«جسم نانوي» يظهر نتائج واعدة كعلاج ووقاية من كورونا

يتم تسليمه للجسم عبر الأنف

العلاج الجديد المحتمل سيتم تسليمه للجسم عبر الأنف (غيتي)
العلاج الجديد المحتمل سيتم تسليمه للجسم عبر الأنف (غيتي)
TT

«جسم نانوي» يظهر نتائج واعدة كعلاج ووقاية من كورونا

العلاج الجديد المحتمل سيتم تسليمه للجسم عبر الأنف (غيتي)
العلاج الجديد المحتمل سيتم تسليمه للجسم عبر الأنف (غيتي)

طوّرت شركة «ماس بيولوجيكس» لإنتاج اللقاحات في أميركا، علاجاً يمنع عدوى فيروس «كورونا» المستجد، وذلك بالاعتماد على الأجسام النانوية، وهي فئة بديلة من الأجسام المضادة مشتقة من شظايا بروتين حيواني «الألبكة» أو «اللاما».
وشركة «ماس بيولوجيكس» هي الشركة الوحيدة غير الربحية المرخصة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية للقاحات في الولايات المتحدة، وهي رائدة في تطوير علاجات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة البشرية للأمراض المهمة للصحة العامة، وكانت دراسة عام 2020 من قبل الشركة هي الأولى التي أظهرت أن الأجسام المضادة (IgA)، يمكن أن تمنع بنجاح عدوى «كورونا» المستجد، واختارت دورية «نيتشر كومينيكيشن»، هذا العمل مؤخراً، كواحد من أكثر الدراسات تأثيراً وابتكاراً منذ جائحة «كوفيد-19».
ومع ذلك، فإن التحدي الذي يواجه علاجات الأجسام المضادة، هو أنها باهظة الثمن للغاية؛ لأنه يجب إنتاجها في خلايا الثدييات، كما يجب الاستعانة باختصاصيين صحيين مدربين للإعطاء عن طريق الوريد، كما أنها تتطلب تخزيناً خاصاً، وعلى النقيض من ذلك، يمكن إنتاج الأجسام النانوية بتكلفة زهيدة في خلايا الخميرة، ويمكن إعطاؤها ببساطة عن طريق رذاذ الأنف.
وخلال الدراسة المنشورة في دورية «فورنتيرز إن إيميونولوجي»، كشف الفريق البحثي من «ماس بيولوجيكس»، عن أحدث نتائجهم التي تم التوصل لها بالتعاون مع كلية الطب td جامعة ماساتشوستس، لإنتاج أحد الأجسام النانوية المشتقة من بروتين حيواني «الألبكة» أو «اللاما»، وكشفوا عن أنه يمكن توصيله عن طريق الأنف، ليعمل كأداة غير جراحية ومنخفضة التكلفة وفعالة للوقاية قبل التعرض لفيروس «كورونا» المستجد، ولعلاج ما بعد التعرض للفيروس.
والجسم النانوني تم تسميته «VHH – IgA»، وهو عبارة عن اندماج جزء من البروتين الشوكي للفيروس (بروتين سبايك) والجسم المضاد (IgA) البشري، ووجدوا أنه عندما تم تسليمه عن طريق الأنف إلى نماذج حيوانية سبق أن تعرضت لفيروس «كورونا» المستجد، يرتبط الجسم النانوي بشكل فعال ببروتين الفيروس، وبالتالي يمنع العدوى، وأظهرت الحيوانات المستخدمة في التجربة انخفاضاً ملحوظاً في الأحمال الفيروسية.
ويمكن أيضاً، استخدام الجسم النانوي للوقاية، حيث وجدوا أن النماذج الحيوانية التي تعرضت لاحقاً لفيروس «كورونا» المستجد، بعد الحصول على علاج الجسم النانوي، لديها مستويات أقل من الاختراق الفيروسي، مما يجعل هناك احتمالية لاستخدام العلاج في الأغراض الوقائية.
وكان علاج الجسم المضاد (VHH - IgA) فعّالاً بنفس القدر ضد معظم أنواع الفيروس، بما في ذلك المتغيرات الأحدث من «أوميكرون»، ويشير هذا إلى أن علاج الجسم النانوي قد يكون فعالاً أيضاً ضد المتغيرات الناشئة المثيرة للقلق.
ويقول الدكتور يانغ وانغ، من شركة «ماس بيولوجيكس»، والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ماساتشوستس، بالتزامن مع نشر الدراسة: «في حين أن لقاحات (الرنا مرسال) الحالية وغيرها من علاجات الأجسام المضادة أحادية النسيلة كانت فعالة في الحد من عدوى (كوفيد-19)، فإن هناك أسباباً متعددة لعدم توفر هذه الخيارات بسهولة لجميع المرضى، ومن الضروري أن تكون لديك خيارات أخرى متاحة، والجسم المضاد النانوي لدينا يبشر بخير كبير، كعلاج تكميلي يمكنه تحييد العدوى الموجودة ومنع العدوى الجديدة».
وتتمثل الخطوة التالية للفريق في إجراء الدراسات ما قبل السريرية للبيولوجيا الخاصة بالجسم النانوي (VHH - IgA)، جنباً إلى جنب مع دراسات السموم قبل الشروع في التجارب السريرية.
ويقول وانغ: «في النهاية، نأمل في الحصول على منتج يمكنك شراؤه من دون وصفة طبية من الصيدليات».


