كلوز أب

مشهد من فيلم «غموض السكاكين المسلولة»
مشهد من فيلم «غموض السكاكين المسلولة»
TT

كلوز أب

مشهد من فيلم «غموض السكاكين المسلولة»
مشهد من فيلم «غموض السكاكين المسلولة»

فيلم: سكاكين مسلولة
‫عندما تم عرض فيلم «سكاكين مسلولة» (Knives Out) سنة 2019 أنجز 318 مليون دولار عكس كل التوقعات التي اعتقدت أن فيلماً من دون مؤثرات يحكي عن تحرٍ على شاكلة شارلوك هولمز لن ينجز النجاح المأمول. ‬‬
لكنه كان نجاحاً كبيراً في الواقع كون ميزانيّته لم تزد عن 40 مليون دولار. هذا ما دفع صانعيه (المخرج ريان جونسن وشركة ليونز غيت) لسرعة العمل لإنجاز جزء جديد عنوانه Glass Onion: Knives Out Mystery وذلك في مطلع سنة 2020 تم كتابة السيناريو وفي منتصف السنة الماضية بوشر بتصويره، لكنه بيع على إثر ذلك لشركة «نتفليكس»، وهذا ما يشعر المخرج بأنه كان خطأ جسيماً.
عرضت «نتفليكس» الفيلم لأسبوع واحد في عدد قليل من الصالات ليس لعدم إيمانها بالفيلم، بل لأن عرض الفيلم في الصالات هو الذي سيمكنه من دخول سباق الأوسكار. إثر ذلك الأسبوع الوحيد (الذي حط فيه ثالثاً في شباك التذاكر) أقدمت «نتفليكس» على سحبه وعرضه على منصّتها المنزلية. حين سمعت الشركة انتقاداً لهذه الخطوة ردّت بالقول إنها ليست شركة إنتاج أفلام وليست في وارد دعم السينما كونها شركة منزلية.
لكن نقد الخطوة باق على أساس أن الفيلم (بشهادة 78 في المائة من نقاد أميركا) جيد (منحه بعضهم 4 أو 5 نجوم) وكان يمكن توظيفه في المجالين المتنافسين (صالات السينما ومنبر العرض المنزلي بنجاح).
يقود البطولة كل من دانيال كريغ وإدوارد نورتن ويشترك فيه إيثان هوك وهيو غرانت وكايت دهسون.

ممثل: مالكولم مكدووَل
أعلن الممثل البريطاني مالكولم مكدووَل احتجاجه على انسياق هوليوودي كامل صوب أفلام «الكوميكس» و«السوبر هيرو» وتجاهلها لأفلام مستقلة تتحدث عن الشخصيات وليس عن المؤثرات. قال في حديث خلال مهرجان تورينو الأخير: «إنه من المعيب ألا يكون بين الأفلام المنتجة ذلك النوع المستقل الذي يعزز حضور الممثلين ويتناول مشاكل واقعية أو مواضيع بعيدة عمن سينقذ العالم من الدمار في الفيلم السوبرماني المقبل».
بذلك ينضم الممثل إلى كل من المخرجين مارتن سكورسيزي وستيفن سبيلبرغ في دعوتهما لهوليوود بأن تمنح الأفلام المختلفة عن السائد فرصاً حقيقية.
مالكولم ماكدووَل هو الممثل الذي قاد بطولة Clockwork Orange سنة 1971 للراحل ستانلي كوبريك الذي تعرّض للمنع لبضع سنوات لجانب أكثر من 260 ظهوراً كممثل في السينما والتلفزيون.

