النفط يتراجع لأدنى مستوياته خلال العام بفعل اضطرابات في الصين

تذبذب أسعار الغاز بأوروبا مع تركز اهتمام السوق على الطقس والإمدادات

احتجاجات في الصين أكبر مستورد للنفط في العالم على سياسة «صفر - كوفيد» تهدد الطلب على الخام (أ.ف.ب)
احتجاجات في الصين أكبر مستورد للنفط في العالم على سياسة «صفر - كوفيد» تهدد الطلب على الخام (أ.ف.ب)
TT

النفط يتراجع لأدنى مستوياته خلال العام بفعل اضطرابات في الصين

احتجاجات في الصين أكبر مستورد للنفط في العالم على سياسة «صفر - كوفيد» تهدد الطلب على الخام (أ.ف.ب)
احتجاجات في الصين أكبر مستورد للنفط في العالم على سياسة «صفر - كوفيد» تهدد الطلب على الخام (أ.ف.ب)

تراجعت أسعار النفط، خلال تعاملات أمس (الاثنين)، مقتربة من أدنى مستوياتها هذا العام، بعدما أذكت احتجاجات على قيود «كوفيد - 19» الصارمة في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، المخاوف بشأن مستقبل الطلب على الوقود. وخسر خام برنت 2.35 دولار، أي 2.8 في المائة، ليجري تداوله عند 81.28 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:39 بتوقيت غرينيتش، بعدما انخفض في وقت سابق أكثر من 3 في المائة إلى 80.61 دولار، أدنى مستوياته منذ الرابع من يناير (كانون الثاني).
وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.67 دولار، أي 2.18 في المائة، إلى 74.61 دولار للبرميل. وكان قد هبط في وقت سابق إلى 73.60 دولار، مسجلاً أدنى مستوياته منذ 22 ديسمبر (كانون الأول) 2021. وسجل خاما القياس، اللذان بلغا أدنى مستوياتهما في 10 أشهر الأسبوع الماضي، خسائر على مدى ثلاثة أسابيع متتالية.
وقال هيرويوكي كيكوكاوا مدير عام البحوث في شركة «نيسان» للأوراق المالية، وفق «رويترز»: «الإضافة إلى المخاوف المتزايدة من ضعف الطلب على الوقود في الصين بسبب زيادة إصابات (كوفيد - 19) أثارت حالة الغموض السياسي الناجمة عن احتجاجات نادرة على قيود الحكومة الصارمة بشأن (كوفيد - 19) في شنغهاي عمليات بيع».
وتشهد الأسواق تقلبات قبيل اجتماع مجموعة «أوبك بلس» مطلع الأسبوع المقبل، وفي ظل بوادر على أن مجموعة الدول السبع ستفرض سقفاً على أسعار النفط الروسي.
والتزمت الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بسياسة «صفر - كوفيد» للرئيس شي جينبينغ حتى في الوقت الذي رفع فيه كثير من دول العالم معظم القيود.
ووقعت اشتباكات بين مئات المتظاهرين والشرطة في شنغهاي مساء الأحد، بعد اندلاع الاحتجاجات على قيود الصين الصارمة بشأن فيروس كورونا لليوم الثالث، وامتدادها إلى عدة مدن في أعقاب حريق أسفر عن سقوط قتلى في أقصى غربي البلاد.
وتجتمع مجموعة «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها بما فيهم روسيا، في الرابع من ديسمبر. وكانت المجموعة اتفقت في أكتوبر (تشرين الأول) على خفض الإنتاج بواقع مليوني برميل يومياً حتى 2023.
في الوقت نفسه، يناقش دبلوماسيون من مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي يتراوح بين 65 دولاراً و70 دولاراً للبرميل، بهدف الحد من الإيرادات التي تستخدم في تمويل هجوم موسكو العسكري بأوكرانيا دون تعطيل أسواق النفط العالمية.
وعن أسعار الغاز، فقد تذبذبت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا خلال تعاملات أمس، بعد أن حد قرار روسيا بعدم قطع التدفقات عبر أوكرانيا، من المخاوف من أن يؤدي الطقس البارد إلى زيادة الطلب. ووفقاً لوكالة «بلومبرغ»، تراجعت أسعار عقود الغاز الآجلة القياسية بنسبة وصلت إلى 2.9 في المائة، بعد تحقيق مكاسب طفيفة.
وقررت شركة «غازبروم بي جيه إس سي» الروسية للطاقة، عدم الحد من شحنات الغاز إلى مولدوفا عبر أوكرانيا، ما خفف من حدة المخاوف بأن ذلك كان سيؤدي ربما في نهاية المطاف إلى وقف الإمدادات بشكل كامل عبر هذا المسار.
وفي الوقت نفسه، تشير توقعات الأرصاد الجوية إلى أن درجات الحرارة ستكون أقل من المعتاد في أنحاء أوروبا خلال الأسابيع المقبلة، ما قد يزيد استخدام الغاز بغرض التدفئة.
وبدأت القارة موسم التدفئة الشتوي مع امتلاء المستودعات بشكل كامل، بعد جهود ضخمة للحصول على الغاز من أنحاء العالم، من أجل استبدال إمدادات الغاز الروسية. لكن احتمال حدوث موجة برد مصحوبة بتقليص المعروض، يثير مخاوف من أن السوق قد تتعرض لضغوط، ويمكن أن يتم استنفاد المخزونات بسرعة في الأشهر المقبلة.
وكان عملاق الطاقة الروسي قد حذر من أنه قد يحد من التدفقات عبر أوكرانيا، وهو المسار الأخير المتبقي للغاز الروسي إلى دول غرب أوروبا، بدءاً من هذا الأسبوع، في خضم نزاع بشأن الغاز لمولدوفا. غير أنه تم حل مسألة السداد الأخيرة بين تلك الدولة الصغيرة والشركة الروسية لإنتاج الغاز.


مقالات ذات صلة

كندا تتسابق لتصبح أكبر منتج لليورانيوم في العالم مع ارتفاع الطلب عليه

الاقتصاد أحد مناجم اليورانيوم في كندا (موقع الحكومة الكندية)

كندا تتسابق لتصبح أكبر منتج لليورانيوم في العالم مع ارتفاع الطلب عليه

تتسابق كندا لتصبح أكبر منتج لليورانيوم بالعالم استجابةً للطلب المتزايد على الطاقة النووية الخالية من الانبعاثات والتوترات الجيوسياسية.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
الاقتصاد نظام نقل الحركة للدراجات الكهربائية ذات العجلتين من إنتاج شركة «فوكسكون» (رويترز)

«فوكسكون» التايوانية تحقق إيرادات قياسية في الربع الرابع بفضل الذكاء الاصطناعي

تفوقت شركة «فوكسكون» التايوانية، أكبر شركة لصناعة الإلكترونيات التعاقدية في العالم، على التوقعات لتحقق أعلى إيراداتها على الإطلاق في الربع الرابع من عام 2024.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
الاقتصاد ورقة نقدية من فئة 5 دولارات مع علم أميركي في الخلفية (رويترز)

الدولار يواصل هيمنته في بداية 2025

سجَّل الدولار أعلى مستوياته في أشهر عدة مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، يوم الخميس، وهو أول يوم تداول في عام 2025، مستمداً قوته من مكاسب العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن - سنغافورة )
خاص سقوط جدار برلين كَسر القواعد التي كانت تنظّم التنافس بين القوى القديمة (غيتي)

خاص فشل القوة وثلاثة إخفاقات عالمية

هُزمت الولايات المتحدة في الصومال والعراق، ثم في أفغانستان، وسرعان ما ظهرت الصين بوصفها المستفيد الأكبر من العولمة، التي كانت تُحرر نفسها من المجال الأميركي.

برتراند بادي
الاقتصاد متعاملون أمام شاشة عرض أسهم في بورصة تايلاند (رويترز)

الأسواق الآسيوية تشهد تقلبات ملحوظة مع اقتراب نهاية العام

شهدت الأسواق الآسيوية تقلبات ملحوظة يوم الجمعة، مع تحركات متفاوتة للأسواق الإقليمية في ظل اقتراب نهاية العام.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.