«العين السخنة»... لؤلؤة البحر الأحمر في أحضان الجبال الوردية

دليلك إلى أجمل وجهات خليج السويس

من بين أجمل المنتجعات السياحية في العين السخنة (الشرق الأوسط)
من بين أجمل المنتجعات السياحية في العين السخنة (الشرق الأوسط)
TT

«العين السخنة»... لؤلؤة البحر الأحمر في أحضان الجبال الوردية

من بين أجمل المنتجعات السياحية في العين السخنة (الشرق الأوسط)
من بين أجمل المنتجعات السياحية في العين السخنة (الشرق الأوسط)

لم تحصل على لقب «لؤلؤة البحر الأحمر» من فراغ، فهي وجهة سياحية شديدة التميز ما إن تطأها قدماك حتى تنتزع الدهشة من عيونك بسبب امتداد رائع لساحلها بأمواجه الفيروزية الهادئة ومنتجعاتها الأنيقة التي تغفو في أحضان سلسلة من الجبال الوردية. وتعد «السخنة» أقرب منتجعات البحر الأحمر إلى القاهرة حيث تبعد فقط عن العاصمة المصرية نحو 140 كيلومتراً فقط.
وتعود تسمية «العين السخنة» بهذا الاسم إلى كثرة العيون والينابيع الكبريتية الساخنة بها والتي تستخدم ضمن السياحة العلاجية للاستشفاء من الكثير من الأمراض الجلدية والعظام وضعف الأطراف والمفاصل والنقرس والدورة الدموية، كما يوصى بهوائها الجاف النقي لمن يعانون من الأزمات الصدرية وأمراض الجهاز التنفسي. ومن أشهر العيون العلاجية التي تتميز بها المدينة في هذا السياق «الينبوع الساخن» الذي يقع أسفل جبل «عتاقة» وتصل درجة حرارته إلى 35 درجة مئوية.
تمتلك المدينة ساحلاً يطل على خليج السويس بامتداد يصل إلى 80 كيلومتراً حيث تفاجئك الرمال الذهبية والسطح الفيروزي للمياه على نحو يغريك بالسباحة أو الاستلقاء على الشاطئ والإنصات لهدير الموج فضلاً عن التزلج وركوب الموج ورياضة الغطس والتمتع بالشعاب المرجانية التي يشتهر بها البحر الأحمر.

الطريق إلى السخنة
إذا كنت في القاهرة، أو قادماً عبر مطار القاهرة، فإن الرحلة برياً عادةً ما تستغرق ما بين ساعة وساعة ونصف عبر طرق فسيحة ممهدة ومجهزة تجعل من القيادة بسيارتك متعة في حد ذاتها، كما يمكنك اللجوء إلى إحدى شركات النقل السياحي الجماعي.
أين تقيم؟
تنتشر في المدينة شبكة واسعة من المنتجعات والفنادق ذات النجوم الخمسة التي توفر إقامة مريحة ومرفهة في أحضان الطبيعة الساحرة. ومن أبرزها «موفنبيك» و«ستيلا دي ماري» و«دوم مارينا» و«توليب» و«مارينا وادي دجلة» و«بورتو الجبل» و«رومانس». وهناك خيار آخر لمن يبحثون عن مزيد من الخصوصية والاستقلالية تتمثل في استئجار أحد «الشاليهات» الخاصة المنتشرة عبر القرى السياحية الممتدة بطول الساحل والتي يملكها أشخاص يريدون الاستفادة منها كمصدر دخل فيعرضونها للإيجار بمبلغ يتراوح من 500 إلى 1000 جنيه في الليلة طبقاً لتوقيت الموسم السياحي الذي تزداد تكلفته صيفاً وتتراجع شتاءً.

رحلة بواسطة «التلفريك»

التلفريك
يعد أول تلفريك من نوعه في مصر ويميز المدينة تماماً كوجهة سياحية شديدة التنافسية. ورحلة التلفريك تبدأ من منتجع «بورتو السخنة» حيث مقر شركة «سكاي مول» المشغلة للتلفريك وتقطع مسافة كيلومتر ومئتي متر في نحو عشر دقائق حتى «جبل السخنة» ونفس المدة في رحلة الإياب. ويفضل القيام بالرحلة نهاراً لا سيما في وقت الغروب من فوق هذا الارتفاع الذي يبلغ أقصاه عند 230 متراً.

مزارات العين السخنة
تحفل المدينة بالكثير من المزارات المدهشة التي ستنطبع طويلاً في ذاكرتك ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

جبل الجلالة
يقع في أقصى جنوب المدينة بارتفاع يصل إلى 1200 متر، ويكتسب أهمية روحية وثقافية وتاريخية خاصة كونه المكان الذي عبر منه النبي موسى (عليه السلام) وهو يفرّ من فرعون وجنوده في طريقه إلى البحر الأحمر.
ويوفر الجبل إمكانية لممارسة الكثير من الأنشطة مثل الاستمتاع بلحظات الغروب والتقاط الصور التذكارية في بقعة شديدة الخصوصية فضلاً عن التخييم والمبيت وطهي اللحم وإقامة حفلات الشواء والسهر ليلاً فضلاً عن تسلق قمة الجبل.


من النشاطات المائية التي يتمتع الزوار بها في العين السخنة

محمية الأشجار المتحجرة
تضم «السخنة» واحداً من أكثر المزارات السياحية النادرة في العالم حيث تعد محمية الأشجار المتحجرة معلماً جيولوجياً مبهراً. تبلغ مساحتها الفعلية 7 كيلومترات مربعة وهي عبارة عن هضبة ضخمة تضم الكثير من التلال الصغيرة بداخلها والتي تحوي سيقان وجذور نباتات تحجرت عبر آلاف السنين. هنا يمكنك التجول بين الكثير من الوديان والكهوف داخل المحمية والتي تحوي الكثير من الهياكل العظمية للحيوانات، لا سيما المنقرض منها مثل الديناصور، على نحو يجعل منها واحداً من أكبر المتاحف المفتوحة في العالم. واللافت في المحمية أنها تضم الكثير من الزهور النادرة مثل زهرة «النرجس» التي تساعد في العلاج من الاكتئاب.

خليج الأدبية
من أكثر الأماكن الطبيعية التي تتميز بسحر أخّاذ من حيث الشواطئ والتكوينات الرملية والكائنات البحرية التي يمكن رؤية بعضها بالقرب من سطح الماء. ويعد الخليج محطة أساسية في رحلات الطيور المهاجرة في فصلي الربيع والخريف، كما أنه مستقَرّ للكثير من فصائل الطيور النادرة طوال العام.

أين تأكل وتسهر؟
يعد منتجع «بورتو السخنة» أحد الاختيارات الرئيسية حين يتعلق الأمر بالترفيه والسهر وتناول الطعام. هنا ستجد نفسك أمام مجموعة من المطاعم ذات الأسماء الشهيرة في مكان واحد مثل «حلقة السمك» للمأكولات البحرية، و«استديو مصر» للمشويات، و«أبو مازن السوري» للشاورما، و«جوني كارينوز» للطعام الإيطالي. وهناك من يفضل خياراً آخر يتمثل في التجول بالسيارة بامتداد الساحل والتوقف عند أحد محلات الأسماك الشعبية واختيار عدد طازج منها مع تحديد طريقة الطهي والتجول سيراً على الأقدام في الجوار إلى أن ينتهى المحل من إعداد الوجبة الشهية الساخنة فتذهب بها إلى البيت أو تتناولها على موائد ومقاعد بسيطة لكنها تتمتع بجو حميم في الهواء الطلق.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».