استعادة: سحر أبيض
في عام 1950 خرجت للأسواق رواية من نوع المغامرات بعنوان Whtie Witch Doctor وضعها لويس ستاينفورت. اهتمّت شركة تونتييث سانشري فوكس بالرواية وابتاعت حقوقها على أن يقوم بتحقيقها روي وورد بايكر الذي سبق وأن ساعد في إنجاز فيلم تدور أحداثه في أفريقيا هو Snows of Kilimanjaro سنة 1951. لكن روي وورد بايكر أصيب بفيروس بعد عودته من أفريقيا فتم انتخاب المخرج المحترف هنري هاذاواي لتحقيق الفيلم الذي تم تصوير معظمه في ستوديوهات فوكس.
يروي الفيلم الجيد (والمنسي اليوم) حكاية ممرّضة (سوزان هيوورد) عليها إنقاذ ابن ملك قبيلة من قبائل الكونغو في سنوات مطلع القرن الماضي. روبرت ميتشوم لعب دور رجل يسعى مع شريكه لسرقة ذهب القبيلة. لا يستعجل المخرج هاذاواي ولوج قصّة حب بل يبقيها حتى ربع الساعة الأخيرة.
اللافت أن معاملة الأفريقيين في الفيلم تعكس إعجاب المخرج بثقافتهم. الرقص الذي يقدّمونه طبيعياً ومصوّراً ليجسد مهارات وفنون.
جدير بالذكر أن كاتب السيناريو الأول كان مايكل ولسون الذي مُنع من مزاولة العمل خلال الحقبة المكارثية فقامت الشركة بإلغاء عقده وتسليم المهمّة إلى إيفان غوف الذي كان كتب White Heat سنة 1940 لراوول وولش (وبطولة جيمس كاغني) ولاحقاً كتب حلقات عدّة من مسلسل «مانيكس» التلفزيوني.



شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
TT

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)

RENDEZ‪-‬VOUS AVEC POL‪-‬POT ★★★

* إخراج: ريثي بَنه (فرنسا/ كمبوديا)

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم. ويُذكّر الفيلم أن الصحافة في تاريخها العريق، دائماً ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات وتحديات عديدة. في هذا الفيلم الذي أخرجه ريثي بَنه عن الأحداث التي عصفت في بلاده سنة 1978 اقتباسات عن كتاب الصحافية إليزابيث بَكَر (Becker) وعن تجربتها بصفتها واحدة من 3 صحافيين دُعوا لمقابلة بُل بوت، رئيس وزراء كمبوديا وأحد قادة منظمة «الخمير الحمر» (Khmer Rouge) المتهمة بقتل ما لا يقل عن مليون و500 كمبودي خلال السبعينات. الصحافيان الآخران هما الأميركي ريتشارد دودمان، والأسكوتلندي مالكوم كالدويل.

لا يبدو أن المخرج اتّبع خُطى الكتاب كاملةً بل تدخّل بغايةِ ولوج الموضوع من جانب الحدث الذي وضع حياة الثلاثة في خطر بعدما جاءوا للتحقيق ومقابلة بُل بوت. في الواقع دفع الأميركي حياته ثمناً لخروجه عن جدول الأعمال الرسمي والتقاطه صوراً تكشف عن قتلٍ جماعي. وفي الفيلم لحظة مختصرة لكنها قاسية التأثير عندما يَلقى الصحافي حتفه غرقاً في نهر دُفع إليه.

الفرنسية إيرين جاكوب التي تؤدي شخصية الكاتبة بَكَر تُعايش بدورها الوضع بكل مأساته. تُفصل عن زميلها ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وتمر بدورها بتجربة مخيفة لم تكن تعلم إذا ما كانت ستخرج منها حية.

في باطن هذا الفيلم الجيد على تواضع إنتاجه، تُطرح أسئلة فيما إذا كان الصحافي يستطيع أن يقبل التحوّل إلى جزءٍ من البروباغاندا. وهل هو أداة لنقل الرأي الرسمي بغياب حرية التعبير؟ وماذا لو فعل ذلك وماذا لو لم يفعل؟

هو ليس بالفيلم السّهل متابعته من دون معرفة ذلك التاريخ ودلالاته حول العلاقة بين النُّظم الفاشية والإعلام. والحرية التي لا تُمنح لصحافيين محليين هي نفسها التي لا تُمنح كذلك للأجانب ما دام عليهم نقل ما يُقال لهم فقط.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

‪THE‬ WRESTLE‪R‬ ★★

* إخراج: إقبال حسين شودهوري (بنغلاديش).

