خطة 3 - 5 - 2 تضع دنزل دامفريس على الجهة اليمنى من خط الوسط. تمريرة حاسمة في الدقيقة العاشرة لممفيس ديباي، وأخرى نسخة طبق الأصل لدالي بليند، ثم هدف ثالث حاسم قبل عشر دقائق من الصافرة: هولندا تتفوق على الولايات المتحدة 3 - 1 وتبلغ ربع نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم.
إنجاز المساهمة المباشرة بثلاثة أهداف في مباراة واحدة في كأس العالم للاعب هولندي، لم يسبقه إليه سوى النجمين السابقين يوهان كرويف (1974) وروب رنسنبرينك (1978).
قطار برتقالي ينجرف صعوداً ونزولاً، أصبح أول هولندي يمرر كرتين حاسمتين في الشوط الأول ضمن كأس العالم، والدقيقة الخمسون شهدت سيناريو مماثلاً، لكن عرضية ابن روتردام لممفيس صدها الحارس الأميركي مات تورنر بصعوبة، مانعاً أبناء البلاد المنخفضة من تسجيل الثالث.
هدف ثالث بصمه بنفسه هذه المرة في الدقيقة 81، قاضياً على آمال الأميركيين بالعودة، بعد هدف تقليص الفارق الذي سجله حجي رايت قبل خمس دقائق.
خطة تعجبه
ليست البطولة الأولى التي يتألق فيها لاعب إنتر الإيطالي، إذ سبق له وأبرز مواهبه التسارعية في السبرينت خلال كأس أوروبا الصيف الماضي، لكن في حينها ودعت هولندا من ثمن النهائي بخفي حُنين أمام تشيكيا 0 - 2.
آنذاك، شرح اللاعب الذي استهل مسيرته مع سبارتا روتردام قبل الانتقال إلى هيرنفين ثم أيندهوفن: «أتطور بشكل مثالي بهذه الخطة».
لكن اللاعب البالغ 26 عاماً راهناً، لم تكن بدايته مفروشة بالورود: عام 2015، عدّه موب مارتنس صياد المواهب في فينورد روتردام، غير جيد بما يكفي للانضمام إلى الفريق، فانتقل إلى الفريق الثاني في المدينة سبارتا.
بعدها بثلاث سنوات، تفجرت موهبة دامفريس في بطولة الدوري (إيريديفيزييه)، فانتقل من هيرنفين إلى أيندهوفن بصفقة بلغت 5.5 ملايين دولار.
بعد مطاردته من قبل تشلسي وإيفرتون الإنجليزيين، نجح إنتر بالحصول على بطاقته من خلال وكيل أعماله الراحل مينو رايولا، مقابل نحو 13 مليون دولار في أغسطس (آب) 2021.
لكن مشوار اللاعب الذي خاض 41 مباراة دولية مع منتخب الطواحين قد لا يطول مع «نيراتزوري»، في ظل تقارير جديدة تشير إلى رغبة توتنهام الإنجليزي بضمه مقابل 30 مليون يورو.
رئتا حصان
اللاعب الذي يصف نفسه بأنه يملك «رئتي حصان»، تمت تسميته بهذا الاسم تيمناً بالممثل الأميركي الشهير دينزل واشنطن الذي أعجب به والداه بسبب أدواره المليئة بالشجاعة والإنسانية، فيما يرتبط اسم عائلته بقرية في جنوب غربي اسكوتلندا.
في قطر، جاءت نتائج هولندا مقبولة لكن غير استعراضية، فتخطت السنغال افتتاحاً 2 - 0، ثم تعادلت مع الإكوادور 1 - 1، قبل أن تضمن التأهل على حساب قطر بهدفين.
تعرض المدرب لويس فان خال، لانتقادات، وأيضاً لاعبوه ومن بينهم دامفريس، لعدم تقديم المستويات المتوقعة.
قال اللاعب الفارع الطول (1.88م) في الدوحة، «أتفهم الانتقادات التي تلقيناها، وتلك التي تعرضت لها أنا تحديداً».
تابع اللاعب الذي يتحدر والده من جزيرة أروبا الصغيرة في البحر الكاريبي: «يجب أن نبذل المزيد. أريد لعب دور مهم في المباراة المقبلة (ضد الولايات المتحدة) من خلال تسجيل هدف أو تمريرة كرة حاسمة».
فكرة تكتيكية
وعن مركزه في أرض الملعب، شرح الممرر – الهداف: «موقعي في الملعب؟ ليس عن طريق الصدفة. هناك فكرة تكتيكية من ورائه. هدفها هو فتح المساحات للمهاجمين. وأكثر من ذلك، هدفنا هو الترفيه عن المشجعين، ما يعني تقديم استعراض جميل لهم في جميع الأحوال».
لم ينجح فقط في تمريرة حاسمة واحدة على استاد خليفة الدولي، بل اثنتين وسجل هدفاً جميلاً بكرة نصف طائرة بقدمه اليسرى حصدت الفوز الهولندي المتوقع، ليضرب وصيف بطل العالم ثلاث مرات موعداً في ربع النهائي مع الفائز بين الأرجنتين وأستراليا.
وعد دنزل ووفي، ولولا صافرة النهاية للحكم البرازيلي ويلتون سامبايو، لكان الممر الأيمن في هجوم هولندا شهد اجتياحاً تلو الآخر من دامفريس... القاطرة البشرية.