة ضد التطرف العنيف» في نيجيريا، إن «الحرب في أوكرانيا تمثل مصدر إمداد وقوة للجماعات المتطرفة في منطقة الساحل الأفريقي».
وأضاف جاسكيا، أن «الحرب تشكل تهديداً للأمن في القارة الأفريقية، وكلما طال أمدها زاد انفتاحها على جميع أشكال الجماعات التي تشتبك معها، إن لم يكن بشكل مباشر من خلال التمويل، فمن خلال بناء التعاون والتضامن».
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كشفت الشرطة الفنلندية عن تهريب أسلحة من أوكرانيا إلى «السوق السوداء»، وفقاً لما ذكره مكتب التحقيقات الوطني الفنلندي (NBI). وخلصت النتائج الأولية للتحقيق الذي أجراه المكتب، إلى أنه «يمكن أن تكون كمية كبيرة من الأسلحة التي تم تزويد كييف بها سابقاً في أيدي خارجين على القانون». وقال مسؤولون بالمكتب، إنه بعد بدء عمليات تسليم الأسلحة على نطاق واسع إلى أوكرانيا، زاد تهريب الأسلحة التي تذهب إلى أوروبا بشكل كبير.
وفي مايو (أيار) الماضي، أعربت مديرة «اليوروبول» (الشرطة الأوروبية)، كاثرين دي بول، عن مخاوفها من أن تؤدي الحرب إلى زيادة تدفق الأسلحة إلى الأسواق السوداء في القارة، وقالت إن الأسلحة قد تصل إلى مناطق مضطربة، ومنها الصومال ومنطقة الساحل الأفريقي.
ووفق تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية، فإن العواصم الغربية تشعر بالقلق من احتمالات تهريب بعض الأسلحة إلى قوى أخرى غير الجيش الأوكراني، ومن بين تلك الأسلحة صواريخ «جافلين» و«ستينجر». وفي يوليو (تموز) الماضي، رصد مكتب الأمن الاقتصادي الأوكراني، حالات بيع مساعدات إنسانية ومعدات عسكرية قادمة من دول غربية، وقام بتحرير 10 دعاوى قضائية جنائية بهذا الخصوص. ويرى محمد الأمين ولد الداه، الخبير في شؤون الساحل الأفريقي، أن «(السوق السوداء) والتهريب من أهم مصادر التسليح للجماعات المتطرفة في غرب أفريقيا والساحل، علاوة على الأسلحة التي تُنهب من جيوش الدول الهشّة في غرب أفريقيا».
وقال ولد الداه لـ«الشرق الأوسط»، إن «قطع الأسلحة المصادَرة من قبل وكالات إنفاذ القانون في غرب أفريقيا، تبين أن تلك الجماعات تحصل على سلاح مصنّع في شرق أوروبا، ومن غير المستبعد أن تكون الحرب الدائرة في أوكرانيا فرصة كبرى لسماسرة ومهربي السلاح من أوروبا إلى أفريقيا؛ إذ إن عملية التهريب تتسم بسهولة كبيرة». ورأى ولد الداه، أن «الصراعات المسلحة وزيادة نفوذ الجماعات المتطرفة وهشاشة الحكومات، جعلت من منطقة الساحل وِجهة مفضلة لتهريب السلاح؛ إذ إن ثمة ارتباطاً وعلاقات بين الجماعات المتطرفة وسماسرة وتجار ومهربي السلاح من كل مناطق العالم». وتابع: «يسهّل منفذ سيراليون عمليات التهريب؛ إذ لا وجود لرقابة ولا حاجة لرخصة للتجارة في السلاح».


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
TT

أستراليا تعتزم فرض ضريبة على المنصات الرقمية التي لا تدفع مقابل نشر الأخبار

شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)
شعار شركة «ميتا» الأميركية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة الأسترالية اعتزامها فرض ضريبة كبيرة على المنصات ومحركات البحث التي ترفض تقاسم إيراداتها من المؤسسات الإعلامية الأسترالية مقابل نشر محتوى هذه المؤسسات.

وقال ستيفن جونز، مساعد وزير الخزانة، وميشيل رولاند وزيرة الاتصالات، إنه سيتم فرض الضريبة اعتباراً من أول يناير (كانون الثاني)، على الشركات التي تحقق إيرادات تزيد على 250 مليون دولار أسترالي (160 مليون دولار أميركي) سنوياً من السوق الأسترالية.

وتضم قائمة الشركات المستهدفة بالضريبة الجديدة «ميتا» مالكة منصات «فيسبوك»، و«واتساب» و«إنستغرام»، و«ألفابيت» مالكة شركة «غوغل»، وبايت دانس مالكة منصة «تيك توك». وستعوض هذه الضريبة الأموال التي لن تدفعها المنصات إلى وسائل الإعلام الأسترالية، في حين لم يتضح حتى الآن معدل الضريبة المنتظَرة، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال جونز للصحافيين إن «الهدف الحقيقي ليس جمع الأموال... نتمنى ألا نحصل عائدات. الهدف الحقيقي هو التشجيع على عقد اتفاقيات بين المنصات ومؤسسات الإعلام في أستراليا».

جاءت هذه الخطوة بعد إعلان «ميتا» عدم تجديد الاتفاقات التي عقدتها لمدة3 سنوات مع المؤسسات الإعلامية الأسترالية لدفع مقابل المحتوى الخاص بهذه المؤسسات.

كانت الحكومة الأسترالية السابقة قد أصدرت قانوناً في عام 2021 باسم «قانون تفاوض وسائل الإعلام الجديدة» يجبر شركات التكنولوجيا العملاقة على عقد اتفاقيات تقاسم الإيرادات مع شركات الإعلام الأسترالية وإلا تواجه غرامة تبلغ 10 في المائة من إجمالي إيراداتها في أستراليا.