بدا أن إسبانيا في مهمة معتادة في ختام منافسات المجموعة الخامسة بكأس العالم لكرة القدم أمام اليابان، بعد استحواذها على الكرة وتسجيل هدف مبكر، لتخطو خطوة كبيرة نحو ضمان إنهاء الدور الأول في الصدارة، رغم إجراء خمسة تغييرات على التشكيلة الأساسية.
لكن بنهاية المباراة، أثارت اليابان شكوكاً حول كون إسبانيا أحد المرشحين للفوز باللقب في قطر؛ إذ فاز الفريق الآسيوي 2 - 1 وحالف المنتخب الإسباني الحظ بالتأهل إلى دور الستة عشر، رفقة اليابان بفارق الأهداف أمام ألمانيا.
وهيمنت إسبانيا على مجريات الشوط الأول، وسجل ألفارو موراتا ثالث أهدافه في البطولة بعد مرور 11 دقيقة.
وفي هذه المرحلة، كانت إسبانيا قد سيطرت على الكرة لتتراجع اليابان للدفاع بخمسة لاعبين، ونجحت في إنهاء الشوط الأول متقدمة في النتيجة، رغم عدم وجود المزيد من الفرص الواضحة.
وبحسب إحصاءات «أوبتا»، فإن التمريرات الصحيحة التي نفذها رودي (115) وباو توريس (109) كانت أكثر من التمريرات الصحيحة في الشوط الأول للمنتخب الياباني مجتمعاً (89). وبدا أن التقدم بهدف واحد سيكون كافياً أمام اليابان التي لم تُبدِ أي رغبة في الفوز، رغم أن تأهلها إلى الدور التالي كان على المحك.
لكن إسبانيا لم تكن صلبة ومتماسكة دفاعياً، وهو ما كشفته ست دقائق رائعة بعد الاستراحة، عندما بدا تأثير البديلين ريتسو دوان وكاورو ميتوما فوريا ليقلبا المباراة والمجموعة الخامسة رأساً على عقب.
كان أسلوب الضغط العالي الذي تمارسه اليابان، والذي كان سبباً في الفوز على ألمانيا، قد وضع إسبانيا في مأزق في مناسبات معدودة بالشوط الأول.
لكن المنتخب الياباني فرض أسلوب لعبه على منافسه الأوروبي بعد تغييرات المدرب هاجيمي مورياسو بين شوطي المباراة، ولم يسمح له بالاستحواذ على الكرة كما يحلو له.
وكادت إسبانيا تدفع ثمن ميلها لإهدار الكرة أثناء بناء الهجمة من الخلف أمام ألمانيا، واستمر هذا النهج أمام اليابان؛ إذ فقد سيرغيو بوسكيتس الكرة على حدود منطقة الجزاء، واضطر حارس المرمى أوناي سيمون لإبعاد الكرة من على خط مرماه بعد مرور نصف الساعة.
وقاد دوان انتفاضة اليابان بسيطرته على تمريرة أمامية غير متقنة من سيمون قبل أن يطلق تسديدة قوية، بينما ساهم ميتوما الجناح النشيط في الهدف الثاني الحاسم والمثير للجدل بعدما مرر الكرة إلى آو تاناكا الذي وضعها في الشباك. وظن البعض أن الكرة خرجت بكامل محيطها من الملعب، قبل أن يرسل ميتوما تمريرة عرضية لكن حكم الفيديو المساعد أكد أنها لم تتجاوز بالكامل حدود الملعب.
وسيطر فريق المدرب لويس إنريكي على الكرة في أغلب الفترات، لكنه انهار تحت الضغط عندما واجه إمكانية الخروج من البطولة، وهو ما أصبح حقيقة واقعة لفترة وجيزة بعد تقدم كوستاريكا على ألمانيا في المباراة الثانية بالمجموعة، الذي لم يدم طويلاً.
وحقق المنتخب الياباني الفوز رغم استحواذه على الكرة بنسبة 17.7 في المائة فقط، وهي الأقل للفريق الفائز في تاريخ كأس العالم، على إسبانيا المصدومة.
وكان أمام أبطال 2010 الشوط الثاني بأكمله تقريباً للعودة في النتيجة، لكنهم افتقروا للطاقة والأفكار، وبالكاد شكلوا خطورة على مرمى شويتشي جوندا حارس اليابان.
وتشعر إسبانيا، التي سحقت كوستاريكا 7 - صفر في المباراة الأولى وتعادلت 1 - 1 مع ألمانيا في الجولة الثانية، بارتياح للبقاء في البطولة، لكن عليها الآن أن تلم شتاتها قبل مواجهة المغرب في دور الستة عشر من أجل حجز مقعد في دور الثمانية.
بـ«استحواذ 17.7 %»… اليابان تعيد إسبانيا إلى الواقع
الساموراي فرض أسلوب لعبه على لا روخا بخطة مورياسو
بـ«استحواذ 17.7 %»… اليابان تعيد إسبانيا إلى الواقع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة