توصلت دراسة جديدة إلى أن نقص الماء في الغلاف الجوي أو ما يطلق عليه «عطش الهواء»، يؤدي إلى زيادة كبيرة في مخاطر اندلاع الحرائق الكبرى في الغابات العالمية، ما لم تتخذ إجراءات مناخية عاجلة وفعالة.
وخلال الدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر كومينيكيشن»، قام الباحثون بفحص سجلات المناخ والحرائق العالمية في جميع غابات العالم على مدار العشرين عاماً الماضية، ووجدوا أنه في جميع أنواع الغابات، هناك علاقة قوية بين نشاط الحرائق وعجز ضغط البخار (VPD)، وهو مقياس لعطش الغلاف الجوي.
ويتم حساب «عجز ضغط البخار» من درجة الحرارة والرطوبة، عن طريق الفرق بين كمية الرطوبة الموجودة في الهواء وكمية الرطوبة التي يمكن للهواء أن يحتفظ بها عندما يكون مشبعاً (أي عندما يتشكل الندى)، وكلما زاد هذا الاختلاف أو العجز، زاد احتمال الاشتعال.
واستخدم الباحثون سجلات الأقمار الاصطناعية لنشاط الحرائق، ومجموعة بيانات المناخ العالمي للعثور على الحد الأقصى يومياً من «عجز ضغط البخار»، حيث رصدوا أكثر من 30 مليون سجل في العشرين عاماً الماضية، بما في ذلك ما يقرب من مليون سجل في أستراليا، ثم قاموا بقياس قوة العلاقة بين عجز ضغط البخار ونشاط الحرائق لأنواع مختلفة من الغابات في كل قارة على وجه الأرض.
وأظهر الباحثون، للمرة الأولى، أنه في العديد من الغابات حول العالم، من غابات «الأوكالبت» المعتدلة إلى الغابات الصنوبرية الشمالية والغابات الاستوائية المطرية، هناك صلة قوية بين نشاط الحرائق ومدى عطش الهواء على نطاق زمني يومي.
وتظهر النتائج أن احتمال حرائق الغابات أعلى بكثير من عتبة معينة في «عجز ضغط البخار». وتم التوصل إلى أن هذه العتبة تختلف بشكل متوقع بين أنواع الغابات، كونها أقل في الشمال (في الغالب شمال أوروبا والغابات الصنوبرية الأميركية) والغابات المعتدلة، وأعلى في البحر المتوسط والغابات شبه الاستوائية والاستوائية.
ويقول الدكتور هاميش كلارك من مجموعة أبحاث الحياة البرية في جامعة ملبورن الأسترالية، إنه في جميع أنحاء العالم، من المحتمل أن نرى المزيد من الظروف التي تجف الغابات في ظلها وتصبح قابلة للاشتعال.
ويضيف: «بعض أكبر المناطق المثيرة للقلق هي غابات الأمازون المطرية والغابات الاستوائية الأخرى، فضلاً عن الغابات المعتدلة والشمالية في نصف الكرة الشمالي».
ويمكن أن يكون لزيادة نشاط حرائق الغابات آثار كبيرة على تخزين الكربون وصحة الإنسان من خلال تأثيرات دخان حرائق الغابات.
وتشير التقديرات حالياً إلى أن أكثر من 330 ألف حالة وفاة سنوية على مستوى العالم تعزى إلى استنشاق الدخان، وهو رقم يمكن أن يزداد بشكل ملحوظ بحلول نهاية القرن، لا سيما في المناطق الأكثر اكتظاظاً بالسكان في شرق آسيا.
ويقول الباحثون إن وجود روابط موثوقة بين جفاف الغلاف الجوي ومخاطر حرائق الغابات يعني أننا يجب أن نكون قادرين على تطوير تنبؤات أفضل بالحرائق، على المستويين الموسمي وقريب المدى.
«عطش الهواء» يزيد مخاطر حرائق الغابات عالمياً
بعد فحص سجلات المناخ على مدار العشرين عاماً الماضية
«عطش الهواء» يزيد مخاطر حرائق الغابات عالمياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة