«مهرجان شرم الشيخ» يسلط الضوء على رحلة المسرح العراقي

يمتد تاريخه لنحو 135 عاماً... والكنسية وجورج أبيض من أسباب ازدهاره

جانب من عرض «مخدة» العراقي (مهرجان شرم الشيخ المسرحي)
جانب من عرض «مخدة» العراقي (مهرجان شرم الشيخ المسرحي)
TT

«مهرجان شرم الشيخ» يسلط الضوء على رحلة المسرح العراقي

جانب من عرض «مخدة» العراقي (مهرجان شرم الشيخ المسرحي)
جانب من عرض «مخدة» العراقي (مهرجان شرم الشيخ المسرحي)

احتفى مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، برموز المسرح العراقي، ضمن فعاليات دورته السابعة الجارية، للحديث عن مسيرة ما يقرب من 135 عاماً على نشأة المسرح العراقي، ودوره وتأثيره في المنطقة العربية بحضور رموز الفن العراقي المعاصر، من بينهم الفنان مازن محمد مصطفى، والفنانة زهرة بدن، والفنانة آلاء حسين، والفنان جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، وعدد من الكتاب والنقاد والمؤرخين العراقيين.
الناقد والمؤرخ المسرحي العراقي حيدر منعثر حسين، تحدث خلال ندوة الاحتفاء بالمسرح العراقي، قائلاً، إن «نشأة المسرح في العراق لم تختلف كثيراً عن نشأته في دول العالم كافة، حيث لعبت الكنسية دوراً مهماً في ظهور المسرح العراقي، حينما قام قس عراقي شاب عام 1888، بترجمة نصوص عدة وتقديمها بشكل مسرحي في إحدى كنائس مدينة الموصل»، واعتبر منعثر، أن هذا «أمر طبيعي لأن الشعائر الدينية المسيحية تتضمن عدداً كبيراً من الفنون مثل النقوش المتواجدة على جدران الكنائس فتعتبر فناً تشكيلياً، وأيضاً الترانيم المقدسة تعتبر فنا موسيقياً».
كما أشار منعثر إلى دور «فرقة جورج أبيض المصرية في ازدهار المسرح العراقي، حيث كانت تزور مدينة بغداد في ثلاثينات القرن الماضي، وقدمت ألوان وأشكال الفنون المسرحية المختلفة، وعروضه متكاملة الأركان، فتعلم منها المسرحيون العراقيون، وقاموا بالاقتباس منها، فهذه الزيارات كانت سبباً رئيسياً في إشعال شرارة تأسيس شعبة الفنون التمثيلية بشكل رسمي في كلية الفنون الجميلة».
وأشاد منعثر حسين بعدد من القامات الفنية العراقية التي ساهمت في تطور المسرح العراقي خلال ستينات وسبعينات وثمانينات القرن الماضي، بعدما أوفد المسرح العراقي عدداً كبيراً من فنانينه وصناعه إلى مختلف دول العالم لكي يطوروا المسرح بالتعرف على أساليب المسرح الحديث، وكان على رأسهم الفنان إبراهيم جلال والفنان حق الشبلي الذي أتى لنا بالمسرح الواقعي، وأيضاً سامي عبد الحميد وبدر حسون.
ولأن المسرح يعد دائماً مرآة تعكس الواقع الذي نعيش فيه، فإن الظروف السياسية التي مرت بها العراق خلال السنوات الأخيرة، كانت سبباً رئيسياً في تراجع المسرح العراقي، بحسب حسين.
من جهته، قال المخرج مازن الغرباوي، رئيس مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي، إن «اختيار المسرح العراقي كضيف شرف الدورة السابعة، يعد امتداداً للعلاقات المصرية - العراقية المميزة عبر التاريخ وبالتحديد في مجال المسرح؛ فالمسرح العراقي له أياد بيضاء على المسارح العربية كافة في المنطقة، ولا بد من تعريف الأجيال الشابة والصغيرة بتاريخ مسارحنا العربية التي كان لها صولات وجولات كبرى، وقدمت عشرات الفنانين».
في حين اعتبر الناقد العراقي الدكتور عبد النبي الزيدي، أن المسرح العراقي يعد ركناً أساسياً في الفن العربي والخليجي، مشيداً بدور الفنانَين يوسف العاني وقاسم محمد في ريادة المسرح العراقي، مضيفاً إلى «الشرق الأوسط»، أن «الأول استطاع أن يحول الروايات العالمية بأبطالها العالميين لأبطال محليين شعبيين يستقطبون العامة في الشارع، أما الآخر فقد استطاع النهوض بمسرح التراث والمورثات الشعبية العراقية ويقدمها في أعمال مسرحية خفيفة».
المشاركة العراقية في النسخة السابعة من مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي هي الأكثر غزارة على المستوى العربي، حيث يكرم المهرجان رمزين من رموز الفن العراقي وهما الفنان مازن محمد مصطفى، والفنانة زهرة بدن، كما تشارك الفنانة آلاء حسين كعضو لجنة تحكيم مسابقة العروض المسرحية الكبرى.
وتشارك الفرق العراقية بعرض وحيد، وهو «مخدة» ضمن مسابقة العروض المسرحية الكبرى وهو من تأليف وإخراج منتظر سعدون، وفي مسابقات النصوص المسرحية والأبحاث، يشارك الدكتور علي محمد عبيد الكاظم في مسابقة «أبو الحسن سلام للبحث العلمي»، ببحث بعنوان «سيسولوجية الأمكنة وانعكاساتها في أداء الممثل المسرحي»، أما في مسابقة يسري الجندي للتأليف المسرحي فتشارك العراق بنص «سادل الحياة الطريف» في مسابقة النصوص الطويلة، أما في مسابقة النصوص القصيرة فتشارك العراق بنصين، وهما «دكة غسل الموتى» و«ستون دقيقة».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».