مقالات ذات صلة

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

علوم النموذج تم تطويره باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء ينتجون «نموذج جنين بشري» في المختبر

أنتجت مجموعة من العلماء هيكلاً يشبه إلى حد كبير الجنين البشري، وذلك في المختبر، دون استخدام حيوانات منوية أو بويضات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم الهياكل الشبيهة بالأجنة البشرية تم إنشاؤها في المختبر باستخدام الخلايا الجذعية (أرشيف - رويترز)

علماء يطورون «نماذج أجنة بشرية» في المختبر

قال فريق من الباحثين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهم ابتكروا أول هياكل صناعية في العالم شبيهة بالأجنة البشرية باستخدام الخلايا الجذعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

علماء يتمكنون من جمع حمض نووي بشري من الهواء والرمال والمياه

تمكنت مجموعة من العلماء من جمع وتحليل الحمض النووي البشري من الهواء في غرفة مزدحمة ومن آثار الأقدام على رمال الشواطئ ومياه المحيطات والأنهار.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
علوم صورة لنموذج يمثل إنسان «نياندرتال» معروضاً في «المتحف الوطني لعصور ما قبل التاريخ» بفرنسا (أ.ف.ب)

دراسة: شكل أنف البشر حالياً تأثر بجينات إنسان «نياندرتال»

أظهرت دراسة جديدة أن شكل أنف الإنسان الحديث قد يكون تأثر جزئياً بالجينات الموروثة من إنسان «نياندرتال».

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

دراسة تطرح نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات

توصلت دراسة جديدة إلى نظرية جديدة بشأن كيفية نشأة القارات على كوكب الأرض مشيرة إلى أن نظرية «تبلور العقيق المعدني» الشهيرة تعتبر تفسيراً بعيد الاحتمال للغاية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
TT

إسبانيا تجبر السياح على كشف المعلومات الشخصية بموجب قانون جديد

فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)
فنادق وكراسي الاستلقاء للتشمس بالقرب من شاطئ في بينيدورم بإسبانيا (شاتيرستوك)

تحذر بعض التقارير من مطالب «الأخ الأكبر» في إسبانيا، بما في ذلك كشف الزوار الأرصدة المصرفية، ولكن هذه المطالب تبدو غير مبررة، حسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية. ومع انخفاض درجات الحرارة في المملكة المتحدة، يستعد كثير من الناس للسفر إلى الجنوب في منتصف الشتاء القارس، وتصبح إسبانيا البلد الأكثر شعبية بين المصطافين البريطانيين. ولكن بداية من يوم الاثنين المقبل، 2 ديسمبر (كانون الأول)، سيواجه السياح مزيداً من الإجراءات البيروقراطية عند التدقيق في أماكن إقامتهم أو استئجار سيارة. وينص قانون إسباني جديد - يهدف إلى تحسين الأمن - أنه يتعين على مقدمي الخدمات جمع كثير من المعلومات الجديدة من المصطافين. وتشعر وزارة الدولة لشؤون الأمن بالقلق إزاء سلامة المواطنين الإسبانيين، وتقول: «إن أكبر الهجمات على السلامة العامة ينفذها النشاط الإرهابي والجريمة المنظمة على حد سواء، في كلتا الحالتين مع طابع عابر للحدود الوطنية بشكل ملحوظ».

وتقول الحكومة إن الأجانب متورطون في «التهديدات الإرهابية وغيرها من الجرائم الخطيرة التي ترتكبها المنظمات الإجرامية». وترغب السلطات في متابعة من يقيم في أي المكان، ومراجعة التفاصيل الشخصية استناداً إلى قواعد بيانات «الأشخاص المعنيين». وكثيراً ما سجلت الفنادق بعض التفاصيل الشخصية، ولكن الحكومة تعمل على تمديد قائمة البيانات المطلوبة، وتريد أيضاً أن يسجل الأشخاص المقيمون في أماكن الإقامة بنظام «إير بي إن بي» أنفسهم.