يقترب الرجل المسن موجو (ناصر أودين خان) وسط أشجار ليست بعيدة عن شاطئ البحر وينتقل من واحدة لأخرى ماداً يديه إليها كما لو كان يريد أن يدفعها بعيداً أو أن يُزيحها من مكانها. ومن ثَمّ يتركها ويركض صوب أخرى ليقوم بالفعل نفسه قبل أن يعود إليها. يبعث هذا المشهد على تكراره سخرية غير مقصودة. قد تكون طريقة قديمة لممارسة تمارين المصارعة أو التدريب الوحيد المُتاح في تلك القرية، لكن موجو جادٌ في محاولته لدفع الأشجار إلى الخلف أو تغيير مواقعها، استعداداً لملاقاة مصارع أصغر منه سنّا وأكبر حجماً في المباراة المقبلة.

«المصارع» (أبلبوكس فيلمز)

هناك كثير مما يتأمله المخرج شودهوري بطيئاً قبل تلك المباراة وما بعدها. بعضُ المشاهد لديها نسبة معقولة من الشِّعر الناتج عن تصوير الطبيعة (ماء، أشجار، حياة... إلخ) وبعضها الآخر لا يفضي إلى تقدير خاص. في نصف الساعة الأولى يعكس المخرج شغفاً ما بتصوير شخصياته من الخلف. عندما يتخلى المخرج عن هذه العادة لاحقاً، يستبدل بتلك اللقطات سلسلة من المشاهد البعيدة عن شخصياته في الغالب. هنا يتحسّن تأطير اللقطات على نحوٍ نافع ولو أن شغله على الدراما يبقى غير ذي مكانة.

يطرح الفيلم مشكلة رجلٍ لا يريد الاعتراف بالواقع ويتحدى من هو أكثر قوّة منه. يحقّق طموحه بلقاء المصارع الآخر ويخفق في التغلب عليه. في الواقع يسقط أرضاً مغشياً ومن ثمّ نراه لاحقاً في بيت العائلة قبل أن يعود إلى تلك الأشجار ليصارعها. المخرج (ثاني فيلم له) طموح، لكن أدواته التّعبيرية وإمكانياته التي تفرض نفسها على السيناريو وحجم الفيلم بأسره، محدودة.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

ONE OF THOSE DAYS WHEN HEMME DIES ★★★

* إخراج: مراد فرات أوغلو (تركيا).

قرب نهاية الفيلم يبدأ الشاب أيوب مراجعة ما مرّ به طوال اليوم. لقد انطلق غاضباً من المُشرِف على العمل عندما شتم أمّه. يعمل أيوب في حقلٍ لتجفيف الطاطم. ويعرف المخرج كيف يوظّف المكان، درامياً (سهل منبطح تحت شمس حامية وصعوبة العمل)، وجمالياً (تلك الثمار المقطوعة إلى نصفين والملقاة فوق شراشف على مد النظر).

«أحد تلك الأيام التي مات فيها هيمي» (مهرجان مراكش)

نقطة الخلاف أن أيوب يُطالب بأتعابه، لكن المُشرف على العمل لم يتقاضَ المال بعد ليدفع له، مما يؤجّج غضب أيوب فينشب شجار بينهما. يركب دراجته النارية وينطلق صوب بلدته. في منزله مسدسٌ سيتسلّح به وفي البال أن يعود لينتقم. معظم الفيلم هو رحلة على الدراجة التي تتعطل مرّتين قبل إصلاحها عند المساء. الأحداث التي تقع على الطريق وفي القرية الصغيرة تُزيّن الموضوع بشخصيات تدخل وتخرج من الحدث الرئيسي الماثل. في أحد هذه الأحداث الثانوية يُساعد أيوب رجلاً عجوزاً اشترى بطيخة ولا يستطيع حملها، فيوصله والبطيخة إلى داره. وفي مشهد آخر يستمع لتوبيخ زوج شقيقته لأنه كان عرض عليه العمل في شركته ورفض. لا يقول لنا الفيلم لماذا رفض ما ينتقص من بنية الموضوع وأسباب عزوف أيوب على تنفيذ وعده لنفسه بالانتقام.

اعتمد المخرج هذين المشهدين وسواهما لملء الوقت الممتد بين عزم أيوب على الانتقام وعزوفه عن ذلك. لكنه هذه المشاهد ضرورية رغم أن الفيلم ينتهي من دون أن يبني حجة دامغة لقرار أيوب النهائي. هذا الفيلم دراما مصوّرة جيداً ومكتوبة بدراية، رغم الهفوات المذكورة.

* عروض حالياً في مهرجان «مراكش»

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز