موجة أمطار وُصفت بـ«الاستثنائية» ضربت مؤخراً دول الخليج، التي تعتبر من «أشد مناطق العالم جفافاً»، في الوقت الذي تعاني فيه دول بالمغرب العربي من «ندرة» الأمطار، ما يدفع إلى حالة من «الارتباك»، لا سيما عندما يتم تسويق الحالتين تحت اسم «تغيّرات المناخ»، ولكنّ خبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، أكّدوا أنّ «الجفاف» هو السمة الرئيسية التي تصبغ المنطقة من الخليج العربي إلى الدول المغاربية.
وشهدت 3 دول خليجية (الجمعة)، أمطاراً غزيرة، تركّزت في شمال السعودية وأجزاء من المرتفعات الغربية، وفي العاصمة الكويتية، وبعض المناطق الجنوبية والشرقية من العراق، ما أسفر عن سيول وتجمّعات مائية في بعض النطاقات الجغرافية.
وعلى النقيض، استمرت حالة الجفاف التي عانى منها المغرب العربي العام الماضي، حيث أخلفت الأمطار موعدها المعتاد، ما دفع ملك المغرب، محمد السادس، إلى التوجيه بإقامة صلاة الاستسقاء (الثلاثاء) لتكون هذه هي المرة الثانية في عام واحد، حيث سبق وأُقيمت صلاة استسقاء في فبراير (شباط) الماضي.
وقال محمود نادي، باحث التغيّرات المناخية بجامعة بون بألمانيا، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «سقوط أمطار استثنائية في الخليج، هو جزء مما بات يُعرف بـ(الأحداث غير المتوقعة)، والتي تُعتبر إحدى السمات المميزة لتغيّرات المناخ»، مرجعاً السبب في ذلك، إلى أنّ «ممارسات بشرية تؤثر على التوازن البيئي».
ولا تُعتبر هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، السقوط الكثيف للأمطار في بعض المناطق، علاجاً لمشكلة الجفاف. وتقول في تعليق بموقعها الإلكتروني على حوادث شبيهة بالولايات المتحدة الأميركية، إنّ «موجة أمطار غزيرة واحدة، لن تؤدي إلى القضاء على الجفاف، وإن وفّرت راحة مؤقتة»، مشيرة إلى أنّ «الوضع المثالي، هو سقوط أمطار معتدلة على مدى أشهر عدّة، ما يسمح بتغذية التربة، وتكوين مخزون من المياه الجوفية».
ويقول أحمد أيوب، الباحث في المعهد المتوسطي لبحوث الزراعة بإيطاليا، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «بدلاً من هذا الوضع المثالي، أصبحنا نشهد السقوط الغزير للأمطار في وقت قصير، كما حدث في الخليج، أو عدم سقوطها كما يحدث في الحالة المغربية، وفي كلتا الحالتين تظلّ مشكلة الجفاف قائمة».
ومن جانبه، يرى مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أنّ العالم في طريقة إلى توديع نمط «الهطول المعتدل للأمطار».
ويطرح الخبراء الثلاثة حلولاً للتعامل مع الأوضاع المناخية الجديدة، حيث يركّز محمود نادي على «ضرورة تفعيل آليات (التكيف المناخي)»، في حين يدعو أيوب إلى «تطوير البنية التحتية، لتكون قادرة على تخزين موجات المطر الكثيف»، بينما يشير علام إلى «التنبؤ»، كوسيلة للإنذار المبكر، تمكّن الدول من التعامل مع التغيرات المناخية، والاستعداد لها.
7:44 دقيقه
تغيّر المناخ يُربك «عربياً»... جفاف بالمغرب وأمطار بالخليج
https://aawsat.com/home/article/4017181/%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%91%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%AE-%D9%8A%D9%8F%D8%B1%D8%A8%D9%83-%C2%AB%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%8B%C2%BB-%D8%AC%D9%81%D8%A7%D9%81-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A3%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC
تغيّر المناخ يُربك «عربياً»... جفاف بالمغرب وأمطار بالخليج
خبراء يفسّرون لـ«الشرق الأوسط» هذا التباين
- القاهرة: حازم بدر
- القاهرة: حازم بدر
تغيّر المناخ يُربك «عربياً»... جفاف بالمغرب وأمطار بالخليج
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة