مواد حيوية هجينة جديدة لعلاج أنسجة الحبل الشوكي

مواد حيوية هجينة جديدة لعلاج أنسجة الحبل الشوكي
TT

مواد حيوية هجينة جديدة لعلاج أنسجة الحبل الشوكي

مواد حيوية هجينة جديدة لعلاج أنسجة الحبل الشوكي

تم إحراز تقدم كبير في أبحاث إصلاح أنسجة الحبل الشوكي وفقًا لدراسة حديثة من معهد «برنال» التابع لجامعة ليمريك نُشرت بالمجلة الدولية المرموقة «Biomaterials Research».
فقد طور باحثو جامعة ليمريك في آيرلندا مواد حيوية هجينة جديدة في شكل جسيمات نانوية تعتمد على تقنيات هندسة الأنسجة الحالية لدعم الشفاء والتجديد بعد إصابة الحبل الشوكي.
واستخدم فريق الجامعة بقيادة البروفيسور موريس كولينز الأستاذ المساعد بكلية الهندسة المؤلف الرئيسي وألكساندرا سيرافين طالبة الدكتوراه، مركب بوليمر جديدا موصلا بالكهرباء ونوعًا جديدًا من مواد السقالات لتشجيع النمو والتوليد. كنوع من الأنسجة الجديدة التي قد تساعد بعلاج إصابة الحبل الشوكي، وذلك وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.
ووفقًا للبروفيسور كولينز «لا تزال إصابة الحبل الشوكي من بين الإصابات الأكثر ضعفًا وتغييرًا للحياة التي يمكن أن يتعرض لها الشخص في حياته. حاليًا، لا يوجد علاج متاح على نطاق واسع لإصابة الحبل الشوكي. لذا فإن البحث المستمر ضروري لإيجاد علاج وتحسين نوعية حياة المرضى. لذلك يركز مجال البحث الآن على هندسة الأنسجة من أجل مناهج العلاج المتطورة».
وأفاد فريق البحث عن زيادة في الاهتمام بالسقالات المهندسة للأنسجة الكهربائية، والتي ينسبونها إلى نمو الخلايا وانتشارها المحسّن عند تعرضها لسقالات موصلة.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قال ألكساندرا سيرافين المؤلفة الرئيسية مرشحة الدكتوراه في «برنال» وكلية العلوم والهندسة بجامعة ليمريك «إن زيادة موصلية المواد الحيوية لإنشاء استراتيجيات العلاج هذه تركز عادةً على إضافة عناصر موصلة مثل الأنابيب النانوية الكربونية أو الموصلة والبوليمرات مثل PEDOT: PSS (وهو بوليمر موصل متوفر تجارياً تم استخدامه حتى الآن في مجال هندسة الأنسجة). ولسوء الحظ، لا يزال استخدام بوليمر PEDOT: PSS في التطبيقات البيولوجية يواجه قيودًا كبيرة. وعلى الرغم من أن البوليمر يعتمد على مكون PSS ليكون قابلاً للذوبان في الماء، إلا أنه يظهر توافقًا حيويًا ضعيفًا عند غرسه في الجسم. ويشير هذا إلى أن الجسم قد يتعرض لتفاعلات سامة أو مناعية بعد ملامسته لهذا البوليمر؛ وهي ليست مثالية للأنسجة التالفة التي يجب استعادتها. وهذا يقيد بشدة أي مكونات هيدروجيل يمكن استخدامها بنجاح لصنع سقالات موصلة».
وتبين سيرافين أنه «للتغلب على هذا التقييد، تم إنتاج جسيمات نانوية PEDOT جديدة (NPs) بدون الحاجة إلى PSS، وهو أمر ضروري للذوبان في الماء. حيث يتيح تركيب PEDOT NPs الموصلة التغيير المستهدف لسطح NPS لإنتاج استجابة الخلية المرغوبة وتحسين تنوع مكونات الهيدروجيل التي يمكن إضافتها».
وفي الدراسة الجديدة تم ربط PEDOT NPs المبتكر بمواد حيوية هجينة مصنوعة من الجيلاتين وحمض الهيالورونيك المعدل المناعي؛ وهي مادة صنعها البروفيسور كولينز على مدى سنوات عديدة في UL لصنع سقالات كهربائية متوافقة حيويًا لإصلاح تلف الحبل الشوكي المستهدف.
وفي هذا الاطار، تم إجراء بحث مكثف حول البنية والعلاقات الوظيفية لهذه السقالات المصممة بدقة لتحسين أدائها في موقع الإصابة، جنبًا إلى جنب مع البحث في الجسم الحي باستخدام نماذج إصابة الحبل الشوكي لجرذ؛ أجرته سيرافين فتم تحسين موصلية العينات عن طريق إضافة PEDOT NPs إلى المادة الحيوية.
ووفقًا للباحثين، تتوافق سقالات PEDOT NP المطورة مع الخصائص الميكانيكية للحبل الشوكي الأصلي؛ لأن الاستراتيجيات المصممة للأنسجة يجب أن تشبه الخصائص الميكانيكية للمواد المزروعة (الأنسجة محل الاهتمام).
وكشف الاختبار عن زيادة هجرة الخلايا المحورية نحو موقع إصابة الحبل الشوكي؛ حيث تم إدخال سقالة PEDOT NP بالإضافة إلى مستويات أقل من التندب والالتهاب مقارنة بنموذج الإصابة بدون سقالة.
وخلص فريق البحث الى ان نتائج الدراسة تُظهر إمكانات هذه المواد لإصلاح الحبل الشوكي.
وتوكد سيرافين أنه «سيتم تحسين تصميم السقالة بشكل أكبر في مشروع لاحق؛ إذ ستحتوي على تدرجات موصلية مع زيادة الموصلية نحو النهاية البعيدة للآفة لتشجيع تجديد الخلايا العصبية».


مقالات ذات صلة

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي: خيارات العلاج المستهدف

الصداع النصفي ليس مجرد صداع عادي يعاني منه الجميع في وقتٍ ما، بل هو اضطراب عصبي معقد يمكن أن يُشعر المريض وكأن العالم قد توقف.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

استشارات طبية: المغنيسيوم والنوم... وعدم تحمّل دواء خفض الكوليسترول

ما تأثير تناول المغنيسيوم الغذائي بالعموم، أو أقراص مكملات المغنيسيوم، على النوم؟

د. حسن محمد صندقجي

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».